أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الرابع)















المزيد.....

لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الرابع)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 04:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا كان فيورباخ هو الذي قلب و"تجاوز" هيجل، يجب أن تكون مقولات الديالكتيك الماركسي غريبة جذريا عن تلك الخاصة بالديالكتيك الهيجلي؛ من هنا، مثلا، رفض المفردات الإيديولوجية للاغتراب، وهو رفض قديم العهد لدى ألتوسير؛ من هنا مرة أخرى مفهوم "الإفراط في التحديد"، المقتبس من فرويد: كل تناقض مفرط التحديد، أي تحدده عوامل غير متجانسة، في حين أن التناقض الهيجلي، وهو أيضا تناقض "التقليد الماركسي"، بسيط دائما. وإذا كان هناك بالفعل، وفقا لرسالة الكلاسيكيات، "تحديد مفرط في آخر حالة من جانب الاقتصاد"، فيجب أن يُضاف على الفور أنه "لا في اللحظة الأولى ولا في اللحظة الأخيرة، الساعة المنفردة من المثال الأخير لا ترن أبدا" ("التناقض والإفراط في التحديد"، 1962).
يمكن وضع كل أعمال لويس ألتوسير تحت علامة "العودة إلى ماركس"، المتوازية مع "العودة إلى فرويد" التي قام بها لاكان. وهذه العودة إلى ماركس يُنظر إليها على أنها مهمة سياسية: رهان ألتوسير الكبير هو تجديد الحزب الشيوعي الفرنسي انطلاقا من النظرية.
1) العودة إلى نص ماركس تعني رسم خط تحت التقليد الماركسي، وفوق كل ما يحل محل "النظرية" داخل الحزب الشيوعي الفرنسي. 2) في تعارض شديد مع تمجيد أعمال ماركس الأولى، التي يغلب عليها الطابع الفلسفي، تسعى هذه العودة إلى أن تكون بحثا عن الفلسفة الموجودة في أعمال ماركس الناضج، حيث لم يتم الكشف عنها أبدا كما هي. وإذا كانت فلسفة ماركس حاضرة وغائبة في نصوصه، فيمكن تقديم المشروع الألثوسيري إما كعودة أو كبداية جديدة، بل كبداية. وإذا كان ماركس ونيتشه وفرويد "أطفالا بلا آباء" ("فرويد ولاكان")، فإن لويس ألتوسير والأتوسيريين يمكن أن يعتبروا أنفسهم دون تمييز أنهم أطفال بلا آباء وأفضل أبناء الأكثر خصوبة من بين الآباء.
3) الشيوعي لا يعرف سوى واجبين أساسيين: أحدهما تجاه "العلم الماركسي اللينيني"، والآخر تجاه معرفة شروط تطبيقه ("مشاكل الطلبة"، النقد الجديد، يناير 1964). لذلك ليس عليه واجب أساسي إزاء الحزب نفسه، أو بالأحرى، فإن الواجب النضالي لا يلزمه بأي حال من الأحوال بالاعتراف بأن الخط السياسي للحزب يقوم على نظرية صحيحة.
من خلال هذه الحقيقة بالذات، فإن الموقف الألتوسيري يتجاوز بكثير المطلب البسيط لحرية الفكر التي سيتولى الحزب الشيوعي الفرنسي زمامها اعتبارا من عام 1966 فصاعدا: لا يتعلق الأمر فقط بحق المثقفين في تطوير أبحاثهم بحرية، بل بواجب إقامة سياسة الحزب على المبادئ الماركسية الحقيقية.
النجاح الباهر للمقدمة التي كتبها ل"دفاعا عن ماركس" الصادر سنة 1965 مرده على وجه الخصوص إلى قدرته على المزاوجة الغنائية بين التصريحات الليبرالية والعناد النظري في توليفة سيطلق عليها ألتوسير فيما بعد "النقد اليساري للستالينية". وعندما كتب لويس ألتوسير ، من 1960 إلى 1964 ، المقالات التي جمعها في "دفاعا عن ماركس"، اتهم الشيوعيون الصينيون السوفييت وأنصارهم بـ "التحريفية".
و إذا كان حريصا على عدم قبول هذا الاتهام الشائن علنا، اتخذت كتاباته نبرة "صينية" مميزة، أبرزتها بعض الإشارات المحسوبة إلى كتيب ماو تسي تونغ الفلسفي المعنون ب "في التناقض". لكن هذا البعد يمر بشكل مفارق عبر تفاقم نظرية، وهي نظرية غير صينية تماما، تلك الخاصة بخارجية النظرية الماركسية في علاقة بالحركة العمالية، التي دافع عنها سابقا كارل كاوتسكي. ذلك أنه إذا كانت الحركة العمالية الحقيقية، التي يجسدها الحزب الشيوعي الفرنسي، غارقة في الإيديولوجيا البرجوازية، فإن الخلاص لا يمكن أن يأتي إلا من كتيبة من المنظرين القادرين على قيادة الكفاح من أجل "الممارسة النظرية".
في الواقع، سيتم تنظيم المناضلين الألتوسيريين الحقيقيين حول حلقة زنقة أولم الخاصة باتحاد الطلبة الشيوعيين، التي تأثرت بشكل متزايد بالتأثيرات الصينية.
كان شعارهم إذن هو الدفاع عن العلم ضد الإيديولوجيا، وبشكل أكثر تحديدا ضد الإيديولوجية "الإنسانوية" الموجودة في نقد خروشوف لـ "عبادة الشخصية" و"انتهاك الشرعية الاشتراكية": كتب لويس ألتوسير في عام 1963، في صيغة غامضة بشكل غير عادي، أن الماركسية "مناهضة للإنسانوية النظرية".
فضلا عن ذلك، كان كتاب "الماركسية والإنسانوية" هو ما ميز دخول ألتوسير العام إلى الساحة السياسية: سوف تخصص ستة أعداد من مجلة "النقد الجديد" مقالة واحدة على الأقل لفحص أطروحات ألتوسير. كان العمل السياسي الرئيس في حياة لويس ألتوسير بلا شك تأسيس مجموعة "النظرية" التي نشرها فرانسوا ماسبيرو، المحرر "اليساري" الذي شجبه الحزب الشيوعي الفرنسي. على عكس تأكيداته اللاحقة، كان ذلك اختيار متعمدا، وليس نتيجة لرفض Éditions sociales نشر "دفاعا عن ماركس" و"قراءة رأس المال". هذان الكتابان، اللذان تم نشرهما في نهاية عام 1965، ضمنا شهرة فورية ووطنية ودولية لمؤلفهما. داخل الحزب الشيوعي الفرنسي، تم تحديد النزعة الألتوسيرية من الآن فصاعدًا على أنها تيار محدد، متعارض مع تلك التي يمثلها روجي غارودي.
في اللجنة المركزية لـ Argenteuil المجتمعة عام 1966، احتوت جميع التدخلات على إشارة واحدة على الأقل، أكثر أو أقل أهمية، إلى "مناهضة الإنسانوية النظرية". في غضون ذلك، تغير الوضع السياسي بسرعة مع تنامي الحركة اليسارية. في ديسمبر 1966، انفصلت حلقة اتحاد الطلبة الشيوعيين في زنقة اولم عن الحزب الشيوعي الفرنسي، لتأسيس اتحاد الشباب الشيوعي (الماركسيين اللينينيين)، ونشر لويس ألتوسير مقالاً غير موقع عن الثورة الثقافية الصينية في "الدفاتر الماركسية اللينينية"، "جهازهم النظرية والسياسية".
وبما أنه لم يكن مستعدا على الإطلاق ليتبع طلبته، الذين كانوا ألتوسيريين اقل فأقل، على الساحة السياسية، فقد اعتبر نفسه الآن منوطا بمسؤولية تاريخية: تجديد الحركة العمالية من خلال العمل النظري. لكن مثل هذا الهدف ينطوي على نظام قيود صارم بشكل خاص: كان من الضروري، من أجل تحقيقه، التزام الصمت بشأن الرهانات الاستراتيجية، وأي هجوم مباشر ضد قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي يؤدي إلى عزلة لا يمكن تداركها.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكي الموحد بتمارة يدعو لإنصاف الكيشيين وسكان دور الصفي ...
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الثالث)
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الثاني)
- ورزازات: المكتب المحلي للاشتراكي الموحد ضاق ذرعا بما تتعرض ل ...
- لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الأول)
- تقرير مفصل حول ملف عقاري رائج حاليا بردهات محكمة الاستئناف ب ...
- المحطات الأساسية في حياة العلامة ابن خلدون
- المغرب: العوامل المتحكمة في غلاء أسعار الخضروات واللحوم من م ...
- فلسفة الأنوار وموت الموت حسب ماريو يونو ماروزان
- جمال العسري ينخرط في موجة انتقاد آخر جلسة حوارية بين النقابا ...
- عن الأدب المكتوب في المعتقلات النازية والستالينية
- الدولة الاجتماعية وفق صنافة غوستا إسبينغ أندرسن
- تفاصيل اختفاء أغاثا كريستي عن الأنظار
- هل ستؤدي المصالحة بين الرياض وطهران إلى وقف الحرب في اليمن؟
- الحمض النووي اامستخلص من خصلة شعر بيتهوفن يكشف عن أمراضه
- ميشال مافيزولي عوج بن عنق السوسيولوجيا الفرنسية
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت-قواعد لتوجيه الفكر-
- تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان بالمغرب برسم 2022: ...
- تلخيص كتاب رينيه ديكارت -قواعد لتوجيه الفكر- (الجزء الخامس و ...
- الطاهر بنجلون يكتب عن موت الرجل العجوز الذي كان يقرأ الروايا ...


المزيد.....




- شقّة فاخرة وسط باريس بإيجار متواضع.. ما السبب؟
- العثور في بئر مكسيكية على 3 راكبي أمواج قتلوا بسبب إطارات شا ...
- يجب على الإسرائيليين إغراق الشوارع لمنع عملية رفح - هآرتس
- -لن نعود إلا إلى غزة-.. أبو مرزوق: إغلاق مكتب حماس في قطر لم ...
- 6 قتلى وأكثر من 30 جريحا بهجوم مسيرات أوكرانية على سيارات مد ...
- الجيش الإسرائيلي: عملية الإخلاء من شرق رفح تشمل نحو 100 ألف ...
- مسؤول إسرائيلي: تصريحات نتنياهو دفعت -حماس- إلى تشديد موقفها ...
- بيلاروس: المتفجرات المهربة من أوكرانيا إلى أراضينا قد تستخدم ...
- الخارجية الروسية تعلق على خطط واشنطن لنشر صواريخ في منطقة آس ...
- صحيفة إيطالية : الوضع على الجبهة كارثي بالنسبة لكييف بعد سيط ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - لويس ألتوسير.. حياته، معاناته وأعماله (الجزء الرابع)