أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - ميلاد يسوع المسيح -رئيس السلام- الجزء الثاني















المزيد.....

ميلاد يسوع المسيح -رئيس السلام- الجزء الثاني


نافع شابو

الحوار المتمدن-العدد: 7475 - 2022 / 12 / 27 - 23:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ميلاد يسوع المسيح - رئيس السلام -
الجزء الثاني

نافع شابو


" وظهر مع الملاك بُغتة جمهور من جُند السماء يُسبِّحون الله ويقولون المجد لله في العُلى وفي ألأرض السّلام للحائزين رضاه"(لوقا 14:2 ) .
انهّا أُنشودة الخلود التي سوف يُردّدها جميع الأجيال منذ ولادة المخلّص"يسوع المسيح" وسوف تبقى انشودة تلهم الموسيقيين والملحّنين والمنشدين وهي أعظم انشودة فرح وسلام تسمعها البشرية من الملائكة وسوف تبقى ترنيمة مفضّلة في كل الأوقات ، وقد كانت الأساس الذي بُني عليه العديد من الأعمال الموسيقية وترانيم الميلاد وفرق الترنيم والألحان الليتورجية القديمة ، فمنذ سقوط الأنسان في وحل الخطيئة والموت والخروج من الفردوس التي كان فيها ابوينا ادم وحواء يتمتعان بسلام في محضر الرب ظلّ الأنسان يعيش في صراع رهيب مع نفسه ومع أخيه الأنسان وخيّم الظلام على حياة البشرية وعاش الأنسان في ظلام دامس لانّ"نور العالم" لم يكن قد تجلّى بعد ولأنّ الأنسان فقد السلام والأمان لأبتعادهِ عن الله ، ولأنّ الخطيئة قطعت هذه الصلة بين الله وبين ابوينا فعاش الأنسان في خوف ورعب وساد الموت والحروب والمآسي ، ولكن الله كان له مشروع خلاصي ، مشروع مصالحة ، مشروع اعادة الصلة المفقودة بينه وبين الأنسان . الله أحب الأنسان لأنه" خلقه على صورته كمثاله"فبرغم من كلّ العصيان والتمرّد والخيانة ونقض العهود من قبل الأنسان الا أن الله ظلّ أمينا على عهده مع ابراهيم والآباء كما يخبرنا الكتاب المقدّس
تجسّد المسيح:
انه أعظم حدث في التاريخ البشري قد وقع منذ زهاء الفين سنة من الآن ، انهّ تدخّل إلهي ليعيد السلام والمصالحة مع الأنسان ، انّه تجسّد الكلمة ( ابن الله) الذي نزل من السماء ليأخذ صورة بشريتنا و ليعيش بيننا ويصالحنا مع أبيه السماوي ولكن بثمن باهض هو الصلب والموت لفدائنا. ياله من أعلان عجيب وبشرى سارة لكل الّذين يقبلونه ليولد في قلوبهم فتتغيّر حياتهم الى الأبد.
ياله من خبر سار كان بني اسرائيل ينتظرونه منذ مئات السنين ، وها هو اشعيا النبي يتنبأ عن هذا اليوم العجيب (يوم ولادة المسيح) فيقول :"ولكن السيّد الرب ّ نفسه يعطيكم هذه الآية: ها هي العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمّانوئيل(الذي تفسيره الله معنا)"( اشعي14: 7 ) .
"لأنه يولد لنا ولد ويعطى لنا أبناً وتكون الرئاسة على كتفه ويكون مشيرا إلاهاً قديرا وأبا ابديا ورئيس السلام ، سلطانه يزداد قوّة ، ومملكتهِ في سلام دائم"( اشعيا 9:5,6 ) .
نعم في زمن الظلمة الحالكة وعد الله بارسال "نور لجميع الأمم"* ، وهو ايضا "رئيس السلام " لجميع الأمم . والسلام هي صفة خاصة بالله وبالأزمنة المسيحانية ،لانّ مملكته تقوم على السلام وهو سيغير التاريخ كلّه ويقلب كل المعتقدات السابقة القائمة على قوّة السيف وجبروت الجيوش والأمبراطوريات التي كانت تقوم على الحروب والمعارك والغزوات لتبني حضارتها على جماجم البشريّة وسحق الضعفاء وتطبيق شريعة الغابة . لكن يسوع المسيح ومنذ ولادته جلب معه السلام بشهادة الملائكة ، "....وفي الأرض السلام" (لوقا 2: 14 ) .
ويخبرنا البشير لوقا كيف أنّ الملاك جبرائيل بشّر العذراء مريم بولادة المخّلص يسوع المسيح وأول كلمة قالها الملاك لمريم لكي لاتخاف هي كلمة السلام "فدخل اليها الملاك وقال لها:السّلام عليك يا من أنعم الله عليها.الربّ معك"(لوقا 1:28 ) .
والعجيب عندما نتأمّل في أنجيل لوقا أنّه عندما سلّمت مريم العذراء على اليصابات نسيبتها تحرّك الجنين(يوحنا او يحيا في القران ) في بطن اليصابات وامتلأت من الروح القدس (لوقا 1:41 ) ، وعرفت اليصابات نتيجة هذا السّلام أنّ مريم العذراء تحمل الرب في بطنها فرنمت وانشدت قائلة:
"مباركةً أنتِ في النساء ومباركُ ثمر بطنك ، من أنا حتّى تجيء اليّ أمّ ربّي ؟ ما أن سمعتُ صوت سلامكِ حتّى تحرّك الجنين من الفرح في بطني" (لوقا 1:42 ) .
فالسلام الذي اتى به رئيس السلام جلب معه المحبّ’ والفرح للبشريّة فالمحبة والفرح والسلام ثالوث متلازم في مملكة المسيح الجديدة ، انّها فرحة السماء والأرض بمصالحة الله مع البشريّة ، فما اعظم هذا الفرح الذي لا يستطيع العالم أن يوفره للبشرية الآ رئيس السلام يسوع المسيح الذي جاء ليعيد البهجة والفرح والرجاء في قلوب اليائسين وليمحي الخوف من الموت للذين يسلّمون حياتهم له ويعطي الرجاء لكل الحزانى والمساكين ويوهب الحياة لكل المائتين روحيّا ويخلصّ المنسحقين في الروح ويعزي المتروكين(مزمور 34:19 ) ، نعم الهنا اله السلام جاء الى هذه الأرض ليؤسس مملكة السلام والمحبة والرجاء فالسلام الذي يمنحه الرب يسوع المسيح هو:
السلام مع الله (بالمصالحة مع الله ) ،
السلام مع النفس ( بالتصالح مع الذات ) ،
والسلام مع الآخرين من أخوتنا( بنزع كل الأحقاد والضغائن والكراهية من القلوب) .
في هذا الجزء سنتكلّلم عن السلام مع الله على امل ان نتأمل في الجزء القادم عن السلام مع النفس والسلام مع الأخرين من أخوتنا في الأنسانية .
أولا: السلام مع الله .
الله يزيح ستار الزمن ليكشف للأنبياء ما هو مُزمع أن يحدث ، وقد حدثت المعجزة بولادة ملك السلام ومخلّص كل من يأتي اليه ، لقد تطلّع الناس في عهد اشعيا النبي الى الأمام ، ولكننا نحن اليوم ندرك هذه الحادثة العجيبة التي حدثت بولادة المخلّص يسوع المسيح ولكن ويا للأسف الملايين لايستمتعوا بحضور المسيح في حياتهم ، ينطبق عليهم قول الرب "تركوني انا نبع الماء الحي وفضّلوا الابار المتشققة" ، نعم الكثيرون يعيشون في الظلام ولا يستمتعون بسلام المسيح الحي الذي يسكبه بالروح القدس على الذين قبلوه في حياتهم ، والكثيرون وحتّى المسيحييين بالولادة ، لم يختبروا سلام المسيح لانّهم منغمسين في شهوات هذا العالم الزائل.
وأذ نعيش هذه الأيّام ذكرى ولادة الرب يسوع المسيح ، فكم نحن بحاجة الى مراجعة محطّات حياتنا لنبني ونجدد حياتنا بأن نسمح للمسيح أن يولد في قلوبنا لينور عقولنا ويمنحنا السلام الحقيقي لنعيش السلام مع الرب خالقنا ومع أنفسنا ومع جميع أخوتنا في البشرية . يقول الرب على لسان اشعيا النبي:" ها أنا أبسط السلام عليها كالنهر وغنى الشعوب كجدول فائض ، فترضعون وتحملون في الأحضان وتدلّلون كالطفل على الركبتين .كمن تعزيه أمه اعزيكم أنا"اشعيا 66:12"
تنبأ الأنبياء في العهد القديم عن انّ الله سياتي ليعيش مع شعبه (عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا) ويقيم معه عهدا جديدا ليس كالعهد القديم الذي فيه خان الشعب الأسرائيلي عهده مع الله ، وهنا يقول الله على لسان أرميا النبي:
"وستأتي أيّام أعاهد بها بيت أسرائيل وبيت يهوذا عهدا جديدا لا كالعهد الذي عاهدتّه مع ابائهم .....امّا العهد الجديد الذي أعاهد به بيت أسرائيل بعد تلك الأيّام فهو هذا:أجعل شريعتي في ضمائرهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم الهّا وهم يكونون لي شعبا ، فلا يعلّم بعدُ واحدهم الاخر والأخ أخاه ، أن يعرف الرب فجميعهم من صغيرهم الى كبيرهم سيعرفونني لانّي سأغفر ذنوبهم ولن أذكر خطاياهم من بعد"(ارميا 31:31,32,33,34 ) .
انّ الرب يسوع المسيح حقق هذا الوعد في العهد الجديد فكل من يؤمن به سيكون الله معه ، ولم يقتصر عمل المسيح بتحريرنا من الخطيئة فقط بل كان دوره ايضا هو انّه صالحنا مع الله والمصالحة تعني انّ لنا سلام مع الله يختلف عن السلام الذي يعطيه العالم كما يقول يسوع المسيح :" سلاما أترك لكم، سلامي أعطيكم ،لاكما يعطيه العالم اعطيكم أنا ، فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع "(يوحنا 14:27 ) .
إنّ نتيجة عمل الروح القدس في حياتنا هي السلام العميق الدائم ، وعلى عكس سلام العالم الذي يُعرف عادة بأنّه عدم الصراع ،فإنّ هذا السلام هو ثقة أكيدة في وسط أيّ ظرف . وبهذا النوع من السلام لسنا بحاجة لأن نخاف من الحاضر او المستقبل . فلو أمتللأت حياتك بالضغوط دع الله يملأك بسلامه الحقيقي .
الخطيّة والخوف والشك والريبة وعدم اليقين وقوى أخرى كثيرة تحاربنا من الداخل . ويتحرك سلام الله الى داخل قلوبنا ويحيا ليحد من هذه القوات المعادية ويقدم العزاء والراحة عوض الصراع والحرب . وقد قال الرب يسوع انه سيعطينا هذا السلام ان كنا مستعدين لقبوله منه .
فالسلام مع الله يعني أننا قد تصالحنا معه فلم تعد ثمّة عداوة بيننا وبينه وليس ثمة خطية تعطّل طريق الأتصال به ولم يعد هناك حاجز (الخطيئة) يفصلنا عن الله .انّ هذا الصلح هو أثمن هديّة للأنسان التي لم يكن يوما يحلم بها انّه سلام الأمان والثقة والرجاء واليقين ، انه سلام لا غش فيه ولا نفاق ولا مصلحة . صار السلام ممكنا عبر إتحاد عميق بمشروع الله بالطاعة للآب. يرتبط السلام بشخص يسوع ، على الخلاص الذي يُتمّه يسوع بالنسبة الى تلاميذه ، كما يدل على السعادة مع الله والأنسجام الروحي معه بعد المصالحة.
"فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ"روميا 5 :1" .ألآن لنا سلام مع الله يختلف عن الأحساسات بالسلام مثل اليقين والأمان والثقة ، فالسلام مع الله يعني أننا يقد صولحنا معه فل تعد ثمة عداوة بيننا ، ليس ثمة خطية تعطل طريق الأتصال به .
يعلّق القديس يوحنا ذهبي الفم " عمل الأبن الوحيد أن يوحّد المنقسمين ويصالح الغرباء " والسلام مع الله لاياتي الا لأن الرب يسوع قد دفع ثمن خطايانا بموته على الصليب . وفي هذا الصدد يقول القديس اوغسطينوس :"يكون كمال السلام حيث لاتوجد
مقاومة ".
في مستهل رسالة بولس الرسول الى مؤمني كورنثوس يقول:"لتكن لكم النعمة والسلام من الله ابينا ومن الرب يسوع المسيح "
يسوع المسيح رئيس السلام جاء ليؤسس ملكوته على الأرض وهو ملكوت برّ وفرح وسلام ، وانجيله (بشرى سارة)
"ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة"2كورنثوس 5 :18". الله هو الذي بادر بمصالحتنا بابنه يسوع المسيح الذي فدانا بدمه على الصليب ، مع العلم ان البشر هم الذين خطئوا فصاروا أعداء الله ، إلا أنّ الله بدأ بهذه المصالحة(سلام مع البشر) ، وترك للبشر زلاتهم . فيسوع هو البار الذي أخذ على صليبه خطايانا ، فكان تبادل عجيب أخذ خطيئتنا واعطانا برّه ، اخذ موتنا وأعطانا حياته .
هذا السلام عطية مجانية (نعمة)، ويفترق كل الأفتراق عن سلام يحمله العالم وترافق الحرب ، لهذا ، لا مكان للأضطراب والفزع .
لم يعد هناك خوف لأن الله يحفظنا من كلّ عدو لنا مهما كانت قوّته وجبروته لأننا بهذا السلام دخلنا ملكوت الله ونحن في الأرض. يقول الملك داود في مزمور 27" واذا اصطفّ عليّ جيش فلا يخاف قلبي ، وان قامت عليّ حرب فأنا أبقى مطمئنّا"( مزمور 27:3 ) ، وهذه الحقيقة يختبرها المؤمنون الحقيقيّون عندما يواجهوا الحروب والمشاكل والأمراض فنراهم يعيشون في سلام لأنهم يعرفون أن الله معهم حتى في محنتهم وآلامهم ، وملكوت الله تعني انّه صار هو المسؤول عنا لانّنا خرجنا من مملكة العالم ، ولهذا يقول الرب :" ما هُم من العالم ، وما أنا من العالم"(يوحنا 17:16 ) ، فالمؤمنون اصبحوا من عائلة الله لانّنا اصبحنا أبناء الله (أمّا الذين قبلوه ، المؤمنون بأسمه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله " (يوحنا 1:12 ).
بتجسّد الكلمة ونزول الله ليعيش معنا وموته على الصليب تمّت المصالحة بين الله والأنسان فالصليب هو بُعد عمودي وبُعد أفقي ويسوع المسيح المصلوب على هذا الصليب هو الوسيط بين الله والآنسان( يرمز اليه البعد العمودي للصليب) ولا يمكن التصالح مع الله الا بشخص يجمع الطبيعة الألهية والطبيعة البشريّة ولأن يسوع المسيح يحمل الطبيعتين( فهو الله وهو الأنسان) .فالأيمان بشخص يسوع المسيح ( كإله وكأنسان كامل ) يعني انّنا تصالحنا مع الله عن طريق ابنه الذي بذل نفسه وحمل خطايانا على خشبة الصليب. فعمل المسيح لم يقتصر على تحريرنا (من الخطيئة التي أبعدتنا عنه منذ سقوط أبوينا ادم وحواء) بل تبرّرنا بدمه المقدّس لنتأهل الرجوع الى الله والمصالحة معه ، وهذه المصالحة تعني أنّنا لنا سلام مع الله وهو سلام يفوق الوصف ، حيث أختبر النبي داود هذا السلام ووصفه بأروع مزمور يقول فيه:
"الرب نوري وخلاصي فمّمَنْ أخاف؟
الرب حصن حياتي فممّن ارتعب ؟"(مزمور27:1 )
وفي مزمور أخر يقول " لو سرت في وادي ظلّ الموت لا أخاف شرّا ، لأنك أنت معي "(مزمور 23:4 ) ، في يديك أستودع روحي ...أبتهج وأفرح برحمتك"(مزمور 31:6,8 )
يقول النبي اشعيا:"أنت يارب ُّ تحفظ سالما من يثبت ويحتمي بك "اشعيا ,26:3 ".....يا رب أعطيتنا السلام (اشعيا 26"12 ،"...لكنّ الروح ُ تفيض من العلاء فتصير البريّة جنائن ....ومع العدل يجيء السلام وحيث الطمأنيّة والراحة والهنّاء"(اشعيا 32:15,17,18 ) .
ويقول الله على لسان اشعيا النبي أيضا:
" اسكن في الموضع المرتفع المقدّس ، كما أسكن مع المنسحق والمتواضع الروح ، فانعش أرواح المتواضعين وقلوب المنسحقين "(أشعيا 57:15 ) .
"ذوقوا تروا ما أطيب الرب ، هنيئا لمن يحتمي به."(مزمور 34:9 ) .
وقال الرب:"رنّمي وأفرحي يا بنت صهيون ، فها أنا آتي واسكن في وسطك "(زكريا 2:10 )
"ابتهجي يا بنت صهيون ، واهتفي يا بنت أورشليم ها ملككِ ياتيكِ عادلا مخلّصا وديعا راكبا على حمار، على جحش أبن اتان"(زكريا 9:9)"في ذلك اليوم لاتحزنين يا أورشليم بما تمرّدت عليّ "(صفنيا3:11 ) .
وقد تحققت النبوات أعلاه عندما دخل الرب يسوع المسيح في أحد الشعانين الى أورشليم راكبا جحش ابن أتان وها هو البشير لوقا يسجّل هذا الحدث العظيم حيث اصبح انشودة تسبيح وتهليل لرب المجد يسوع المسيح ويردده الملايين من المؤمنين حتى في أيامنا:
وكانت الجموع التي تتقدم يسوع والتي تتبعه تهتف:" المجد لأبن داود تبارك الآتي باسم الربّ المجدُ في العلى "متى 21 : 9"
(هوشعنا لأبن داود هوشعنا للأعالي)
" تبارك الملك الأتي باسم الربّ .السّلام في السماء والمجد في العلى " (لوقا 19:38 )
وها هو النبي ميخا يتكلّم مسوقا بالروح القدس عن هوية الشخص القادم في ملأ الزمان ليولد في بيت لحم فيقول:
"لكن يابيت لحم أفراتة ، صغرى مدن يهوذا ، منك يخرج لي سيّد على بني أسرائيل يكون منذ القديم ، منذ أيّام الأزل "(ميخا 5 :2) .
أما النبي أشعيا فيلقب الآتي باسم الرب يسوع المسيح فيلقّبه ب"رئيس السلام " الذي هو واحد من عدّة القاب لايستحقها إلا الرب يسوع المسيح الذي جاء ليفتح للبشريّة الأساس لتحقيق السلام في هذا العالم المضطرب والذي يعيش في حروب واضطرابات فزرع الرب يسوع المسيح بذور السلام في هذا العالم وأعطانا نحن المؤمنين بعد قيامته من بين الأموات وقبل صعوده الى السماء مسؤولية صنع السلام والبشارة بالخبر المفرح لجميع الأمم في هذا العالم
لقد نزل الله المتعالي القدوّس الى مستوانا ليخلصنا ، لأنّه من المستحيل أن نرتفع نحن الى مستواه لنخلص نفوسنا وها هو زكريا الكاهن ينشد نشيد الخلاص كما ورد في أنجيل يوحنا فيقول :"لأنّ الهنا رحيم رؤوف يتفقّدنا مُشرقا من العُلى ليضيئ للقاعدين في الظلام وفي ظلال الموت ويهدي خطانا في السّلام" يوحنا 1:78,79 "
ويقول بولس الرسول: "لأنّ الله شاء أن يحل في الملءُ كلّه وأن يصالح به كلّ شيء في الأرض كما في السماوات فبدمه على الصليب حقّق السّلام"(كولوسي الأولى 1:19,20 ).
ويتنبأ أشعيا النبي عن مخلص العالم يسوع المسيح الآتي ليصالحنا مع الله فيقول:
"...وهو مجروح من أجل معاصينا ، مسحوق لأجل خطايانا ، سلامُنا أعدَّه لنا ، وبجرحه شُفينا "(اشعيا 53 ) ، ( في مكان اخر يقول الله على لسان أشعيا النبي ايضا:".....ومن شفتيّ تخرج ثمرة السّلام ، السّلام للقريب والبعيد وأشفي شعبي"(أشعيا 57:1953:4 ) .
بدلا من ان نظل مرتعبين مما يحدث في العالم من الحروب والكوارث الطبيعية والمآسي ، وهي صورة مظلمة وكئيبة لكنها في النهاية ستكون سببا لا للقلق والأضطراب بل لفرح عظيم .وعندما يرى المؤمنون هذه ألأحداث تتم يعلمون ان مجيء المسيح ، ثانية ، وشيك ، ويتطلعون نحو حكم العدل والسلام . وبدلا من ان نظل مرتعبين ، مما يحدث في العالم ، ينبغي علينا ان ننتظر مجيء الرب يسوع بكل ثقة (لوقا 12: 28"
من مشرق الشمس ومغربها يهلل بقدومك البشر ويباركون أسمك القدوس لانك من فوق اتيت يارب ، فانت الجلال والجمال والسناء والبهاء .
تأملوا هذا الطفل الوديع ايّها المفتخرون بمجد هذا العالم الزائل ، امّا هو فيعطيكم مجدا أبديا فتعيشوا في ملكوته الى الأبد.
أطلبوه بفرح ياجميع الشعوب واستقبلوه في قلوبكم ياجميع المتعطشين الى الخلاص وهو يجلب لكم الفرح والسلام ويهدي عواصف حياتكم .
أنت ياطفل المذود أحببتنا ، منذ أن خلقتنا والى الأبد هو عهد حبك لنا ونحن ( كما يقول القديس أُوغسطينوس ) الذين خلقتنا من روحك لن نرتاح في هذه الحياة إلّا بين راحتيك .
لننشد ونُرنَّم ونهتف ونسبّح يسوع المسيح طفل المغارة في هذه الأيّام المباركة حيث في بيت لحم ولد طفل لنا و مجد الرب أضاء حولنا وأزال الظلام من قلوبنا ، حبّه لنا فوق الأدراك ولا تستوعبه عقولنا جاء ليمسح دموعنا ويشفي اسقامنا ويزيل كل اثامنا ويمنحنا السلام في حياتنا ويزيل كل مخاوفنا ويفتح أذهاننا وعيوننا ويعيش في قلوبنا .



#نافع_شابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلاد يسوع المسيح - نور العالم -
- -فريدريك نيتشة - والوجودية المعاصرة
- حقيقة غزوات العرب - كما جاء في المصادر غير الأسلامية -
- أليكسندر دوغين: إما أن تنتصر روسيا أو يزول العالم بالسلاح ال ...
- الموت باب القيامة في الأيمان المسيحي
- الحُريّة في مفهوم المسيحيّة - المقدِّمة -
- بداية نشوء الكون دليل على وجود خالق
- سقوط القسطنطينية -سنة 1453 - وانحسار المسيحية في الشرق
- انتفاضات الشعوب ألأيرانية على الثورة الأسلامية ونظام - ولاية ...
- جدلية العقل والأيمان – الجزء الثالث –هل يتّفق العقل مع الأيم ...
- جدلية العقل والأيمان – الجزء الثاني – إجابة على أسئلة وجودية
- جدلية العقل والأيمان - الجزء الأول
- قفزة (طفرة ) من الجامد الى الحي - بين نظرية الصدفة او العشوا ...
- تعقيد الخلية الحيّة دليل على بصمة الله الخالق
- نشوء الحياة وتطورها بين المفهوم العلمي والمفهوم الأيماني
- ليلة القدر هل هي ليلة نزول القرآن أم ليلة ميلاد المسيح ؟
- برهان –الوعي - : لغز العقل دليل على انّ العلم يشير الى مصمم ...
- الأسلام ودين ابراهيم -الحنيفية-
- قصة الكتاب العربي المسيحي الذي حوله محمد إلى مصحف
- عندما يستخدم الدين والقومية - وسيلتين خادعتين- لتحقيق مآرب و ...


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - ميلاد يسوع المسيح -رئيس السلام- الجزء الثاني