أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - عامر عبدالله ..كما عرفته ليس شيوعياً..؟















المزيد.....

عامر عبدالله ..كما عرفته ليس شيوعياً..؟


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 20:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو عنوان المقالة غريباً وصادماً بعض الشيء لمن يعرف عامر عبدالله ذلك القائد الشيوعي العراقي المعروف .. وقد يتساءل الشيوعيون العراقيون ومن يستهويه الموضوع عن تفصيلاته ومغزاه ومصداقيته عن قائد تاريخي راحل اقترنت سيرته بالتباسات ومواقف متناقضة رسمتها الحقيقة احياناً وصنعتها المكائد والاراجيف ربما غالباً. ومهما كانت الرؤية والحصيلة عن هذه الشخصية الاشكالية فهي جزء سلخن من فصول الحركة الشيوعية العراقية في اوج تعقيداتها كما وصفها الرفيق الدكتور عبد الحسين شعبان في كتابه الموسوم (عامرعبدلله النار ومرارة الامل ) والذي اثار في نفسي الرغبة لفهم اهمية هذا الكتاب وقيمتة الفعلية وقد اعود اليه في مقال اخر يستجلي فصولة برؤية نقدية مفتوحة، شاكراً في الوقت نفسه الاخ عبد الحسين شعبان وممتناً على اهدائي نسخة من الكتاب .
عامر عبدالله كان مثقفاً عقائدياًغير نمطياً كما بدا للبعض، بينما وجده اخرون مفكراً يمينياً يحمل بذور اللبرالية والتذبذب وحتى الانتهازية. ولم ينجو من تلك الاتهمامات المتواترة في مجاله الحزبي عن انحرافه ويمينيته ومسؤوليته في بعض الاخفاقات التاريخية للحزب الشيوعي العراقي التاريخية التي ظلت تلاحقه حتى اواخر حياته... قد يقول قائل من يثبت ان كلامك عن رجل لم يعد موجوداً بيننا بأنه تخلى عن الشيوعية او كان لايؤمن بها صحيحاً؟ هل تملك وثيقة تؤكد ماذهبت اليه، انه سؤال واقعي ونابت.. اقول من الصعب اثبات ذلك بصورة قاطعة تحت برهان الواقعة الموثقة في ظروف سالفة انعدمت فيها العلنية المؤاتية والحرية والاستقرار النسبي، في ظل غربة منهكة تسلب منك الكثير من النوابض الحية ، لكن من الممكن استجلاء وتأمل أتجاه الوقائع من خلال معاينة البيئة السياسية والاجتماعية التي عاش ونشط فيها الراحل عامر عبدالله بعد خروجه من العراق 1979 و مالاقاه من ظروف ويأس واحباط احاطت به بمختلف تداعياتها وهو يرى احلامه ومشروعه العقائدي كيف بدأ يتمزق كالورق المبلل بالترافق مع تعقيدات مركبة أربكته سواءٍ على صعيد الحزب الذي ينتمي اليه او الحركة الشيوعية.. لعل هذه العوامل مجتمعة عززت ما كان يضمره ويعتمل في داخله.. قد تفك مثل هذه الرؤية جزءاً من شفرة التحول المثير الذي سأفصله، و سيجد من يتابع الموضوع اويهمهه على الارجح في كتاب عبد الحسين شعبان المذكورما يتقارب مع رؤيتي في هذا المقال.. وحالة الانتقال او الارتداد الى موقع فكري اخر ليست حكاية جديدة لكن ان تجري خارج المالوف والمعتاد هو ما يمنحها بعض الغرابة والتأمل..
عامر عبدالله كماعرفته..؟
لقد تعرفت على الراحل عامر عبدالله في دمشق 1987 بواسطة الرفيق باقر ابراهيم وقد توطدت علاقتي به خلال تلك السنة وبعدها واخذت اتردد عليه بشكل منتظم اسبوعياً في بيته الواقع في ركن الدين الذي يسكنه مع زوجته أنذاك السيدة المحترمة بدور زكي الددة. لقد تبادلنا الاراء والافكار بصدد ازمة الحزب وسياساته وقرارات الطرد التي طالت كوادر حزبية والحرب العراقية الايرانية وامتدت النقاشات نحو الحاضر والتاريخ وتناولنا قيادات الحزب والعقيدة الماركسية والدول الاشتراكية ومواضيع مختلفة وقد اخبرني عن اكمال مسودة مذكراته التي ناهزت السبعمئة صفحة. كان النقاش وتبادل الاراء والافكار التي خضناها وضعتني في دائرة الحيرة والتساؤل والمفاجئة وكحصيلة وجدت ان الراحل عامر عبدلله اخيراً لايجد في النظرية الماركسية والشيوعية الاجسماً غريباً اقتحم المشرق العربي الاسلامي وحتى اوربا عنوة وجرى فهمه بذهنية سطحية كماعبر عنه واذكركيف ردد اعجابه بالمجريين وكيف حطموا النجمة الحمراء المنتصبة فوق أعلى البنايات الرسمية في العاصمة بودابست والقوا بها الى الارض وهشموها وداسوا عليها، وذكر لي كيف نصح قيادة اليمن الجنوبية التمسك برموزهم الوطنية والابتعاد عن ماركس ولينين بوصفهم غرباء عن تربتهم، بل استخف وازدرى تلك القيادات الحزبية العاملة في وزارة الخارجية السوفيتية التي فسحت له المجال للاطلاع على ارشيف وزارة الخارجية من خلال اهدائه لمعطف انكليزي لاحد القياديين وكان كل ذلك كما قال انعكاساً لتهافت التجربة واخفاقاتها، مهما كانت مصداقية الواقعة الا انها كانت مؤشراً لرؤية نضجت في ذهنه نحو موضوع يحمل قدسية عقائدية للشيوعيين في مختلف انحاء العالم كتجربة رائدة وصرح اول تهاوت ركائزه ومبرراته في نظره. وكان يرى في انشاء حزب اشتراكي نوع من الحل وكبديل للحزب الشيوعي العراقي أومركزاً موازياً له، لكنه اهمل الفكرة لعدم نضوج الظروف وصعوبة تنفيذها في المنفى.. لقد تحدث باسهاب وتفصيلات عن قيادة الشهيد سلام عادل ووصمها بالاندفاع والتهور ومثلاً ذكر لي حادثة زيارة سلام عادل الى معسكر الرشيد 1959 واخذ صورة تذكارية مع مجموعة من الضباط والذي اثار في حينه غضب وحنق عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء انذاك وكيف طلب لقاء عامر عبدالله في مقابلة اتسمت بالاحتجاج والغضب الشديدين.. وكان يذكر بعض اسماء القياديين في الحزب الشيوعي العراقي بأستخفاف ويستغرب من وجودهم في اللجنة المركزية لتخلفهم وجهلهم كجزء من ازمة القيادة وعجزها عن فهم المرحلة وقد ذكر بسخط وحسرة تجربة الانصار في كردستان كأقسى تجربة فاشلة يخوضها حزب يائس قدم رفاقه لقمة باردة الى العدوعلى حد تعبيره. في المحصلة وجدت الرجل قد بلغ به الياس حداً مترامياً استحوذ على عقله ووجدانه، وقد وجد نفسه في خضم تجربة فاشلة فرضها على ذاته عبر رؤية ملتوية تنازعتها الاعتبارات الذاتية والبرغماتية التي ابقته معلقاً رغماً عنه. وقد خمنت ان الرجل افترق عن الشيوعية منذ فترة بعيدة لكنه ابى الافصاح عن ذلك كما اسلفت ، وكان لتشابك الحسابات وعواقب المغامرة كما افترضها ابقته في مضمار بلا معالم منعته من تقديم رؤية متماسكة عن الشيوعية وبالذات التجربة الشيوعية العراقية عبر معالجة فكرية رصينة متدرجة وبقى يراهن على الوقت والمصادفة المحتملة للانتقال نحو ضفة اخرى اكثر وضوحاً وضمانة لكن ذلك لم يحدث وبقيت الامور خارج رغبته ومناه رغم عمله في المؤتمر الوطني الذي يقوده احمد الجلبي في التسعينيات في اجواء ملتبسة ومثيرة. لقد اختصرت واخفيت الكثير وقدمت ماهو ضروري حسب تقديري ايجازاً لموضوع لايحظى بقيمة نافذة، فعامر عبدالله وحكايته طواها النسيان وبعثر اوراقها التاريخ النزق وشخصيات مثل عامر عبدلله كان من الممكن ان يكون لها شاناً ومكانة تتناسب وقدراتها وموهبتها في بلد غير العراق الذي ادمن على جحد قيمة ابنائه اللامعين وأزدرائهم فمابالك في شخصية تنتمي عرفاً وتاريخاً لحركة واجهت حقداً وتشويهاً في ظروف اتسمت بالجزر والنكوص والاخفاق وهي تبحث عن مكاناً حياً في التاريخ ينصفها من لؤم التغييب ومؤامرة والصمت. في الختام اقول انصافاً أن للراحل مبادرات وقيماً انسانية جسدها في مواقف نحو مجموعة من الشيوعيين الذين عانوا المحاصرة والعداء والمقاطعة في سوريا في أبان فترة الثمانينيات من قبل المتنفذين في قيادة الحزب الشيوعي العراقي حينذاك لاسيما في تسهيل الحصول على الجوازات والحماية والعمل ولم اكن انا واحداً منهم لكني ساعدت الاخرين من خلاله، وكان لايرد طلباً لعراقي مضام قادر على مساعدته حتى لوتجشم المشقة والعناء، وقد استخد م علاقته الايجابية بمختلف القوى السياسية لخدمة تلك الاهداف النبيلة. ان اجتهاد عامر عبدلله في اختيار اسلوبه وفهمه وحتى تخليه عن الشيوعية او ثوابت العقيدة كما أستنتجتها لاتمثل برايي اية ادانة اوانتقاص لعامر عبدالله ومن هنا جاء تركيزي على محاولة فهم واستجلاء تلك العوامل المؤثرة والرؤية التي تقف خلفها في اجبار تلك ألشخصيات المهمة كتمحيض واغواء لهم من قياديين سياسيين أو مثقفين على التلون والاهتزاز والنكوص والانتهازية وحتى التهاوي..من الممكن الحديث عن مؤثرات مختلفة، لكنني وجدت اسبابها الاهم في البنية التكوينية المتجذرة في جوهر ومضمون الثقافة السياسية العراقية المشوهة التي نمت وتأسست في ظل فراغ معرفي اصيل ترافق مع نفوذ سلطات شمولية ترواحت بين ماهو رسمي واجتماعي وديني صنعت اغترابا مركباً غير وشوه الكثير من المفاهيم والقيم وصنع مواقفاً مثلومة ورجالاً مستلبين.. لااريد ان افلسف الموضوع بطريقة تبريرية لكني قصدت ان الخيارات الفكرية والسياسية في العراق لم تكن حرة وهو في اوج أشكاليته وخلله المزمن..
ملاحظة.. ان استخدامي لكلمة رفيق هي تعبير عن الرفقة التاريخية اثناء خوض الكفاح السياسي السالف، بهذه الدلالة وهذا المعنى كان قصدي المباشر لاغير.
طلال شاكر كاتب عراقي



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشر سنوات على انقاذ العراق من الدكتاتورية..
- تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟
- حين يتهاوى الموقف الى حضيض العار...؟
- الصراع العربي.. الكردي.. في العراق الى أين...؟
- الرئيس احمدي نجاد.. يبشر بالمهدي المنتظر...؟
- عمر بن الخطاب : تفكيك شفرة العدالة..؟
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية.. وصناعة الاوهام..
- الاحزاب الشيوعية وازمة التعاقب القيادي ..؟
- العراق. والعراقيون. أزمة القيم والتكوين..؟
- خارطة طريق طائفية : وراء موقف المالكي من الانتفاضة السورية.. ...
- القادة الأكراد يستغفلون شعبهم...؟
- صدر الدين القبانچي.. بين أزمة المنطوق الديني ولسان التضليل . ...
- تباً لبرلمان نائبه حسن العلوي.. وسحقاً لجمهورية رئيسها جلال ...
- المالكي.. أما خروج متحضر..أو أمارة حجارة
- دروس من مظاهرات25 شباط ومغزى رعب المالكي منها...؟
- مستعمرة العبيد في الناصرية...؟!
- المالكي...وثمن كرسي الوزارة..؟
- شهر رمضان..بين سطحية الفهم... وغلو الاعتقاد..؟
- رمضان: شهراً للتبذير. والاسراف. والتخلف..؟
- مناقشة لبحث الدكتور عبد الخالق حسين عن دور الطائفية في تاريخ ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - عامر عبدالله ..كما عرفته ليس شيوعياً..؟