محمد عبابو
الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 09:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من خلال التوغل و التعمق أكثر في فلسفة الممارسة الرياضياتية و علاقتها بالدين عامة و المعتقد خاصة فإن القول بأن الأعداد ليس لها نهاية يولد ذلك التضارب و التنافي للمؤمن بوجود ووحدانية الله في الصفات، لأن القول بلانهاية الأعداد يعني صفة شرك بالله، فالإيمان بأزلية الله و سرمديته و لامحدودية كيانه بزمن يفرض على المؤمن و المتبني للوحدانية لله عزوجل أن يتخلى عن القول بأن الأعداد ليس لها نهاية. لانه من المعروف أن الله يتفرد بالصفات وحده ومن واجبات الإيمان به بإسناد الصفات الخاصة به وحده و عدم إسقاطها على أي من خلقه، فهو الأول بلا ابتداء و الآخر بلا انتهاء، وهو اللانهائي و الأبدي بلا تقدير، مما يعني أن ممارسة الرياضيات و هي تتضمن القول باللانهاية أو الأعداد ليس لها نهاية يوقع الممارس من المسلمين و كل من يؤمن بالله في إسناد صفتين من اللانهاية، صفة لله و صفة للأعداد و هذا ما يعني جعل الخالق و الله يتشارك صفته مع عنصر رياضياتي و هي الأعداد و هذا بالفعل يعد شرك من منظور التعريف الاصطلاحي للشرك و صفات و خصائص الوقوع فيه.
و كذلك اللامؤمن بالله من ملاحدة و لادينيون و لا أدريون كذلك يلزمهم نفي خرافة ووهم اللانهاية أو اعتبار أن الاعداد ليس لها نهاية لكي لا يقعوا في ذلك التضارب و التنافي و الصراع الايماني من جهة بمادية الكون و بداية كل شيء من جهة اخرى كذلك، فالملحد و في نظرته للوجود المادي يعتمد على رؤى فلسفية مادية للعالم أي نفي الخلق القائم على وجود صانع و مبتكر و الإعتماد على نظرية الانفجار العظيم و السوبرنوفا و الكون الذي تشكل بمحض صدفة، فالايمان بالمادة و نفي الخالق هو يعني كذلك نفي اللاموجود فعلا بتجربة الملموس و كذلك هكذا اللانهاية في الرياضيات او القول بلانهائية الأعداد فلا يوجد تبرير واقعي بتجربة ملحوظة و حسية كأن يقوم شخص ما بالعد نحو زمن لانهائي دون توقف، أو رسم خط مستتقيم حقيقي و ملحوظ لا يمكن تقدير طوله بسببية القياس اللامحدود للشكل و تجاوزه مثلا الحدود المادية الحقيقية للكون.
#محمد_عبابو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟