أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - رغد صدام















المزيد.....

رغد صدام


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغد صدام ...
بين فترة واخرى تظهر ابنة الدكتاتور المقبور صدام حسين رغد المقيمة في الاردن وهي تتفرد بتغريدات مترادفة المضمون مكررة او بتصريح مرئي ضاج ممل تعيد فيه ماطواه الزمن وركنه كقيمة اوتاثير عن ابيها وحكمه, ربما هنالك من يستشعر دفقا معنويا يسكبه هذا الظهور اوتصنعه تلك الايماءات على ايتام ذلك الزمن القبيح وايقونتهم الصدئة صدام حسين.غالبا مدح المرء لابيه ليس به مايثير او يلفت الانتباه الا بحدود ضيقة،. وبالتالي لايوجد في سلوك رغد مايخالف القاعدة اوالارث في الثقافة الشرقية بخاصة في تمجيد الاباء والجدود مهما كان مقامهم وارثهم .لكن عندما تذم ابيك وتنتقده سيكون الامر ملفتا ومثيرا فما بالك اذا كان الاب رئيسا او شخصية رفيعة المقام لنرى ذلك في(مقاربة تأملية ) بين سياقين من القيم ماضيا وحاضرا .في التاريخ البعيد هنالك استثناء غريبا بفرادته وسموه تحديدا في العصر الاموي الاول اثار اعجابي وتوقيري له, عن احد المرشحين لخلافة ابيه وهو الشاب صاحب الاثنين وعشرين عاما واسمه معاوية بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان مؤسس الدولة الاموية برفض الخلافة وانتقاد ابيه يزيد وجده معاوية بوصفهما ظالمين واثمين اغتصبا الحكم بالقوة ومنتقدا المشروع الاموي جملة وتفصيلا ، وربما دفع حياته ثمنا لهذا الموقف الحر الجرئ في اجواء القسوة والتامر السائدة انذاك بين البيت الاموي. هذا ما ذكره الفقيه والمؤرخ ابن حجر الهيثمي في كتابه( الصواعق المحرقة) رغم رواية التاريخ عن هذا الامير النبيل معاوية بن يزيد ضنينة ومبتسرة ,وفي حدود اطلاعاتي لم يقع بصري على حادثة مماثلة ذكرها التاريخ بهذا المعنى والسياق. ذكرت هذه الواقعة التاريخية الفريدة والمثيرة كأضاءة ملهمة تشير بايجاز الى الظواهر الملفتة في مسار بعض بيوتات الاستبداد التي تقوم وتتطور في مجرى صدف وملابسات سياسية محلية وعالمية أو جدارة قيادية موروثة يظهر فيها احد الافراد تميزا بموقف اخلاقي سامي خارج القاعدة .. وبالطبع هذا لاينطبق على عائلة صدام حسين فهي بعيدة عن هذه المثل والقيم, فهذه العائلة التي استأثرت بحكم العراق بشكل مطلق واستبدادي في غفلة وشواذ تاريخي صنعه تضارب وانحطاط سياسي تراكم في اواخر حكم عبد الرحمن عارف الواهن بعد اسقاطه 1968, ومجيئ حزب البعث على راس السلطة حاكما , والذي سرعان ما تغير الوضع جذريأ بعد أن اصبح صدام حسين الحاكم المطلق في العراق لاسيما عام 1979 ليجري تهميش دور حزب البعث وبقائه اسما بلامضمون.. لتبرز العشيرة كاختزال للمنطقة والقرية والمدينة ,ليتلاشى كل ذلك لحساب العائلة الصدامية دون اسقاط الاعراف والتراث والقيم العشائرية كتوظيف انتقائي يخدم حكم العائلة... فمثلا عندما جرى قتل حسين كامل زوج رغد واهله, وهو ابن عم صدام الذي عفى عنه عند عودته مستسلما ليجرى بعد ذلك اهدار دمه وقتله شر قتله بقرار عشائري مزعوم نفذته العائلة طبعا بأمر صدام.. رغد ابنة هذا الارث ونموذجه المتهاوي ببعده الصلف والقاسي, لم تجد في فعلة ابيها بحق زوجها وعائلته مايستوجب الرفض أوالتبرم لتلقي بالمسؤولية على الاخرين .. بل رأت فيه كل ماحوته قيم الفرسان ومثلها دون النظر او الاحساس بأية شائبة او زلة في سلوكه كمستبد مطلق ,وربما تنظر اليه كفارس صرعه غادرون كما جرى لجيفارا اوسلفادور اليندي الرئيس الشيلي الذي أٍستشهد في انقلاب مضاد عام 1973 .. هذا ماعبرت عنه علنا.. لكن القراءة الاخرى تقول ان المراة حسبت الامر من خلال الربح والخسارة عبر موقف براغماتي محكم فاختارت سيف ابيها على حساب دم زوجها واهله بعيدة عن استلهام موقف معاوية بن يزيد والتأسي به في مجاهرة اهله الرفض والانتقاد. فرغد صدام حسين لم تخلق لهذا السمووهي غير جديرة به ولا التسامي جدير بها.....
نشات رغد في بيت تحكمه سلوكيات الغدر والتأمر والقسوة, فهي ابنة طاغية مستبد هو صدام حسين وشقيقة مجرمين فاتكين سافلين عدي وقصي, وزوجة قاتل متخلف هوحسين كامل ( وهي سبط) وحفيدة لأوقح لص رخيص ومتامرومنحط هوخيرالله طلفاح. واخوال فاسقين وقتلة عدنان ولوئ.. واعمام مجرمين برزان و سبعاوي ووطبان وغير ذلك الكثير, فمالذي تنتظره من هذه الخارطة الجينية المتشابكة لاصول وتنشئة هذه البنت المتعجرفة التي نضجت وتربت في ظل بيت اواصره الممتدة وبنيانه الداخلي تلاوين من الانحطاط والدونية والقسوة. بالتأكيد هي لا تتامل مثل هذه التجليات أوتحسها لانها مصابة بعمى الادراك ببعده المركب .والمثير للغرابة ان صدمة الهزيمة ومرارتها لم توقظها او تعيدها الى جادة الواقعية والتفكير العقلاني وهو مرض يلازم مختلف الطغاة او من يسايرهم او ينتمي لمنهجهم . بل تراهم مصرين مغرورين يستمرأون البقاء تحت سكرة الاغتراب والنأي عن الواقع ومنهم هذه البنت الضالة رغد صدام , دون ان يلوح في ذهنها او وجدانها مايستدعي التوقف او التبصر في التاريخ الدامي الذي صنعه والدها والمرارة التي اذاقها للعراقيين والخسائر المدمرة التي الحقها في الارواح والقيم والطبيعة دون امكانية تعويضها, وان التداعيات المريرة التى نعيشها حاليا من فساد وتخلف, وغياب الدولة والمواطنة والهوية, ماهي الا ارث وامتدادات لذلك الزمن القبيح برموزه وقيمه وخرابه ,زادوا عليه من يحكوموننا الان اضعافا من السوء والتردي ...في زمن صدام وبعثه الفاشي خسرنا ارواحا وأمولآ. واراضي.وخسرنا الوقت. الكرامة. خسرنا الحاضر والمستقبل لقد انتهكنا في الصميم.ووو.ومع كل ذلك تطل علينا رغد صدام بعد يوم واخر لتنكأ جراحنا وتوجع قلوبنا لتذكرنا بمأسي أبيها وعائلتها وبعثها وزمنهم التعيس وحضنا العاثربلا خجل. ولامرؤة. ولاقيم. لم اكتب هذا المقال لاهمية رغد صدام أولقيمتها اوتاثيرها المحتمل.بل لاكوام الاوهام والاهداف الفارغة التي غمرت دماغ ابيها صدام حسين وسيجت سلوكه وبلدت وعيه لتلقي به بنهاية الامر في مزبلة التاريخ ذليلا مهزوما, لتسير البنت على خطى والدها العتيد مستلذة بالرشف من ذات ألكأس المترعة بألوان الاوهام ودهاليز سرابه متشبثة بمقبضه هي ومن يصدقها بمواجهة واقع عراقي لم تعد تنتمي اليه أوينتمي اليها مهما كثر زعيقها وصخب الاخرين ..

طلال شاكر كاتب عراقي



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتفاضة تشرين.. مرتجى..وطن مستباح...
- الحشد الشعبي.. بين تلاطم الصخب.. وزيف المروجين له ..
- سعدي يوسف...زفرات حَرىَ في اخر الطريق...؟
- وهم القضاء على انتفاضة تشرين النبيلة...
- رسالة مفتوحة الى المرتابين بانتفاضة تشرين الوطنية...
- رسالة مفتوحة الى الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء عبدالكريم خ ...
- رساة مفتوحة الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي...
- رسالة مفتوحة الى المستشار فالح الفياض
- البارزاني والمالكي.. نموذجان.. للتعصب والتخلف...؟
- أنقسام العراق .. واقعاً.. صنعه العراقيون...؟
- العراقيون وثقافة المؤامرة حكاية طويلة..؟
- البعث... مشروع عقيم تقيئهُ التاريخ.
- الاسلام العراقي ومستقبل الدولة المدنية الموعودة..؟
- الاستعانة بقوات امريكية.. لدحر داعش ضرورة وطنية...
- عامر عبدالله ..كما عرفته ليس شيوعياً..؟
- عشر سنوات على انقاذ العراق من الدكتاتورية..
- تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟
- حين يتهاوى الموقف الى حضيض العار...؟
- الصراع العربي.. الكردي.. في العراق الى أين...؟
- الرئيس احمدي نجاد.. يبشر بالمهدي المنتظر...؟


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - رغد صدام