أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - رواية الخلق في سفر التكوين - الجزء الأول - الخالق والخليقة















المزيد.....



رواية الخلق في سفر التكوين - الجزء الأول - الخالق والخليقة


نافع شابو

الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 19:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رواية الخلق في سفر التكوين - الجزء الأول -

الخالق والخليقة

نافع شابو

" يبدو أنّ بداية الكون تقدم صعوبات لايمكن تخطّيها الّا إذا ما إتّفقنا على النظر إليها على أنّها "خارقة للطبيعة" وبصراحة"
السير "آرثر أدّينك " Sir Arther Edding
مقدمة

توجد مسألة عميقة طرحها الأنسان منذُ آلاف السنين وهي :
هل سبق ألأنسان والخليقة عقل غير انساني في تاريخ الكون ترك اثرا منظورا فيه ؟
هل كان هذا العقل موجودا يوما ؟ هل هو موجود الآن بشكل منظور؟ هل تواجه الفكرة التي طرحها ألأنسان منذ العصور التاريخية عن الألوهة او الآلهة؟
الا يُشير سفر الحكمة الى هذا العقل (الخالق) في التقليد الكتابي "
"لأنّ عظمة الخلائق وجمالها تدفع الأنسان من باب الأستعارة لان يتأمل بالخالق"سفر الحكمة 13 : 5"
وهكذا يشير كاتب المزمور عن الخالق فيقول:"من قدم أسَّستَ الأرض والسماوات هي عمل يديك "مزمور 25 :102"
الولد الذي يسأل والديه بسذاجة عن اصل العالم ، الا يحمل في قرارة نفسه البرهان بأن كل شيء قد صنع بأيدي ذلك الكائن الذي تعلَّم ان يسميه "ألآب"؟
لايمكن افتراض وجود الكون منذُ الأزل [ لأن ذلك هو ايمان يشبه ايمان وجود الله منذُ الأزل ] ولكن هل يمكن لايّ شيء ان يكون موجودا منذ الأزل ؟ الجواب يجب ان يكون لكل شيء بداية . إذا لابدّ ان يكون الكون قد خلق انطلاقا من شيء آخر. إن الله كان دائما موجودا واجب الوجود هو الخالق الذي خلق العالم(1)
إحدى نقاط الجدال بين المؤمنين والملحدين تكمن هنا على المنحدر الفلسفي . نحن شخصيا نعتقد ان على العقل الأنساني ان يطرح السؤال حول وجود هذا العقل المتسامي او عدم وجوده .
أمّا بشأن الجواب فهو يتعلق كثيرا بالمسار العقلي والروحي لكل واحد منا .
إنّ الأجوبة على هذا السؤال الأساسي الماورائي متنوعة . وإنّ تأكيد وجود هذا العقل المتسامي المتميز عن الكون والحاضر في الكون يبدو ممكنا لدى بعض العقول التي تقبل باستدلال الكائن والمنطق الماورائي . وكثيرون آخرون ممن تأثروا بثقافة نقدية توارثوها (أي اصبحوا ملحدين وراثيا)، لا سيما من القرنين الماضيين في الغرب يبقون وراء خمار الشك.
لايمكن تقديم أي برهان مُلزم (هناك فرق بين الدليل والبرهان فالأدلة كثيرة على وجود خالق ) ، ولكننا نعتقد ان دراسة الكون دراسة عاقلة تحترم الكون والأنسان معا ، من شأنها ان تسوغ لنا فك رموز هذا الحضور العاقل.
ليس الخالق ذلك الكائن الذي يعمل في لحظة البداءة فحسب ، ولكنه الكائن الذي يُخرج بارادته الخلّاقة كل كائن وفي كُلِّ لحظة من العدم الى الوجود . هو الكائن الذي يُسيّر تاريخ الكون والبشر ، ليس بالضرورة عن طريق مداخلات سريعة ومتكرِّرة ولكن بالأخص بالوجود الذي يمنَحُهُ ويُديمُهُ للكائنات بارادتهِ الخلّاقة وفقا للكيفيات التي يحدّدها هو وحدهُ . لاتخضع هذه الكيفيّات لاهواء الخالق ، لانَّ الخالق يلتزم بالغائية التي يوجه نحوها خليقته ويُنظِّمُها ، وعلى هذه الشاكلة فإنّه يُقدم أما عالما يمكن فهمهُ ويشكِّل هذا العالم السبيل ألأوّلي للوصول الى معرفة الخالق .لذا فإنّه ليس للمسيحي مطلقا أن يخشى وقوعه في تناقض بين الخليقة والخالق . بل بالعكس نجد الخليقة التي خاضعة لفهمنا تعكس لنا نور العقل الخلّاق .
لذا ينبغي لنا أن نتلقى هذه الخليقة كأوَّل لغة نطق بها الله وهو يخاطبها عند خلقه إياها وكأنَّه احدى بوادر الوحي الألهي الموجه الى كل انسان وهو لعمري وحي بإمكان الأنسان الّا يعترف به او ان يضع غشاوة امام بصيرته فتحجبه عنه . كما انه ، عندما تتيح لنا العلوم فرصة ان نكتشف بعض الحقائق بيقين ، لايجوز ان نخاف من القول بأنَّ هذه الحقائق يمكنها ان تنور ايماننا ، كأن تُساعدنا على ان نُميّز عبر مسيرة الوحي الألهي الذي تلقيناه من اجدادنا ما يعود الى الصيغة الثقافية لعصر معين في بلد معين وما يشكل في أساسه كلام الله ، بإمكان هذه الحقائق الجديدة ان تنشط هذا الأيمان مضفية عليه معارف جديدة ينبغي له ان يتوغل فيها.
وبما انّ المسيحي قد الف حضور الله في التاريخ فإنّه يستطيع ان يتصور التطور البيولوجي ، وكذلك تطور الكون وكأنّهما مجموعة من الكيفيّات التي يسير عليها الخلق او كأنّهما تاريخ الخلق . (2)
أنّ حقائق العلم والتاريخ يمكنها فقط ان تأخذنا بعيدا. فعند نقطة معينة تتطلب الحقيقة إجابة . وعندما نقرر ان لانتأمّل فقط في الفكرة المجرّدة عن مصمم هذا الكون ولكن أيضا ان نجعله "الهنا الحقيقي" عندئذ يمكننا ان نلتقي به شخصيا ونتصل به يوميا ونقضي الأبدية معه كما وعدنا بذلك . وهذا يغير كل شيء . "الكلمة العبرية لكلمة " الحق " تعني " الشيء الذي يمكن ان تستند اليه ". والحق هو اكثر من مجرد الصواب . انه الثقة التي تقودنا الى شخص جدير بان نطرح فيه كل ثقتنا . وغير مطلوب منا ان نعرف حقيقة أخرى بل ان ندخل في علاقة مع من يستطيع ان يحفطنا ويريحنا ".(3)
في البدء كان الله "الخالق"
"من قبل أن تولد الجبال وتنشأ الأرض والمسكونة ، منذُ الأزل الى الأبد أنت الله " مزمور 90 : 89"
إنّ النظام في الكون الذي نراه بإعيننا(ويكشفه العلماء) يبرهن هذا النظام بنفسه على حقيقة اعظم وارفع تأكيد وهو :" في البدء كان الله " . ان تناغم الوسائل التي يتم بمساعدتها الحفاظ على النظام تجد الكائنات الحية في اجسادها كل ماهو ضروري لتكوين وزيادة امكانياتها البدنية والروحية .عظيم هو الله ربنا وعظيمة هي قدرته ولانهاية لحكمته .
الأنسان ، هذا المخلوق على صورة الله ومثاله ، لايمكن اختزاله بالعقل للبحث عن الدليل على وجود خالق . ألأنسان اعظم من هذا بكثير ، الأنسان كائن عطشان يبحث عن الوجود . الكينونة من الداخل تتفاعل وتخرج ويرى وجوده يعرف من هو ويعرف انه يموت
الأنسان ليس مجرد عقل بل إرادة حرّة تختار وتقرر. فمن الممكن ان تتوفر كل الأدلة على وجود خالق ولكن الأرادة حرة قد لاتقتنع. هكذا العلماء اليوم انقسموا ، فقسم منهم يؤمنون بوجود خالق للكون ليس نتيجة ذكائهم بل هم بشر وعندهم إرادة حرة ورغبات وعائلات وانتماءات مختلفة . وأيضا علماء لايؤمنوا بوجود خالق لان لديهم أيضا إرادة حرة ...ألأنسان بكل عظمة وابداع وعبر التاريخ وفي مختلف الثقافات والبلدان يحمل قيم أخلاقية موضوعية مشتركة والكل يتفق عليها واي محاولة لتفسيرها كغرائز بشرية هي محاولات فاشلة . هذا الأتفاق يؤكد وجود قانون أخلاقي يحكمنا كلنا ،أي البشرية جمعاء ، ويختلف هذا القانون الأخلاقي عن القوانين الطبيعية .لأنّ القوانين الطبيعية توصف اما القوانين الأخلاقية تمليء عليك . والسؤال هنا من الذي يمليء عليك هذا القانون الأخلاقي ؟. وطالما وجود قانون أخلاقي فلابد وجود من اعطى هذا القانون . وهذا القانون يجب ان يتجاوز كل الثقافات خارج المنظومة البشرية ككل .(انتهى ألأقتباس).(4)
"الله الخالق هو مطلق وملء الوجود ، والأنسان في وجدانه فيه توق الى المطلق وكل الكائنات تحتاج ان تستمد وجودها العرضي من وجود مطلق . والأنسان يسعى الى قيم خيّرة ، كالسعادة والطمأنية والقوّة وتاكيد الذات .. ولكنه قد يضلُّ الطريق . وعندما الأنسان يهتدي الى الخير بعد انصرافه عن الشر فإنّهُ لن يشعر بالتغرُّب عن ذاته فيتحوّل من السراب الخادع الى الحقيقة التي وحدها تروي عطش كيانه .(انتهى الأقتباس).(5)
ولكن لاعذر للذين لايؤمنون. لماذا؟ :
لأن الطبيعة نفسها تُشكّل جزءا من الدليل على وجود "خالق" .فكما يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل روميا - ليجاوب هؤلاء الذين لايؤمنون بوجود الخالق - فيقول: "لانّ ما يَقدِر البشر ان يعرفوهُ عن الله جعله الله واضحا جليّا لهم .فمُنذُ خلَقَ اللهُ العالَمَ، وصِفاتُ اللهِ الخَفِـيَّةُ، أي قُدرَتُهُ الأزلِـيَّةُ وأُلوهِيَّتُهُ، واضِحَةٌ جَلِيَّةٌ تُدرِكُها العُقولُ في مَخلوقاتِهِ.فلا عُذرَ لهُم، إذًا."روميا 1 : 19،20"
فكلما امعنا في دراسة الطبيعة كلما ازدادت دهشتنا امام عمل الخالق
في تأملنا للكون والنجوم وجمال السماوات بالليل وروعة غياب الشمس وشروقها ، تزيد في يقيننا بوجود فنّأن لهذه اللوحة المدهشة.
لو لم يكن الكون صنع بأقصى دقة ماكنا موجودين فيه . إنّ ظروف نظام الكون يبيّن انه خُلِق للأنسان ليعيش فيه ."لأنّ أُموره غير المنظورة تُرى مُنذُ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته " (رو 1: 20)
نعم الله كشف عن ذاته لجميع البشر ، بواسطة العالم المخلوق ، حتى الوثنيين عرفوا الله ، ولكنهم لم يعبدوه ولم يؤدوا له الشكر ، لذلك لا عذر لهم . هذا يعني ان الله تجلّى للبشر في أعماق الخلق . عرفوا الله حين رأوا وحيه في الخليقة . ولكنهم توقّفوا عند عبادة الخليقة وما وصلوا الى عبادة الخالق ولا شكروه . مع أنه يُشرق شمسه على البشر ويُعطي غيثه للجميع" (روما 1 :21).
إذاً اعلان الله عن وجوده موجود من خلال الطبيعة ومن خلال القوانين الكونية والقوانين الأخلاقية قبل وجود الأديان .
فالأيمان الذي لايقوم على دليل ليس له ايّ أساس في الكتاب المقدس . والطبيعة نفسها تمثل جزءا من الدليل على وجود الله
يحكى انّ نقاشا جرى بين ملحد ومؤمن عن وجود الله او عدم وجوده وكان المؤمن يستشهد بجمال الكون والطبيعة على وجود خالق اوجده ، ولكن الملحد لم يقتنع بذلك ، بل كان يعتقد انّ كُلِّ ما موجود في الكون هو صدفة . وفي احد الأيأم ذهب الملحد الى بيت المؤمن ليزوره وشاهد لوحة فنية جميلة ،لمنظر عن الطبيعة ، معلق في غرفة في بيت المؤمن ، فاندهش الملحد بجمال اللوحة وقال للمؤمن: من رسم هذه اللوحة الجميلة؟ فأجاب المؤمن انها بالصدفة تشكلت !! .فاعترض الملحد وقال هذا مستحيل . فاجابه المؤمن اذن مستحيل ان يكون هذا الكون وهذه الطبيعة الجميلة ان ظهرت بالصدفة بل وراءها عقل ومصمم وخالق هو الله .
يقول ايرك هاودن :"عندما تنظر الى مبنى لن تستغرب انَّ هناك من بناه و عندما تنظر الى لوحة لن تستغرب أنّ هناك من رسمها ، فلماذا تسال عن الخالق عندما تنظرحولك ؟" .(6)
يقول كاتب المزموز "
"اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ" فيُعلن النهار للنهار والليل يُخبر الله بغيرِ قولٍ ولا كلام ".مزمور 19 :1"
فكلما تعمقنا في الكون والخليقة والحياة كلّما توصّلنا الى ان هذا الكون والخليقة ورائها شخص عاقل ومبدع وجميل وخالق كما تنظر الى لوحة فنية جميلة تعرف انّها رُسمت من فنان عاقل ومبدع. ولكن الفرق بين الله والأنسان هو ان الأول خالق لامحدود والثاني هو مخلوق محدود يعكس صورة الخالق .
يقول العالم الفلكي "غاليليو غاليلي"(الذي ادانته الكنيسة لقوله ان الأرض تدور حول الشمس وليس العكس كما كان دارجا):
"أنّ الله كتب كتابين :الأعلان ألأول" الكتاب المقدس" والذي يشمل تاريخ الله مع الأنسان . والأعلان الثاني هو "الطبيعة" حيث التامل في قوانين الطبيعة وجمال الطبيعة والمخلوقات في الطبيعة ، عندها سنصل الى وجود خالق لهذا الكون العجيب .
فمن خلال التامل في جمال الطبيعة والكون والخليقة سنصل الى حقيقة جمال هذا الخالق .
تلك عقدية الخلق التي بموجبها نَقرُّ انّ كل الموجودات قائمة في الوجود بإرادة الله وبارادته فقط ، ومستمدّة منه وجودها . هذا ما نعبِّر عنهُ في قانون ألأيمان بقولنا :
"نؤمن باله واحد "ألآب " ضابط الكل خالق السماء والأرض وكُلِّ ما يرى وما لايرى ". هذا نص قانون ايماننا المسيحي
في الترجمة العربية ممكن نقول عن الله الخالق الذي يفرض سلطانه على كل شيء . وضابط الكل هي صفة من صفات الله الممزوجة بابوة الله تؤدي الى الأيمان المسيحي حيث الله كلي القدرة هو اب وبقدر ما هو آب فهو خالق وهو قادر على كل شي
عندما ألآب ولد الأبن (مولود غير مخلوق ) .ألأبن (الكلمة) من فيض حب الآب الأزلي الأبدي ثمرة حب الله الذي سكب كل حبه في ابنه الذي تجسَّد في يسوع المسيح .ألآب هو الله جوهر الحب المعطي والأبن هو الحب المعطى . حب متبادل ابدي ازلي .ألأبن في جوهر الآب ومولود من ألآب باتحاد مع الآب شراكة حب دائمة ابوية دون ذوبان ، متميز من فيض الحب خلق السماوات والأرض وكل ما يرى وما لايرى . كل ما هو خرج من الله مخلوق .ألآب ولد في جوهره الأبن . وهذه الولادة في سر الله أراد حبا خارج الله .
الخلق هو فعل اوجده الله . الخليقة حب خارج الله . الخالق كائن بذاته المخلوق الكائن ليس في ذاته بل في الخالق . الله اوجد وجودا حياتا كونا خارج من الله ولكن مرتبط بالله.(7)
الله الخالق هو المطلق وملء الوجود وألأنسان في وجدانه فيه توق الى المطلق وكل الكائنات تحتاج ان تستمد وجودها العرضي من وجود مطلق .والأنسان يسعى الى قيم خيّرة ، كالسعادة والطمأنية والقوة وتاكيد الذات .. ولكنه قد يضلّ الطريق وعندما ألأنسان يهتدي الى الخير بعد انصرافه عن الشر فانه لن يشعر بالتغرّب عن ذاته فيتحوّل من السراب الخادع الى الحقيقة التي تروي وحدها عطش كيانه .
هكذا فإنّ احتجاب سرّ الله عن مداركنا إنّما هو دعوة لنسترسل أبدا في خوض ذلك السرّ الذي يتكشّف لنا أكثر فأكثر دون ان يتاح لنا في وقت ما حتى ولا في الأبدية ،أن نستنفذه ...صحيح انّ " الأرض كلها مملوءة من مجده" اشعيا 6 :3" ، أي من حضوره المشعّ الذي لولاه لما كان ولما استمرَّ شيء من الموجودات ، ولكن الله ظاهر في حضوره في الكائنات ، ومحتجب بآن ، بحيث أنّه " لم يره احد قط " يوحنا 1 :18" و" ما نظر اليه أحد" 1يوحنا 4 :12". فهو حاضر كلّ الحضور في الكائنات ، ومتمايز عنها كُلّ التمايز بآن .تمايز الله هذا لايعني أنّه خلق الكون ثم تركه ، كما كان يعتقد "فولتير" مثلا، الذي كان الكون ، بالنسبة إليه ، بمثابة ساعة جداريّة عملاقة ، ركّبها ساعاتيّ إلهي ، ثمّ تركها تدور لوحدها . فهذه نظرة سطحيّة ومبتورة الى عملية الخلق تجعل ، خطأ، توازيّا بينها وبين الصناعة البشرية ، في حين أنّ الحقيقة هي أنّ الكائنات كلها لاتثبت في الوجود ، لحظة بعد لحظة ، إلّا بعمل الله الدائم :"إنّنا به نحيا ونتحرّك ونوجد" سفر اعمال الرسل 17 :18".(8)
المعنى الحقيقي لتمايز الله عن الكون ، هو أنّ الله ثابت ، راسخ . إنّه يستمدُّ وجوده ، لا من عنصر خارج كيانه ، بل من ذاته هو إذا صحّ التعبير .إنّه موجود حكمّا ، بالضرورة . او كما كان يقول الفلاسفة القدامى " واجب الوجود" .والذي بالتالي لايحتاج الى احد ليكون .إنّه ملء الوجود ، الذي لاثغرة في وجوده ولا تحوّل . في حين انّ وجود الكون هشٌّ متقلب ، معرّض للأنهيار ، قابل للزوال.
الكون له نوع من الأستقلالية عن الله وإلا كان غير حُر.
الكون له قوة ذاتية معطاة نوع من الحرية ولكن سيكون خليقة ضعيفة اذا لم يتحد في شراكة مع الله .
ولان الكون مخلوق بنعمة وهو حر وإلّا الحياة والخليقة تكون دمى وكذبة . بدون الحرية لاحب والحرية أرادها الله فلايمكن ان يمس حرية الأنسان في ان يختار الأنسان الله او ينفصل من الله .ألأنسان قادر على حياة الحب او حياة الشر . الله كلي القدرة ليس انه قادر ان يعمل ما يشاء لأنه حدد حريته في حرية استقلال الكون وحرية استقلال الأنسان . الله وضع قوانين الطبيعة ولكن الله حاضر في قوانين الطبيعة . مشروع الله قبل الخلق لنكون امامه كاملين قديسين بالمحبة . الله كلي القدرة لايتجلّى الا عندما يكتمل هذا المشروع . الله يريد إيصال الأنسان الى ملئ الحب . وهذا غير ممكن الا بالأتحاد مع المسيح . الله خلقنا للمسيح وللمسيح . الله خلقنا للحب وللحب . كل شريعة خارج الحب لايمكن الا ان تكون نتائجها الموت . الكون والأنسان مجبول بالحب وللحب ومع الحب .
الله خلق هذا الكون ليس لسبب إلّا لان "الله محبّة"
عـندما يصف لنـا سفـر التكـوين عـملية الخـلق, فى فصـله الأول, فإنه يصـوّر لنـا الكائنات وكـأن كـلاّ منهـا أو كـلّ نـوع منها قـد أوجـده الله بشكله الحـاضـر مباشرة...
إنّ الحديث عن الخالق لايعني جعل الله في الماضي، وإنّما يعني تأكيد العلاقة الحيّة ،معه في الحاضر ، كما يعني أيضا التطلع الى المستقبل ،لأنّ الفعل الخلّاق هو دعوة حبّ موجّه الى كل منّا لأن يدعو ذاته والأنسانية جمعاء معه ، لكي يعيش التاريخ طبقا لهذه الدعوة لان الله الذي يخلق الأنسان خلقا اعجازيا ويجدّده بيسوع المسيح تجديدا يفوقها اعجازات سيعطي بعده الكامل "بعد المجد والكرامة" عندما تتراءئ السماوات الجديدة والأرض الجديدة ...إن الفهم العلمي لهذا العالم وتحوّله التقني يوقفاننا امام اعمق الأسرار الا وهو ما معنى الحياة ؟ وما هو مصيرنا نحن البشر ؟
نحن نؤمن بان التصميم الألهي يرمي الى جمع شمل كل البشر بابنه الحبيب(يسوع المسيح ) الكلمة . هو صورة الله الذي لايُرى وبكر الخلائق كلها . به خلقَ الله كل شيء في السماوات وفي الأرض وما يرى وما لايرى ...وفيه يتكون كل شيء...لأنّ الله شاء ان يحلَّ فيه الملء كُلّهُ (كولوسي 1 :15-19) .لأنَّ كُلّ شيء خُلق به وله و"كلّ شيء يثبت فيه " وكُلّ شيء به كوّنَ ، الكائنات المنظورة وغير المنظورة (كولوسي 1 : 16، 17).
كمسيحيين ، نحن نؤمن بانّ الله خلق كل شيء بابنه (الكلمة) الذي هو الحكمة الأزلية وكلمة الحياة ونور البشر .يسوع المسيح هو ملء اللاهوت بكل قدرته هو رأس الكون ورئيسه به خلق كل شيء. (9)
الخَلق
الخلق : هو كلمة نحب ان نطلقها على كل حقيقة نابعة من مشيئة الله سواء كانت حقيقة وجودنا او حقيقة ما حولنا . الخلق : لاتشير هذه اللفظة الى نقطة الصفر او الى الحركة الأولى ، واذا ما دلت على اصل زمني سحيق فانها تعني بالأحرى العلاقة الحالية القائمة مع اللامرئي أي الكائن الذي لايراه أي وجود يشكل العالم كله في حقيقته وديناميته . الخليقة موجودة وممنوحة في الواقع لنفسها : ليست الله كما انها ليست جزءا منه . ولكنها ليست موجودة كولد تركه ابوه . "إذ هو ( الله الخالق )يعطي للجميع حياة ونفسا وكل شيء ... في الواقع انه ليس بعيدا من كل واحد منا فأنّنا به نحيا ونتحرك ونوجد " اعمال الرسل 17 : 21-28".(10)
معنى كلمة "خلق":
إن نظرية التطور تؤكد أن التطور تم عن طريق الكائنات ذاتها، ولم يأتي عن طريق شيء خارج عنها. بمعنى آخر، الخلق هو خلق ذاتي. وذلك لا يتنافى مع إيماننا بأن الله أراد أن يشرك المخلوقات في عملية الخلق، بمعنى أنه كان هو السبب الأول والمخلوقات هي السبب الثاني .

أ ) الخلق هو إيجاد من العدم.
وهذا ما يميز الخلق عن الصنع، فكلمة خلق تعني أخرج من اللاوجود وجود، ومن العدم شيئاً (وكلمة عدم لا تعني أن هناك مادة اسمه "عدم" بل تعني اللاشيء واللاوجود)
ب) الخلق هو فعل حب:
الله لم يوجد شيئاً إلَّا لأنه أراده . يقول الله على لسان اشعيا النبي :"أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها يداي أنا نشرتا السماوات وكل جندها لأني أنا أمرت" إش 45 : 12"، فلا شيء موجود إلَّا لأنه أراده
ج) الخلق هو فعل مستمر:
لا يعني الخلق إخراج شيئاً من العدم إلى الوجود فقط، بل يعني الاستمرار في هذا الإخراج. فالخلق لم يكن فعلاً قام به الله منذ ملايين السنين وانتهى، بل هو فعل مستمر له بداية وليس له نهاية، فأنا موجود الآن
لأن الله لا زال يريدني ولا زال يخلقني، وبعبارة أدق لا زال يحبني، فالحب والخلق وجهان لعملة واحدة.(11)
"الله منذ البدء وضع قوانين (نواميس) للكون والطبيعة . الله في البدء سمح ان توجد الخليقة فعلا لاشكلا. هذا ناتج عن كون الله محبّة وعن كون الخلق هو فعل محبّة . ومن شأن المحبة ان تقيم المحبوب بازائها وان ترفض تذويبه فيها وإلغاء فرادته . ولكن ارتضاء الله بان توجد المخلوقات ، يعني السماح لها بان توجد بما لديها من خصوصية ، أي بما تتّسم به من محدودية ناتجة عن طبيعتها كمخلوقات صادرة من العدم وبالتالي بعيدة عن كمال الوجود . وبعبارة أخرى السماح بان تكون الكائنات الطبيعية ناقصة وبان تكون الكائنات العاقلة مُعرَّضة الى جنوح حُرّيتها . هكذا فإنّ الله ، إذ ارتضى الخليقة ، قيَّد قدرته الإلهية ، إذ قَبِلَ أن تجد هذه القدرة لها حدودا ترسمها محدودية المخلوقات , وهذا ليس تعبيرا عن ضعف في الله كما قد نتصور ، بل عن هذه القدرة المذهلة لديه ان يعلو فوق اقتداره ، بدل ان يكون اسير هذا الأقتدار .(12)
يقول عالم المحيطات وفيزياء الأرض وعضو في اكاديمية العلوم في باريس "كسافييه بيشون" في كتاب "شهادات علماء مؤمنين" :
"إنّ الله قد عهد الينا بالخليقة ، ولكنها خليقة غير مكتملة ، بمعنى من المعاني "تنوء في آلام المخاض" وقد اوكل الينا ان نرعى هذا المخاض حتى ختامه"
للأجابة على الأسئلة الوجودية الكثيرة علينا ان نجاوب على السؤال ألأهم
لماذا خلق الله الكون وتوجه بخلق الأنسان ؟ وماهي غايته من خلق الكون والأنسان ؟
الجواب نقرأهما في الكتاب المقدس وفي الطبيعة والكون .
هو ان الله خلق الكون والأنسان ليس لسبب الاّ لان "الله محبّة". وكلِّ انسان يحاول ان يأتي بجواب غير هذا هو لايعرف الحقيقة ، حقيقة الله ، لأنّه لم يتعرّف على هذا ألأله الذي هو كُلُّهُ حنان ومحب ورحيم . واذا تاملنا بهذه ألآيات سوف نتوصل الى حقيقة الله الذي سُرَّ في ان يشاركه من خلقه على صورته ، لا بالمعنى الجسدي بل ان نعكس صورة الله "المحبة" وان نعكس طبيعته في الحنان واللطف ونشاركه الكثير من صفاته .

"خلق الله الأنسان "لأن الحُبّ فاض فخلق" او "إنفجر الحُبّ فخلق" فهو الأنفجار الكبير فعلا ، لكنه إنفجار الحُب" وهذا الخلق يصل الى قمته في خلق الأنسان . الخلق يكشف صلاح الله ، الله الذي أحبّ وفاض حبه ، فخلق األأنسان ، بالذات بعمق اكثر فهمنا لغرض الخلق . الله لم يخلق لانه يحتاج الى الخليقة ، وإلّا ينقصه شيء ، لكنه فيضان الحب ، فيضان الصلاح الإلهي . فاض الصلاح الإلهي فخلق. الله يريد ان ينعم بالوجود على من لم يكن موجود يدعو الأشياء الغير الموجودة لتكون موجودة . يحب وينعم بنعمة الوجود والتي يمتلكها في ذاته . ولكن العجب ليس فقط بانه يفيض بنعمة الوجود ولمنح الوجود بل يعتني بها ويرعاها ويحمل همها والامها ويصمم القوانين لكي يضمن سلامتها ".فهو "حامل كل ألأشياء بكلمة قُدرته" عبرانيين 1 :3".
الله لم يخلق الأنسان لينعم عليه بالوجود فقط ، بل بنعمة الشراكة مع الله في صنع الموجود ، أي شاركه في الخلق .
"وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ" تكوين 1 : 28".
الله يريد ان يتكشّف لبقية الخلائق عن طريق الأنسان ليعلن الله اننا رسالة المسيح مقروءة ومعروفة من جميع الناس. الله يريد ان نوصل الصلاح احدنا للآخر ان نكون ادواته لايصال رسالة الله للآخر حتى في الدينونة الله لايحتفظ بالدينونة لنفسه بل يقول انه سيشرك البشر معه في الدينونة . الله اشرك الأنسان في السلطة البشرية (الحكم) . الحكم هو لله لكنه فوّض البشر لأجراء الأحكام في الأرض (روميا 13).
ألأنسان يعمل لخير الخليقة وليس لكي يدمّرها ، بل ليفعّل الأمكانيات الموجودة في الخليقة للخير ، هو أي الأنسان يخدم الخليقة ليحوله الى جنة عدن هنا يشركه الله في مشروع الحضارة الأنسانية . (13)

الخلاصة
يصؤر لنا سفرُ التكوين بدايةَ الكون والبشرية فيوجِّهُنا الى معرفةِ القصد الذي هيَّأه اللهُ من أجل خلائقه
سفر التكوين يورد لنا أصول الكون وبداية عمل الله في العالم . يعالج بداية البشرية في الكون الذي خلقه الله .
هو مقدمة لكل العهد القديم يُخبرنا أنّ الله خلق الكون بكلمته ، والأنسان على صورته ومثاله . ألأنسان أُخذ من التراب ولكن فيه نسمة حياة من عند الله .
سفر التكوين يعني الوحي الألهي ، كُتب بلغة رمزية يكشف لنا عملية الخلق الأول ، يوحي الينا المسيرة العجائبية للأنسان منذ ظهوره لأول مرة على الأرض قبل اكثر من مليوني سنة .
ليس للحياة معنى بدون الله ، فهو نور العالم ، وهو الذي خلق السماوات والأرض لهدف وقصد . بدونه لا يمكن ان يكون شيء مما هو موجود " كلِّ شيء به كُوِّن وبغيره لم يكن شيء مما كُوِّن " يوحنا 1 :3".(14)
(1)
كتاب عالم صوفي
(2)
راجع كتاب الخلق والتطور بين الدين والعلم
(3)
كتاب القضية ... الخالق
(4)
اللاهوتي الدكتور ماهر صموئيل
(5)
كوستي بندلي يقول في كتابه: "كيف نفهم اليوم قصة آدم وحواء"
(6)
ايرك هاودن
http://www.youtube.com/watch?v=N2yIX39fIis
(7)
الأب رمزي جريج سلسلة محاضرات المهم تكون مسيحي
(8)
كوستي بندلي في كتابه " الله والشر والمصير ":
(9)
راجع الأب رمزي جريج " في البدء خلق الله "
(10)
كتاب الخلق والتطور ...بين العلم والأيمان
(11)
مقال كتبه د .الانبا يوحنا بعنوان " الفاتيكان يبرئ نظرية داروين من الكفر و الالحاد
https://vb.almahdyoon.com/showthread.php?t=14230
(12)
كوستي بندلي في كتابه "كيف نفهم اليوم قصة آدم وحواء":
(13)
اللاهوتي ماهر صموئيل ، عن سؤال لماذا خلق الله الأنسان ؟:
(14)
راجع تفسير الكتاب المقدس -ألأب بولس فغالي
https://logosofgalilee.com/



#نافع_شابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحبّة هي محور الكتاب المقدس - الجزء الأول
- رؤيا معاصرة لرواية -الخلق- في -سفر التكوين - المقدمة -
- رؤيا - لاهوتية علمية عقلية - معاصرة لرواية -الخَلق- في سفر ا ...
- رؤيا - لاهوتية علمية عقلية - معاصرة لرواية -الخَلق- في سفر ا ...
- اللاهوت المعاصر بين الأيمان والعلم
- كتاب -القضية....الخالق - أدلة علمية على وجود الله
- تأمّلات في زمن الميلاد-المسيح رئيس السلام- -الجزء الرابع -ال ...
- ميلاد يسوع المسيح – رئيس السلام – الجزء الثالث
- ميلاد يسوع المسيح -رئيس السلام- الجزء الثاني
- ميلاد يسوع المسيح - نور العالم -
- -فريدريك نيتشة - والوجودية المعاصرة
- حقيقة غزوات العرب - كما جاء في المصادر غير الأسلامية -
- أليكسندر دوغين: إما أن تنتصر روسيا أو يزول العالم بالسلاح ال ...
- الموت باب القيامة في الأيمان المسيحي
- الحُريّة في مفهوم المسيحيّة - المقدِّمة -
- بداية نشوء الكون دليل على وجود خالق
- سقوط القسطنطينية -سنة 1453 - وانحسار المسيحية في الشرق
- انتفاضات الشعوب ألأيرانية على الثورة الأسلامية ونظام - ولاية ...
- جدلية العقل والأيمان – الجزء الثالث –هل يتّفق العقل مع الأيم ...
- جدلية العقل والأيمان – الجزء الثاني – إجابة على أسئلة وجودية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - رواية الخلق في سفر التكوين - الجزء الأول - الخالق والخليقة