أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - متى تتحول الأزمة البنيوية إلى أزمة ثورية؟














المزيد.....

متى تتحول الأزمة البنيوية إلى أزمة ثورية؟


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7544 - 2023 / 3 / 8 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حتى لا نرجع كثيرا للوراء في ما يتعلق بالتجربة التاريخية ببلادنا نكتفي بالوقوف على درس حركة 20 فبراير الذي يقول أن الأزمة البنيوية للنظام ببلادنا قابلة للتحول إلى أزمة ثورية، لأن الشروط الموضوعية مجتمعة أو قريبة من ذلك، لكن الشرط الذاتي الذي يسمح للمحكومين برفض سلطة الحاكمين وبالتالي ينظم المحكومين من اجل الإطاحة بسلطة الحاكمين هو شرط غائب أو غير مبلور كفاية.

في الجواب على سؤال الشرط الذاتي انقسمت القوى المناضلة إلى اتجاهين اثنين:

+ الأول، اتجاه إصلاحي يخاف من الهبة الثورية ويعتبرها مغامرة قد تعصف بالمغرب وتضعه بين أيدي الإسلام السياسي، ولذلك يسعى هذا الاتجاه إلى التحالف مع الاستبداد المتنور مع الرهان على إصلاحه وتحويله إلى ملكية برلمانية. يعتبر هذا الاتجاه نفسه هو اليسار ويجادل في يسارية الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية وفي نفس الوقت يضع اشتراطات في وجه أي تحالف مع التوجهات الثورية التي يصفها بالمغامرة. يرى هذا الاتجاه الإصلاحي أن الوسيلة الأساسية للنضال هي العمل من داخل المؤسسات، ولذلك يعترف بالدستور الممنوح، ويشارك في الانتخابات عمليا بدون قيد أو شرط رغم الخطاب الملقى على عواهنه حول تخليق الحياة السياسية رفعا لكل حرج.

+ الاتجاه الثاني، فهو متشبث بالقطائع التي توصلت إليها الحركة الماركسية اللينينية المغربية وخاصة منظمة إلى الأمام. يرى هذا الاتجاه أن النظام القائم أجهض معركة تحرر شعبنا من الامبريالية وسيطرتها وهو غير قابل للإصلاح؛ الأمر الذي ازداد وضوحا في العقدين الأخيرين، وينطلق هذا التوجه من المبدأ القائل بان التغيير هو من صنع الجماهير وله مضمون طبقي، ويقع على الطبقة العاملة المغربية واجب قيادة هذا التغيير لما تتوفر لها الشروط الذاتية ومنها بناء أدوات التغيير الثوري وعلى رأسها الحزب المستقل وجبهة الطبقات الحليفة لأخذ السلطة.

من خلال هذا التشخيص لواقع القوى التقدمية ببلادنا يتضح أن الكلام عن اليسار الجديد بمضمون انخراطه في المنظومة الفكرية والأيديولوجية لمدرسة فرانكفورت أو أتباع النظرية النقدية ومشتقاتها “المجددة” للماركسية ومنها الشعبوية اليسارية التي تتبنى خطاب شعب اليسار والحركات الاجتماعية كبديل عن الصراع الطبقي وبناء أدوات التدخل الواعي للطبقات الاجتماعية وعلى رأسها الطبقة العاملة؛ فان هذا المفهوم لليسار لا يمكن تعميمه على مجمل القوى التقدمية المغربية وفي طليعتها القوى الماركسية اللينينية الثورية.

في المغرب شأنه شأن العديد من البلدان يجري اليوم الفرز بين توجهين اثنين: توجه تقدمي إصلاحي، وتوجه تقدمي ثوري. ففي التوجه الأول نجد تيارات كثيرة تبدأ من الإصلاحي القابل للاندماج في بنية النظام وتوجه إصلاحي جدري وتوجهات بين بين. هذه التيارات تعتبر نفسها يسارية بالنسبة للنظام في مواجهة تيارات وقوى أخرى يمينية. هذه التيارات اليسارية تسعى إلى بناء خط شعبوي يساري يريد أن يعبر على شعب اليسار تماما كما تفعل الشعبوية اليمينية التي تدافع على قيم اليمين في الدولة وامتداداته داخل الشعب. وهذه التيارات تقبل بان تنعت أو تنتمي لما يسمى باليسار الجديد.

اما التيارات التقدمية الثورية فهي في تناقض تام مع النظام وتتكون من توجهات ماركسية وماركسية لينينية وفعاليات أو حساسيات اناركية وبعثية/ناصرية..

نقطة ضعف التوجهات الاصلاحية والثورية هي ضعف القاعدة الشعبية والعجز الفادح للتحول كتعبيرات سياسية عن مصالح طبقية وبخاصة الطبقة العاملة المغربية.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى 12 لحركة فبراير، كشف حساب
- راهنية البيان الشيوعي 2
- درس حركة 20 فبراير حول التعبيرات السياسية الطبقية
- راهنية البيان الشيوعي 1
- حول الرق والعبودية بالمغرب
- ن وحي الأحداث: عندما يدافع البرلمان المغربي على الاستبداد
- حتى أرقامكم تفضحكم
- شيء من الإرادة لهزم اليأس والإحباط
- حذار من زرع فتيل التطاحن النقابي
- نخب المخزن الجديدة
- ماركس يرسم معالم نظريته
- جرائم بدون عقاب
- من وحي الأحداث: فلنحذر كلنا السقوط في الذيلية
- إنهم أوغاد يسرقون الحليب
- كأس العالم في قطر: الشجرة والغابة
- النضال ضد الغلاء ظاهره اقتصادي اجتماعي وجوهره سياسي
- إنهم كالضباع ينهشون لحم الطبقة العاملة
- التضامن العمالي من صنع العمال أنفسهم
- ذكرى الشهداء إنعاش لذاكرة شعب
- أيها العمال مالعمل لو تاه الدليل؟


المزيد.....




- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب
- ليفربول يضم الألماني فيرتس في أغلى صفقة في تاريخه
- المحكمة العليا الأمريكية تجيز قانونا يسمح بمقاضاة السلطات ال ...
- هل تحمل رؤية -صمود- لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟
- انتهاء محادثات جنيف بلا اختراق وإيران تتمسك بشروطها
- عقوبات أميركية جديدة تستهدف مزودي إيران بمعدات -حساسة-
- إسرائيل تتوعد إيران بمعركة طويلة وتتحدث عن أيام صعبة
- بوتين قلق من اتجاه العالم نحو حرب عالمية ثالثة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - متى تتحول الأزمة البنيوية إلى أزمة ثورية؟