كامل عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7571 - 2023 / 4 / 4 - 15:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحلقة الثالثة :الزمن والحلم والشك
هل للزمن بداية ونهاية أم أن أننا نعرف الزمن من خبرتنا الشخصية ولا نستطيع شرحه لأحد ?
اجاب القدماء عن تساؤل الناس حول الزمن وجريانه بالقول للزمن بداية ونهاية , والبداية تقترن بمشكلة الخلق والخلق عند اللاهوتيين مسجل في النصوص المقدسة حيث خلق الله الكون بستة ايام وفي اليوم السابع اعتلى على العرش وبدأ يدير ما خلق , اما نهاية الزمن فهناك رواية متشائمة لها وردت في الانجيل حيث بدأ الكون من وضعية الكمال في جنات عدن وانحدر حتى وصل الى الخطيئة, والتي قادت الانسان الى الحياة الدنيوية ولا عودة لوضعية الكمال الا عبر يوم القيامة ومحاسبة البشر على اخطائهم في الحياة الدنيا .
في اوائل القرن التاسع عشر أعطى علم الفيزياء رأيه العلمي ببداية الزمن الذي بدأ مع الانفجار العظيم الذي جرى في الكون واكتمل مع ثورة انشتاين التي لم تنته بعد حسب تعبير العالم الفيزيائي المعاصر بول ديفيد , الطريف في الأمر اننا جميعا كمؤمنين او دهريين نعتمد على نظرية انشتاين عن نسبية الزمن وننكر فضلها علينا والمثال التالي يقرب الصورة الى القارئ غير المختص .
جميعنا ندخل الى السينما ونشاهد الأفلام التي تعجبنا وكلها عبارة عن صور متحركة متتابعة ولكن ما يبدو لنا كصور متحركة هي في الحقيقة صور ثابتة ومستقلة ولكن عدم قدرة دماغنا البشري لمعرفتنا الواعية للصور يحتاج الى زمن أكثر من 25 ثانية والصور تمر امام اعيننا بسرعة اقل من 25 صورة في الثانية فلا نلاحظ الفرق بينهما بسبب ذلك ولذلك تبدو الصور وكأنها متحركة .
ان كل الأقمار الصناعية في الفضاء تبّث لنا صورها بفضل اكتشافات نظرية انشتاين النسبية التي لا يعترف بها ليس المؤمنون فقط بل وجزء من العلمانيين حتى اللحظة الحالية لكنها تسيطر على حياتنا غصبا عنا وهنا مربط الفرس في هذه المقالة المتواضعة . ربما بسبب ما فعله علم الفيزياء في حياتنا كدهريين وكمؤمنين والذي استفادت مه نفس الفئات المستغلة ( بكسر العين ) عبر التاريخ لنصل الى حضارة رقمية تخلو من أي قيم سواء كانت قيم رسالات سماوية ام رسالات أرضية , النهاية تحطم حلمنا حول سعادة الانسان وبدأنا نشك بكل النظريات فلسان حال الجميع الان يقول : زمنننا الحالي هو زمن المال وليس زمن الانسان
#كامل_عباس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟