أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الأتفاق السعودي الإيراني- سياقات ودلائل.















المزيد.....


الأتفاق السعودي الإيراني- سياقات ودلائل.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينشغل الرأي العام السوري - رغم تفاقم سوء ظروف السوريين ، وتداخل أسباب معاناتهم السياسية بالطبيعيّة - بحدث إعلان بكين عن توصّل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما .
كما هي الحال عند ظهور حدث جديد ، تعمل أقلام وأصوات عديدة على تجيير حيثياته بما يخدم أهداف أجنداتها الخاصّة ؛ فتغيّب أهداف الفاعلين الحقيقيين و عوامل السياق ، بما يضع الرأي العام السوري أمام موجة جديدة من حملات التضليل ، تزيد انفصال السوريين عن حقائق الواقع ، وتبعدهم عن دوائر التأثير والفعل .(١).
الحدث كبير، ومن مصلحة السوريين فهم طبيعته ، وأبعاده ، وتأثيراته المحتملة على قضيتهم الوطنية .
بعيدا عن وسائل التضليل التي يتحدّث بعضها عن " دور أمريكي آخذ في الأفول " و " خارطة إصطفاف جديد في الشرق الأوسط"، دعونا نحاول الوصول إلى مقاربة موضوعية للحدث ، ونفهمه من وجهة نظر مصالح الشعب السوري المشتركة العليا ، المرتبطة بالحفاظ على وحدة الدولة الجيوسياسية وبقضايا الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي.
بداية ، أودّ الإشارة إلى نقطة بالغة الأهميّة ، تشكّل مفتاح فهمنا لطبيعة الحدث .
إذا أخذنا بعين الاعتبار حقيقة ما تشكّله " السعودية " و " إيران " ،(٢) من أهمية قصوى في خطط وأدوات مشروع السيطرة الإقليمية ( والعالمية ) للولايات المتّحدة (٣)، ندرك أهميّة دلالات أن يقوم النظام الصيني بتيسير عملية التطبيع بين النظاميين السعودي والإيراني ، دون أن تظهر إلى العلن وسائل التنسيق المباشر مع الولايات المتّحدة:
الدّلالة الأولى هي حرص وسعي القيادتين على نقل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين،( التي وضعت قواعدها في مطلع السبعينات في إطار سياسات إحتواء الإتحاد السوفياتي، والتي باتت الصين بفضلها تمثّل أبرز الشركاء الاقتصاديين للولايات المتّحدة )، من مستواها الإقتصادي ، (الذي وصل إلى درجات غير مسبوقة على ضفّتي الخليج ، بتوقيع الصين اتفاقيات "شراكة استراتيجية "مع دول "مجلس التعاون الخليجي في ك١ ٢٠٢٢ ، تضمّنت عقودا استثمارية وتجارية ضخمة ") إلى المستوى السياسي؛ وقد سبقها قبل فترة وجيزة تنسيق سياسي في أوروبا ، لايقلّ أهميّة ، تمثّل بإطلاق الصين في الذكرى الأولى لغزو أوكرانيا،" مبادرة – وثيقة " من ١٢ نقطة ، تبيّن موقف الصين من الحرب ، ورؤيتها للتسوية السياسية ،وتشكّل مبادرة للوصول إلى حل سياسي.
الدّلالة الثانية لقيام الصين بدور " مُيسّر " في خطوة " التطبيع بين النظامين، تمثّل حرصا أمريكيا على تغييب العوامل الأمريكية في سياق الحدث ؛ وبما يحرم الرأي العام السوري ، المعنيّ الأوّل بطبيعة العلاقات بين الدولتين وانعكاساتها على الوضع في سوريا ، من فهم حقيقة السياسات الأمريكية في سوريا ؛ وهو ما يقدّم لنا مؤشّرات مهمّة لفهم طبيعة الحدث ، وسياقاته !
أوّلا ،
في عوامل السياق.
إنّ معرفة عوامل سياق الحدث التي تحاول الولايات المتحدّة تغييبها عن الرأي العام السوري ، وكشف طبيعة تأثيرها على مسار التسوية السياسية الأمريكية في هذه المرحلة من الخيار العسكري الطائفي، كما وتوعية الرأي العام بمخاطرها ، هو بالتأكيد واجب نخبوي ، يصبّ مباشرة في خدمة قضايا النضال الديمقراطي للشعب السوري.
في السياق العام ، الذي يعمل المضلّلون على تغييب عوامله ،تبرز عوامل صيرورة" التسوية السياسية الأمريكية" (٤) الشاملة ،التي تعمل على شرعنة وجود ، وتأهيل سلطات الأمر الواقع الجديدة، في مناطق سيطرة النظام وخصومه على حدّ سواء ؛التي تبلورت خلال مرحلة حروب تقاسم الحصص ومناطق النفوذ بين ٢٠١٥ – ٢٠٢٠ ، والتي وضعت حدود سيطرتها الميدانية خارطة سوريا الجديدة التي رسمتها اتفاقيات أردوغان بوتين في٥ آذار ٢٠٢٠، وشكّلت الصفقة السياسية التي انهت مرحلة الحرب ، وفتحت أبواب التسوية السياسية الشاملة.
على الصعيد الإقليمي/ الدولي ، تأخذ التسوية السياسية الأمريكية عدّة مستويات ،منها إعادة تأهيل النظام إقليميّا ، والتطبيع بين الأنظمة الإقليمية ذاتها ، التي تصارعت خلال الحرب في سوريا على الحصص ومناطق النفوذ – أنظمة إيران والسعودية والإمارات وتركيا ومصر ...!
إذاً ، الحدث السعودي / الإيراني " التسووي" ، لايمكن أن يخرج عن سياق صيرورة التسوية السياسية الأمريكية- التي تأتي بدورها في سياق صيرورة الخيار العسكري الطائفي (٥) - والتي تتمحور حول خلق شروط تهدئة مستدامة بين قوى الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي ، في مرتكزاتها الإقليمية، وأذرعها السورية ، تتضمّن سوريّا إعادة تأهيل سلطة النظام، بشكل متزامن مع سلطات الأمر الواقع الجديدة- حكومة" الإنقاذ" في بعض مناطق إدلب ، حيث السيطرة المشتركة التركية الأمريكية، و"الحكومة المؤقتة" في شمال غرب سوريا ، حيث السيطرة التركية، وحكومة " مسد " في مناطق شرق الفرات، وصولا إلى بعض أحياء حلب، حيث تسيطر الولايات المتّحدة، بتشارك متفاوت الدرجات مع روسيا والنظام وإيران-وتشمل ، على الصعيدين الإقليمي والدولي، مساري تطبيع علاقات النظام مع الجميع ( ما عدا " إسرائيل" )، والتطبيع " بين القوى الإقليمية، التي تصارعت أهداف وسياسات مشاريع سيطرتها على الحصص ومناطق النفوذ، خلال مرحلة الحرب .
ثانيا ،
في الإستنتاجات المهمّة.
أعتقد أنّ حدث التطبيع بين النظامين السعودي والإيراني الذي أخرجه الرئيس الصيني هو خطوة طبيعية ومتوقّعة ، إذا أدركنا اوّلا حجم ما تبذله السياسات الأمريكية من جهد لتحديد طبيعة العلاقات بين الأنظمة التي تشكّل مرتكزات سيطرتها الإقليمية ، سواء في تصارعها أو تصالحها- وفقا لطبيعة المرحلة ومقتضيات تحقيق أهداف سياسات واشنطن -وعرفنا ، ثانيا، أنّه يأتي في السياق العام لتعزيز عوامل الشراكة الاستراتيجية بين الصين و الولايات المتّحدة(٦) ، وطبيعة السياق السياسي " التوفيقي " في المرحلة الراهنة من الصراع الذي تقوده الولايات المتّحدة ، على الصعيدين السوري والإقليمي، ثالثا .

ضمن تلك السياقات ، وفي ضوء رؤيتنا لنتائج حروب المرحلة الثانية التي خرج منها السعوديون بهزيمة عسكرية منكرة في سوريا (واليمن)، يبدو جليّاً أنّ إعادة علاقاتهم الدبلوماسية مع النظام الإيراني تشكّل اعترافا سعوديا بحقائق الواقع الجديدة، التي تجسّد ما لحق بالسياسات السعودية من هزائم نتيجة جهلها بطبيعة العلاقات التشاركية الأمريكية / الإيرانية ؛و التي نتج عنها تقويض نفوذ السعودية في لبنان وسوريا والعراق واليمن...وحتى قطر ..(٧) وهو أيضا اعتراف بتراجع موقعها في أولويات شراكة السيطرة الإقليمية التي كانت تشغلها بجدارة في حقبة الحرب الباردة ،لصالح العلاقات التشاركية الإيرانية / الأمريكية ، وتحاول تعويضها بعلاقات "بديلة " مع الصين !!
على هذا المستوى ، ، تشكّل خطوة إعادة العلاقات الرسمية بين النظامين السعودي والإيراني حلقة جديدة من مسلسل هزائم السياسات السعودية في مواجهة مشروع السيطرة الإقليمية التشاركية بين النظام الايراني والولايات المتّحدة، المستمرّة منذ غزو العراق؛ وهي في المحصّلة ، والسياق ، دليل على حقيقة اليد الأمريكية العليا في دفع العلاقات وتجيير الصراعات الإقليمية لصالح أهداف وأدوات مشروع سيطرتها ، بعد ما أنجزته سياساتها المتساوقة مع أدوات وأهداف النظام الايراني من نجاحات في مواجهة ثورات الربيع العربي، التي شكّلت عند تفجّرها في نهاية ٢٠١٠ أخطر التحدّيات التي واجهت أدوات ومرتكزات السيطرة الإقليمية الأمريكية ، وكان يمكن لنجاحها أن يقوّض كلّ منجزات الغزو، التي شكّل " النظام الديمقراطي الطائفي " أبرزها .
بناء عليه ، وأيّ تكن انعكاسات الخطوة الممكنة على العلاقات الإقليمية ، لايمكن أن تتعارض مع خطوات وإجراءات التسوية السياسية الأمريكية ، على صعيد مسارات التطبيع الإقليمي ، والتأهيل الداخلي ، وهو ما يضعها في تساوق مع جهود تفشيل مقوّمات الدولة السورية .(٨).
يؤكّد هذا على حقيقة تقاطع مصالح وسياسات النظامين الطائفيين ، الاستبداديين، الإيراني السعودي ، رغم ما بينهما من صراع على السيطرة الإقليمية ، في حالة المواجهة التي كانت عليها بين ٢٠١٢ ٢٠٢٠ ، أو مرحلة " التسوية السياسية " اليوم ، في العداء لآمال السوريين المشتركة في حصول انتقال سياسي وتحوّل ديمقراطي؛ وبما يتقاطع مع مصالح وسياسات السيطرة الإقليمية الأمريكية، بالدرجة الأولى.
ليس خارج السياق ، في أهمّ الدروس التي من مصلحة السوريين إدراكها ، خاصّة الذين انقسموا في أعقاب حراك السوريين السلمي في ربيع ٢٠١١ بين خنادق الصراع الطائفي الإيرو سعودي ، تكامل سياسات النظامين الطائفية في جهود دفع الحراك الشعبي على مسارات التطييف والميلشة، لقطع مسارات الانتقال السياسي السلمي الإصلاحي والتحوّل الديمقراطي، بما يحقق آمال السوريين وتطلّعاتهم المشتركة في بناء مقومات المشروع الديمقراطي الحديث. حراك السوريين كان سلميّا ، و وطنيّا ، وكان في صيرورته ثورة ديمقراطية يتعارض مع مصالح وسياسات النظامين السعودي والإيراني الاستبداديين، وكان من الطبيعي أن تتكامل أهداف وأدوات سياستيهما المعادية لقوى وأهداف التغييرالديمقراطي، وقد ساهمت جهودهم المادية والإعلامية في خداع السوريين ، ودفعهم على ساحات الصراع الطائفي ، وكان لتكامل أدوار النظامين السعودي والإيراني في دعم أذرعهم السوريّة أخطر عوامل نجاح صيرورة الخيار العسكري الطائفي، وما نتج عنها من عواقب !
في الختام ،
لا يسعنا ، نحن السوريون - الذين دفعنا اثمان الاستبداد السياسي ، الذي شكّل النظامين السعودي والإيراني اهمّ داعميه الإقليميين ، في تساوق مع أهداف وأدوات السيطرة الإقليمية للولايات المتحدة والذين دفعوا أثمان الخيار العسكري الطائفي، الذي ساهمت السياسيات الصينية في إطلاقه ، وتساهم اليوم في تثبيت سلطات الأمر الواقع التي نتجت عنه – إلّا أنّ نبارك للنظامين هذا التوافق على تنسيق جهود تفتيت شعوب المنطقة، بعد فترة طويل من تصارع الرؤى والوسائل ، وأنّ نهنّئ الرئيس الصيني، الرفيق " شي جين بينغ" بتجديد البيعة ، التي تعبّر عن ثقة الشعب المطلقة بقيادته التاريخية ، كما جاء في رسالة الزعيم الكوري الشمالي ، القائد " أون "!!
الحقيقة، والسلام والعدالة لجميع السوريين.
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
(١)-
"....يرحّب حزب الإرادة الشعبية بالاتفاق ...ويرى أنه فاتحة خير لحلّ جملةٍ من الأزمات الإقليمية وضمناً الأزمة السورية.
أولاً: هذا الاتفاق هو نقطة النهاية لمشروع (الفوضى الخلّاقة) الأمريكي ..
.... كناية واضحة عن الدور المهمّ للقوى الصاعدة..... ....تقويضٌ جدّي للنفوذ الأمريكي الصهيوني الغربي في كامل منطقة الشرق الأوسط، وهو فاتحة خير نحو مزيد من التفاهم بين الشعوب التاريخية في منطقتنا...
إننا في حزب الإرادة الشعبية.... نتوجَّهُ بالتحيّة لدور الحزب الشيوعي الصيني وأمينه العام في إنجاز هذا الاتفاق، ونتطلَّع إلى دورٍ أكبر للصين في حلّ أزمات المنطقة بما فيها الأزمة السورية. دمشق، في ١٠ آذار 2023".
(٢)-اللذين تكاملت جهودهما في دفع حراك السوريين السلمي الإصلاحي خلال ٢٠١١ ٢٠١٢ على مسارات العنف والتطييف والميلشة ، صبّت في تيّار جهود" محلية" وإقليمية ، وتكاملت مع جهود روسية داعمة سياسيّا ، ومع سياسات " مواربة " أمريكية / أوروبيّة، أدّت بمجملها لقطع مسار جهود وحل سياسي " عربي / تركي"،( تمّ إسقاط خطّة السلام العربية الثانية أمام مجلس الأمن في ٤ شباط ٢٠١٢، ونقل الملف نهائيا إلى " الأمم المتّحدة " حيث عملت روسيا والولايات المتحدّة على " تحييده " عبر مسلسل نقاط كوفي انان......والقرار ٢٢٥٤ ، بما يتيح للخيار العسكري بالتقدّم وتحقيق اهدافه، بقطع صيرورة الثورة الديمقراطية، وتفشيل مؤسسات الدولة السورية، ومنع حدوث انتقال سياسي، بما يحافظ على السلطة ، وشرعيتها الدولية .
(٣)-
جناحي الخليج، وضلعي مثلث الطاقة الإستراتيجي العالمي ، وواقع ما يشغله نظاميهما " الإسلاميين " من مرتكزات السيطرة الاقليمية الأمريكية، بما يشكّلان من مراكز تصنيع وتصدير أدوات وفكر الصراع الطائفي ، الشيعي / السني"، التي مثّلت إيدولوجياتها السعوديّة الوهّابية وأذرعها القاعديّة اهمّ بعض أدوات مشروع السيطرة الإقليمية للولايات المتّحدة والنظام السعودي خلال حقبة الحرب الباردة ،كما تمثّل اليوم ، خلال حقبة ما بعد الحرب الباردة، والقطبية الأمريكية الوحيدة، الميليشيات الطائفية الإيرانية أخطر وأهمّ أدوات السيطرة الإقليمية المشتركة، " الأمريكية_ الإيرانية " .
٤
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02Bsh9aHbvMHER1DNfykXqbfFEcke5H1YquRF8Vy4Qd9H8igfUhSLAeo86dJEKL7QZl&id=100001972017953&mibextid=Nif5oz
(٥)-
فيما يتعلّق بمراحل " الخيار العسكري الطائفي "- حروب قوى الثورة المضادة ، في مواجهة تحدّيات الربيع السوري ، وآفاقها الديمقراطية - تُظهر الوقائع تتالي المراحل الرئيسية التالية :
▪︎ مرحلة المواجهات الأمنية، والتطييف والعسكرة، بين ٢٠١١ ٢٠١٤ ، وما نتج عنها من هزيمة جهود الحل السياسي، ومعها هزيمة قوى وجمهور الحراك السلمي ، وسيطرة ميليشيات قوى الثورة المضادة الطائفية ، المتصارعة على السلطة .
▪︎ مرحلة حروب الشركاء الخارجيين لإعادة توزيع مناطق سيطرة الميليشيات " المعارضة " لصالح الولايات المتّحدة وروسيا وإيران ، في مواجهة مباشرة او عبر الوكلاء مع تركيا والسعودية، وتوافق ضمني مع " إسرائيل" ، بين صيف ٢٠١٤ -وربيع ٢٠٢٠ ؛ ولايغيّر طبيعة الحرب أن تأتي في إطار" محاربة داعش" ، او " الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية "!!
▪︎مرحلة التسوية السياسية الأمريكية، التي أطلقت الولايات المتّحدة وروسيا خطواتها في أعقاب اتفاقيات بوتين واردوغان في ٥ آذار ٢٠٢٠ ، وما رسمته من خارطة سياسية لتوزيع الحصص ومناطق النفوذ؛ ولا يغيّر طبيعتها ما شهدته من محاولات تركية / روسية لتغيير شروط الصفقة .
(٦)-
من الطبيعي أن يخالفنا الرأي أصدقائنا في " الحزب الشيوعي السوري " ، الذي يعتقدون ، كما جاء في " افتتاحية جريدة قاسيون العدد 1113
الإثنين /13/ آذار 2023:
" يمثّل الاتفاق الذي تم عقده يوم الجمعة الماضي 10 آذار بين السعودية وإيران في بكين وبوساطتها، نقلةً نوعيةً جديدةً ومهمة، ضمن عملية ولادة عالم جديد حر من البلطجة الغربية، وخاصة الأمريكية- الصهيونية....
إنّ هذا الاتفاق... هو البداية العملية لنهاية المشاريع الأمريكية- الصهيونية...
(٧)-يبدو لي أنّ العامل الرئيسي في دوافع المتغيّرات الجارية في السياسات السعودية ، على الصعيدين الداخلي والخارجي ، خاصّة الإقليميّة ، هي إدراك القيادة الجديدة للملكة ، بعد فوات الأوان، لطبيعة المتغيّرات الإستراتيجية في أدوات السيطرة الإقليمية الأمريكية لحقبة ما بعد" الحرب الباردة" ، التي باتت فيها الأولويّة لأدوات المشروع الإيراني الميليشياوية ، بعد أن كانت تحتل فيها الأذرع السعودية خلال مرحلة الحرب الباردة المرتبة الأولى،وقد ألمح معالي" سمو ولي العهد " إلى أنّ سياسات مدّ أذرع الوهابية " الخارجية كانت بالدرجة الأولى إرادة أمريكية ، كأداة لمواجهة " الخطر الشيوعي "!
ليس خارج السياق كما أعتقد ، إدراك القيادة " الإسرائيلية "لهذه الحقيقة الجديدة في خطط السيطرة الإقليمية للولايات المتّحدة ربّما يُفسّر محدوديّة قدرتها على ردع أدوات التغلغل الايراني ،رغم كلّ ما تشنّه من هجمات ، وحرص حكومة العدو على" اعتمادها على النفس "أوّلا ، والتنسيق مع القيادة الروسية ، في درجة ثانية ، لحماية " مصالحها العليا "خلال مرحلة الصراع على سوريا ، المستمرّ بمراحله المختلفة منذ ٢٠١١.
الوقيعة المؤكّدة في سياسات السيطرة الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتّحدة ، هو ما حصلَ من تبدّل استراتيجي في أدوات مشروعها ، بدأت خطواته الرئيسة ، الحاسمة ،مع نهاية سبعينات القرن الماضي ( بالانتصار السهل والسلس لقوى الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي الميليشياوية في طهران - ١٠ شباط ١٩٧٩ )، وقد بات يجيّر بشكل رئيسي الصراع" الشيعي / السني " ، ويستخدم أذرعه الميليشياوية لتحقيق أهداف اجنداته السياسية ، ( مواجهة " الغزو السوفياتي " لإفغانستان ،مبررات غزو العراق وافغانستان ، والتدخّل العسكري المباشر في سوريا ٢٠١٤ )؛ وقد كانت مليشيات " الحشد الشعبي "/ الميليشيات السعودية / القاعدية، أذرع الخيار العسكري والتطييف ضد السوريين ،وليس من محاسن الصدف أن تكون الولايات المتّحدة الرابح الأكبر من نتائج صراعاتها وحروب مكافحتها، يليها أدوات المشروع الإيراني ...!
(٨)-
يُضيف الرفاق في" قاسيون" ما يعزز انفصال الوعي السياسي النخبوي والرأي العام السوري، عن حقائق الواقع.... وغربة السوريين ..
" هي فاتحة خيرٍ صوب مرحلة جديدة مختلفة نوعياً للعالم بأسره، ولمنطقتنا على وجه الخصوص، "ولبلدنا سوريا أيضا ، والذي ستسير الأمور فيه بشكل أسرع ليس فقط باتجاه تسوية سورية- تركية، بل وأيضاً وبالتوازي باتجاه حلٍ سياسي شامل على أساس القرار 2254 ينتزع للشعب السوري حقه في تقرير مصيره، وفي تحقيق تغيير جذري شامل..."
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بعض سمات التسوية السياسيةالأمريكية في ضوء إجراءات مواجهة ...
- التسوية السياسية الأمريكية- سياقات وأهداف !
- في طبيعة مستجدّات السياسات السعودية !
- في الذكرى السنوية لإنقلاب ٢٣ شباط ، دروس التجربة.
- ٢٠٢٢، وأهمّ سمات المشهد السياسي السو ...
- في العلاقات التكتيكية بين قوى الصراع على سوريا ، وطبيعة الصف ...
- دراسة نقدية في - التضامن المدني مدخلنا إلى الديمقراطية -.
- في طبيعة المفاتيح السوريّة، وملامح سورية التي لا نعرفها!
- الثورة استثناء، هل نذهب إلى اضراب عام؟


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الأتفاق السعودي الإيراني- سياقات ودلائل.