أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - الهوية الوطنية وآليات تعزيزها















المزيد.....

الهوية الوطنية وآليات تعزيزها


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهوم الهوية الوطنية :
يقصد بالهوية الوطنية National Identity الخصائص والسمات التي تتميز بها كل أمة وهي تترجم روح الولاء والانتماء لدي أبناء هذه الأمة.
تعد الهوية الوطنية أساس صناعة الحضارة الإنسانية وتطويرها بداية من الوعي بالذات الحضارية والعمل على تطويرها وتمكينها في كافة المجالات، بهدف رسم مكانة مستقبلية للأمة في العالم والمشاركة في فرض واقع حضاري جديد لها على العالم.
عناصر ومكونات الهوية الوطنية :
الموقع الجغرافي : حيث إنّ من يشتركون فيها يضمّهم موقع جغرافي محدد.
التاريخ : وهو التاريخ المشترك أي الأحداث التي مرت على أبناء الأمة بصفتهم الجماعيّة.
اللغة : تعد من أبرز مقومات الهوية الوطنية وأهم عناصرها، فأي أمة لم تعتز بلغتها الرسمية ولم تعمل بها، فقد فرطت في شخصيتها وفى هويتها الوطنية.
العلم الواحد : وهو الرمز المعنويّ الذي يجسد الانتماء للوطن ويجمع كل أبناء الشعب الواحد تحت لوائه.
العادات والتقاليد : وهي التي تم توارثها عبر الآباء والأجداد
الاقتصاد : ويربطهم كذلك رباط اقتصاديّ واحد، ونظام مالي واحد، كنظام العملة الموحد
الحقوق المشتركة : حيث يتمتع أبناء الهوية الوطنية الواحدة بنفس الحقوق على قدم المساواة، كحق التعليم، وحق التعبير عن الرأي، وحق الملكية، وحق العمل، وغيرها.
الواجبات : وهي الواجبات الفرديّة والجماعية، التي يتعين على المواطنين القيام بها، إمّا بصفة فردية وإمّا بصفتهم الجماعية.
نوعان من الهوية :
الهوية الطبيعية المفتوحة :
وهي التي تحترم الهويات الأخرى المحيطة بها وتعترف بها
تنفتح على الهويات الأخرى وتتعايش معها
تسعي إلى الحفاظ على الجزء الأكبر دائماً منها والذي يشكل خصوصيتها وتميزها
هي في عملية انتقاء لكل ما هو مفيد من الهويات الأخرى
تتميز هذه الهوية بالثراء
الهوية الجامدة المنغلقة :
هي المنغلقة على ذاتها ولا تنفتح أو تتعايش مع الهويات الأخرى
يعتريها مفاهيم خاصة مثل : الافراط الشديد في الاعتزاز بذاتها، الحساسية والهواجس من الآخر، عدم الاحترام للآخر وعدم قبوله.
الأدوار الوظيفية للهوية :
ضبط وترشيد السلوك
تحديد وتمييز شخصية ومكانة الفرد
توحيد وحشد المجتمع
تخفيف حدة الخلاف والصراع البيني بين مكونات المجتمع
باعث وحافز على الفعل والإنجاز
تحصين المجتمع من محاولات الاختراق وتعدد الانتماءات والولاءات
باعث للتنافس الحضاري
أثر التمسك بالهوية وتعزيز التماسك المجتمعي ٍ :
ينعكس التمسك بالهوية الوطنية على الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام وذلك إذا اعتز كل فرد بهويته الوطنية فأحسن فهمها وأجاد لغة التعبير عنها، اذ تتمثل ثمراتها في قوة النسيج المجتمعي أو التماسك المجتمعي Social Cohesion))، نهضة في العلم والمعرفة في شتي المجالات، قوة في الاقتصاد، استغلال جيد للعقول المبدعة، تطوير دائم وبناء للوطن واللحاق بركب الحضارة، الحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
الشخصية الحضارية المصرية هي العنوان الرئيسي للهوية الوطنية المصرية :
تعتبر الشخصية الحضارية المصرية هي العنوان الرئيسي للهوية المصرية، إذ تكونت عبر تراكم حقب تاريخية حضارية مختلفة لعل أهمها تأثيراً الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.
وقد مهدت كل حقبة من هذه الحقب وصنعت حالة من التواصل الحضاري والتي تعد صناعة وابداع الإنسان المصري المرتبط بالأرض والمنتمي للوطن. وعليه تعد الشخصية الحضارية المصرية إفرازاً ونتاجاً لحقب حضارية متراكمة.
تعد الهوية المصرية القابعة في الضمير الجمعي المصري هي هوية واحدة وجامعة لكل المصريين على الرغم من التعددية في العادات والتقاليد أو الانتماءات العقائدية أو الدينية.
وتظهر التعددية في إطار المجال الخاص مثل الحي أو المسجد أو الكنيسة، أما ما يخص المجال العام الوطني نجد أن الهوية المصرية تكون واحدة.
وتكمن المشكلة بل والخطورة في محاولة البعض"التقوقع "حول حقبة تاريخية محددة وذلك لمصالح خاصة وذاتية، حيث يتم إسقاط باقي الحقب التاريخية كنوع من"تجزئة "مجمل التاريخ الواحد الممتد.
مثال ذلك ادعاء أو زعم البعض بأن الهوية في مصر فرعونية أو قبطية أو حتى إسلامية. وهو دون أدني شك أمر مرفوض لأنه يكرس التفتت والتشرذم ويعمق المناخ الطائفي مما ينعكس سلباً على الهوية المصرية الجامعة، ومن ثم على الأمن القومي المصري.
التحديات والمخاطر التي تواجهها الهوية الوطنية المصرية :
لا مراء أن انتشار ظاهرة العولمة وما ارتبط بها من ثورة الاتصالات والمعلومات يمثل تحدياً جوهرياً للهوية الوطنية المصرية. فقد ساعدت وسائل الاتصال الحديثة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي على الانفتاح الكامل على المجتمعات الغربية ومن ثم حدوث نوع من "الغزو الثقافي "على المجتمع المصري وبصفة خاصة فئة الشباب. وعليه فقد أفرز هذا الانفتاح على الثقافات الغربية ظواهر وأنماط سلوكية دخيلة على مجتمعنا مثل : التحرش، المثلية الجنسية، الإلحاد، المساكنة وغيرها.
كما شهدت مصر في السنوات الأخيرة تحولات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية خاصة بعد ثورتي 25 يناير2011 و30 يونيو 2013 وما تزامن معهما من تغيرات في مفاهيم الحرية والديمقراطية. فقد واجهت الدولة المصرية في ظل هذه المستجدات محاولات من جهات بعينها - لها أجندات سياسية محددة - لطمس هويتها الوطنية وتفتيت الثقافة المصرية والعمل على التفرقة وإثارة الفتن بين أبنائها، وذلك بهدف تقويض الولاء والانتماء للوطن وخلق أمة بلا وعي تنساق طواعية وراء الشعارات البراقة الخاصة بمفاهيم الحرية.
كما جرت أيضاً محاولات لتسطيح عقول النشء والشباب محاولات لتسطيح عقول النشء والشباب، وذلك بالاعتماد على ترويج الشائعات والأكاذيب والمعلومات المضللة لتزييف الوعي ونشر الطاقات السلبية في المجتمع.
ولعل ما شهدته الدولة المصرية خلال فترة ما بعد ثورة يناير 2011 من مؤامرات غير مسبوقة تستهدف تقويض الهوية الوطنية والعبث بها، والعمل على تفكيك المجتمع المصري إلي تيارات متعددة وتحويل الأمة المصرية إلى أفراد وجماعات لا تعلي إلا مصالحاها الخاصة على حساب مصلحة الوطن تعتبر دليلاً قاطعاً على أنها مستهدفة.
ومن ضمن محاولات الاستهداف أيضاً الفتاوي السلفية التي تم إطلاقها والتي تحرم تبادل التهاني مع المصريين الأقباط أو مشاركتهم احتفالاتهم الدينية، الأمر الذي يهدد بتقويض الوحدة الوطنية.
آليات بناء الإنسان المصري وتعزيز الهوية الوطنية :
تجدر الإشارة إلى أن القيادة السياسية المصرية قد أكدت في الفترة الأخيرة على أن من ضمن أولوياتها استعادة هوية الدولة المصرية لافتة إلى أن "بناء الإنسان المصري ستكون شاملة وتعتمد على الأبعاد الفكرية والاجتماعية والثقافية “.
وتتمثل آليات تعزيز الهوية الوطنية فيما يلي :
إحياء المقومات الثقافية والحضارية وكل ما تشكلت منه الشخصية الحضارية المصرية عبر الحقب التاريخية المختلفة، أو بعبارة أخري استحضار البعد الحضاري والتاريخي للدولة المصرية.
رفع مستوي الوعي الحضاري لدي الشباب بتاريخ هذا الوطن وما مر به من انتصارات وانكسارات، وبصفة خاصة لدي طلاب المدارس والجامعات.
إعادة النظر في المناهج التعليمية والعمل على تضمينها مواد دراسية تساهم في تعميق الادراك لمفاهيم الهوية والولاء والانتماء للوطن.
بناء منظومة متكاملة لرعاية القيادات الطلابية واكتشاف ورعاية الشباب الموهوبين في شتي المجالات.
دعم دور وسائل الاعلام التقليدية والحديثة فيما يتعلق بزيادة الجرعات الإعلامية التي تسهم في تعميق روح الانتماء والولاء بما في ذلك العمل على "صناعة النموذج ".
تفعيل دور قصور الثقافة ومهرجانات الفن والأغاني الوطنية فيما يتعلق ببناء الشخصية المصرية.
تجديد الخطاب الديني وتعزيز دور المؤسسات الدينية من مسجد وكنيسة في الحفاظ على قوة النسيج المجتمعي ومقومات الوحدة الوطنية، وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي.
دعم دور مؤسسات المجتمع المدني فيما يتعلق بتعديل سلوكيات أفراد المجتمع والعمل على الامتناع عن التشكيك في الآخر وقبوله.
إبلاء الأهمية القصوى للحفاظ على المدن والمباني التراثية التي تسهم في تعزيز الهوية الثقافية الوطنية وأهمية وضع قوانين صارمة في هذا الشأن.



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء الاصطناعي ومستقبل العالم العربي ما بعد كورونا
- التآخي الإنساني.. الواقع والطموح
- الأمين العام للأمم المتحدة يعلن أكبر تمويل طارئ لمكافحة المج ...
- بيان مُشترك ضد الإساءة الإلكترونية للنساء والفتيات على تليجر ...
- تحديات النظام العالمي الجديد في الوطن العربي وشمال أفريقيا
- حوار أكاديمي حول العلاقة المتبادلة بين الإسلام والسياسة
- الأمن القومي : المفهوم والأنواع والاستراتيجيات والتهديدات
- قضايا ساخنة في رواق ابن خلدون
- فُرَص التعدّدية وحُدُودها : واقع القوى السياسية في العالم ال ...
- رواية الضباب لحسن الشامي رؤية نقدية لمحسن قلادة
- التنمر المدرسي : أسبابه وكيفية مواجهته
- الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان
- تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث 30 يونيو وما بعدها
- هل يساهم الروبوت في تحسين مهارات التواصل لذوي الهمم بالذكاء ...
- كيف أثرت الزيادة السكانية على التنمية في مصر ؟
- لماذا ثورة 25 يناير 2011 ؟
- ثورة 25 يناير.. رؤية الإعلام المصري
- التفكير العلمي.. محاولة للفهم
- السياسة والفن علاقات جدلية وسياقات مشتركة.. حوارات مكتبة الإ ...
- ذكرى -انتفاضة الخبز يومي 18 و19 يناير 1977، احتجاجًا على غلا ...


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - الهوية الوطنية وآليات تعزيزها