أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فارس إيغو - حول التسمية الربيع العربي أم الثورات العربية














المزيد.....

حول التسمية الربيع العربي أم الثورات العربية


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 14:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هي ثورات عربية وليست بالربيع العربي، لأن المصطلح الأخير يوحي لنا بأن الأمور ستسير على خير ما يرام، ويخفي عنا كون الانقلابات الكبرى قد تنحرف غالبا نحو الحروب الأهلية وما يحصل فيها من مجازر جماعية. وهو ما حدث في الثورتين الكُبْريتين في العالم: الثورة الفرنسية عام 1789، والثورة البلشفية عام 1917، وانتهت الثورتين بالحروب الأهلية والمجازر الجماعية التي طالت مئات الآلاف من المخالفين والأبرياء.
الثورات العربية منذ أيامها الأولى في تونس رفعت شعار (إسقاط النظام) تحت التسمية الفرنسية الشهيرة (ديغاج أو ارحل)، وهذا أمر ليس باليسير، أقصد ترحيل أنظمة شرشت في مجتمعاتها لمدة خمسين عاما، وخلقت منتفعين، وبالخصوص في أجهزة الأمن والشرطة والقوات المسلحة والتشكيلات العسكرية الموازية (الحرس الجمهوري، سرايا الدفاع، سرايا الصراع، أجهزة مكافحة الإرهاب)، وكل هذه الأجهزة هي الجزء الصلب والأعنف من الدولة العميقة.
لكل ذلك، تأتي تسمية الربيع العربي بالمخاتلة، حتى تونس التي يمكن وصف ثورتها بالثورة البيضاء (أو ثورة الياسمين) حيث تم إسقاط الرئيس زين العابدين بن علي في خلال ثلاثين يوما، ولكن المشاكل مع الدولة العميقة والمحيط العربي والشرق أوسطي الرسمي المعادي للديموقراطية بدأت بعد إسقاط النظام، وانتهت هذه الصراعات مع وصول قيس سعيد إلى السلطة عن طريق الانتخابات، وبعد سنة من وصوله أسقط التجربة الديموقراطية بمساعدة الجيش وأجهزة الأمن والشرطة التونسية، وكذلك بمساعدة الجزائر الجارة التي يتحكم بها الجيش بالسلطة منذ انقلاب هواري بومدين عام 1965 ودول الخليج رأس الحربة العربية في الثورة المضادة التي قادتها روسيا والتحقت بها إيران مع بداية الثورة السورية في الخامس من آذار عام 2011.
في مصر، تبدو الأمور أكثر وضوحا من النموذج التونسي كون الثورة المضادة أرجعت مصر إلى المربع الأول، أي إلى النظام الذي حكم مصر في فترة السادات ومبارك، مع وجود هامش من الحرية الفكرية شرط أن لا تقترب من النظام السياسي وقدسية الجيش المصري، وكذلك نوع من أنواع تأليه الرئيس أو تحويله إلى فرعون.
الأخطاء التي ارتكبت في مصر نتيجة الخلط بين تسمية الحدث التاريخي بالربيع العربي أكبر من أن يتصورها العقل والمنطق السياسي السليم، فالجيش المصري في 11 شباط خرج منتصرا بعد خمسين عاما من التسلط على المجتمع المصري، واكتسب شرعية جديدة في الحفاظ على وحدة مصر أمام الفوضى العارمة التي يمكن أن تقع فيها مصر بالنظر إلى ما يحدث في ليبيا وسورية، وبالرغم من كل ذلك فإن النخبة السياسية المصرية بقيادة الإخوان والسلفيين قدموا ثلاثة مرشحين معروفين لرئاسة الجمهورية أمام المرشح الأكثر توازنا مع المرحلة الانتقالية، ومع فهم طبيعة المرحلة والعلاقة الدقيقة مع الجيش المصري، وهو السيد حمدين صباحي. انتهت الجولة الأولى من الانتخابات المصرية بتقدم مرشح الإخوان محمد مرسي، ونال نسبة 24،78% من الأصوات، أحمد شفيق (مرشح الجيش المصري والدولة العميقة والرأسمالية المصرية والأقباط المصريين) 23،66% من الأصوات، حمدين صباحي 20،72%، وبذلك أصبحت المواجهة في الجولة الثانية بين مرشح الإسلاميين محمد مرسي (وليس الثورة المصرية) ومرشح الجيش المصري الجنرال السابق أحمد شفيق، وانتهت الجولة الثانية بفوز محمد مرسي بفارق ضئيل جدا. هذه النتيجة كان يجب أن يستخلص منها تكليف شخصية متوازنة للقيام بمهمة رئيس وزراء، تكون مهمته السعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كافة التمثيلات السياسية للشعب المصري، والتخفيف من وطأة الإسلاميين على الحكم الجديد.
أعتقد أن الثورة المصرية على الخصوص، والثورات العربية على العموم، قد انهزمت في تلك اللحظة الحاسمة، أي في مايو/أيار 2012، وأن مصير ما سمي جزافا بـ (الربيع العربي) قد انتهت ليس بالخريف والشتاء الإسلامي، بل بمساعدة الإسلاميين، انتهت نحو تسليم معظم أوراقها للثورة المضادة، التي بدأت عربيا تتجسد مع انقلاب الجيش المصري في الثالث من تموز/يوليو 2013، ملتحقة بالثورة المضادة التي قادتها روسيا منذ اللحظات الأولى في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2010.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة ...
- النساء في إيران وتجديد دماء الثورة في العالم الإسلامي
- الهاربون من الاستبداد، والهاربون من الجوع والموت البطيء
- إشكاليّة مفهوم ((الأمة)) في الفقه السياسي الأصولي (قراءة نقد ...
- الحرب الروسية على أوكرانيا والنزعة السلافيّة المتطرفة في روس ...
- صراع الديموس والكراتوس في الديموقراطية على ضوء نتائج الدور ا ...
- الحملة الروسية على أوكرانيا وبداية تداعي الإمبراطورية الروسي ...
- هل يستطيع الرئيس الروسي أن يربح هذه الحرب؟
- الإصلاح الديني والإسلام السياسي في عصر النهضة بين القطيعة وا ...
- معضلة الإصلاح الديني ومقولة ((الإسلام الصحيح)) والحل التأويل ...
- الانسحاب الأمريكي من أفغانستان: ما هي العواقب الاستراتيجية
- تفكيك دعوى غياب الكهنوت في الإسلام؟ (الشيخ محمد عبده مثالاً)
- المعارضة السورية الجديدة، هل فعلاً من جديد؟
- الفلسفة في علاقتها مع العلم
- انقلاب دستوري في تونس
- محنة المثقف في العالم العربي والإسلامي (نصر حامد أبو زيد نمو ...
- قصة المجلس الوطني لإعلان دمشق (القسم الثاني)
- قصة المجلس الوطني لإعلان دمشق عام 2007 (إصلاح المعارضة السور ...
- هل كنا ساذجين؟ المعارضة السورية 1970 2020 (الجزء الأول)
- الغرب بين الإندماج والإدماج التماثلي


المزيد.....




- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فارس إيغو - حول التسمية الربيع العربي أم الثورات العربية