عندما يستخدم الدين والقومية - وسيلتين خادعتين- لتحقيق مآرب واطماع سياسية وسلطوية

نافع شابو

الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 18:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عندما يستخدم الدين والقومية - وسيلتين خادعتين- لتحقيق مآرب واطماع سياسية وسلطوية
قال المندوب الأوكراني في مجلس الأمن مخاطبا المندوب الروسي بعد يوم من الغزو الروسي ل اوكرانيا(25-2 2022) :
"كم مرة قال الرئيس فلاديمير بوتين ووكيله في هذه القاعة(قاعة الأمم المتحدة) :"لن يحدث غزو ل " اوكرانيا" وكان يتهمنا بالهستيرية. من المؤلم أن نتخيل ما تشعر به عائلتكم عندما تكذبون عليهم كل يوم .الشعب الروسي يحتاج الى الحرية ، عاجلا ام آجلا "..
قالت "بيا فوهرهوب"، الباحثة في المعهد الألماني للسياسة والأمن الدوليين:
"الحق في الدفاع عن النفس يفترض هجوماً من جانب الطرف الآخر. في حالة أوكرانيا، لا يوجد أي مؤشر على ذلك على الإطلاق". ووصفت منطق بوتين بأنه "خادع"، لأن: "على العكس من ذلك، فقد فعلت أوكرانيا كل شيء في الأسابيع الأخيرة لعدم إعطاء روسيا أي ذريعة لإعلان مثل هذا الحق في الدفاع عن النفس".(1)
من جانبها تقول المؤرخة الأمريكية البارزة ديانا باتلر باس، المختصة بتأريخ المسيحية، في مقال نشرته قبل أيام إن "الغزو الروسي لأوكرانيا الذي نشهده اليوم، ليس إلا فصلاً جديداً من حكاية قديمة، ستكون نهايتها "السعيدة" من وجهة نظر بوتين، الاحتفال بقداس عيد الفصح في" كييف"عاصمة اوكرانيا".(2) .
بوتين واستخدامه للمسيحية ألأرثودوكسية لتحقيق اطماعه التوسعية
العقيدة الأرثوذكسية للرئيس الروسي سمة أساسية في رؤيته للعالم، لكنه استخدمها لتبرير الغزو والعنف، ففي 24 يناير من هذه السنة ، صدم العالم بقراره المتوقع والمتهور بغزو دولة ذات سيادة، لكن قبل وقت طويل من قيام روسيا بوضع القوات العسكرية على طول حدود أوكرانيا أو تهديد جارتها بهجمات إلكترونية وضغط اقتصادي، نشرت موسكو سلاحًا آخر لا يحظى بتقدير كبير تستخدمه بشكل متزايد القوى العالمية الصاعدة، وهو تحويل القوّة الدينية الناعمة إلى ما هو معروف بين الباحثين في الدول السلطوية بـ"القوة الحادة".(3)"
في خطابه المنمَّق، يوم 21 فبراير/شباط، الذي سعى من خلاله إلى تبرير الغزو الوشيك لأوكرانيا بسرد تاريخي مشوَّه، أشار بوتين إلى المخاوف الدينية، مدَّعيًا - دون دليل - أن كييف كانت تستعد لـ"تدمير" الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو، وشدَّد بشكل عام على الروابط الروحية، إلى جانب القضايا الأخرى التي لاقت نصيبًا وافرًا من التحليل.
قال بوتين في خطابه: "أود أن أؤكد مرة أخرى أن أوكرانيا ليست مجرد دولة مجاورة لنا. إنها جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا ومجالنا الروحي"، وأضاف متجاهلًا الهوية الوطنية لأوكرانيا المتميزة عن روسيا وتمتد لقرون: "الأشخاص الذين يعيشون فيما كان تاريخيًا أرضًا روسيةً يطلقون على أنفسهم اسم الروس والمسيحيين الأرثوذكس ".
هذا المجال الروحي دليل مهم غالبًا ما يتم تجاهله، فوفق منطق بوتين الحربي، تلتزم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية - التي ترشده إلى إعادة ترسيخ العقيدة المسيحية - بإعادة الفرع الأوكراني المستقل تحت قيادة بطريرك واحد في موسكو، من أجل السماح لها بالسيطرة على أقدس مواقع الأرثوذكسية في العالم السلافي.
تتداخل هذه الأهداف المشتركة مع مصالح بوتين، إذ تلعب الكنيسة الأرثوذكسية الروسية دورًا مهمًّا يعكس مدى توظيف البعد الديني المقدس للمسيحية لأسباب سياسية واستخباراتية كعامل أساسي في تحديد الصراع الحاليّ بين روسيا وأوكرانيا، ويتمثل هذا الدور في جزء منه في وجود الكنائس العسكرية الروسية المتنقلة في أثناء النزاع، وهي كنائس ترافق الوحدات العسكرية الروسية في أثناء قيامها بالعمليات العسكرية في أوكرانيا
يكتب الخبراء، بمن فيهم الكهنة المسيحيون، أعمدة يكشفون فيها عن السبب الجذري والدافع الحقيقي لمحاولة بوتين الاستيلاء على أوكرانيا، بقوة الدبابات والطائرات المقاتلة والصواريخ، ويشير هؤلاء إلى يوم معموديته في الكنيسة عند ولادته في أوائل الخمسينيات كمرجع تحليلي لاستخدام البُعد الديني في تربيته وربطه بالوضع الحاليّ الذي قاده إلى الهجوم على جارته أوكرانيا، في محاولة لاستعادة أمجاد الدولة السوفيتية القديمة ودورها في إحياء القضية الدينية المسيحية الأرثوذكسية، وعدم قبول مبدأ فصل الكنيسة الأوكرانية عن امتدادها داخل روسية(4).
في أوكرانيا، حيث 78% من السكان هم من الأرثوذكس، كانت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية تابعة تقليدياً للكنيسة الأرثوذكسية الروسية منذ عام 1686 وحتى انفصالها عنها عام 2018 بسبب الغزو الروسي للقرم عام 2014، وبذلك قُبلت الكنيسة الأوكرانية رسمياً ككنيسة مستقلة..
على الرغم من تراجع دور الكنيسة في روسيا خلال حقبة الاتحاد السوفيتي، إلا أنها بدأت في استعادة جزء من نفوذها خلال التسعينيات، لكنها في عهد بوتين حظيت بفرصة استعادة صدارتها وباتت تعتبر رمزاً من رموز قوة بوتين، حيث استخدمها لتعزيز مكانته ولدعم سياساته الداخلية والخارجية
تعرضت الكنيسة الروسية لعقود من القمع في ظل الشيوعية، لكن الصلة بين الإيمان والهوية الوطنية لم تنقطع، وفق إيكونوميست.
يرتدي بوتين صليبا أعطته له والدته عندما عمدته سرا وهو رضيع، واختار منذ فترة طويلة أن يقدم نفسه على أنه مسيحي أرثوذكسي متدين، وهو يروج للقيم الدينية المحافظة باعتبارها عقيدة أساسية للقومية
في عام 2007، وصف التسلح النووي والأرثوذكسية بأنهما ركيزتان أساسيتان للمجتمع الروسي، يضمنان الأمن الخارجي والصحة الأخلاقية للبلاد لكن الكنيسة في الواقع، تحت قيادة بوتين كانت أداة للأمن الداخلي، ووسيلة لتعزيز الهوية الروسية المتوافقة مع أهدافه
والبطريرك كيريل حليف قوي لبوتين. وقد وصف في عام 2011 رئاسته بأنها "معجزة من الله".
وفي عهد بوتين، أصدرت روسيا قوانين تقيد حقوق الجماعات الدينية المنافسة، واستردت القطع الأثرية الدينية التي بيعت في ظل الحكم الشيوعي، وبنت آلاف الكنائس.(5)
هنالك علاقة بين أجهزة الدولة والكنيسة الأرثوذكسية الروسيّة، يعلوها الكثير من الأسئلة والاستفهامات، حول قوَّة الكنيسة وتوسّعها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وحول هيمنة بوتين على هذه الكنيسة واستفادته منها، حيثُ لا يفتأ البطريرك يؤيد الاتجاهات والقرارات السياسية التي يُصدّرها بوتين ويدعو إلى تنفيذها(6)
وهناك علاقة وثيقة بين الكنيسة والجيش فى روسيا خلال عهد الرئيس "بوتين"، والذى بدأ بتشييد القوات الروسية المسلحة (كاتدرائية مستقلة كبيرة للجيش والمؤسسة العسكرية الروسية خاصة بها) فى موسكو، والتى تم إفتتاحها فى عام ٢٠٢٠(7)
نائبة وزير الخارجية الأوكراني: قوات روسية تضع شارات الصليب الأحمر على مركبات عسكرية مجهزة بالمدافع الرشاشة.(8).
بوتين يستغل الدين وخاصة الصراع الكنسي بين الأرثودوكس في روسيا وشرق اوكرانيا والكاثوليك في غرب اوكرانية لتقسيم اوكرانية ليصبح الجزء الشرقي تابع لروسيا الأرثودوكسية والجزء الغربي لأوكرانية قد يصبح تابع لحلف الناتو (كما حدث لألمانيا بعد سقوط النازية بقيادة هتلر ، عندما اصبحت المانيا منقسمة الى المانيا الشرقية تابعة للأتحاد السوفيتي السابق والمانيا الغربية تابعة لثلاثة دول هي انكلترا وفرنسا وامريكا) .
بوتين يلعب بالورقة الدينية من اجل تحقيق اطماعه التوسعية والسلطوية والأقتصادية والسياسية قال المفكر والفيلسوف "ألكسندر دوغين" لقناة الجزيرة مباشر: "إما أن تنتصر روسيا أو يزول العالم بالسلاح النووي"
ويوصف دوغين بأنه “عقل بوتين”، ويقر بأن له تأثيرا ونفوذا قويا على الرئيس الروسي.
بوتين متاثر جدا بالفيلسوف الروسي "الكسندر دوغين" لابل، وكما يقول الأخير:"أنا أُنظّر وبوتين يُطبّق "
واليوم بوتين يقول ويفعل ما قاله وفعله هتلرمن خلال افكار الفيلسوف الكسندر يوغين
ففي المقابلة على قناة الجزيرة يقول" يوغين "
"انطلاقتي الفلسفية او العلمية بدأت عندما تعرفت على عدد من الناس احدهم هو حيدر جمال وهو عالم اسلامي وفيلسوف من اصل اذربيجاني عاش في القاهرة وآخر هو الشاعر "كولوي" .
ويضيف "يوغين " فيقول : وفهمت ان وطني هو التقاليد والعالم الروحي وقررت ان اسير في طريق خاص بي . في ظل بوتين الحياة تبدو افضل من اي شيء آخر ..لأنّ نظام بوتين يقوم على القيم التقليدية ومجتمع محافظ .
وعن سؤاله عن نظرته للفلسفة الحديثة والتي تميل الى الألحاد اجاب قائلا :
" ان الدين يحمل في طياته "عقيدة شمولية" فيقول : "لايمكن ان نُركّزنظرنا على انقاذ الروح او التواصل مع الرب .الأسلام واضح ومفهوم . فالأسلام ليس دينا فقط وإنّما هو فلسفة سياسية واجتماعية وربّما اقتصادية .ألأسلام يتحدّث عن الربى والبعض يعتبر ان ألأسلام سياسي والمسيحية غير سياسية ، وهذا خطأ (بنظره) .
ويضيف فيقول: التقاليد المسيحية الأرثودوكسية لم تتحدّث عن إنقاذ الروح ، بل تتحدّث ان يكون النظام مَلّكيّا مُقدّسا ، ويقوم على مبادئ لاتجمعها أيُّ صلة بالديمقراطية الليبرالية [لانعرف من اين اتى بهذه الأفكارعن المسيحية ، لأنه لم يشر الى المصدرٍ]
كان هذا المجتمع يتميّز بشكل جماعي وبهذا يرتبط بالغاء العبودية في النظام المسيحي!!!
هناك تصور كاذب عن الدين المسيحي مفاده بانه لايتظمّن قياسا سياسيا . ولكن في الحقيقة هناك اشارة الى ذلك أكثر مما هو الحال في الديانات الأخرى . ولكن ربما بشكل مقنع نوعا ما .(9)
فيما يتم التركيز إعلامياً أيضاً على شخصية المفكر الروسي، ألكسندر يوغين، باعتباره العقل المدبر لسياسة بوتين الخارجية، قلما تجري الإشارة إلى الشخصية الأكثر تأثيراً في تفكير بوتين ورؤيته للعالم، وهو الفيلسوف إيفان إيلان..
بدأ بوتين يشير إلى إيلان في خطاباته العامة، اعتباراً من عام 2006، لترويج مفهوم "الديمقراطية السيادية"
الفت اسمه الانتباه على نطاقٍ واسع عندما طلب بوتين، أواخر 2014، من حكام الأقاليم الروسية تخصيص جزءٍ من عطلة عيد الميلاد في قراءة كتاب إيلان "رسالتنا ".
أثر إيلان ونفوذه بلغا الكنيسة الأرثوذكسية التي أخذت تعدّه من رموز الإحياء الديني في روسيا
بدأ إيلان، اعتبارا من عام 1933، بتمجيد هتلر وموسوليني، وفي مقالته "الاشتراكية القومية: "روح جديدة"، رحّب بصعود الفاشية، باعتبارها رداً طبيعياً على تجاوزات البلشفية الفكرية وشطحاتها الفلسفية، واعتبر أن الانضباط والانبعاث القومي والعدالة الاجتماعية من فضائل الحكم المستبد. وعلى الرغم من هزيمة ألمانيا وإيطاليا في الحرب، إلا أن إيلان لم يتخلّ عن إيمانه بقيم النازية والفاشية التي "تدعو إلى العدالة وسمو الوطن."
وبعدائه الشديد للبلشفية السوفياتية والديمقراطية الليبرالية الغربية، أخذ إيلان يركز، منذ أواخر الأربعينيات، على مستقبل روسيا، محاولاً أن يرسم لها طريقاً ثالثاً، يقوم على إعادة الاعتبار للكنيسة الأرثوذكسية وزرع القيم المسيحية وإحياء التقاليد الوطنية. وفي 1950 نشر إيلان مقالة توقع فيها انهيار الاتحاد السوفييتي، ووضع برنامجاً من 12 نقطة لإنقاذ روسيا من المؤامرة الغربية، بمجرد حصول الانهيار، تعد اليوم برنامج عمل للكرملين في سياساته الداخلية والخارجية.
يرى إيلان أن العالم الروسي وحدة جغرافية تاريخية قائمة بذاتها، تسكنها الروح الأورو- آسيوية، وأن هدف الغرب النهائي تدمير هذه الروح، وفرط عقد الأمة الروسية، ابتداءً من أوكرانيا التي ينكر عليها الحق في إنشاء دولة خاصة بها، لأنه لا يوجد شيء اسمه الأمة الأوكرانية. ويحذّر إيلان من تبني قيم الديمقراطية، لأنها لا تتناسب وخصائص الأمة الروسية، التي تحتاج إلى زعيم فرد قوي، قادر على إبقائها قويةً وموحدة، فالقادة المنتخبون برأيه غالباً ما يكونون دمىً تابعة للغرب ومرتبطين بمصالحه. لا عجب إذاً أن يشعر الأوروبيون، أو بعضهم على الأقل، بقلق شديد، وقد حشروا بين يمين موسكو الأوراسي المطعّم بنكهةٍ نازية، ويمين واشنطن الانعزالي، في وقتٍ تتنامى فيه قوى اليمين بين ظهرانيهم.(10)
ونقلا عن صحيفة نيويورك تايمز:
حرص سيد الكرملين "فلاديمير بوتن" على إعادة الاعتبار ل " إيلان "واسترداد جثمانه من مدفنه في سويسرا، وأمر بأن يقام له ضريح في قلب موسكو وزاره مرتين ووضع الزهور بين يديه.
تأثير إيلان على بوتين انتقل إلى من حوله، مثل رئيس المحكمة الدستورية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، وكذلك الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيدف الذي كان ينصح طلابه بقراءة كتبه، وأما وزير الخارجية سيرغي لافروف فقد بات، هو الآخر، يسلّح تصريحاته بالمزيد من أقوال الفيلسوف الروسي المكتشف حديثاً لدى النخبة الحاكمة في الكرملين.
اعتقد إيلين أن الشعب الروسي وحده هو القادر على تخليص البشرية. فالتاريخ كلّه، كما ينقل عنه الكاتب تيموثي سنايدر أستاذ علم التاريخ بجامعة يال، مجرّد عار، أما الحل فروسي مسيحي خالص
وهنا يتذكر المرء عدد المرات التي انتقد فيها بوتين النظام الديمقراطي الغربي، والكيفية التي شجّع بها تحطيم ذلك النموذج ووأد جميع الحركات التي سعت لتطبيقه، علاوة على دعم المستبدين وصناعتهم، من "رمضان قديروف "إلى "بشار الأسد" وما بينهما من قوالب متكررة، حتى باتت حركة إيلين الفكرية التي يتبناها بوتين أشبه بثورة يجري تصديرها بشكل يومي، لتدمير الديمقراطية الغربية بما تعنيه من قيم عامة. ولم يعد الأمر مقتصراً على تصميم النموذج الداخلي الروسي بما حمله من تحطيم لكافة الأحزاب المعارضة وملاحقة المناوئين واتهامهم بالخيانة ومحاولة اغتيالهم، وصولاً إلى تقنين بقاء بوتين في الحكم ”مدى الحياة"(11).
بوتين والإسلام والنازية
هل الأرثذوكسية وحدها التي هُيمن عليها بوتين في روسيا؟
يُمكننا أن نقول لا، فلاديمير بوتين يستخدم الإسلام كذلك في تنظيم أوراق بيته الداخلي وشرْعنة أفعاله الخارجية
فعلى الصعيد الداخلي، برز مُفتي روسيا الشيخ طلعت تاج الدين مُهاجمًا ما أسماه «الحركات الجهادية» حول العالم ومُشككًا في نواياها، بالطبع بما فيها الفصائل المُقاومة في سوريا، ويقول إنه يسعى لنشر الإسلام «التقليدي» حسب وصفه ويرفض التطرف.
كان مفتي القدس محمد أمين الحسيني ، ممثل الإخوان المسلمين في فلسطين هو حلقة الوصل في إدارة تجنيد المقاتلين العرب تحت لواء الجيش النازي(راجع مقال للكاتب كما في الموقع التالي).(12)
بوتنين يُذكّرنا بهتلر والأخوان المسلمين في الحرب العالمية الثانية .
كان هتلر يتحدث عن الأسلام ويتحدث عنهم باطراء خصوصا عند مقارنتهم بالمسيحية.. فقد وجد هتلر في الأسلام والتاريخ الأسلامي ، كما يقول بعض من قيادي الرايخ الثالث ، تلك النواحي التي كانت قريبة من افكاره.(13)
قال هتلر: "لا شفقة لا ضعف ، القوّة هي ألأعلى . القرود لاتقبل الغريب وتسحقه ، هكذا يجب سحق الضعفاء والغرباء . قانون الطبيعةهو للأقوى (البقاء للأقوى كما في نظرية داروين). الدين (قصده الدين المسيحي) يُعلّم عن ألأنسانية ، وهذا هراء".(14)
من خلال الأفكار الفلسفية لكُلٍّ من الفيلسوف" الكسندر يوغين" والفيلسوف" إيفان إيلان "والذين لهما تاثير كبير في عقيدة بوتين ونقارنه بفكر هتلر ورأيه عن الدين والسياسة والقوة لفرض العقائد الدينية والقومية العرقية سنصل الى نفس النتيجة .
. عندما نرجع الى اقوال بوتين وافعاله في الحروب التي اشعلها في الشيشان وجورجيا وسوريا و اخرها في اوكرانية.سنستخلص الى نتيجة انّ بوتين لايؤمن بالمسيحية المتعارف عليها حيث المسيحية مبنية على السلام والمحبة والعدالة الأجتماعية وحرية الأعتقاد، بينما
صرّح بوتين ، وهو يمثّل رئيس دولة "عظمى" ، مثل روسيا ، بسحق الحكومة الشرعية لأوكرانية التي تُمثّل الشعب الأوكراني التي انتخبها .كذلك قضى بوتين على المعارضين لحكمه وسجن حتى المحتجين على غزوه لأوكرانيا
هذا بالأضافى الى ترسيخ حكمه الدكتاتوري ليحكم روسيا الى سنة 2036 .
ذكرت صحيفة "ذي تايمز" اللندنية ،في تقرير لها أن "أبراموفيتش" مالك نادي تشيلسي، التقى بوتين في موسكو قبل أيام، وسلمه رسالة مكتوبة بخط يد زيلينسكي، رئيس اوكرانيا ، تحدد الشروط التي ستقبلها أوكرانيا لإنهاء الحرب، وكان رد بوتين هو :"أخبره أنني سوف أسحقهم".(15)
يقول عبد الحميد العوني في تحليله لوقائع الحرب الروسية الأوكرانية :
"لكي يُحّمل الشيطان مسؤولية ما قام به جيش روسيا من الجرائم بحق الشعب الأوكراني
كشفت وثيقة سرية حول جيش الشرق ألأوسط الذي يقاتل الى جانب بوتين
فرض الجيش الروسي 10% من الجيش السوري في دومباس المقاطة الأوكرانية المحتلة من قبل الجيش الروسي مع 40 الف كروسني شيشاني والهدف هو محاربة اوكرانيا ليقول للعالم انه ليس المسيحي الذي عمل المجازر والأمور الغير الأخلاقية بحق الشعب الأوكراني ، بل هم المسلمين !!!
امّا المشاركين السوريين فقد بلغ عددهم 16 الف والرقم في تصاعد قد يصل الى 30 الف
الجيش الروسي يريد الأبتعاد جهد الأمكان عن اي تحمل للمسؤولية امام اوربا وامام المسيحيين بدفع الأسلاميين الى هناك .لأنّ الشيشانيين والسوريين المسلمين سيتحملون المسؤولية . وهكذا سيصبح العدو ليس فلادمير بوتين ولا الجيش الأرثودوكسي الروسي ، بل المسلون فقط ، فهم الذين يقاتلون الآن في حرب المدن . وهكذا "ألأعلان عن الجهاد" في المباديء ألأسلامية يستثمرها بوتين(كما استثمرها هتلرالنازي) ، ولا يمكن وصفها إلّا باوصاف ( ) انتم تعرفونها "إنتهى الأقتباس ".(16)
هل بوتين يستخدم الدين الأسلامي لتنفيذ مشاريعه التوسعية كما هتلر استخدم الأخوان المسلمين لمحاربة الحلفاء؟.
يقول عبدلحميد العوني :
الشيشانيون دافعوا بقوة كي لاتمس اي حجرة من حجار" كنيسة ماريوبول " الأوكرانيا ،لأن المدينة في نظره "أنّ الله قد اوحى فيها" .
قادريروف وفي لغته الشيشانية قال :"إنّ الجهاد ضرورة على كل مسلم لأنّهم (يقصد الغرب والأوكرانيين) يسبّون الله ورسوله (محمد). وكُلُّ القتلى هم شهداء وعند الله وعند الرسول شهود ".
المساجد في الشيشان عرفت الصلاة والدعاء لبوتين.انها كانت تطلب الدعاء لبوتين لللأنتصارفي حربه على اوكرانيا "لأن زيلينسكي وحلفائه اليهود وحليفه ماكرون يسمحوا بسب الرسول .. كل هذا من منظور قادريروف يستحق الشهادة (الجهاد في سبيل الله ). لذلك الأستماتة في الدفاع عن بوتين لان بوتين يعرف محمدا من خلال قاديروف .لذلك بنظر بوتين سب الرسول هو خسارة صديقه قاديروف .
الغرب يقول ان هناك اسلاما بوتينيا قد يتجاوز عودة الأتراك وخلافتهم العثمانية .اي ان هناك اسلام يصنعه بوتين ، يلتزم فيه ان يكون متصالحا مع شعوبه والمؤمنين بالأسلام ، وهذا يمنعهم من ان يكون لديهم أيّ قيادة اخرى ، خصوصا النضرة الى انقرة .أردوغان ألآن وبوتين ، إن ذهبنا - الى مسلمي روسيا – فهم ينظرون الى شخصية بوتين اكثر من اي شخصية اسلامية اخرى ، هذا واضح وكان بوتين هو مسلم الى هذه الدرجة نتصور الأمبراطور قيصر في مقارنة الخليفة في مقابل الخليفة العثماني الذي يمثله اردوغان . التصالح الحالي ، على الأقل ، على الأقتسامات النوعية ، وعلى البحر الأسود ، وعلى الضمانات الأمنية بخصوص كل من اوكرانيا وروسيا . كل هذا جعل من اردوغان ابعد عن مخاطبة شعب جزيرة القرم والشيشانيين وغيرهم من هؤلاء المسلمين .
لقد صنع الشيشانيون مذهبا آخر لمصالحة الأمبراطورية القيصرية والأمبراطورية الروسية من داخلها
يمكن اليوم القول وبشكل واضح ان مثل هؤلاء (الشيشانيون )يقاتلون بل قاتلوا من اجل الكنيسة اكثر من اي احد اخر .لقد حمى الشيشانيون كنيسة ماريوبول وسقط الكثيرون منهم قتلى. وهذا يوحي اننا نعيش اجواء الأمبراطورية القيصرية والتعاون بين الكنيسة وبين المسجد وايضا لليهود الرافضين لأسرائيل وبيلينسكي ولذلك هناك حاخامات يهود دعو بينيت لزيارة موسكو، كي لايكفِّر يهود الروس بتوجهات اسرائيل(نحو الغرب وخاصة امريكأ).ليبقى الرباط بين يهود روسيا واحفادهم في اسرائيل .هذا هو الوضع الذي دفع بينت وبقرار روحي لزيارة موسكو(ولا ننسى زيارة الرئيس الأسرائيلي الى انقرة واستقباله الحار من قبل اردوغان ) . هذا يعني بان البيعة والكنيست والمسجد ، يحاول الآن الروس صناعة الزعامة الروحية لبوتين للأديان السماوية جميعا ، بالأضافة ان بوتين نفسه يراه البعض وريث الحزب الشيوعي . هذا الخلط- وهذه المعادلة الداخلية نجحت في ابعاد اي تهديد ل بوتين. بتوتين الذي يثق الآن بالمسلم اكثر من غيره . وهناك اربعة حراس لبوتين هم مسلمون .(17)
تعليقي
ان الأوكرانيين لا بل حتى الشعب الروسي ، تجاوزوا افكار بوتين واطماعه وتلاعبه بمشاعر القومية والدينية وتوجّهوا الى الهم الوطني والتمتع بالديمقراطية والحرية والعدالة الأجتماعية ولن ينجح بوتين في مسعاه لأنّ الأوكرانيين وحتى الجزء الكبير منهم من اصول روسيا لايريدون الأنظمام الى النظام الشمولي الدكتاتوري بقيادة بوتين .الأوكرانيّون يدافعون عن الحريّات في وجه الدكتاتورية . روسيا بقيادة بوتين خنقت الديمقراطية والحرية ، وهاهي تنتهك سيادة القانون الدولي باحتلالها دولة ذات سيادة .
الرئيس الأوكراني "يلينسكي" ارسل لبوتين رسالة عبر اغنية "جون_لينون" وتقول كلمات الأغنية:
تخيل أن ليس هناك جنة
من السهل لو تجرب
ليس هناك جهنم تحتنا
وفوقنا فقط السماء
تخيل أن كل الناس يعيشون من أجل اليوم
تخيل أن ليس هناك بلدان
ليس من الصعب فعل هذا
لا شيء لتقتل أو تموت من أجله
ولا دين أيضًا
تخيل أن كل الناس يعيشون في سلام
بإمكانك أن تقول
إني حالم، ولكني لست الوحيد
آمَل أن تنضم إلينا يومًا
وسيصبح العالم كواحدٍ
تخيل أن ليس هناك أملاك
أتساءل إن كنت تستطيع
لا حاجة للطمع أو الجوع
أُخوّة الإنسان
تخيل أن كل الناس يتقاسمون كل العالم . (18)
الأسئلة المطروحة على هؤلاء المعجبين بالرئيس "بوتين" والمروجين لغزوه لدولة ديمقراطية حرة مثل اوكرانيا هي :
هل تقبلون بدولة تحتل بلدكم دون اسباب مقنعة ؟ لماذا هذه الأزدواجية في قبولكم للغزو الروسي على اوكرانيا بلد مستقل ومعترف بها دوليا فيما تتهمون أمريكا في غزوها على افغانستان والعراق وغيرها من الدول؟ أليس احتلال بلد هو انتهاك للقوانين والشرائع التي صاغتها الأمم المتحدة ويجب ان تطبق على الجميع ؟
كيف تقبلون ماقام به "بوتين " من استخدام الأرض المحروقة في الشيشان وسورية واليوم في اوكرانيا؟
هذه الأسئلة وغيرها تطرح على كُلّ الذين طبّلوا وزمَّروا للغزو الروسي لأوكرانيا ، وننتظر الأجابة .
يقول بابا الفاتيكان وهو يثمل ثلثي العالم المسيحي:
"إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حرب تبث الموت والدمار والمعاناة".
وأضاف في خطابه التقليدي لأيام الأحد، في ساحة القديس بطرس في روما، إن "هناك أنهار من الدماء والدموع تتدفق في أوكرانيا."
وتابع: "هذه ليست مجرد عملية عسكرية، بل إنها حرب تبث الموت والدمار والمعاناة."
وأشار إلى ازدياد مستمر في أعداد الضحايا والفارين من الحرب، وخاصة الأمهات والأطفال منهم.
ولم يذكر البابا روسيا في خطابه (لكي لايتم تسييس الخطاب).
وخطاب البابا هذا ، وقبله ،هو جواب لكُلّ من يريد ان يحارب باسم العقيدة الدينية او النزعة القومية .(19)
---------------------------------------------------------------------------
(1)
مفالة بعنوان : ما هي مبررات بوتين لشن الحرب على أوكرانيا؟

(2)
مقال بعنوان:حرب الكنائس ..لماذا يريد بوتين الأحتفال بعيد الفصح في كييف ؟

(3)
https://www.noonpost.com/content/43592

(4)
https://www.noonpost.com/content/43592

(5)
مقال بعنوان
التاريخ يطل من جديد.. بوتين والكنيسة و"الحرب المقدسة"

(6)
https://www.sasapost.com/russia-is-not-an-infidel/

(7)
https://alanbatnews.net/article/361085

(8)
https://www.alaraby.co.uk/
(9)
https://www.youtube.com/watch?v=t1hTmdy1fe8

(10)
مقال بعنوان:
فيلسوف بوتين يميني ونازي

(11)
https://alarab.co.uk/

(12)
https://www.sasapost.com/russia-is-not-an-infidel/

(13)

. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701754

(14)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710226.

(15)

https://www.elbalad.news/5221166

(16)
(راجع شرق اوربا (167)
https://www.youtube.com/watch?v=zWUXRXAstmg&t=290s

(17)
0
عبدالحميد العوني

https://www.youtube.com/watch?v=2IkiEHPk-z8

(18)
فكر حر
https://mufakerhur.org/
(19)
مقال بعنوان :
بابا الفاتيكان: الهجوم الروسي على أوكرانيا حرب تبث الموت والدمار

#نافع_شابو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات