أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول أهمية امتلاك الفلسفة -المادية الجدلية















المزيد.....

حول أهمية امتلاك الفلسفة -المادية الجدلية


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 7539 - 2023 / 3 / 3 - 20:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



المادية الجدلية هي الفلسفة الثورية التي يحتاج لها حزب الطبقة العاملة الثوري.

وهنا نؤكد بأننا لا نستطيع أن نفهم المادية الجدلية الا إذا أدركنا الفكرة الكامنة خلفها، ونقصد بالفلسفة الثورية تفسيرنا الأكثر عمومية لطبيعة العالم ولمكانة البشرية ومصيرها فيه، أي نظرتنا العامة الى العالم.

ومنذ انحلال المشاعية البدائية، انقسم المجتمع الى طبقات، وهذه هي الفترة التاريخية التي ينتمي اليها تاريخ الفلسفة. ومن هنا نرى بأن مختلف الأفكار الجارية في المجتمع الطبقي تعكس دائما نظرات مختلف الطبقات، ومن هنا نستنتج بأن مختلف مذاهب الفلسفة تعبر دائما عن نظرة طبقة، فهي ليست في الواقع الا البناء المنسق والصياغة النظرية لنظرة طبقة ما، او – بتعبير أفضل – لأيديولوجية طبقة معينة. فالفلسفة بشكل عام هي فلسفة طبقة. وهكذا كانت دوما، وقد يدعي الفلاسفة انها ليست كذلك غير ان هذا لا يُغير الواقع.

ذلك ان الناس لا يفكرون ولا يستطيعون ان يفكروا في عزلة عن المجتمع الطبقي. وبالتالي في عزلة عن المصالح الطبقية والمعارك الطبقية التي تسود المجتمع.

ففي المجتمع الطبقي لا توجد فلسفة لا تجسد نظرة طبقية، لذلك لا تجد فلسفة غير مُتحيزة ولا مُتحزبة ولا طبقية.

وإذا وضعنا في ذهننا هذا الطرح فسنجد ان فلسفات الماضي عبرت بطريقة او بأخرى عن نظرة الطبقات السائدة والمسيطرة والمستغلة، فالطبقة السائدة هي عادة تعبر عن مصالحها وافكارها وتنشرها في شكا فلسفات منظمة تعمل وتساعد على بقاءها طبقة مسيطرة وسائدة في المجتمع. ولذلك سادت نظرتهم في الفلسفة كما سادوا هم في المجتمع.

وعندما ظهرت الطبقة العاملة كنتاج للمجتمع الرأسمالي، تناضل الطبقة العاملة لكي تشغل مكان القيادة في المجتمع الرأسمالي، وتُعبر عن نظرتها في شكل فلسفة، تعارض بفلسفتها الفلسفات التي تعبر عن مصالح طبقة الرأسمال، طبقة الاستغلال والهيمنة طبقة الاستعمار طبقة دعم وممارسة الحروب المحلية ودعم الإرهاب.

قال لينين في رثائه لانجلز:" يمكننا ان نعبر في بضع كلمات عن الخدمات التي أداها ماركس وانجلز للطبقة العاملة على الوجه التالي: لقد علما الطبقة العاملة ان تعرف نفسها، وان تعي ذاتها، وأحلا العلم محل الاحلام". وقد وضع ماركس وانجلز النظرية الثورية لنضال الطبقة العاملة، النظرية التي تُضيء الطريق الذي يمكن الطبقة العاملة من اطاحة الاستغلال الرأسمالي، وان تتولى قيادة كل جماهير الشعب، وبذلك تحرر المجتمع بأسره مرة واحده والى الابد من كل قهر ومن كا استغلال للإنسان بواسطة الانسان، مملكة الحرية على الأرض.

وعلمنا ماركس وانجلز ان الطبقة العاملة دون حزبها – المستقل عن كل الأحزاب البرجوازية – لا تستطيع بالتأكيد ان تنتصر على الرأسمالية، لا تستطيع ان تقود المجتمع كله نحو الغاء الرأسمالية وإقامة الاشتراكية. وطور لينين التعاليم الماركسية عن الحزب، وأوضح ان على الحزب ان يعمل كطليعة لطبقته، كأكثر اقسام طبقته وعيا. وانه هو سلاح كسب السلطة السياسية وتدعيمها.

ولكي يستطيع الحزب ان ينجز هذا الدور فمن الواضح ان عليه امتلاك المعرفة والفهم والبصيرة، وبعبارة أخرى يجب ان يكون مسلحا بنظرية ثورية يقيم عليها سياسته ويسترشد بها في نشاطه. وهذه النظرية هي النظرية الماركسية.

وبعد ذلك ارسيت الأسس الفكرية للتحالف بين الحركة العمالية وحركة التحرر الوطني على يد لينين خلال تأسيس الأممية الشيوعية، والتي كانت تعني انشاء مركز هيئة اركان فكرية وسياسية لحركة البروليتارية الثورية.

وهذا الامر ضروري الان في هذه المرحلة التاريخية مرحلة هيمنة الامبريالية العالمية التي استطاعت ان تقيم نظام عالمي احادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة صاحبة تاريخ العنف والحروب المحلية والنهب وتاريخ الدماء والاقذار تاريخ خلق التنظيمات الإرهابية والإرهاب وخلال هذه الفترة، فترة هيمنة القطب الواحد تقوم الولايات المتحدة بدعم مطلق للأخطبوط الصهيوني العالمي ودعم إسرائيل التي تمارس اعمال المتوحش في منطقة الشرق الأوسط بأسلحة تحمل وسم

" MADE IN USA " وهو نفس ما يتميز به مبدأ "مكافحة الإرهاب الدولي" الذي أعلنته واشنطن والذي بيس هو في واقع الامر سوى مثال العنف والإرهاب الرسمي الإسرائيلي الامريكي الشامل والمتوحش.

وحكام إسرائيل خاصة لا يدركون او لا يعلمون او متناسين بأن شعبا يظلم شعوبا أخرى لا يمكن ان يكون حرا" (راجعوا كارل ماركس "خبر سري" وفريدريك انجاز "الادب المهجري.1-البيان البولوني – ص 78).

هذا ما قاله رجلان هما من أكبر ممثلي الديمقراطية المستقيمة في القرن التاسع عشر. نعني ماركس وانجلز الذين أصبحا معلمي البروليتارية الثورية. والشعب لفلسطيني المفعم بالكرامة والصمود والتحدي والبقاء صامد ومناضل رغم همجية ووحشية الصهيونية وإسرائيل دولة الاحتلال الإرهابي وما حصل في جنين ونابلس وأخيرا في حواره أكبر مثل على ذلك، وتمزق وهيمنة اليمين الإسرائيلي الصهيوني المتطرف الوحشي داخل إسرائيل أكبر مثل على ان شعبا يظلم شعوبا أخرى لا يمكن ان يكون حرا.

لذلك مهم جدا في مرحلتنا التاريخية الصعبة ان تدرك الأحزاب اليسارية وخاصة الأحزاب الشيوعية أهمية الفلسفة المادية الجدلية الماركسية وصياغتها كفلسفته الحزبية، وان يتمسك بها بعد صياغتها ويطورها ويكتنزها. وفي هذه الفلسفة – المادية الجدلية – تجسد الأفكار العامة التي عن طريقها يفهم الحزب العالم الذي يسعى الى تغييره، ووفقا لتعبيراتها يصوغ أهدافه، ويحدد طريق نضاله لتحقيقها.

في هذه الفلسفة تجسد الأفكار العامة التي يسعى الحزب عن طريقها الى تنوير الطبقة العاملة كلها وتنظيمها، والى التأثير في كل جماهير الشعب العامل وقيادتها وكسبها موضحا النتائج التي يجب ان نستخلص من كل مرحلة من مراحل النضال، ومساعدا الشعب على ان يعرف من خبرته الذاتية كيف يسير قدما محو التقدم بنحو الوصول الى مجتمع حرية الانسان والإنسانية.

والنضال ضد ترسبات الماضي في وعي الناس وسلوكهم وهذه الظواهر متنوعة من حيث الطابع، ويندرج في عدادها، انتهاك المبادئ الإنسانية في العلاقات بين الناس (الابالية، الفظاظة، الغطرسة، القسوة، انعدام النزاهة، الوقاحة، الافتراء.... الخ). وانتهاك مبادئ الاخلاق الشيوعية وذلك بتأمين الحاجات الأنانية الذاتية على حساب المجتمع او الجماعة او البلاد والبلدة (التطفل التغيب عن الدوام، الجشع والارتشاء والسكر ... الخ). وثمة لصيقة بهذه الانتهاكات وهي تلحق ضررا كبيرا بتكوين الوعي الشيوعي (النزعة البرجوازية الصغيرة، البيروقراطية، الوصولية، الشكلية، الديماغوجية ... الخ).

وانكار المثل الشيوعية (مظاهر الفكر البرجوازي والتنكر لكل فكرة ... الخ) وبقايا روح شوفينية الدولة العظمى والتعصب القومي والديني المحلي، والاوهام والترسبات الدينية، والنظرة الاقطاعية المتخلفة الى المرأة، وما شاكل ذلك. ويعتبر خرق القانون من أفدح أنواع الترسبات واخطرها.

وترسبات الماضي هذه في وعي الناس، كانت أحد اشباب فشل بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي وضعف الأحزاب اليسارية والشيوعية حول العالم هذا بالإضافة الى فشل الاقتصاد السوفييتي وهنا اذكر ما قاله لينين بانه لا يمكن للاشتراكية ان تنتصر على الرأسمالية الا إذا أصبحت إنتاجية المجتمع الاشتراكي ضعفي إنتاجية المجتمع الرأسمالي.

ولقد تناسى قادة الاتحاد السوفييتي كون الصهيونية اخطبوط العالم الرأسمالي وان الدولة التي سعت الصهيونية الى اقامتها على ارض فلسطين ستكون القاعدة الامامية للإمبريالية العالمية في الشرق الأوسط، والتي سيكون لها دور كبير في تحطيم حركة تحرر شعوب الشرق الأوسط والادنى وضرب الحركة القومية العربية في منطقة الشرق الأوسط، والحرب العدوانية الاستباقية لإسرائيل عام 1967 أكبر مثال على ذلك.

ولكن لكي يستطيع أي حزب يساري او شيوعي ان ينجز دوره فمن الواضح ان عليه امتلاك المعرفة والفهم والبصيرة وبعبارة أخرى، يجب ان يكون مسلحا بنظرية ثورية يقيم عليها سياسته الثورية الطبقية الصادقة الخالية من ترسبات الماضي في وعي الناس، وخاصة أولئك الذين "يدعون" بأنهم أعضاء هذا الحزب ويسترشد بها في نشاطه الاجتماعي والثقافي والسياسي والإنساني.

وهنا نؤكد بان النظرية الماركسية ليست مجرد نظرية سياسية بل هي نظرة شاملة للعالم – فلسفة. فليست الأفكار الاقتصادية والسياسية – ولا يمكن ان تكون – مستقلة عن النظرة العامة الى العالم، فالأفكار الاقتصادية والسياسية المحددة تعبر عن نظرة معتنقيها الى العالم، وبالعكس تجد الأفكار الفلسفية تعبيرا عنها في الأفكار الاقتصادية والسياسية.

وحين تدرك أحزاب الطبقة العاملة ذلك كله، فانه لا يستطيع الا ان يصوغ فلسفته الحزبية والا ان يتمسك بها بعد صياغتها ويطورها ويكتنزها.

المراجع:

-لينين – في الأيديولوجية والثقافة الاشتراكية مُعجم الشيوعية العلمية – دار التقدم – موسكو 1985.

-مدخل الى المادية الجدلية – موريس كونفورث.

-من وراء الإرهاب الدولي – دار التقدم موسكو عام 198



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماهي السياسة الامريكية-الإسرائيلية
- كيف نشق طريقنا الى الأمام
- الأمل والتفاؤل الآتي من أمريكا اللاتينية
- دور الامبريالية العالمية في الحروب المحلية (2)
- دور الامبريالية العالمية في الحروب المحلية
- الاعتراف بالقضية العادلة للشعب الفلسطيني- طريق الخلاص لشعوب ...
- اهمية التعمق في دراسة الفلسفة الماركسية خاصة في الوضع الراهن
- من اجل ممارسة النظرية الماركسية على ارض الواقع: -مضاءة بنور ...
- تشي جيفارا: الرجل الذي تصرف حسب معتقداته وظل وفيا لكل ما آمن ...
- في ذكرى ثورة أكتوبر: نشاط الجماهير الثوري والخلاق أهم وسائل ...
- الفقر نتيجة موضوعية لحكم الطغمة الامبريالية
- الولايات المتحدة والكيل بمكيالين
- الثورة التي أحدثت انقلابًا في إدراك ووعي البشرية جمعاء
- حول الانتخابات ونظرية المعرفة في المادية الجدلية
- التصاقنا واتصالنا بالجماهير الشعبية مفتاح نجاحنا في الانتخاب ...
- النضال الاقتصادي الاجتماعي أساس تحرر القوى العاملة
- المادية التاريخية تزودنا بمنهج وتطبيق للتفسير التاريخي الصحي ...
- الفكر الماركسي يُحفز جماهير الشعب الواسعة للقيام بأعمال نضال ...
- حول انتهاكات حقوق الانسان من قبل إسرائيل والولايات المتحدة
- التطور التاريخي يقوم على اسس اقتصادية تحدد طابع النظام السيا ...


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول أهمية امتلاك الفلسفة -المادية الجدلية