أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - دراسة نقدية في - التضامن المدني مدخلنا إلى الديمقراطية -.















المزيد.....

دراسة نقدية في - التضامن المدني مدخلنا إلى الديمقراطية -.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال الدكتور" راتب شعبو" حول
"التضامن المدني مدخلنا إلى الديموقراطية"
على امل اغناء الحوارات التي طرحها العدد الخامس عشر من “ مجلّة قلمون" ، نيسان / إبريل ٢٠٢١ ، بعنوان، “العقد الاجتماعي للدولة الوطنية السورية“ ، الهادف إلى خلق “فكرة جامعة” " تكون منطلقًا لسلم اجتماعي وسياسي طويل الأمد بين أفراد المجتمع السوري جميعهم وقواه المختلفة”، اوّد أن أحاور بعض أفكار مقترح الباحث، الدكتور راتب شعبو، كما عرضها مقاله" التضامن المدني مدخلنا إلى الديمقراطية "، في المحور الخامس ،" بعض الضمانات الضرورية لحماية العقد الإجتماعي ".
في البداية ، اوّد أنّ أسجّل احترامي وتقديري للجهد الكبير الذي بذله الدكتور المحترم "راتب شعبو " في كتابة مقاله ، وعلى إنحيازه المبدئي لقيم العدالة والديموقراطية .
أوّلا ،
اوّد أن اكثّف تسلسل افكار المقال ، كما يطرحها الدكتور راتب :
١ طبيعة الأقتراح :
إنّ عدم توفّر مقوّمات بناء نظام "ديمقراطي تمثيلي" ،في سوريا ،لأسباب عديدة ؛ تتعلّق بعوامل فشل التجربة عالميّا ، وعجزا بنيويّا سوريّا ، يستريل الباحث في الحديث عنها ؛ يدفعنا الى البحث عن سبل بناء " ديمقراطيّة مباشرة " ، دون الحاجة لعبور مرحلة " الديمقراطيّة التمثيليّة " ، وفي تجاوز لعيوبها؛ وهو الهدف الأساسي للمقال ؟
٢
أداة ، وسبيل الأنتقال الى الديمقراطيّة المباشرة ، هي " النشاط المدني " ؛ وما يمتلكه من آليات نضال " غير سياسيّة "، تجعل منه " سبيل " و " مدخل " للديمقراطية.
بناءا على ذلك ، يعتقد الدكتور أنّه عوضا عن التركيز على أدوات النضال السياسي المعروفة ، وبوسائل تبدأ من الأعلى ، لتفكيك ادوات سلطة الإستبداد ، والإنتقال الى مرحلة " الديمقراطيّة التمثيلية "، يجب العمل مباشرة ، ودون أن يمنعنا وجود سلطة نظام الإستبداد وسياسياته المعاديّة لأدنى أشكال النشاط المدني والتغيير الديمقراطي، على بناء النشاط المدني ، ليكون اداة ، ومدخل لبناء نظام " الديمقراطيّة المباشرة "!
ثانيا ،
عمليا ، يحمل طرح الدكتور أكثر من تناقض !
نقطة التناقض الأولى :
كيف تستطيع شعوب وصلت فيها حالة الفشل المزمن إلى عجز بنيوي عن بناء " ديمقراطيّة تمثيليّة" ، كما يحاول إثباته ، أن تقفز إلى مرحلة " بناء ديمقراطيّة مباشرة " ،بما تمثّله من مرحلة تطوّر تاريخيّة أرقى ، يحتاج الوصول إليها تراكمات طويّلة ، ما تزال بعض دول " العالم الديمقراطي " تتعثّر في مسارها ؛ وهو ما يُجسّد جوهر التناقض في أطروحات المقال ؟!
نقطة تناقض ثانية :
اذ يمكن للنشاط المدني أن يكون اداة لتطوير
الديمقراطية التمثيلية إلى مباشرة ، في ظل نظام ديمقراطي ، فهل يمكن له ان يكون " مدخل " للإنتقال من حالة الاستبداد ، إلى حالة الديمقراطيّة المباشرة؟
نقطة تناقض ثالثة ،
تشكّل موضع خلاف جوهري ، ترتبط مباشرة بما قدّمه الدكتور في سياق التحليل من قراءة غير موضوعية لأسباب هزيمة أهداف المشروع الديمقراطي لشعوب المنطقة ،التي تحمّل الشعوب، وعجزها التاريخي المسؤولية ، وتتجاهل وسائل وأدوات قوى الثورة المضادة لتفشيل سبل وقوى التغيير الديمقراطي ،في أعقاب تمردات " الربيع العربي" !
داخل هذا الإطار العام ، وفي محاولة لتوضيح صحّة ما وصلت إليه من إستنتاجات ، أحاول تناول أفكار المقال بالنقد ؛ مع الإشارة ، والإعتذار ، لعدم إتساع مقالي الحالي لعرض نقاط مضيئة ، جديدة ، تستحق التقدير .
أوّلا ،
١ المسألة الأولى تتعلّق بواقعية طرح "سبيل النشاط المدني" ك"مدخل" للديمقراطيّة " و إمكانيات تحققه ؛ عندما يتعلّق الهدف والوسيلة بدول كسوريا ، ما تزال خارج سياق صيرورات التطور الديمقراطي ،حتّى في أدنى أشكاله ، تعيش ظروفا معقّدة ، تجعل من إمكانيّة حدوث تغيير ديمقراطي مسألة تتجاوز حدود المحلّي ،و ترتبط بشباك مصالح أشمل ، يتداخل في حياكتها المحلّي والإقليمي والدولي ، لتلتقي حول هدف منع قيام أنظمة ديمقراطية.
كما أرى ، لايملك طرح الدكتور مقومات النجاح الموضوعيّة ، في ظل هيمنة سطلة استبداد ، تستقوي على شعبها ليس فقط بأدوات سيطرتها الطبقيّة الخاصّة ، بل ، علاوة على ذلك، بشبكات وآليات سيطرة ونهب متعددة الأشكال والصعد .
في خلاصة القول، ما يبدو غير واقعي، من وجهة
نظري ، هو ما يطرحه المفكّر الدكتور راتب من " مهام ذات طابع سياسي " أمام " النشاط المدني" ؛ كتفكيك الاستبداد ،و تحقيق التوازن بين الدولة والمجتمع ، وفي كونه " مدخل إلى الديمقراطية ؛ في مواجهة مع سلطات الاستبداد ، وفي انفصاله عن النشاط السياسي الديمقراطي المعارض ، وادواته ونخبه واحزابه وإيدولوجياته؛ وفي آليات عمله .
أم هل يكفي تبادل إحساس التضامن بين " المُضطَهَدين " لإقناع السلطات بإظهار الرحمة ؟
هل يكفي هذا" النشاط المدني" قوّة أنّه يستخدم ظاهرة الفساد" .... كموضوع نضال مستقلّ "؟!!
من المفيد الإشارة هنا إلى تجاهل الكاتب للفرق بين ظاهرة الفساد في ظل" الأنظمة الديمقراطية " و " الأنظمة الديكتاتورية "، وضرورة التمييز بين طبيعتيهما وآليات مكافحتهما في كلا الحالتين ؟
ثانيا ،
مع كامل الاتفاق حول " عيوب الديمقراطيّة التمثيلية "( وشكلها الطائفي المدمّر، خاصّة ، الذي يعملون على تعميمه في المنطقة )، وما كشفته سياقات قيامها من عجز في تحقيق مبادىء الحريّة والعدالة والمساواة ، ليس فقط على صعيد" أوطانها " فحسب ، بل وفي دول العالم ، بما جرّته ممارسات سلطاتها السياسية الإمبرياليّة من ويلات وحروب ، كلّفت البشرية أثمانا باهظة ، ما يزال يدفع السوريون بعض فواتيرها حتّى اللحظة ، أجد من الضرورة تقديم الملاحظات التالية، من خلال بعض التساؤلات :
أ-
طالما أنّ الهمّ الأساسي للمقال هو البحث عن" سبل إلى الديمقراطية " ،
فهل يمكن تحقيق الانتقال السياسي إلى نظام الديمقراطية المباشرة " عبر الوسيلة التي يطرحها المقال" النشاط المدني"، في ظروف سوريا السياسيّة الراهنة ، وفي تجاوز لقيام آليات " مرحلة " الديمقراطيّة التمثيلية " ؟ ( دستور يساوي بين السوريين في الحقوق والواجبات ، وفصل بين السلطات ، و " التبادل السلمي للسلطة ")؟!
اذا كانت قدّ تكشّفت عيوب الديمقراطية التمثيلية في فرنسا بعد مرور حقب زمنية طويلة على بدء تجربة بناء النظام الديمقراطي ،ألّا يدلل ذلك إلى الطبيعة التراكميّة لصيرورة بناء " الديمقراطيّة المباشرة" ؟
اذ كنتَ تعتقد بإمكانية تطوير الديمقراطية التمثيلية الى مباشرة ، في اوروبا ، فكيف تتجاهل ما تفرضه متطلّبات التطوّر التاريخي التراكمي الكمّي لشعوبنا ، بما يجعل من البدء ببناء شكل ما من أشكال الديمقراطيّة التمثيلية ( يحدده طبيعة موازين القوى )، خطوة تاريخية إلى الأمام ؛ ليحتلّ هدف تطويرها ، وتحسين إداء آلياته، الأولويّة في جدول أعمال القوى السياسية الديمقراطية الوطنية ؟
ب- هل حقّا كان سبب فشل تمرّدات الربيع العربي هو العجز المزمن لشعوب المنطقة، أم هناك أسباب أخرى ، أكثر جوهريّة ؟
أعتقد أنّ استعانة الكاتب بالتجربة المصرية " الفاشلة "، لتدعيم وجهة نظره الرافضة" للديمقراطيّة التمثيلّية "، غير موفّقة بتاتا لما تحمله من تجاهل لطبيعة احداث السياق التاريخي التي صنعت الحدث" الديموقراطي " المصري ؛ وهو ما ينطبق تماما على قراءته لطبيعة لأنظمة" الديمقراطية الطائفية" في العراق ولبنان !
كلّ الإحترام والتقدير لكم .



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طبيعة المفاتيح السوريّة، وملامح سورية التي لا نعرفها!
- الثورة استثناء، هل نذهب إلى اضراب عام؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - دراسة نقدية في - التضامن المدني مدخلنا إلى الديمقراطية -.