أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - بداية نشوء الكون دليل على وجود خالق















المزيد.....


بداية نشوء الكون دليل على وجود خالق


نافع شابو

الحوار المتمدن-العدد: 7409 - 2022 / 10 / 22 - 20:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول احد العلماء
"هل سالتم انفسكم مرة واحدة من اين جاء الكون؟
لماذا كل شيء موجود بدل لاشيء ؟
وعادة ما كان الملحدون متعودين على القول ان الكون ازلي الوجود وغير سببي . لكن الأدلة الفيزيائية تقول ان الكون بدا بانفجار (البيغ بانغ)
منذ 15 مليار سنة ماضية . كل المادة والطاقة خلقت بالأضافة الى المكانية والفضاء والزمن بحد ذاته
فراد هويل الفلكي الأنكليزي يقول: نظرية البيغ بانغ تعني ان الكون خلق من العدم من لاشيء
اذا فمن اين اتى الكون ؟ لماذا الكون موجود بدلا من لاشيء؟.(1)
يقول العالم وليم لين كريج
بفضل ألأكتشافات العلمية في الخمسين سنة الأخيرة أخذت مجادلة الكلام(المنطق)"
الكونية القديمة قوة جديدة ...رغم أنَّ هذه المجادلة بسيطة الا انها ممتازة
اولا:
"كل ما يبدأ في الوجود له علة (سبب)
اذا الكون بدأ في الوجود
اذن الكون له علة (سبب)
وحتى الشكّاك ديفيد هيوم لم ينكر هذه الأفتراضية "كل ماهو موجود له سبب" كما قال الملحد كوينتن سميث "أنَّ التعبير الذي يقول:" إننا جئنا من لاشيء وبواسطة لا شيء من أجل لاشيء" تعبير سخيف ومثير للسخرية .
ثانيا :
الكون له بداية تحت شروط لاتصلح لتفسيرها قوانين الطبيعة (الفيزيائية) المعروفة . وكنتاج لقوى أو للظروف التي لايمكن اكتشافها ، فعندما يحدث هذا ، يكون العالِم قد فقد سيطرته (2)
وبناء على المعلومات فانَّ كل علماء الكون يوافقون على أن الكون بدأ بالأنفجار الهائل في نقطة محددة في الماضي . كما اكد كريج على القول بأنَّ النظريات البديلة عن اصل الكون تحتاج الى بداية . فمثلا ، استخدام ستيفن هوكنج "للأرقام الخيالية " يحجب نقطة البداية في نموذجه ، والذي يصرح هوكنج عنه بالقول بانه ليس وصفا للحقيقة (*)
الحاصل الآن هو أن الملحد هو بحاجة الى التمسك بايمانه المهزوز بسبب الأكتشافات الجديدة للعلم الذي يؤكد على ان الكون له بداية بعكس الأعتقاد القديم الذي كان سائدا عن ازلية الكون . وبهذا الخصوص يقول العالم وليم كريج: "المسيحي يمكنه الصمود واثقا داخل اطارالحق الكتابي ، عالما أنّه يساير الأتجاه العام لعلم الفيزياء الفلكية وعلم الكونيات ، لكن الملحد هو الذي يشعر بعدم الأرتياح الشديد والتهميش اليوم . بما أنّ الكون له بداية ، وبناء على المعلومات فان كل علماء الكون يوافقون على ان الكون بدأ بالأنفجار الهائل في نقطة محددة في الماضي.. وحتى روبرت جاسترو الذي كان سابقا لاأدري سلم بان العناصر الأساسية للمسيحية وعلم الكون الحديث يلتقيان " ان سلسلة الأحداث التي تقود الأنسان بدأت فجأة وبحدة ، وفي لحظة محددة من الزمن ، في ومضة ضوء وطاقة "
"لم يتمكن ذهني من استحضار سيناريو عقلاني يمكنه تفنيد المنطق العنيد لحجة "كلام " فالدليل الفلسفي والعلمي لعلم الكونيات المعاصر كان يشير بطريقة مقنعة نحو استنتاج أنّ خالقا شخصيا للكون موجود ، وقد كان هذا دليلا قويا.(3).
:"لقد اخذنا العلم الى الحدث الأول (بدء نشوء الكون) ، لكنه لايمكنه ان يأخذنا أكثر الى العلة ألأولى . فالظهور المفاجئ للمادة ، والفضاء ، والزمن ، والطاقة ، أشار الى الحاجة الى نوع من السمو....انَّ علمي هو الذي قادني الى استنتاج أنَّ العلم أكثر تعقيدا مما يمكن تفسيره بالعلم ، فمن خلال ماهو فوق الطبيعة فقط يمكنني فهم سر الوجود.... وبدلا من ان يكون العلم والدين متعارضان الا انّ الكثيرين من المتخصصين اليوم في شتى المجالات العلمية قالوا أنهم كانوا مؤمنون –لا بالرغم من الدليل العلمي ، بل بفضل الدليل العلمي ، وان كثير من العلماء ينطلقون للأيمان بفضل علمهم "(4)
لم يكن الأنفجار العظيم فوضويا مشوشا . لكنه يبدو أنّه كان مهيئا لوجود حياة ذكية ذات تعقيد ودقة تتحدى ألأدراك البشري . اي ان الكون الذي نراه اليوم – ووجودنا نحن شخصيا- يعتمد على مجموعة من الشروط المبدئية عالية المستوى . وهذه الظاهرة دليل قوي على أن الأنفجار العظيم لم يكن صدفة ، بل انه كان مصمما .....انَّ علة الكون تفوق الزمن والفضاء ، فلا يمكن أن تكون حقيقة فيزيائية . بل لا بد ان تكون لافيزيائية ولا مادية . النوع ألأول هو ألأشياء المجردة كالأرقام أو الكيانات الرياضية . ومع ذلك ، فان الأشياء المجردة لايمكنها أن تتسبب في أحداث أي شيء . والنوع الثاني من الحقيقة اللامادية سيكون عقلا. فالعقل يمكنه أن يكون علة ، وهكذا يكون من المعقول أنَّ الكون هو نتاج عقل غير متجسّد جاء به (اي بالكون) الى الوجود.....ان علة الكون هي عامل شخصي يتمتع بارادة حرة . ويمكنه أن يخلق اثرا جديدا دون أي شروط مسببة محددة . يمكنه أن يقرر قائلا "ليكن نور" فينطلق الكون الى الوجود ."(5)
يقول العالم الفيزيائي باتريك جرين
في بحثه عن الله بالدليل العقلي :
"اليوم يبدو لي انه ليس هناك سبب مقنع يمكن ان يتبناه انسان ذكي لقبول الألحاد أو اللاادرية .... لابد من وجود هدف وراء الكون ...وهذا الكون موضوع ببراعة مدهشة للغاية حتى انني لايمكنني قبوله كحقيقة صماء. ...ولا يمكننا ان نؤمن بان وجودنا في هذا الكون مجرد دعابة قدر ، او حادث تاريخ ، او مجرد صورة عرضية في الدراما الكونية العظيمة " (6)

وقد عبَّر عن ذلك الفيزيائي بول ديفيز بالقول:
"إنَّ حقيقة الكون المبدع بحدِّ ذاتها، وأنَّ القوانين قد سمحت بظهور بنى معقَّدة وتطوُّرها لدرجة الوعي - بمعنى أنَّ الكون قد نظَّم وعيه الخاص - هي بالنسبة لي دليلاً قويًا على أنَّ هناك "شيئًا ما" يجري خلف كل ذلك. فهذا الإحساس بوجود تصميم ذكي غامرٌ بشدَّة." (7)
اما العالم روبين كولينز يقول :
"ان كانت افضل عقول العالم يمكنها حل اسرار الطبيعة بصعوبة ، فكيف يُفترض انَّ هذه الأسرار مجرد حادث غبي ، نتاج صدفة بحتة؟ ....إنَّ التعديل من أجل البساطة ، والجمال ، والفخامة بشكل معنى في فرضية الله . فكِّر في ألأدراك الكلاسيكي عن الله ، فهو الكائن ألأعظم الممكن ، ومن ثم فهو كيان يتمتع بحس مطلق الجمال . ولن يكون من المدهش على ألأطلاق بالنسبة لله أن يريد أن يخلق عالما ذات جمال ورقة عظيمة
في مستواه ألأساس ....نحن نعلم ان العقول الذكية تنتج وسائل معدَّلة .انظر الى مكوك الفضاء .انظر الى جهاز تلفزيون .نحن نرى عقولا تنتج أجهزة معقدة دقيقة طوال الوقت .ولهذا فان افتراض وجود عقل فائق – او الله – كتفسير لتعديل الكون له معنى مقبول في العالم "(
إنّ سفر التكوين غنيّ بالمواضيع التي لا ينسى كل من التقليدَين اليهوديّ والمسيحيّ أن يطالعها ويتأمّلها. فموضوع الخلق الذي يفتتح هذا السفر ينشده سفر المزامير فيقول: "أيها الربّ ربّنا، ما أعظم اسمك في كل الأرضي... أرى سماواتك وعمل أصابعك، القمر والكواكب التي كوّنتها..."... ما أعظم أعمالك يا ربّ. بالحكمة صنعتها جميعاً فامتلأت الأرض من مقتناك"مز 104: 2
يقول العالم ليونارد سكاوالو ".... من المفارقة ان صورة الكون التي سلمت لنا من خلال أكثر علوم القرن العشرين تقدما قريبة في جوهرها من الرؤية المقدمة في سفر التكوين اكثر من اي شيء قدمه العلم منذ كوبرنيكوس .... عندما نتواجه مع روعة الحياة والكون ، يجب ان نسال انفسنا لماذا وليس فقط كيف ، والأجابة الوحيدة الممكنة هي دينية ، وأجد حاجة الى الأعتقاد بالله عندما انظر في الكون وحياتي الخاصة ". (9)
سئل أنتوني فلو(الذي كان من رواد العلماء الملحدين ثم تراجع واعترف بوجود خالق للكون ) :
انك تتحدث كثيرا في قضايا علمية وتستقي من العلم شواهدك الإيمانية، بل وتنتقد العلماء في بعض ما يقولون، فهل أنت عالم أم فيلسوف؟ فأجاب قائلا: ان الحديث عن التفاصيل العلمية لنشأة الكون، وما وقع من تتابع الأحداث عقب الانفجار الكوني الأعظم، إنما هو شأن علماء الفيزياء، كذلك فإن البنية الكيميائية لجزئ الدنا
DNA
المسئول عن الشفرة الوراثية للكائنات الحية، هي شأن علماء البيولوجيا. أما القضايا العقلية المرتبطة بهذه الحقائق العلمية مثل كيف ينشأ الكون من عدم؟ وماذا كان قبل بداية الكون؟ ومن أين جاء الكم المعلوماتي الهائل الذي تحمله الشفرة الوراثية؟ وغيرها من الأسئلة التي لا نهاية لها فهي شأن الفلسفة والدين ..
ويضيف قائلا: لقد صرت »أؤمن بإله واحد أحد، واجب الوجود، غير مادي، لا يطرأ عليه التغيير، مطلق القدرة، مطلق العلم، كامل الخير . لقد أنجزت الفلسفة مهمتها الأساسية بنجاح عظيم عندما توصلت إلي تفسير نشأة الوجود بوجود الإله الخالق، الذي خلق الكون ليكون معدا لاستقبال المخلوق العاقل الحكيم الذي هو الإنسان.(10)
يقول عمّانوئيل كنْت: "من غير الممكن أن نتأمّل في صنع هذا العالم دون أن نرى يد الله الطاهرة البارزة في كمال تناسقه. و حين يفكّر العقل ويؤخذ بما فيه من روعة وجمال لا يملك إلا أن يشعر بالسخط على الجهالة التي جَسُرت أن تنسب كلّ ما في الكون إلى محض المصادفة، لأنّ روائع هذا الكون هي وليدة حكمة سامية عجيبة وضعت فكرته".(11)
وخلاصة القول في وجود الله، هي أنّنا نجد أنفسنا في كون عظيم جدّاً، نحن جزء منه. وعقولنا تسأل دائماً: ما هو مصدر هذا الكون؟ وما هو القصد منه؟ وكيف يُحفَظ؟ ومن أين أتينا؟ وإلى أين نمضي؟ ولا يمكن الجواب على هذه الأسئلة بدون التسليم بوجود كائن سرمديّ قادر على كلّ شيء، علّة العلل، واجب الوجود، عاقل، حكيم، ذو إرادة وصفات أدبيّة، وإنّنا لنجد الأجوبة فعلاً في قول الكتاب المقدّس "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ. وَكَانَتِ الْأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللّهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ" (تكوبن 1:1 و2). (اقرأ ايضا تكوين 1:3- 24
(12)
يقول العالم الفلكي غاليليو
اذا تفقدنا عالمنا ، من الزهرة الصغيرة الى المجرة الواسعة سنرى بصمة الله. الرياضيات هي اللغة التي كتب بها الكون .(13)
أمّا الفيزيائي الفلكي هوك كروز في كتابه المشهور "الخالق والكون":
"اذا كانت المادة والزمن قد ظهرا معا نتيجة انفجار فيجب ان يكون السبب الموجب للكون مستقلا عن الزمان والمكان وهذا يظهر لنا انَّ الخالق فوق جميع الأبعاد والمقاييس . كثيرون من الباحثين عن الدلائل العلمية الموضوعية يتفقون على فكرة وجود خالق ذي قدرة لاحدود لها في خلق الكون . التوازن المعجز في الكون ، لم يثبت العلم خلق الكون من اللاشي فقط بل ان جميع تفاصيل الكون صممت بشكل دقيق جدا" .(14)
ان نضرية "البغ بانغ" فتحت الباب للقول ببداية الكون و وجود خالق لهذا الكون ، بعد أن كان الملحدون متعودون على ان الكون ازلي الوجود وغير سببي ، مثلا الملحد برتلاند راسل كان يقول "إنَّ الكون هو فقط هنا وهذا كلُّ شيء".
انّ الملحدين المتبنين لنظرية "البغ بانغ" ،التي اصبحت نضرية علمية يقرها أغلب العلماء ، يجب أن يؤمنوا بأن الكون خُلق من لا شيء بواسطة لاشيء, حتى الفيلسوف الملحد ديفيد هيوم كتب في رسالة: "لاشيئ أكثر عبثية من القول بأنّ شيء ما حصل بدون سبب"(15)
عبَّر الفيزيائي بول ديفيز بالقول:
"إنَّ حقيقة الكون المبدع بحدِّ ذاتها، وأنَّ القوانين قد سمحت بظهور بنى معقَّدة وتطوُّرها لدرجة الوعي - بمعنى أنَّ الكون قد نظَّم وعيه الخاص - هي بالنسبة لي دليلاً قويًا على أنَّ هناك شيئًا ما يجري خلف كل ذلك. فهذا الإحساس بوجود تصميم ذكي غامرٌ بشدَّة".(16)
سُئل العالِم الفلكيّ الشهير لابلاس : لماذا لم يذكر الله في أبحاثه الفلكيّة؟. فأجاب "لأنّني لم أجد حاجة إلى ذلك، لأنّ الله خلف كلّ بحث تناولته أو أيّ رأي أبديته. الله خلف كلّ ظاهرة في الكون والطبيعة والحياة".(17).
الخلاصة :
يمكن ان نلخص كل ماتوصلنا اليه عن الكون والوجود بما لخصه الفيلسوف ج. س. ميل (وهو ليس مسيحي): "من الواضح جلياً أن "العقل" فقط هو ما يستطيع أن يخلق عقلاً." فالنتيجة المنطقية الوحيدة هي أن خالقاً أزلياً هو سبب وجود الحقيقة كما نعرفها. ويمكن التعبير عن هذا بهذه العبارات المنطقية:

(الكون موجود)• شيء موجود.
(الكون لايأتي من العدم أو من لاشيء)• الشيء لا يأتي من العدم.
• لهذا يوجد "شيء" أساسي و أزلي.
• الخيارين الوحيدين هما كون أزلي وخالق أزلي.
. لقد دحض العلم والفلسفة نظرية وجود كون أزلي
• إذاً يوجد خالق أزلي
(18)
نعم وكما قال احد العلماء اللاهوتيين : "يتطلّب التصميم مصمّماً، الكون هو تصميم، وبالتالي فلا بدّ من وجود مصمّم".
ولايوجد عاقل ينكر هذه الحقيقة الساطعة عندما يتأمل في السماء والأرض والمخلوقات التي تشهد على حقيقة خالق عظيم يغمر حبه
الكون والخليقة كلها لأنها صنعة يديه .
جاء في كتاب"الله يتجلَّى في عصر العلم " لنخبة من المختصين في الكيمياء والأحياء والرياضيات والطب مايلي :
"أنَّ القوانين الدنيا "ميكانيك الحرارة " تعطينا أدلة على انّه لا بدّ أن يكون لهذا الكون من بداية ، فإِذا كان للكون بداية فلا بدَّ له من مبدع من صفاته العقل والأرادة واللانهائية . ويقول العالم "فرانك ألن -عالم الطبيعة البيولوجية :"كثيرا ما يقال إنّ هذا الكون المادي لايحتاج الى خالق ، ولكننا إذا سلَّمنا بأنّ هذا الكون موجود فيكف نفسِّر وجوده ونشأته؟.
هناك أربعة إحتمالات للأجابة عن هذا السؤال :
1 – فإمّا أن يكون هذا الكون مجرّد وهم وخيال ( وهو ما يتعارض مع القضيّة التي سلّمنا بها على وجوده )
2- وإمّا ان يكون هذا الكون قد نشأ من تلقاء نفسه من العدم ( وهذا يخالف العقل والمنطق والسبب والتأثير).
3 - وإمّا أن يكون أبديا ليس لنشأته بداية ، وهنا فنحن في هذه الحال نقرُّ وننسب صفة الأزلية الى عالم ميت .
وإمّا ننسبها الى اله حي يخلق .

ليس هناك صعوبة فكرية في ألأخذ بأحد هذين الأحتمالين أكثر مما في الآخر
يعتقد البعض انّ هذا الكون هو خالق نفسه ، على حين يرى البعض ألآخر أنّ الأعتقاد في أزلية هذا الكون ليس اصعب من الأعتقاد في وجود اله ازلي .
4 – ولكن القانون الثاني من قوانين الديناميك الحرارية يثبت خطأ هذا الرأيي الأخير .
فالعلوم تثبت بكل وضوح أنّ الكون لايمكن ان يكون ازليا ، فهناك انتقال حراري مستمر من الأجسام الحارة الى الأجسام الباردة . ولا يمكن ان يحدث العكس بقوّة ذاتية بحيث تعود الحرارة فترتد من الأجسام الباردة الى الأجسام الحارة
فقوانين الديناميك الحرارية تدلُّ على انّ مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيا وأنها سائرة حتما الى يوم تصير فيه جميع الأجسام تحت درجة من الحرارة بالغة الأنخفاض هي الصفرالمطلق ، عندها تنعدم الطاقة وتستحيل الحياة .
...فإننا نستطيع ان نستنتج انّ هذا الكون لايمكن ان يكون أزليا ، وإلاّ لأستهلكت طاقته منذ زمن بعيد وتوقف كل نشاط في الوجود .
وهكذا توصلت العلوم – دون قصد- الى انّ لهذا الكون بداية . وهي بذلك تثبت وجود الله الخالق لانّ ما له بداية لايمكن ان يكون قد بدأ نفسه ولابد له من مبدئ او محرّك اول ، او من خالق هو الأله . ولا بدّ للعلماء ان يسلّموا بفكرة الخالق الذي وضع قوانين هذا الكون لانّ هذه القوانين ذاتها مخلوقة ، وليس من المعقول ان يكون هناك خلق دون خالق : هو الله
ألأدلة العلمية المعاصرة تؤكّد كلها على انّ أصل الكون او أساسه يرتبط بزمان بدأ لحظة معيّنة Big bang .
إذا هذا حدث من الأحداث وهذا يعني انه لا بدّ لأصل الكون من خالق أزلي ليس له بداية عليم ( عاقل) بكلّ شيء ، له القدرة والقوة بلا حدود ولا بدّ لهذا الكون ان يكون من صنع يديه .(19)

" ------------------------------------------------------------------------------
(*)
اي ان هوكنك يستخدم نظرية ليس متاكدا منها بل من عالم الخيال والفلسفة حتى انه في كتابه مع روجر بنروز يتراجع ويقول "انه لا يتظاهر بانه يصف الحقيقة ، لأنه اي هوكنج لايعرف ماهي الحقيقة ، ولهذا فان هوكنج بنفسه يدرك ان هذا ليس وصفا واقعيا للكون او اصله ، لكنها مجرد طريقة رياضية لنمذجة بداية الكون بطريقة لا تظهر فيها الخصوصية فرغم ان موقع هوكنج الألكتروني يقول بان نظريته تتضمن أن الكون كان مقررا تماما بقوانين العلم الا انه لم يتمكن بنجاح من استبعاد الله من الصورة ) (راجع تحدي هوكنج والرد عليه ص 152-154 كتاب "القضية الخلق" وكيف يرد العالم وليم كريج على نظرية هوكنج ).
(1)
https://www.youtube.com/watch?v=T5kiOnEJEuI
(2) (ص128، 146القضية...الخلق)
(3). ص156 القضية ... الخلق
(4) ص 90 ،91القضية ...الخلق"
(5) (ص 138-143 القضية....الخالق )
(6) القضية ... الخلق ص ،164،162
(7) القضية ...الخلق ص" 165
( .القضية....الخلق ...ص190
(9)
آرثر ليونارد سكاوالو حاصل جائزة نوبل في الفيزياء 1981
http://www.youtube.com/watch?v=N2yIX39fIis
10)
https://www.facebook.com/permalink.php?id=117788035032935&story_fbid=490901050946433
(11)
http://ar.arabicbible.com/islam/god/god-exist/1842-evidence-of-the-existence-of-god.html
(12)
http://ar.arabicbible.com/islam/god/god-exist/1842-evidence-of-the-existence-of-god.html
(13)
https://www.youtube.com/watch?v=OCkN5NAGtWo
.(14)
https://www.youtube.com/watch?v=BE0vD_6q6fU
"(15)
http://www.youtube.com/watch?v=T5kiOnEJEuI
(16
http://www.maaber.org/issue_november13/spotlights4.htm
.(17)
http://ar.arabicbible.com/islam/god/god-exist/1842-evidence-of-the-existence-of-god.html
(18)
http://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-argument-existence-God.html
(19)
راجع كتاب "الله يتجلّى في عصر العلم ".



#نافع_شابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط القسطنطينية -سنة 1453 - وانحسار المسيحية في الشرق
- انتفاضات الشعوب ألأيرانية على الثورة الأسلامية ونظام - ولاية ...
- جدلية العقل والأيمان – الجزء الثالث –هل يتّفق العقل مع الأيم ...
- جدلية العقل والأيمان – الجزء الثاني – إجابة على أسئلة وجودية
- جدلية العقل والأيمان - الجزء الأول
- قفزة (طفرة ) من الجامد الى الحي - بين نظرية الصدفة او العشوا ...
- تعقيد الخلية الحيّة دليل على بصمة الله الخالق
- نشوء الحياة وتطورها بين المفهوم العلمي والمفهوم الأيماني
- ليلة القدر هل هي ليلة نزول القرآن أم ليلة ميلاد المسيح ؟
- برهان –الوعي - : لغز العقل دليل على انّ العلم يشير الى مصمم ...
- الأسلام ودين ابراهيم -الحنيفية-
- قصة الكتاب العربي المسيحي الذي حوله محمد إلى مصحف
- عندما يستخدم الدين والقومية - وسيلتين خادعتين- لتحقيق مآرب و ...
- عندما يشوّه - حُكّام الدول- -صورة الله- بحروبهم الدموية.
- حُرّاسُ الدين أم -محاكم التفتيش-والتحكم بمصير جُهلاءِ الدين ...
- هل يعرف اخي المُسلم أنَّ المّسيح صُلِبَ - بشهادة القرآن - وم ...
- ماذا يعني أنَّ إبراهيم كانَ حنيفا مُسلِماً ؟ ولماذا المسلمين ...
- الله - الكون - الحياة . الجزء الثاني :علماء من مختلف الأختصا ...
- الناسخ والمنسوخ أكبر جريمة حدثت في التاريخ ألأسلامي !!!
- الله - الكون – الحياة . الجزء الأول :اسئلة وجودية تحتاج الى ...


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - بداية نشوء الكون دليل على وجود خالق