أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشامي - رواية الضباب لحسن الشامي رؤية نقدية لمحسن قلادة














المزيد.....

رواية الضباب لحسن الشامي رؤية نقدية لمحسن قلادة


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 7508 - 2023 / 1 / 31 - 18:12
المحور: الادب والفن
    


القليل منا من لم يمر بتجربة السير في الضباب، سواء سيرا على الأقدام أو قائدا لسيارة أو على أقل تقدير أحد ركابها، ولمن لم يخض تلك المغامرة أرجو أن يفسح لي بعض الوقت لأحكي له تجربتي الشخصية في هذا الأمر، فقد كنت في وقت ما مع أحد أصدقائي نسير بسيارته على أحد الطرق السريعة في صباح باكر يوم شتوي شديد البرودة، وفجأة مع ساعات الصباح الأولى بدأ المطر يتساقط بكثافة، وغطى الضباب الطريق بالكامل، بل حجب عنا حتي الرؤية الجانبية وكأننا محاصرين داخل متاهة شديدة التعقيد، وهنا انتبهت لصديقي فوجدته يحتضن عجلة القيادة، ويلتزم بغيار السرعة الأولي ويسير بسرعة لا تتجاوز 20 كيلو متر.
وهنا توجهت إليه بالحديث متسائلا عما يفعل فلم يحرك رأسه ليجيبني، ولكنه بصوت عالي ومرتعش وبنبرات مليئة بالخوف طالبني بالصمت حتى نصل إلى وجهتنا، أو ينقشع الضباب، ولم ينهي كلماته حتى بدا لنا في مساحة المترين المتاح فيهم الرؤية أنه بالجانب الأيسر لسيارتنا يوجد حادث اصطدام شديد لسيارتين زاد من رعبنا، وتوجسنا من الوصول سالمين، ولم افتح فمي بكلمة بل تصلبت عضلات وجهي وتجمدت ملامحي من الرعب طوال ساعة ونصف حتى تمكنت الشمس من إزاحة الضباب، واتضحت معالم الطريق كاملة.
وكنا قد قطعنا بالكاد في هذا الوقت ثلث المسافة التي تفصلنا عن وجهتنا، وعندها وجهت سؤالي لصديقي كيف تمكن من التزام الحيطة والحذر، والخروج بأمان من هذا الموقف على الرغم من وجود العديد من الحوادث التي مرت بنا، وهنا التفت إلى واخبرني أن والده قد علمه كيفية التعامل مع مثل هذا الموقف، أولا التحكم بعجلة القيادة والسيطرة عليها تماما بسبب المطر، ثانيا تخفيض السرعة قدر الإمكان، ثالثا والأهم الالتزام بالخط الأبيض المتقطع المرسوم على الإسفلت وعدم الخروج عنه الإطلاق بسبب الضباب، وهذه الأوقات المرعبة لازمتني طوال حياتي، وكلما رأيت الضباب عاودتني نفس المشاعر والأحاسيس، رغم مرور ما يقارب 15 عاما على هذا الموقف .
أسرد لك هذا حتى تتخيل عمق تأثير الضباب على مستوى الحالة الفردية، وعندما تستوعب هذا أرجو أن تدرك حجم هذا التأثير على أمة كاملة، نعم حدث هذا بالفعل في الأعوام الأولي من سبعينيات القرن الماضي، وهما العامين السابقين لحرب أكتوبر 1973 حيث أطلق الرئيس السادات عبارته الشهيرة أنه كان ينوى محاربة إسرائيل وما أعاقه عن هذا هو الضباب.
وفى ذلك الوقت أنقسم الشعب المصري لقسمين كبيرين، قسم كبار السن والذين اتخذوا من هذه العبارة فرصة جيدة لإطلاق طاقة السخرية لديهم من كل شئ وعلى كل شئ، وكأن ماسورة ضخمة من النكات والأفيهات انفجرت في كل مصر، والقسم الثاني الشباب وهم من اتخذوا مسار مختلف عن السخرية وهو الغضب، فبدأ الغليان وكانت أوضح صوره في مظاهرات واحتجاجات شباب الجامعة، وقد تعرض الكثيرون من الكتاب بالنقد والتحليل لهذه الفترة ولكن رغم قراءتي العديدة عن هذه الفترة لم يجذبني، ويثير استمتاعي بل صنع نوع من أنواع التجسد الشخصي داخل الإحداث سوي رواية للأديب والكاتب الأستاذ حسن الشامي يوثق فيها لتلك الفترة بشكل روائي ممتع.. حيث روى فيها عن حجم الغضب والغليان الذي كان يدور في جنبات الجامعة في هذا الوقت ورواية الضباب يسودها الضباب بالفعل، فحتى العلاقات الإنسانية التي تجمع إبطال الرواية يسودها الضبابية وعدم الاستقرار، ولشدة هذه الضبابية تلزمك الرواية بقراءتها حتى تنتهي منها رغبة في فك طلاسم هذا الضباب، وقد نجح الكاتب في نسج هذه الشخصيات، والأحداث بهدوء شديد وبضبابية محترفة .
سعدت جدا بقراءة هذه الرواية وهي سبب كتابتي لهذا المقال كل أمنياتي بالتوفيق للفنان والأديب الأستاذ حسن الشامي ونحو تقدم أعمق، وروايات وأعمال أخرى جديدة ممتعة .
أشير عليك عزيزي القارئ بقراءة هذه الرواية أظنها ستثير اهتمامك، وسوف تستمع بها ولن تهدر وقتك، بل ستكون عظيمة الفائدة من حيث الدروس المستفادة التي يمكنك الحصول عليها في حياتك الشخصية، وكيف يمكنك التصرف عندما تواجه مشكلة ضبابية تعتم الرؤية، وتبعدها عن حياتك كل التوفيق لكاتب الرؤية، وكل السعادة لك عزيزي القارئ .



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمر المدرسي : أسبابه وكيفية مواجهته
- الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان
- تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث 30 يونيو وما بعدها
- هل يساهم الروبوت في تحسين مهارات التواصل لذوي الهمم بالذكاء ...
- كيف أثرت الزيادة السكانية على التنمية في مصر ؟
- لماذا ثورة 25 يناير 2011 ؟
- ثورة 25 يناير.. رؤية الإعلام المصري
- التفكير العلمي.. محاولة للفهم
- السياسة والفن علاقات جدلية وسياقات مشتركة.. حوارات مكتبة الإ ...
- ذكرى -انتفاضة الخبز يومي 18 و19 يناير 1977، احتجاجًا على غلا ...
- مواقف من الحياة
- قال الفيلسوف
- اسم الدكتورة سميرة موسى تصدر مؤشرات البحث على جوجل
- الطبيب والفيلسوف
- وتبدد الملكوت
- البحث عن المرفأ
- لحن الكناري
- العالم يحتفل باليوم العالمي للغة العربية
- الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
- عياد الطنطاوي.. العالم المصري الذي أدخل اللغة العربية إلى رو ...


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشامي - رواية الضباب لحسن الشامي رؤية نقدية لمحسن قلادة