أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة؟ الجزء الأول















المزيد.....

كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة؟ الجزء الأول


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 14:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا بدّ من التنوية في التمهيد، على أهمية العودة الدائمة والهادئة لمفهوم العلمانية (بيداغوجياً وتحليلياً)، حيث أن النقاشات حول هذا المفهوم في المجال التداولي والثقافي العربي والإسلامي تميّزت بالتشنّج والعصبيّة في معظم محطاتها، منذ المحاورة الأولى بين الشيخ الإمام محمد عبده والمفكر النهضوي الحداثي فرح أنطون عام 1902، والتي انتهت إلى الفشل، وإلى الافتراق والخصومة بين التيارين الإسلامي والعلماني، وصولاً إلى الندوة التي أقيمت بنقابة الأطباء في مصر عام 1985 بعنوان «الإسلام والعلمانية»، وتحدث فيها الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي عن رؤية الإسلام في الموضوع، وتحدث الدكتور فؤاد زكريا عن رؤية العلمانية، والتي انتهت بسلام، بينما المناظرة الشهيرة التي عقدت في معرض القاهرة الدولي للكتاب في كانون الثاني/جونفيي عام 1992، وحملت عنوان «مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية»، وتواجه فيها من الطرف الإسلامي الشيخ محمد الغزالي، ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، والدكتور محمد عمارة، ومن الطرف العلماني فرج فودة ومحمد خلف الله أحد أعضاء حزب التجمع، فقد انتهت نهاية مأساوية باغتيال الشهيد فرج فودة بعد عدة أشهر على يد شاب لم يقرأ مقالة واحدة مما كتبه فرج فودة (1).
ونحن إذ نؤكد على حاجة العالم العربي والإسلامي إلى مفهوم العلمانية من أجل الولوج إلى عالم التعددية السياسية والأنظمة الديموقراطية، فإننا نعي السياق التاريخي والثقافي للمنطقة وشعوبها حيث أننا نرى بأن نموذج العلمانية الأكثر قدرة على التأقلم مع سياقاتنا الثقافية والحضارية الحالية هو نموذج العلمانية الهادئة والمنفتحة على الثقافة الدينية للشعوب العربية والإسلامية. أما الرفض المطلق لهذا المفهوم، فهو سيعرقل تقدم قضية المطالبة بالحرية والكرامة للإنسان العربي، الشعار الرئيس الذي رفعه جمهور الشباب الذي ملأ الساحات في الأشهر الأولى من ثورات الربيع العربي (تونس، مصر، ليبيا، اليمن، سورية، المغرب، في الموجة الأولى؛ والجزائر، السودان، في الموجة الثانية؛ والعراق ولبنان في الموجة الثالثة).
هل يمكننا البقاء طويلا خارج النقاشات التي تحدث في العالم، وفي الغرب بالخصوص، فيما يخص مفاهيم وتصورات العلاقة بين الديني وغير الديني على العموم، والديني والسياسي على الخصوص، والقول بأننا لنا خصوصيتنا التي تربط الدين بالدولة والسياسة من خلال مرجعية الشريعة الإسلامية؟
ولا بدّ في البداية من تحديد المصطلحات الأساسية والرائجة في الكتابات العربية التي تخصّ إشكالية العلاقة بين الديني وغير الديني على العموم، والديني والسياسي على الخصوص، قبل الدخول في صلب الموضوع.
1ـ مصطلح العلمانية، وهو يخصّ التمايز أو الفصل بين المؤسسات التابعة للدولة ومؤسسات السلطة الدينية، أي أن هذا المصطلح يخصّ الدولة ومؤسساتها .
2ـ مصطلح الدنيوة أو العلمنة، وهما يخصان التمايز أو الفصل بين النطاقات والمجالات غير الدينية (كالعلوم والاقتصاد والتجارة وغيرها) عن المجالات أو النطاقات الدينية (2)، أي أن هذا المصطلح يخصّ أكثر المجتمع المدني والمجتمع الإنتاجي والعلمي. وهو يعني أيضاً العمليات التاريخية التي تحققت فيها هذه الدنيوة والعلمنة، وكذلك العلمانية.
3ـ مصطلح العلمانوية، وهو مصطلح قليل التداول بين الباحثين العرب، ويشير إما إلى تعريف العلمانية الصلبة أو التعريفات التي تخص مصطلح العلمانية وتحتوي على حمولات معيارية كثيفة. وقد استعمله المفكر السوري حسام الدين درويش بهذا المعنى الثاني في كتابه «في المفاهيم المعيارية الكثيفة: العلمانية، الإسلام السياسي، تجديد الخطاب الديني» (3).
أولاً، ظهور مصطلح العلمانية والدنيوية في الغرب
علينا التمييز بين مصطلحين ظهرا في الغرب في القرن التاسع عشر وبدايات العشرين لتوصيف وضعية التمييز بين الديني والدنيوي بصورة عمومية، وبين الديني والسياسي بصورة خصوصية، هذان المصطلحان هما: العلمانية (Laïcité) المعروف أكثر في المجال التداولي والثقافي الفرنكوفوني، ومصطلح الدنيوية (Sécularisme) المعروف أكثر في المجال التداولي والثقافي الأنجلوفوني.
إن مصطلح العلمانية كـ «اسم» و «موصوف» له استخدام وأصل حديث نسبياً. وعلينا الانتظار حتى أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر حتى تتحول الصفة «علماني أو لاييكي» إلى اسم وموصوف يدل على ما هو ليس دينياً ولا كهنوتياً، ومن ثم يتطوّر إلى ما يسمى اليوم بالتمييز أو الفصل بين الديني والسياسي والسياسي والديني. وسوف يقدم السياسي الفرنسي فرديناند بويسون (1841 ـ 1932) أول تعريف استدلالي للمفهوم في عام 1887 في قاموس علم أصول التدريس والتعليم الأساسي، ويعتبر هذا القاموس عبارة عن الكتاب المقدس للمدرسة الجمهورية اللائيكية، ومع هذا القاموس ظهر لأول مرة مفهوم الدين العلماني في فرنسا المشهورة بعلمانيتها التي تمنع كل وجود للدين في المجال العام (4). أما الصفة «لاييك أو علماني»، فتجد أصولها في التراث اليوناني في الكلمة «لاووس أو الشعب» (Laos)، التي ستتحول في العصور الوسطى اللاتينية التي هيمنت عليها ثقافياً الكنيسة إلى «لاييك أو علماني» (laïc) وهي صفة تدل على الشخص الذي يخدم في الكنيسة من دون أن ينتمي إلى النظام الكهنوتي، ولا يرتدي ملابس خاصة بل، يلبس كما يلبس الشعب، وهذا أصل كلمة العَلمانية في اللغة العربية (5).
بالنسبة لمصطلح السيكولاريزم (sécularisme) و(sécularisation) باللغة الفرنسية، وفي اللغة العربية (الدنيوية والدنيوة)، فأصل الكلمة من اللغة اللاتينية (seculum) وتعني القرن (siècle) أو العالم (monde). وقد دخل المصطلح إلى التداول اللغوي والثقافي بمناسبة معاهدة ويستفاليا (1648) (6)، عندما انتقلت ممتلكات وأراضي الكنيسة الكاثوليكية إلى أيدي مالكيها المدنيين. كما يحدد في القانون الكنسي عودة أعضاء رجال الدين إلى وضع الناس العاديين. ومنذ القرن التاسع عشر، أصبح معناه يتجه نحو الدلالة على استقلالية الهياكل والبِنى السياسية والاجتماعية في العلاقة مع الدين. وبهذا المعنى، تعتبر الدنيوة من سمات الحداثة وفقاً للفيلسوف الألماني يورغن هابرماس وقد درسها علماء الاجتماع مثل دوركهايم وماكس ويبر. وهذا الأخير، يضع الدنيوة أو العلمنة في الظاهرة الأوسع المتمثلة في نزع السحر عن العالم والاتجاه نحو العقلنة. إذا كانت العلمنة أوالدنيوة تهمان المجتمع ككل، فلا يجب الخلط بينها وبين العلمانية التي تخصّ الدولة ومؤسساتها (المدرسة، المؤسسة التشريعية والقانونية، الجيش والبوليس، إلخ).
إن فكرة الدنيوة أو العلمنة حديثة العهد وسوف تظهر في الفلسفة السياسية الألمانية في القرن العشرين، ولا سيما عند كارل شميت وكارل لويث وهانس بلومنبرغ، ولكن، المحتويات العقائدية المرتبطة بإشكالية عواقب فقدان تأثير الدين على المجتمع في الحداثة كانت موجودة مسبقاً، ولا سيما في أعمال فلاسفة أوروبيين عديدين، وبالخصوص عند الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (7). يظهر معنى مصطلح الدنيوة أو العلمنة بالفعل في كتابات العهد الجديد، ولا سيما عند القديس بول، حيث يشير به إلى «القرن» أو «العالم»، ما يعني الطابع «الزمني» للعالم، والبعد «الدنيوي» للحياة الإنسانية، المرتبطة ببعد الخطيئة في المسيحية. وبالتالي، العودة إلى القرن أو إلى العالم تعني العودة إلى العالم «المدنس profane»، أي العالم الروماني والإغريقي السابق على المسيحية . ويظهر المصطلح لأول مرة في أحد أعمال كارل شميت «اللاهوت السياسي» عام 1922 ، مشيراً إلى الترجمة إلى السياسة الحديثة للمفاهيم المشتقة من اللاهوت وإعادة استثمارها في مفردات الحياة السياسية، يقول شميت: «كل مفاهيم نظرية الدولة الحديثة هي مفاهيم لاهوتية معلمنة أو مدنيوة» (8).
بداية التلقي العربي لحالة التمايّز والتمييز بين الدنيوي والسياسي جاءت بصورة شبه حصرية من المجال التداولي والثقافي الفرنكوفوني، وبالتالي، كان مصطلح العلمانية هو المصطلح الرائج في الفكر العربي المعاصر والحديث اعتباراً من النصف الثاني من القرن المنصرم بينما، مصطلح الدنيوية (السيكولاريزم)، والدنيوة (السيكولاريزاسيون)، ظهرا بشكل متأخر، وبالخصوص مع تطور الكتابات السوسيولوجية (أي في علم الاجتماع)، وكذلك ظهور فئة المختصين في علم الاجتماع في العالم العربي، وبالخصوص في دول المغرب العربي (تونس والمغرب) (9).
لم تعد العلمانية نقاشا محصورا من قبل الفلاسفة فقط حول رؤية العالم، هل يجب أن يكون دينيا أ و غير دينيا، فمع دخول علماء الاجتماع على هذا الخط، بدأوا يدلون بدولهم في هذا الموضوع. ونعرف أنّ المشتغلين في علوم الاجتماع يدخلون معطيات الواقع المقاس بأساليب مختلفة مثل الإحصاء وسبر الآراء وغيرها، إلى الدراسات النظرية القائمة فقط على الفكر التجريدي والتأملي. ومن نتائج هذه الدراسات الاجتماعية ثنائية الدين والتدين، التي فتحت آفاق كبيرة في دراسة الفكر الديني وتحولاته عبر المكان والزمان. لم نعد نكتفي بإطلاق أطروحات اعتبارا عن رؤى تأملية ونظرات عامة للمجتمع بل، بناء على معطيات الواقع المقاسة عن طريق الدراسات الاجتماعية الميدانية.
ثانياً، كيف تلقينا مفهوم «العلمانية» في المجال التداولي العربي والإسلامي؟
لقد ظهر مفهوم العلمانية قبل ظهور المصطلح نفسه في الكتابات العربية في عصر النهضة.
هناك لحظتان مهمتان في بدايات تلقي معنى الفصل أو التمايز بين الديني وغير الديني، وبالأخص الديني والسياسي. اللحظة الأولى كانت مع المعلم بطرس البستاني (1819 ـ 1883)، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، واللحظة الثانية مع المفكر الحداثي فرح أنطون (1874 ـ 1922) في بدايات بدايات القرن العشرين.
وفي اللحظتين، لم يجرِ استعمال مصطلح العلمانية، وإنما استعيض عنها بمفاهيم أخرى تشير إلى معنى الفصل والتمييز بين السياسي والديني أوالديني والسياسي.
لا يُعرف إلى يومنا هذا النص العربي الأول الذي ظهرت فيه كلمة «العَلمانية» ، وما نعرفه هو، أنّ هذه الكلمة بدأت تظهر في الكتابات السياسية والفكرية والفلسفية في النصف الثاني من القرن المنصرم.
لكن، لا ننسى أن كلمة (علماني أو لاييك باللغة الفرنسية) موجودة في مدونات الكنيسة العربية منذ قرون (على الأقل منذ القرن العاشر الميلادي)، وتعني الشخص المدني الذي يعمل داخل الكنيسة من دون أن يكون رجل دين أو يلبس ملابس دينية، ولا زالت إلى يومنا هذا تُستعمل في مدونات وكتابات الكنيسة المسيحية في العالم العربي.
وسأفصل الحديث في هاتين اللحظتين في الجزء الثاني، مع الإشارة إلى رسالة الأفغاني الشهيرة « الرد على الدهريين» التي ترجمها إلى العربية الشيخ الإمام محمد عبده.
الهوامش
(1) انظر أيضاً المحاورة التي دارت على شاشة التلفزيون السوري عام 1985 بين المفكر طيب تيزني والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في جزأين ، حول الاجتهاد والنص.
الجزء الأول:
https://youtu.be/PQqawHn-0l0
الجزء الثاني:
https://youtu.be/PQqawHn-0l0
تاريخ اليوتيوب عام 2015، ولكن بالنسبة لتاريخ المناظرة فقد جرت عام 1997، وليس عام 1985 كما هو وارد في بعض المواقع على الإنترنيت.
ولا ننسى أخيرا المناظرة الشهيرة بين الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور صادق جلال العظم، والتي جرت عام 2002 ضمن برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه المذيع السوري فيصل القاسم عبر قناة الجزيرة.
https://youtu.be/l1YitjrzwkA
(2) إن ما يسمى بـ «الاقتصاد الإسلامي»، الذي ظهر منذ نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن المنصرم، هو نزع الدنيوة والعلمنة عن الاقتصاد، وفي نفس الوقت إعادة أسلمته، بمعنى عودة إلى أن يكون تحت وصاية الدين والأخلاق الإسلامية.
(3) حسام الدين درويش «في المفاهيم المعيارية الكثيفة: العلمانية، الإسلام السياسي، تجديد الخطاب الديني»، تقديم ساري حنفي (الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، إسطنبول، الطبعة الأولى 2022).
الكتاب هو محاولة لردم الهوة بين التيار الإسلامي والتيار العلماني، والخروج من المثنويات التي يقصي كل طرف فيها الطرف الآخر، كما هي الحال في المثنوية الاستقطابية الحادة: إسلامي/علماني.
(4) يستند بعض السياسيين والمفكرين في فرنسا على هذا التصور الذي يحصر الدين في حدود الضمير الخاص، لمنع الحجاب في المدارس، وحتى المطالبة بمنعه من جميع مؤسسات الدولة التعليمية وغير التعليمية، والقطاع الخاص، ومنهم من يذهب إلى حدود منعه في المجال العام بما فيه الشارع، وهو أمر مستحيل في ظل نظام ديموقراطي.
(5) أي أن العلمانية لا علاقة لها بالعلم كما يدعي الإسلاميون والإسلامويون. فالعلمانية كمصطلح ليست من العِلم بل من العَالم، ولذلك تلفظ بـ العَلمانية (بالفتحة) وليس العِلمانية (بالكسرة).
الشيخ اللبناني عبد الله العلايلي اعترض على طريقة اشتقاق المصطلح من العَالم، وقال بأن الاشتقاق الصحيح هو العَالمَانية وليس العلمانية، وهو اعتراض مقبول، ولكن جرى العرف على هذا الاصطلاح (ولو المغلوط لغوياً)، ونعرف أن قاعدة التوافق والعرف في الاستعمال كانتا في أصل تسمية الكثير من المصطلحات في اللغة العربية وغير العربية.
(6) تُعَدّ معاهدة وستفاليا هي بداية تشكّل الدول ـ الأمم (أو الدول القومية) في أوروبا، ويعدّها الفرنسي من أصل إيراني برتراند بادي المتخصص في العلاقات الدولية بداية لتشكّل أول نظام دولي في العالم على المستوى الأوروبي، حيث مثلت أوروبا في نهاية عصر النهضة (القرن السادس والسابع عشر) العالم بمعنى ما.
(7) يُعدّ نيتشه أول من أعلن صرخته المدوية عن «موت الله». ظهرت هذه الصرخة لأول مرة تحت قلمه عام (1882) في كتابه «العلم المرح Le Gai Savoir »، ويقصد فيها بداية لظهور الإلحاد بصورة علنية، وكذلك لانخفاض السلوك الديني والممارسات الدينية، وأيضاً بداية تحرّر كثير من المجالات الاجتماعية من سيطرة الخطاب الديني في العوالم الأوروبية.
ويفضل الكثير من الفلاسفة العرب استعمال مصطلح «موت الرب» بدلاً من «موت الله»، وهو ـ في من وجهة نظري ـ نوع من الشعور بالتميّز والميل نحو عدم المشاركة في النقاشات الأكاديمية التي تخصّ الكثير من المصطلحات ذات الصدى والمضامين الكونية.
(8) كتاب «اللاهوت السياسي» لكارل شميث تُرجم مؤخراً إلى اللغة العربية، وقد قام بترجمته رانية الساحلي وياسر الصاروط، وهو من منشورات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى بيروت كانون الثاني/جونفيي عام 2018.
في هذا الصدد، فإن وائل حلاق صاحب «الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي» يستعمل في كتابه هذا المفهوم عند كارل شميث بإفراط شديد، وحتى من دون أي حسّ نقدي، وذلك في استعراضه للدولة الحديثة في الفصل الثاني.
(9) علينا التنويه بأن علوم الاجتماع عالجت مسألة الدنيوي والديني في كافة مجالاتها من دون التركيز فقط على المجال السياسي، بمعنى آخر، كانت الدراسات الاجتماعية تبحث في عملية الدنيوة أو العلمنة كصيرورة تاريخية، أي تحرر مجالات العلم والاقتصاد والأخلاق وغيرها من المجالات المجتمعية من وصاية الخطاب الديني، من هنا نفهم هيمنة مصطلح «العلمنة» أو «الدنيوة» في كتابات علماء الاجتماع العرب حول هذا الموضوع.
انظر كتاب عزيز العظمة «العلمانية من منظور مختلف: الدين والدنيا في منظار التاريخ» (مركز دراسات الوحدة العربية، 1992).
حاول العظمة التركيز في كتابه على السياق التاريخي الذي ظهر في مصطلح العلمانية وتطبيقاته السياسية في الغرب، أي أنه ركّز على ما نسميه بالعلمنة والدنيوة، واعتبرهما حتمية تاريخية لا يمكن أن نتجنبها إلا في الغرق في البربرية والعصور الوسطى في أحلك مراحلها.
وكذلك ثلاثية عزمي بشارة في « الدين و العلمانية في سياق تاريخي».
1ـ الجزء الأول: الدين و العلمانية في سياق تاريخي: الدين والتديّن (المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات، الدوحة - بيروت صدرت الطبعة الأولى 2013)، عدد الصفحات 496 من القطع الكبير.
2ـ الجزء الثاني ـ المجلد الأول: الدين و العلمانية في سياق تاريخي: العلمانية والعلمنة الصيرورة الفكرية (المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات، بيروت الطبعة الأولى 2014)، عدد الصفحات 912، من القطع الكبير.
3ـ الجزء الثاني ـ المجلد الثاني الدين و العلمانية في سياق تاريخي: الصيرورة التاريخية وعملية العلمنة (المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات، الدوحة – بيروت الطبعة الأولى 2014)، عدد الصفحات 480 صفحة من القطع الكبير.
والكتاب دراسة تاريخية عن تطور العلمنة والعلمانية في الغرب، حيث وضع بشارة العلمانية والعلمنة في سياق تاريخي صيروري. وفي نفس الوقت محاولة لتفكيك السرديات الكبرى المحيطة بمفهومي العلمنة والعلمانية (انظر في هذا الصدد كتاب «نظرية العلمانية عند عزمي بشارة: تفكيك السرديات الكبرى للعلمنة والعلمانية» للباحث مصطفى آيت خراوش).



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء في إيران وتجديد دماء الثورة في العالم الإسلامي
- الهاربون من الاستبداد، والهاربون من الجوع والموت البطيء
- إشكاليّة مفهوم ((الأمة)) في الفقه السياسي الأصولي (قراءة نقد ...
- الحرب الروسية على أوكرانيا والنزعة السلافيّة المتطرفة في روس ...
- صراع الديموس والكراتوس في الديموقراطية على ضوء نتائج الدور ا ...
- الحملة الروسية على أوكرانيا وبداية تداعي الإمبراطورية الروسي ...
- هل يستطيع الرئيس الروسي أن يربح هذه الحرب؟
- الإصلاح الديني والإسلام السياسي في عصر النهضة بين القطيعة وا ...
- معضلة الإصلاح الديني ومقولة ((الإسلام الصحيح)) والحل التأويل ...
- الانسحاب الأمريكي من أفغانستان: ما هي العواقب الاستراتيجية
- تفكيك دعوى غياب الكهنوت في الإسلام؟ (الشيخ محمد عبده مثالاً)
- المعارضة السورية الجديدة، هل فعلاً من جديد؟
- الفلسفة في علاقتها مع العلم
- انقلاب دستوري في تونس
- محنة المثقف في العالم العربي والإسلامي (نصر حامد أبو زيد نمو ...
- قصة المجلس الوطني لإعلان دمشق (القسم الثاني)
- قصة المجلس الوطني لإعلان دمشق عام 2007 (إصلاح المعارضة السور ...
- هل كنا ساذجين؟ المعارضة السورية 1970 2020 (الجزء الأول)
- الغرب بين الإندماج والإدماج التماثلي
- تطور مفهوم الأيديولوجيا عند المفكرين الماركسيين


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة؟ الجزء الأول