أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق الهوا - خنوعوفوبيا وليس إسلاموفوبيا















المزيد.....

خنوعوفوبيا وليس إسلاموفوبيا


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 07:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تبني أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 آذار/ مارس2022، قرارا اقترحته باكستان*بجعل هذا اليوم سنوياً يوما لمحاربة الإسلاموفوبيا، ودعا نص القرار الذي صدر حينها، إلى "توسيع الجهود، الدولية لخلق حوار عالمي، من شأنه أن يشجع التسامح والسلام، ويركز على احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات".
ذكر موقع الأمم المتحدة بعد هذا القرار:" كره الإسلام أو كراهية الإسلام أو ما يُعرف "الإسلاموفوبيا"، هو الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم، والتحامل عليهم، بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء، والتعصب بالتهديد وبالمضايقة، وبالإساءة وبالتحريض، وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين (؟!) سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت، وتستهدف تلك الكراهية، بدافع من العداء المؤسسي والأيديولوجي والسياسي والديني الذي يتجاوز تلك الأطر إلى عنصرية بنيوية وثقافية الرموز والعلامات الدالة على أن الفرد المستهدف مسلما".
لا أعرف إذا كانت الأمم المتحدة اعتمدت على كاتب من الصنف الذي أوحى لجو بايدن بالاستشهاد بالحديث "من رأى منك منكراً.. إلخ.. إلخ" لصياغة هذا التعريف الذي لا ينتمي للواقع بشيء، بل يتناقض مع الاسلاموفوبيا لأنه جمع المسلمين وغير المسلمين!! كما انه تخطى خيالات "ألف ليلة وليلة" عندما ذكر "وفي الدول التي يمثل فيها المسلمون أقلية، فإنهم غالبا ما يتعرضون للتمييز، في الحصول على السلع والخدمات، وفي العثور على عمل وفي التعليم. كما أنهم يحرمون في بعض الدول من الجنسية، أو من وضع الهجرة القانوني، بسبب تصورات معادية للأجانب، تفيد بأن المسلمين يمثلون تهديدات للأمن القومي والإرهاب، بينما تتعرض النساء المسلمات إلى الجانب الأكبر من جرائم الكراهية في تلك المجتمعات، بفعل لباسهن الذي يشير إلى عقيدتهن".
يوم 15 آذار/مارس هذا الشهر، وخلال فعالية إحياء اليوم العالمي الأول للإسلاموفوبيا وصف أنطونيو غوتيريش الأمين العام للمنظمة الدولية كراهية الإسلام بأنها سم، وقال: "إن مسلمي العالم، الذين يبلغ عددهم نحو ملياري نسمة، هم تجسيد للإنسانية بكل تنوعها، مشيرا إلى أنهم ينحدرون من كل ركن من أركان المعمورة، لكنهم يواجهون في كثير من الأحيان، تعصبا وتحيزا لا لسبب سوى عقيدتهم".
يبدو أن غوتيرتش لا يعلم أن الغرب لا يخاف من الاسلام، لأن عدد الجوامع في أوروبا أكثر بكثير جداً من عدد الكنائس في الدول الاسلامية والناطقة بالعربية، والمهاجرون المسلمون إلى الغرب أكثر بكثير جدا من المسيحيين والأديان الأخرى.
الغرب يخشى طموح الاسلام السياسي الواضح بحكم العالم، من خلال إرهاب فقهاء "أستاذية العالم" بالتفجيرات والاغتيالات، وأقوالهم في الكتب وعلى وسائل التواصل الاجتماعي المثقلة بالتعصب والتحيز والتنمّر والتحريض على من يخالف عقيدتهم السياسية، التي لم تثمر في الشرق الأوسط سوى التخلف والديون وهجرة "الآخر"، وحالة فشل الدول التي سببت موجات الهجرة الشبابية بحثاً عن الأمل في دول أخرى.
يخشى الغيورون على دولهم وقومياتهم ولغاتهم في الغرب، وهم أقلية مضطهدة حتى اليوم، حالة الخنوع والديمقراطية قصيرة النظر التي يواجه بها الغرب طموح الاسلام السياسي الواضح لأستاذية العالم، ومع الغيورين الحق في خشية تحول هذا الخنوع والديمقراطية قصيرة النظر إلى "خنوعوفوبيا" في مجالس نواب الغرب ومؤسساته، وتمرير كل ما يريده الفقهاء السياسيون كخطوة أولى مستكينة متسالمة متصالحة، لأنهم حالياً لا يحكمون، لابتلاع الغرب بالهجرة المفتوحة والتكاثر العددي عن سابق تصور وتصميم، كما ابتلعوا الشرق واحتلوا عواصم المسيحية التاريخية، حتى في أوروبا، بجيوشهم.
لماذا تذكر الإحصاءات أرقاما صادمة، في تقاريرها السنوية التي تتعلق بانتشار ظاهرة كراهية الإسلام، في مختلف الدول الأوروبية خصوصاً فرنسا؟
الامر واضح للغاية من خوف فرنسا مما أسمته "ظاهرة الانفصال عن الجمهورية". وهو أوضح موقف سياسي غربي حتى الآن من ظاهرة "أستاذية العالم".
لماذا يسعى المسلمون المسيسون إلى خنوع باقي سكان الكوكب أمام طموحاتهم السياسية؟ ولماذا ترتفع عقيرتهم إذا واجهت أي دولة هذا المخطط؟ هل يمكن لغوتيرتش الاجابة عن هذين السؤالين بعيدا عن الاوراق المكتوبة التي يقرأ منها وديبلوماسية المجتمعات المخملية التي لا تحل المشاكل؟
صحيح أن قوى اليمين القومي في أوروبا، التي شهدت صعودا سياسيا على مدى السنوات الماضية، تعمل على تغذية نزعة الخوف من المسلمين والإسلام في المجتمعات الأوربية، بهدف الحصول على مكاسب سياسية تمهد وصولها للسلطة، لكن قلة من الغيورين منهم على قومياتهم وثقافاتهم يفعلون ذلك خوفاً من "خنوعوفوبيا" الديمقراطيات قصيرة النظر، والحق سياسياً مع اليمين القومي لأنه لا يحارب الاسلام دينيا، بل يحارب طموحاته السياسية، وهو حق سياسي مشروع مُحق في المجتمعات التي تؤمن بالتعددية والديمقراطية وحرية العبادة وعلمانية الدول، ولا ترغب في أي شكل للدولة الدينية، حتى لو كانت مسيحية.
صدر في بريطانيا دراسة موثقة تذكر بالأرقام أن الديانة المسيحية أكثر ديانة تتعرض للإضطهاد في العالم حتى في أوروبا.
هل يمكن لأي دول غربية رفع مشروع لجعل 25 كانون الأول/ديسمبر يوما تُقام فيه الفعاليات في الامم المتحدة لحماية الديانة المسيحية من الانقراض؟ هل يجرؤ غوتيرتش على تبني هذا الاقتراح؟
الجواب "لا" لسبين. أولهما أن أي دولة أوروبية لا تملك وقاحة باكستان لرفع هكذا مظلومية. ثانيهما "ظاهرة "الخنوعوفوبيا" في مجالس النواب الديمقراطية والأمم المتحدة قصيرة النظر أمام طموحات الاسلام السياسية الواضحة حتى للمتنورين والعلمانيين المسلمين، لكنها غير مرئية في مجالس النواب إياها، ولا عند الليبراليين أمثال ترودو الذي أصدر تعليمات إدارية بطرد أي موظف أو أستاذ يقول أي نقد عن الإسلام السياسي، وملاحقة أي مفكر يفعل ذلك بتهمة الكراهية!
بعيداً عن الديمقراطيات غير المُبصرة بعواقب الاسلام السياسي على علمانيتها وثقافاتها وشخصياتها القومية، هل سيسمح النظام العالمي الجديد بقيادة الصين وروسيا وحلفائهم، الذي يتشكل فعلاً، بأستاذية الاسلام السياسي عليه؟
هل تسمح بكين التي تريد الهيمنة على العالم كله بحلول عام 2049 بنشر "أستاذية العالم" عليها؟

*دولة متطرفة دينياً غير متسامحة مع أي دين آخر، أوجدها غاندي حلاً لعدم تكيّف المسلمين مع الهندوس في شبه القارة الهندية، ثم دفع حياته ثمناً لهذا الكيان الذي موّله من خزانة الدولة الهندية، وأصبح لاحقاً عدواً لها ولثقافتها وحضارتها.
مظلومية هذه الدولة المتطرفة دينياً مُلفقة، لأنها تتحدث عن التسامح والمحبة وضرورة الحوار، بينما هي تمارس القمع على أصحاب الديانات الأخرى على أراضيها.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج نشر ديمقراطية أميركا!
- أول -رابعة العدوية- في أميركا
- نتائج تحريض دعاة الرولكس
- إمام المشعوذين والغرب غير البصير
- كريستوفر كولومبوس وعقبة بن نافع
- خواطر حول إمبراطورية في خطر
- ميلوني المتطرفة والقرضاوي المعتدل
- أوقفوا القطار لإقامة الصلاة
- رسالة لمارين لوبان في رئة كاهن
- رئيس نائم وزلق اللسان أيضاً
- نبوءة الأسقف ديزموند توتو (2)
- نبوءة الأسقف ديزموند توتو
- دور فاتيكاني سياسي مرفوض
- القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات
- الاستعمار الإلهي والاستعمار الانساني (2)
- فشل أميركا في قيادة العالم
- الاستعمار الإلهي والاستعمار الانساني
- صحوة الموت الاسلامية
- حقوق الإنسان الجديدة
- إرهابي؟ إذن قدِّم طلب هجرة للغرب


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق الهوا - خنوعوفوبيا وليس إسلاموفوبيا