حلم ممكن التحقيق

باسم محمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 04:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سبعون نائباً طردوا مع الضرب والاهانات من القاعة الدستورية في مجلس النواب العراقي. سابقة خطيرة لم تحدث في اي برلمان في العالم منذ العصر اليوناني والى اليوم. القوات الامنية يمنع دخولها في صفوف المدارس والجامعات فكيف تدخل قبة البرلمان وتهين وتضرب وتطرد قرابة السبعين نائباً عراقياً بأمر من الأصغر سناً و(الأكثر ثروة) بينهم رئيسهم المنتخب محمد الحلبوسي.
أغلبنا شاهد الأمر في التلفاز او عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكيف كان رئيس المجلس يتحدث بعصبية و بأسلوب حاد مع النواب غير الموافقين على إقرار قانون الانتخابات وفق نظام سانت ليغو المشوه. وكيف دخلت القوة العسكرية واقتادت النواب الى خارج القاعة بشكل مهين. نقولها وبصراحة لقد تمادى قادة الدولة العميقة بحق الوطن والديمقراطية التي يدّعون بها حيث يستخدموها لمصالحهم وبقائهم في السلطة وإلاً ماذا نسمي تغيير القوانين قبل كل انتخابات؟
أين الحصانة النيابية التي يفترض ان يتمتع بها النواب؟
أين الكرامة الشخصية لكل نائب؟
وللعلم بأن طرد أو ضرب النواب هي ليست المرة الاولى وربما لن تكون الاخيرة حيث تعرض النائب المستقل علاء الركابي وزملائه قبل اشهر الى ذات الموقف من قبل حمايات النواب المتنفذين ولم يحاسب احد منهم. وعدم المحاسبة وفق القانون سيدفع القائمين بهذه الافعال الى التمادي أكثر وهو ما حصل فعلاً.
وللعلم بأن هذا المجلس يمثل فقط 15% من الشعب العراقي لأن الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات الاخيرة كانوا بحدود 20% فقط بموجب احصاءات الجهات المستقلة. وبخروج نواب الصدر 73 نائب فيبقى العدد المنتخب بالنسبة المذكورة آنفاً وربما اقل. فهل يعقل ان يتحكم هؤلاء بمصير العراق؟ّ!
اذن على القوى المدنية في الوطن المشاركة بتحالف واسع يضم الجميع. وعلى الجميع التنازل للبعض وعدم التركيز على الأولوية كي تتوحد القوى الوطنية الخيّرة وينقلب السحر على الساحر ونفوز بأغلبية المقاعد ونستطيع حينها بناء الوطن من جديد ووضع القواعد العريضة لكل نشاط وبشكل مدروس وننفتح على العالم اجمع ونضع مصالحنا قبل مصالح الغير.
واعلموا جيداً بأن هذا الموضوع هو حلم جميل ممكن التحقيق بسهولة ولكنه يحتاج الى جهود حقيقية صادقة وارادة وطنية فقط .
البصرة 28/3/2023

#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل