أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - لماذا التوعية الجذرية بالديمقراطية للمواطنين ؟















المزيد.....

لماذا التوعية الجذرية بالديمقراطية للمواطنين ؟


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 7561 - 2023 / 3 / 25 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طبيعة المشكلة وأهمية دراستها :
إن أصل الداء في الثقافة المصرية السائدة هو قيامها على فكرة الاستبداد والتسلط والتمييز.. استبداد وتسلط القوي بالضعيف، والذكر بالأنثى، والكبير بالصغير، والحاكم بالمحكومين، والسلطة بالناس، والتمييز فيما بينهم على أساس النوع، أو الانتماء الديني والفكري والبأس، أو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
ويتم ذلك في سياق يعم المجتمع بكامله عن علاقات القهر والتسلط والطغيان في مقابل الخضوع والاستسلام الذي حول الكثير من القطاعات الشعبية الواسعة من المصريين إلى كتل خاملة وخامدة أحيانا, تبدو وكأنها قد جبلت على الاستبعاد من النهوض بمسئولياتها تجاه صنع حياتهم وتجددها. وهي وضعية تطرح ضرورة إحداث تغيير جذري في التراث الثقافي المصري والمخزون المعرفي والنسق القيمي المتراكم من الشعور الجمعي لدى جموع المصريين والذي تم خلال التنشئة الاجتماعية منذ ولادتهم وعلى امتداد حياتهم، وهو التراث الذي في إطاره يفهم المصريون خبراتهم المعاصرة ويفسرونها، وهو يحدد سلوكهم وتصرفاتهم الحاضرة والمستقبلية، كما يشكل رؤيتهم للعالم من حولهم ولدورهم في هذا العالم، ولكل ما يحملونه من قيم عن الحرية والعدل والمساواة والتسامح والخير والشر، والصواب والخطأ.

ويأتي بناء الديمقراطية ونشرها وترسيخها في المجتمع كثقافة مجتمعية ومعاشة وتكون بديلة لثقافة الاستبداد والتسلط والتمييز والقهر والخضوع والاستسلام وبناء الديمقراطية وترسيخها كمكون ثقافي مجتمعي يمكن أن ينتشر ويسود السلوك اليومي لكل أفراد المجتمع وجماعاته، وفي حياتهم اليومية، وعلى كل المستويات الفردية والاجتماعية في الأسرة والمدرسة والجامعة وفي المسجد والكنيسة، وفي الأحزاب وجمعيات وتنظيمات المجتمع المدني، وفي احترام وقبول التنوع والاختلاف، في إدارة حواراتهم بالطرق السلمية، وفي السعي لنيل حقوقهم ومطالبهم المشروعة بالنضال السلمي، وهذا الجانب الثقافي هو الأساس والقاعدة التي يقوم عليها وينطلق منها.
الجانب الإجرائي والعملي من بناء وترسيخ وإشاعة ثقافة الديمقراطية.. وتعد الحلقة المهمة والمفقودة في عملية التحول الديمقراطي الطويل والمعذب والمحتجز في مصر.

ويتضمن الجانب الثقافي للديمقراطية ثلاثة أبعاد على النحو التالي :

البعد الأول :
وهو البعد المعرفي الخاص بتكوين وعي الناس وإنضاج هذا الوعي بقضية الديمقراطية بكل أبعادها من كفالة حرية الفكر والاعتقاد والتعبير والتنظيم والمساواة القانونية وسيادة القانون واحترامه، واحترام وكفالة حقوق الإنسان، وحرية تكوين أحزاب سياسية في إطار تعددي حقيقي، والانتخابات الدورية كأساس للمشاركة الشعبية، والفصل بين السلطات، والاستقلال الفعلي للقضاء، والتداول السلمي للسلطة في سياقات قوامها الحرية والعدل، والشفافية والمساءلة، وحرية تداول المعلومات.

البعد الثاني :
وهو الجانب الوجداني المتعلق بالقيم والاتجاهات الموجهة والضابطة والمرتبطة بالديمقراطية والتي يمكن أن تشكل حياة المصرين وطرائق تفكيرهم وتصرفاتهم كقيم العقلانية، والعلمية، والتسامح، والنسبية، والتعدد والتنوع، وقبول حق الاختلاف والتعايش معه، والحوار، والسلام، ونبذ العنف ونبذ التطرف، والمشاركة والمساواة ونبذ التمييز. وهي القيم والاتجاهات التي يمكن أن تصبح مميزا لتفكيرهم وممارساتهم الحياتية شريطة المطابقة بين الفكر والعمل.

والبعد الثالث :
ويتعلق بالجانب السلوكي وهو الجانب المرئي للديمقراطية والذي يمكن تنميته من خلال التفاعلات الجارية في المجتمع.

وتؤكد الأبعاد الثلاثة على القواعد والقيم والممارسات التي يمكن تعلمها واكتسابها وتمثلها وإعادة إنتاجها والعمل على تعزيزها في كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية.. في الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة، وفي الأندية والأحزاب السياسية ومؤسسات العمل...
وبتعلم هذه القواعد والممارسات وتمثلها وإعادة إنتاجها على كل مستويات الوجود الفردية والاجتماعية لنكون مهيئين للمطالبة بالديمقراطية وبضرورة ممارساتها في المجال السياسي العام وعلى مستوى مؤسسات الدولة وأجهزة الحكم. وهذا هو الهدف الاستراتيجي والعام لمشروع التوعية الجذرية بالديمقراطية و الإسهام في إحداث تغيير جذري واسع النطاق في الثقافة السائدة والمزاج العام السائد لدى المصريين لإنجاز تحول ديمقراطي حقيقي.

وهذا الهدف الاستراتيجي والعام يتم تحويله إلى مجموعة من الأهداف الإجرائية والمباشرة تتحدد فيما يلي :

1 ـ تكوين ورفع وعي القطاعات الشعبية المصرية وبصفة خاصة الفئات والعناصر الشابة والنساء بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال نشر المعارف والمفاهيم والقيم والمبادئ والممارسات الديمقراطية وتعبئة هذه الفئات المستهدفة وتحفيزهم على المشاركة التطوعية والحرة والايجابية في الحياة العامة والشأن الوطني العام من خلال جذبهم إلى ساحة العمل العام وتشجيعهم وتدريبهم وحفزهم على المشاركة في حوارات حرة عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وهموم وقضايا مجتمعهم ليكونوا مواطنين على درجة من الوعي والتنظيم الذي يؤهلهم للتفاعل وتحمل مسئولية واجباتهم المدنية كمواطنين أحرار.

2 ـ التأكيد على أن الأديان بكل تنوعاتها إنما جاءت لأجل إسعاد البشر وتحررهم وتقدمهم وازدهارهم، ومن ثم فليس ثمة تعارض على الإطلاق بين ما تدعو إليه الأديان من قيم وممارسات نبيلة وما تسعى إليه الديمقراطية كمبدأ إنساني عالمي فجمعيها تدعو إلى الحرية والعدل والمساواة بين البشر جميعهم.

3 ـ العمل على نشر التسامح الديني والاحترام المتبادل بين أصحاب العقائد المختلفة وقبول حق الاختلاف والتعايش معه، وتشجيع ثقافة الحوار ونبذ العنف والتطرف والتعصب، وضرورة تجاوز ومواجهة كل أشكال التمييز بين المصريين.

4 ـ تنمية الوعي بحقوق الإنسان وواجباته والعمل على دعمها وكفالة احترامها والدفاع عنها في إطار التأكيد على الطابع المدني للدولة والمجتمع في مصر.

5 ـ دراسة وفهم القضايا والموضوعات المصيرية للقوى السياسية والمجتمعية مثل :
الإسلام والديمقراطية.
الإسلام والتعددية.
عناصر الائتلاف والاختلاف بين الإسلام والديمقراطية.
أسس العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الإسلام.
لماذا الاهتمام بالديمقراطية ؟
معنى الديمقراطية وتطورها.
المقومات الأساسية للديمقراطية.
خصائص الدولة الديمقراطية.
تحديات وعوائق التحول الديمقراطي في المجتمع المصري.
الرد على حجج المعارضين للتحول الديمقراطي في مصر.
ضرورات المشاركة السياسية والمجتمعية وسبل تعزيزها.
المشاركة السياسية والتمييز الإيجابي للمرأة في المجالس المنتخبة.
الدين والدولة والعلمانية.
سبل تعزيز المشاركة السياسية للفئات الفقيرة المهمشة.
المواطنة والاندماج الوطني.
مناهضة التمييز بين المذاهب الدينية والأفكار السياسية .
الإصلاح السياسي وضرورات التغيير.
الديمقراطية والتنمية الاقتصادية وإقرار العدل الاجتماعي.
حق الاختلاف وقبول الآخر.
التسامح وثقافة الحوار.
الثقافة الدستورية والقانونية.
النقابات المهنية والعمالية والنضال السلمي لنيل الحقوق.
الليبرالية والديمقراطية.
نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وواجباته.
دور الدولة والمجتمع المدني.
آليات المراقبة الشعبية للانتخابات.

رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في العالم العربي
- حوارات المجتمع المدني حول الدولة المدنية وتفعيل المواطنة الك ...
- تأثير الذكاء الاصطناعي على حياة البشر
- أزمة الليبرالية الجديدة والاحتجاجات في الغرب
- دور منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها العاملة
- لماذا تصاعد الاهتمام المحلي والعالمي بقضية الديمقراطية ؟
- المقومات الأساسية للمجتمع الديمقراطي
- لماذا الاهتمام بالديمقراطية ؟
- التحديات التي تقف في مواجهة إنجاز التحول الديمقراطي
- أهمية المشاركة السياسية ودور الشباب
- كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية
- الهوية الوطنية وآليات تعزيزها
- الذكاء الاصطناعي ومستقبل العالم العربي ما بعد كورونا
- التآخي الإنساني.. الواقع والطموح
- الأمين العام للأمم المتحدة يعلن أكبر تمويل طارئ لمكافحة المج ...
- بيان مُشترك ضد الإساءة الإلكترونية للنساء والفتيات على تليجر ...
- تحديات النظام العالمي الجديد في الوطن العربي وشمال أفريقيا
- حوار أكاديمي حول العلاقة المتبادلة بين الإسلام والسياسة
- الأمن القومي : المفهوم والأنواع والاستراتيجيات والتهديدات
- قضايا ساخنة في رواق ابن خلدون


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - لماذا التوعية الجذرية بالديمقراطية للمواطنين ؟