أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - تاريخ الجهاد بين مرحلتين متناقضتين














المزيد.....

تاريخ الجهاد بين مرحلتين متناقضتين


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7561 - 2023 / 3 / 25 - 07:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مرت حركات الجهاد الاسلامية في الوطن العربي بمرحلتين متناقضتين :-
- المرحلة الاولى، وانحصرت بالمدة من 1848 الى 1948، وكان من أبرز قادتها العظام: جمال الدين الافغاني (1838 - 1897)، احمد عرابي (1841 - 1911)، عمر المختار (1858 - 1931)، عبد الكريم الخطابي (1882 - 1963)، عز الدين القسام (1882 - 1935)، عبد القادر الحسيني (1907 - 1948). وغيرهم من الذين ضحوا بارواحهم في مواجهة الاطماع الاستعمارية، فخاضوا معارك الشرف بكل بسالة لتحرير البلاد والعباد من قبضة القوى الغربية الغاشمة. .
- المرحلة الثانية: وجاءت ولادتها عام 1998 بتأسيس الجبهة الإسلامية العالمية، وظهرت بعدها تنظيمات وحركات سلفية جهادية في مناطق متفرقة، أعلنت بعضها الولاء لتنظيم القاعدة، الذي يتزعمه ابن لادن، وظهر من بعده ابو بكر البغدادي ليقود تنظيمات داعش، ثم تناسخت التنظيمات، وتفرعت وتشعبت وانتشرت في العراق وسوريا وليبيا والسودان وسيناء وأماكن اخرى. .
لكن اللافت للنظر هو الفارق الكبير بين العقيدة القتالية عند قادة المرحلتين، آخذين بعين الاعتبار استثناء تنظيمات المقاومة الفلسطينية من هذه المقارنة لما تتمع به من خصوصية، وفيما يلي ابرز نقاط الاختلاف والتباين بين المرحلة الأولى والثانية:-
- توجه قادة المرحلة الأولى نحو قتال الجيوش الأوروبية في اشتباكات ميدانية وجهاً لوجه، بينما توجه معظم قادة المرحلة الثانية نحو خوض الاشتباكات داخل التجمعات السكانية والمناطق المحلية وفي القرى والارياف والوديان المعزولة. .
- لم يكن قادة المرحلة الأولى يؤمنون بالطائفية، ولم تكن الطائفية ضمن أهدافهم، ولم يجاهدوا لنصرة طائفة ضد اخرى، بينما كانت الطائفية هي العنوان الرئيس لكل التنظيمات السلفية المسلحة في المرحلة الثانية. .
- لم يكن قادة المرحلة الاولى يؤمنون بالعمليات الانتحارية، ولم يشتركوا بقصف مدنهم واسواقهم وتجمعاتهم المدنية، وكانوا يعاملون الاسرى بمنتهى الرفق، ويلتزمون بالقواعد الإنسانية، على عكس قادة المرحلة الثانية الذين سفكوا دماء أبناء المدن العربية بالأحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية. واحرقوهم وهم احياء، وظهرت لديهم توجهات لقتال الاقليات، وسبي نساءهم. وكانوا يتفننون بذبح الاسرى والتمثيل باجسادهم. .
- لم يرتبط قادة المرحلة الأولى بالمخابرات الاجنبية، ولم يتلقوا منهم المساعدات، بينما صار بعض قادة المرحلة الثانية اداة بيد المخابرات الدولية. .
- كان قادة المرحلة الاولى يحظون باحترام القوى العالمية المناوئة للاستعمار، ولهم مكانة كبيرة في قلوب الناس، نذكر على سبيل المثال لا الحصر ان الثائر تشي جيفارا كان ينظر إلى المجاهد عبد الكريم الخطابي كرمز من رموز النضال والتحرر العالمي، بينما تسبب قادة المرحلة الثانية بتفشي ظاهرة الاسلاموفوبيا في جميع ارجاء العالم. .
- عُرف قادة المرحلة الاولى بثقافتهم الواسعة، وكانوا اساتذة عظام في تخصصاتهم، يجيدون معظم اللغات الحية، ولهم قاعدة جماهيرية واسعة، واتحفوا المكتبة العربية بعشرات المؤلفات، بينما اشتهر قادة المرحلة الثانية بالانغلاق والتطرف والتشدد والاعتكاف. .
لهذه المفارقات وغيرها كان من الطبيعي ان تبقى صور الافغاني وعرابي والخطابي والقسام وعمر المختار عالقة في ذاكرة التاريخ، وستبقى مضيئة على صفحات سجلات الخلود والكفاح الوطني المسلح. .
وللحديث بقية. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقوب في الفقه الدموي
- أنظمة على سرير الاحتضار
- الاستتابة والقتل عند ابن تيمية
- تظاهرات كاربونية حول العالم
- صورة (يزيد) في استوديوهات التاريخ
- الصحابة الذين قتلوا الصحابة
- آلاف الفضائيات للتشهير فقط
- طغاة اتهموا شعوبهم بالخيانة
- سترة وبنطال وحذاء مسطح
- رحلة الى العالم السفلي
- أسماء عراقية مستوحاة من الطقس
- دين النعمة أم دين النقمة ؟
- ومضة من بريق الصواعق
- أحلام بلا سقوف
- التبرك: ببول البعير وبول البقر
- الحشيشة خيار سياسي
- شتان بين الخليلي وابن الخليل
- هذا الوقت سيمضي
- أنظمتنا تصطنع التهديدات
- متحضرون لكنهم بجلباب طائفي


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - تاريخ الجهاد بين مرحلتين متناقضتين