أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - حوار حضاري يمتح من ثقافة الاعتراف















المزيد.....

حوار حضاري يمتح من ثقافة الاعتراف


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


جرى هذا الحوار في مناسبتين. المناسبة الأولى هي عندما كتب ذات يوم أحد اصدقائي الأكاديميين في تعليق منه على هامش الحلقة الخامسة من سلسلتي عن الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل ما يلي:
“الأستاذ رباص، لقد اتحفتني بكل ما في الكلمة من معنى بمشاركتك لهذا الموضوع الشيق واعدتني الى الوراء عشرات السنين حين دفنت انفي ذات مرة في كتاب لهوسرل وهو دروسه في نظرية المعنى Leçons sur la théorie de la signification الذي تحدثت عنه في مقالك الشيق ..ترجمتك رائعة وقلمك نافذ ورائع وأمثالك ناذرون في وسط ثقافي يحلق على علو منخفض..دامت صداقتنا أيها الشهم الكبير”.
وفي مساء الغد، عاد نفس الصديق ليكتب تعيلقا آخر على هامش الحلقة السابعة من سلسلتي عن هوسرل، منوها بعملي بغير قليل من الثناء حيث كتب في حقي هذه الكلمات المعبرة: ” انت تحلق على علو مرتفع صديقي العزير واجنحتك سامقة. كل ما اتمناه هو ان ينتبه الكتاب والأدباء لهذه الترجمات البعيدة الغور”. بدوري، أردت التفاعل معه فكتبت ما يلي:
“ليس من قبيل إفشاء سر إذا بحت لك بشيء أدركه ببداهة وهو أن الكتابة فيها وفيها..فيها ما هو لحظي، “Jetable” لا قدرة له على مقاومة التلف السريع بحيث سرعان ما ينسى، وهذا ما حدا بالفيلسوف الراحل محمد عزيز الحبابي لأن يقول لصحفيين كانوا بحضرته في احدى المناسبات: "أنتم تكتبون أشياء قابلة لأن تنسى بسرعة..."
هذا النوع من الكتابات ليس فيه نفع يذكر لمن يبحث عن المعلومات الغميسة البانية للثقافة العلمية الرزينة..على خلاف ذلك، هناك كتابات تتنطع على النسيان وتريد أن تكتسب قيمة لا تبلى، وأن تؤسس للمعرفة العلمية اعتمادا على مصادر موثوقة..لهذا، صديقي، تراني أبذل كل ما أوتيت من جهد لأكتب شيئا نافعا يقدم اضافة نوعية لمشهدنا الثقافي ويفتح نوافذ على نطريات ومقاربات علمية وفلسفية جديدة تمخضت عنها تجارب أمم أخرى نشكل الأخر المتقدم بالنسبة لذاتنا القومية أملا في مساعدتها على تدارك تخلفها وتقويم عثراتها..والله المستعان..”
بالطبع، كانت هذه الفقرة التي ارتجلتها حافزا لصديقي على اغناء هذا الجدل الفيسبوكي حيث دون فقرة أكبر حجما يعرب في بدايتها عن مجاراته لمسعاي النبيل فكتب هذه الكلمات:
“بوركت صديقي العزيز، وكذلك نفعل من موقعنا في مادة الاقتصاد السياسي والتنمية والحكامة ولا ننسى نصيبنا من الأدب والفكر والتصوف وباقي العلوم لأننا نجد متعة في ذلك ونجد أداء ديداكتيكيا في الاقتصاد السياسي الذي يعتبر رافدا أصيلا من روافد علم الاجتماع، وكل ذلك في سبيل محو ظلامية الجهل والظلم بتركيبته القوية في مجتمعاتنا العربية؛ ظلم الحقوق، وظلم المجال، وظلم الإنسان.. (في هذا السياق، نشرت عبر حلقات اطروحة في الاقتصاد السياسي تعري الظلم الحاصل في هذا الجانب، وتكشف خبايا اللعبة التي شابت عملية خصخصة القطاع العمومي الذي يعتبر ملكية محفظة لفائدة الشعوب التي انعتقت من نير الاستعمار، غير أن ريعها المالي سرعان ما آل إلى فئات ذات نفوذ، وبعد فتح رؤوس الأموال العمومية في غفلة عن الشعب صاحب هذا العقار الكبير تحولت هذه القطاعات الى إقطاعات ذات طابع فيودالي عن طريق لبرلة الاقتصاد والانفتاح والسوق الحرة وما إلى ذلك.. نقدم هذا الوعي الفكري بنظريات علماء الاقتصاد الكبار ليخول وجهة النظر في الوعي السياسي عند القاعدة المغربية التي تنغمس في الثقافة الحزبية والنقابية حنى الأذنين، ولا تعرف شيئا عن الاقتصاد كعلم. وقد راعني وزير في الحكومة جهله بتعريف المنظومة الاقتصادية الاستثمارية.."
اما المناسبة الثانية فهي حين قرأت لصديقي الجامعي فقرة سرعان ما تفاعلت معها بطرح هذه الأسئلة:
“هؤلاء الذين أتى الدكتور ميلود عضراوي في تدوينته الأخيرة على جرد صفاتهم (مثقفين خونة وأقلام مرتزقة ودبلوماسيين جشعين ورجال أعمال) ممن ساعدوا إسرائيل على تنفيذ المشروع الصهيوني الرامي إلى تقويض الثقافة العربية، أليس لهم زعماء يقودونهم ويوجهونهم؟ أليست لهم منظمات تحميهم وتوزع الأدوار عليهم؟ وما هي المستندات المعتمدة في الحكم عليهم؟ إلخ..
بصفة عامة، يحفز موقع التواصل الاجتماعي الناس على الكتابة. كل واحد يلغي بلغوه. هذا شاعر مرهف الإحساس يتظاهر بأنه يمارس طقوسه الدينية بانتظام إلا أنه لا يبين عن إعجابه إذا ما صادف قصيدة أو شذرة شعرية مصحوبة بصورة كاتبتها حتى لا يقال لقد سقط في أحابيل جمالها، وهذا دكتور في عجلة من أمره يعرض على أصدقائه الافتراضيين والواقعيين خلاصات لبحث حول موضوع خطير وحساس يتطلب إنجازه إجراء تحقيق معمق وتقص شاق.
لا أظن بتاتا أن صديقي الجامعي ينتمي لهذا الصنف الأخير..ربما له منهجية خاصة يشتغل بها..فعوض أن ينطلق من المقدمات، يحبذ – ربما – المشي في الاتجاه المعاكس؛ أي من الخواتم إلى المقدمات..هذا القلب مسموح به من وجهة نظر الخيال السوسيولوجي كما عرفه عالم الاجتماع الأمريكي رايت ميلز..
ربما لن يروق الأسلوب الذي كتبت به هذه الرسالة الأستاذ الموجهة له، لذا أقول له: أنا أتحدث عن الفيسبوك وما داير في عباد الله..أنت، يا أستاذ، عبرت عن افتراضات وأحكام هي في حاجة الى بحث وتمحيص واستقصاء. ما أريد قوله هو أن المرء، خاصة إذا كان أستاذا جامعيا وباحثا، مطالب بتعزيز أقواله وأحكامه بحجج وأدلة مقنعة، لا إطلاق الكلام على عواهنه دون سند يدعمه. في الحقيقة، الموضوع الذي أثرته في تدوينتك يحتاج إلى مشروع بحث، وقد اعتقدت أنك بصدد الإعداد له. ولتعلم، عزيزي، أني لا أبغي من خلال التفاعل معك سوى تطوير النقاش والرفي به إلى مستوى الصفوة المستنيرة لا النزول به إلى مستوى االرعاع وأنصاف المتعلمين.
لم يقف هذا الجدل الفيسبوكي عند هذا الحد إذ أبى صديقي الأكاديمي إلا إغناءه من خلال تعقيبه على الفقرة ما قبل الأخيرة حيث أوضح أن الافتراضات والأحكام ليست موضع حديثه. لقد تحدث عن مرحلة الانفتاح الساداتية التي كانت فاتحة لنشر المشروع الصهيوني في مصر وبعض الدول العربية.ثم أضاف أن هذا المشروع تزعمه كتاب وفنانون وشعراء يطبعون مع الصهاينة وينشرون كتاباتهم لتفسير المخطط السلمي المزعوم الذي برز بعد مرحلة توقيع اتفاقية كمب ديفد وزيارة السادات إلى اسرائيل.
هنا تساءل الأستاذ الجامعي والمفكر الاقتصادي: ألا تتفق معي أنها مرحلة خيانة بالنسبة لهؤلاء الكتاب في الشرق العربي وحدا حدوهم فيما بعد نخبة من الكتاب العرب في مجموع الوطن العربي؟ وفي إطار الدفاع عن نفسه كتب أن ذلك هو قصده مؤكدا على أن الموضوع يدور حول اشكالية التطبيع وما انتجته فيما بعد من انهزامية لا أقل ولا أكثر. وفي نفس الإطار نفى صديقي المدون أن يكون كلامه مطلوقا على عواهنه مشيرا إلى أن هذه اشكالية ثقافية كبرى تحدتت عنها المؤلفات والكتابات والأبحاث وإلى أن الموضوع يتعلق بما هو عربي عام لا يخص جهة معينة. وفي الأخير يعترف بأنه فهم من الفقرة الرابعة قصدي وأنه سليم الطوية ويتحرى الحقيقة.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الخامس والأخير)
- مناضلو حزب الشمعة بكلميم يتوجهون بمطالبهم إلى الجهات المختصة
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الرابع)
- الاشتراكي الموحد بتمارة يدعو لإنصاف الكيشيين وسكان دور الصفي ...
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الثالث)
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الثاني)
- ورزازات: المكتب المحلي للاشتراكي الموحد ضاق ذرعا بما تتعرض ل ...
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الأول)
- تقرير مفصل حول ملف عقاري رائج حاليا بردهات محكمة الاستئناف ب ...
- المحطات الأساسية في حياة العلامة ابن خلدون
- المغرب: العوامل المتحكمة في غلاء أسعار الخضروات واللحوم من م ...
- فلسفة الأنوار وموت الموت حسب ماريو يونو ماروزان
- جمال العسري ينخرط في موجة انتقاد آخر جلسة حوارية بين النقابا ...
- عن الأدب المكتوب في المعتقلات النازية والستالينية
- الدولة الاجتماعية وفق صنافة غوستا إسبينغ أندرسن
- تفاصيل اختفاء أغاثا كريستي عن الأنظار
- هل ستؤدي المصالحة بين الرياض وطهران إلى وقف الحرب في اليمن؟
- الحمض النووي اامستخلص من خصلة شعر بيتهوفن يكشف عن أمراضه
- ميشال مافيزولي عوج بن عنق السوسيولوجيا الفرنسية
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت-قواعد لتوجيه الفكر-


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - حوار حضاري يمتح من ثقافة الاعتراف