أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الثالث)














المزيد.....

لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الثالث)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 04:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دافع هذا الشخص المنعزل في زنقة أولم عن مواقف المعارضة في وقت مبكر جدا. في عام 1948، تولى إدارة "حلقة بوليتسر" التي أسسها طلبة المدرسة العليا للأساتذة: باعتبارها بنية غير رسمية تدعو المحاضرين الشيوعيين على وجه الخصوص، كانت هذه الحلقة تتمتع بميزة عدم الاعتماد المباشر على جهاز الحزب. كتب "تقرير خلية ENN-Langevin إلى مؤتمر قسم الدائرة الخامسة"، بتاريخ 15 و16 ماي 1954"، انتقد فيه بشدة أطروحات وممارسات الحزب.
فإذا كانت "إدانة انحرافات الرفيق ليكور" مبررة ، فإن وجودها يرجع: "
1) إلى عدم الملاءمة الأيديولوجية الموجودة على جميع مستويات الحزب ... - وجها لوجه مع القادة ...
3) إلى الطابع الرسمي الذي لا يزال في كثير من الأحيان في حاجة إلى النقد والنقد الذاتي".
وبالمثل، إذا تم التخلي عن "الانحراف اليساري" لنظرية العلمين، "فإننا نعتقد أن هذا السؤال" بشكل أساسي "لم يتم توضيحه بشكل مرضٍ بعد" وأن التبريرات التي قدمها "الرفيق كانابا غير مؤهلة". لذلك طالبت الخلية بشكل أساسي "بأن يعزز الحزب مساعدته للمثقفين حتى يدرسوا ويستوعبوا أحسن فأحسن مبادئ الماركسية اللينينية؛ ويولي الحزب اهتماما أكبر للقضايا الأيديولوجية”. بعبارة أخرى، الغياب شبه الكامل للتفكير النظري سيؤدي لا محالة إلى تناوب الانحرافات "اليسارية" و"الانتهازية".
ذلك ما عبر عنه لويس ألتوسير في نص غير منشور من نفس الفترة بعنوان "مشكلة الجبهة الموحدة الإيديولوجية". إذا كان لسياسة "الجبهة الموحدة" السياسية معنى، فإن شعار "الجبهة الموحدة الإيديولوجية"، الذي كان رائجا في الحزب، لم يكن له اي معنى، على حد قوله، وكان بمثابة نبذ محض وبسيط لما يضمن خصوصية الحزب الشيوعي: النظرية الماركسية.
لكن ما هي هذه النظرية بالضبط؟ فبطرحه هذا السؤال أصبح ألتوسير منسجما مع نفسه.
وصل فكر لويس ألتوسير إلى مرحلة النضج في بداية الستينيات، عندما ظهرت أزمة "الحركة الشيوعية العالمية"، وعندما واجه الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي تعرض للخطر بسبب موقفه الغامض من الحرب الجزائرية، لانتقادات شديدة من جانبه الأيسر ، ولا سيما من قبل الحزب الشيوعي الجزائري، وبالأخص من قبل "الحركة الطلابية". أما في ما يتعلق بالتعبيرات الاصطلاحية، فقد تغيرت: فالمجال الفكري، الذي غزته العلوم الإنسانية، سرعان ما سيطرت عليه موجة "البنيوية" الهائلة، وفقدت لهجة ما بعد الحرب، ولا سيما السارترية، هيمنتها.
بعيدا عن أي محاولة للانطواء على الفلسفة البحتة، أو ببساطة للدفاع عن مبادئ الماركسية، ذهب ألتوسير على العكس من ذلك إلى وضع استراتيجية تهدف إلى رفع الماركسية إلى مستوى الرهانات الجديدة. بيقظة حادة حيال انشغالات الأجيال الجديدة من خريجي المدرسة العليا للأساتذة، كان الكايمان الفلسفي يستجيب لتوقعات أولئك الذين أطلق عليهم وديا وصف "كلابي الصغيرة" في مراسلاته مع فرانكا مادونيا، محافظا على علاقة معهم لن تكون أبدا في اتجاه واحد.
في واقعة نادرة جدا في ذلك الوقت، قام بتنظيم ندوات بحثية معهم: حول ماركس الشاب في المدة الزمنية المحصورة بين 1961-1962، حول "أصول البنيوية" في المدة بين 1962-1963 (هو نفسه يتحدث عن ليفي ستروس وميشيل فوكو، تلميذه السابق، الذي مارس عليه كتابه "تاريخ الجنون" الصادر حديثا انبهارا حقيقيا)، حول لاكان والتحليل النفسي خلال موسم 1963-1964، حولكتاب "رأس المال" في موسم 1964-1965. كما عمل على تقديم المحاضرة الأولى لطالبيه السابقين بورديو وباسيرون في عام 1963، وفي عام 1964 دعا لاكان، المطرود من سانت آن، إلى عرض محاضرته في المدرسة العليا للأساتذة: العمل الافتتاحي لتحالف سيكون له تأثير دائم، وسيظهر من خلال نشر مقالته الموسومة ب"فرويد ولاكان" في ديسمبر 1964.
انطلاقا من كونه حساسا جدا تجاه للاهتمامات الإبستيمولوجية لتلاميذه في المدرسة العليا، شجع، مثلا، بيير ماشيري على نشر مقال عن "فلسفة العلم عند جورج كانغيلهم"، الذي حرر هو نفسه "تقديما"له.
بدأ عمل لويس ألتوسير حول ماركس بترجمته لـ "البيانات الفلسفية" لفيورباخ سنة 1960. بالنسبة له، فإن الأمر تعلق بالتفكير في "بداية" ماركس، الفيورباخي وليس الهيجلي. في ما وراء الرهانات التأريخية، هنا تشكل المشروع الفلسفي السياسي: "من المهم أن ندرك بوضوح أصل هذه المفاهيم الفويرباخية ... حتى لا ننسب إلى ماركس اختراع المفاهيم والإشكالية التي لم يقم سوى باستعارتها. إن نقد هيجل المنسوب عموما إلى ماركس، وعلى وجه الخصوص فكرة "قلب" الديالكتيك الهيغلي، هما في الواقع فيورباخيان، وماركس "انفصل عن فيورباخ عندما أدرك أن نقد فيورباخ لهيجل كان نقدا "من قلب الفلسفة الهيغلية" ("البيانات الفلسفية لفيورباخ").
في هذا النص العائد إلى عام 1960 يظهر لأول مرة لدى لويس ألتوسير مفهوم، مستعار بحسبه من صديقه جاك مارتان، والذي سيعمل قريبا كدليل على الانتماء - هو مفهوم "الإشكالية": لفهم فلسفة ما، لا يكفي فقط معرفة ما يريد المؤلف قوله ، بل لا مناص من إعادة تشكيل المشكلة التي فكر فيها ، غالبًا دون علمه ؛ لفهم فكر ماركس الناضج يعني إعادة تشكيل إشكاليته وانفصاله عن إشكالية فيورباخ. وهكذا تم تطوير مفهوم "القطيعة الإبستيمولوجية"، الموعود بمستقبل مشرق: كل علم يتم تأسيسه بفعل قطيعة مع ما قبل تاريخه الأيديولوجي.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الثاني)
- ورزازات: المكتب المحلي للاشتراكي الموحد ضاق ذرعا بما تتعرض ل ...
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الأول)
- تقرير مفصل حول ملف عقاري رائج حاليا بردهات محكمة الاستئناف ب ...
- المحطات الأساسية في حياة العلامة ابن خلدون
- المغرب: العوامل المتحكمة في غلاء أسعار الخضروات واللحوم من م ...
- فلسفة الأنوار وموت الموت حسب ماريو يونو ماروزان
- جمال العسري ينخرط في موجة انتقاد آخر جلسة حوارية بين النقابا ...
- عن الأدب المكتوب في المعتقلات النازية والستالينية
- الدولة الاجتماعية وفق صنافة غوستا إسبينغ أندرسن
- تفاصيل اختفاء أغاثا كريستي عن الأنظار
- هل ستؤدي المصالحة بين الرياض وطهران إلى وقف الحرب في اليمن؟
- الحمض النووي اامستخلص من خصلة شعر بيتهوفن يكشف عن أمراضه
- ميشال مافيزولي عوج بن عنق السوسيولوجيا الفرنسية
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت-قواعد لتوجيه الفكر-
- تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان بالمغرب برسم 2022: ...
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الخامس و ...
- الطاهر بنجلون يكتب عن موت الرجل العجوز الذي كان يقرأ الروايا ...
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الرابع)
- ماكرون يتحدى الغضب الشديد بسبب إصلاح نظام التقاعد


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الثالث)