أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - كيف نشق طريقنا الى الأمام















المزيد.....

كيف نشق طريقنا الى الأمام


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 7519 - 2023 / 2 / 11 - 12:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




خلال الانتاج الاجتماعي للوجود الانساني يدخل الناس في علاقات معينة موضوعية ضرورية مستقلة عن ارادتهم. "وهي علاقات انتاجية تمثل درجة معينة من نمو قواتهم المادية" (راجع ماركس في دراسات فلسفية لماركس – انجلز 72، 73 المطبوعات الاجتماعية). من هذا المنطلق نقول بأن نمو قوى الانتاج وسط المجتمع الاقطاعي أدى بالضرورة الى تكوين علاقات رأسمالية للانتاج، وهذا الأمر لم يختره الناس بأنفسهم. بل كان تطور موضوعي أراد الناس ذلك او لم يريدوا لذلك نقول بأن كل جيل جديد يُجبر على الخُضوع لظروف موضوعية. ولكن يُطرح السؤال: فهل هذا هو القضاء المحتوم؟ كلا.

لأن الدراسات العلمية الماركسية المادية للعلاقات الموضوعية للانتاج تسمح لنا بفهم طبيعتها والتنبؤ بتطورها والعمل على الاسراع بها. والقول "باستقلال " الذهن في كل مناسبة. هو موقف مثالي، لان ذلك يعتبر جهل للظروف الموضوعية التي تفرض نفسها على الذهن وهو لا يدري منها شيئا. فالمثالي الذي لا يتساءل عن الظروف الموضوعية التي تعمل على وجود الوعي وفعله، ويتخيل ان الوعي يكتفي بذاته هو وهم تحاربه الفلسفة الماركسية المادية الجدلية.

ليست ارادة الناس هي التي تُحدد بصورة اعتباطية العلاقات الاجتماعية بل وعي الناس يحدده واقع المجتمع المادي الذي هم اعضاء فيه. فالمجتمع الانساني لم تولده معجزة، بل هو، مجموعة العلاقات التي تكونت لتؤمن للناس عملا ونضالا وعلما من اجل احداث التغييرات الايجابية في الطبيعة وهذه العلاقات يحددها موضوعيا مستوى قوى الانتاج التي يملكها الناس والتي يجب عليهم التلاؤم معها.

فالعلاقات بين الناس منذ عشرة آلاف سنة لا يمكن ان تكون هي نفس العلاقات التي أوجدتها الصناعة الحديثة الكبرى والتطور التكنولوجي الحديث لذلك علينا ان ندرك بأن الأفكار الاجتماعية والسياسية والثقافية هي انعكاس جدلي لقوى الانتاج وعلاقات الانتاج التي يملكها الناس. يدلل التاريخ على انه اذا كان للناس في عصور مختلفة، أفكار ورغبات مختلفة فما ذلك الا لان الناس كانوا في هذه العصور المختلفة يناضلون ضد الطبيعة بصور مختلفة من اجل معيشتهم ولهذا ارتدت علاقاتهم الاجتماعية الاقتصادية طابعا مختلفا.

فلقد جاء زمن كان الناس فيه يناضلون ضد الطبيعة مشتركين على اساس الشيوعية البدائية فكانت ملكيتهم نفسها في ذلك الوقت شيوعية، ولهذا يكونوا يميزون بين ما " يخصني" و "ما يخصك" فكان وعيهم شيوعيا. ثم جاء زمن تسرب فيه التمييز بين " ما يخصني" " وما يخصك" الى الانتاج، فأتخذت الملكية من ثمّ طابعا خاصا فرديا. ولهذا تسرب الشعور بالملكية الفردية الى وعي الناس واخيرا اقبل الزمن – وهو زماننا – الذي اتخذ فيه الانتاج طابعا اجتماعيا جديدا. ولهذا لم تعتم الملكية البرجوازية، ملكية طبقة راس المال بدورها بأنها اتخذت طابعا اجتماعيا واخذت تتسرب شيئا فشيئا الى وعي الناس المفاهيم الاشتراكية ومفاهيم مجتمع المستقبل-مجتمع حرية الانسان والانسانية المجتمع الشيوعي وهنا اريد ان أذكر ما قاله لينين: " ان فهم الاجزاء المتناقضة لكل ظاهرة هو " جوهر الجدل" انه "إدراك (اكتشاف) الاتجاهات المتناقضة المتضادة التي تنفي بعضها بعضا في كل ظاهرة وفي كل عملية من عمليات الطبيعة بما في ذلك الذهن والمجتمع". (لينين ملاحظات فلسفية " عن الجدل").

وأذكر ما قاله ماركس: "الجدل... في شكله العقلي فضيحة ورجس لدى البرجوازية وكل اساتذتها المذهبيين، لأنه يتضمن في شموله وحسمه إدراك الحالة القائمة للأشياء وفي الوقت نفسه ايضا إدراك نفي هذه الحالة، وانهيارها الحتمي، لأنه يعتبر ان كل شكل اجتماعي متطور تاريخيا في حركة دافقة. وبذلك يضع في حسبانه طبيعته الانتقالية وبالدرجة نفسها وجوده المؤقت، لأنه لا يترك شيئا يفرض عليه، ولأنه في جوهره نقدي وثوري." (ك. ماركس رأس المال. مقدمة الطبعة الثانية).

ولهذا كل الايديولوجيات التي تدعم طبقة راس المال وخاصة في مرحلته الامبريالية المعاصرة يحاربون ويقومون بتهميش الفكر والفلسفة الجدلية الماركسية التي تطرح بشكل نقدي وثوري بأن هذا المجتمع الرأسمالي الذي تسيطر عليه طبقة رأس المال هي مرحلة انتقالية، والتطور التاريخي سيؤدي الى انهياره الحتمي.

ولما كان المجتمع يتطور بواسطة نضال الطبقات (الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية في مرحلة الرأسمالية) فان هناك نضالا آخر بين أخلاق الطبقة المسيطرة وأخلاق الطبقة المستتغلة، يسيطر على الاخلاق الاولى روح محافظ او رجعي، ويسيطر على الاخرى روح ثوري تقدمي جدلي. ولما كانت والآن الطبقة المسيطرة تملك، خلال عقود طويلة، الوسائل القوية المالية والثقافية والاعلامية والسياسية لفرض افكارها فان ملايين الناس تقبل اخلاق وممارسات الطبقة المُسيطرة على انها الاخلاق والسياسة الوحيدة.

ويذهب ضحية هذا الوهم اعضاء الطبقة المسيطرة انفسهم. ولنضرب لذلك مثلا: قامت البرجوازية الفرنسية الثائرة في القرن الثامن عشر بهجومها ضد الاقطاع بأسم الحرية والعقل والعدالة الخالدة. فكانت تجعل من مصالحها، كطبقة ثورية، مصالح الانسانية عامة، وكانت مخلصة في ذلك. غير أن انتصار الثورة البرجوازية جعل للكلمات معناها الحقيقي والتاريخي. فذُللت على ان هذه الافكار الاخلاقية الشاملة هي التعبير عن المصالح الخاصة بطبقة معينة : الحرية؟ أجل حرية البرجوازية بأن تُنتج وتُتاجر من اجل ارباحها الطبقية، وأن تحتفظ لنفسها بالسلطة السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية والعمل على تغيير وعي الذات ووعي المجتمع بهدف خدمة مصالح طبقة راس المال العالمي.

وعندما قامت البرجوازية بالثورة ضد الاقطاع تحت شعار الحرية، بعد انتصارها اي انتصار البرجوازية، كانت تأبى هذه البرجوازية على البروليتاريا تأليف النقابات او اضعافها وتهميشها وهذا ما يجري اليوم في المجتمع الرأسمالي عامة وترفض الطبقة البرجوازية نضال البروليتاريا عن طريق الاضراب.. الخ. ونذكر هنا بأن الطبقة البرجوازية التي نادت بالحرية خلال وبعد اسقاط النظام الاقطاعي قامت بشنق "بابوف" باسم الاخلاق الخالدة لأنه اراد الغاء الملكية البرجوازية. (جراتشوس بابوف اسمه الحقيقي فرانسوا نويل بابوف ولد عام 1760 في سان كوينتين ربيكاردي وتوفي شنقا عام 1797. هو ثوري فرنسي ناضل من اجل الغاء الملكية البرجوازية اعدم بسبب مذهبه " مؤامرة سواسية" هو مقدمة للشيوعية. لاحظ الظروف المعيشية القاسية للغالبية العظمى من السكان. طور نظريات المساواة وتجميع الارض في عام 1788 بدء في كتابة السجل العقاري الدائم الذي نُشر عام 1789 نضاله. وكان يحارب الضرائب غير المباشرة وينظم الالتماسات والاجتماعات نتيجة لذلك تم اعتقاله في 19 مايو 1790 وسُجن. اطلق سراحه في يوليو بضغط من الثوري جان بول مارات في الوقت نفسه انفصل عن الكاثوليكية. ناضل طوال حياته الى جانب الفلاحين والعمال. واراد الانتقال من المساواة " المعلنة" الى المساواة في الواقع7 ("الكمال " " المساواة" التي يعمل من اجلها) اخذ اسم جراتشي تكريما للمبادرين للإصلاح الزراعي في روما القديمة. ورافع بابوف عن الحاجة الى "تمرد سلمي" تم سجنه مرة اخرى عام 1795 من اقواله " لا مزيد من الملكية الفردية للأرض. الارض لا يملكها احد. نحن نطالب ونريد التمتع الجماعي بثمار الارض. الثمار ملك الجميع. في رسالة الى زوجته في 23 يوليو عام 1789 كتب يقول: " التعذيب بجميع انواعه، الابواء، التعذيب العجله، المحارق، السوط المشنقة، الجلادين المتكاثرون في كل مكان، جعلنا أخلاق سيئة! السادة، بدلا من يضبطونا، جعلونا بربريين، لأنهم هم انفسهم كذلك، يحصدون ويحصدون ما زرعوه".

أقام مع العديد من الثوريين شبكة "مساواة" بهدف استمرار الثورة الفرنسية والقيادة الى التشارك في الارض ووسائل الانتاج، للحصول على " المساواة الكاملة" " والسعادة المشتركة". عندما حُكم على بابوف وصديقه دارتي بالإعدام، حاول بابوف ودارتي الانتحار، وتم اعدامهما بالمقصلة في عام 1797).

ولهذا قال انجلز:"نعلم اليوم ان حكم العقل هذا لم يكن سوى حكم البرجوازية فكريا، وأن العدالة الخالدة كما أعلن عنها آن اذن قد تحققت تماما في العدالة البرجوازية" (راجع انجلز ضد دورنغ ص 390.) .

ولذلك نقول بأن الأخلاق الإنسانية عامة بين الناس تتحقق بصورة موضوعية حين تتحقق الظروف الاجتماعية التي تجعل هذه الاخلاق فعاله – أي حين يُلغي انتشار الشيوعية العالمي كل تعارض للمصالح بين الناس كما يلغي جميع الطبقات.

وفقط نضال الطبقة العاملة البروليتاريا ضد طبقة رأس المال وضد اخلاقها الشاملة المزعومة الطريق امام انتصار اخلاق شاملة إنسانية. لقد اقامت البرجوازية طبقة راس المال في قضائها على الاقطاع استغلالا مكان آخر، وفقط عندما تستطيع مستقبلا الطبقة العاملة البروليتاريا القضاء على سيطرة وهيمنة راس المال القضاء على الرأسمالية، يتم القضاء على كل استغلال للإنسان بواسطة الانسان. "لأن القضاء على التناقضات الطبقية يمهد السبيل لازدهار الاخلاق الشيوعية الشاملة التي تكون أخلاق طبقة البروليتاريا الثورية اول صورة لها " (لينين –مهمات الاتحادات الشعبية – المؤلفات الكاملة مجلد 2. ص 804). ولكن نحن اليوم نعيش في مرحلة المجتمع الرأسمالي الذي أصبح مجتمع امبريالي رأسمالي، الذي يُعتبر نظام اقتصادي اجتماعي اعلى. والامر الأساسي في هذا السير هو من الناحية الاقتصادية، حلول الاحتكارات الرأسمالية محل المزاحمة الحرة الرأسمالية. "وهنا ينبغي ان يُقال بأن الامبريالية هي الرأسمالية في مرحلة الاحتكار. ومثل هذا التعريف يضم الامر الرئيسي، لأن الرأسمال المالي هو نتيجة اندماج رأسمال بضعة من البنوك الاحتكارية الكبرى برأسمال اتحاد الصناعيين الاحتكارية، هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى، ان تقسيم العالم هو انتقال من سياسة استعمارية تشمل دون عائق اقطارا لم تستول عليها بعد أية دولة رأسمالية الى سياسة استعمارية تقوم على احتكار حيازة بقلع الأرض المُقسمة بأكملها ". (كتاب لينين – حقوق شعوب الشرق الوطنية التحررية – مجموعة من المقالات والخُطب – مقال الامبريالية مرحلة خاصة في الرأسمالية ص 207.).

ويُضيف لينين ويقول: " ولذلك ودون أن ننسى ان جميع التعاريف بوجه عام هي ذات طابع شرطي نسبي وأنها لا تستطيع ابدا ان تشمل جميع وجوه علاقات ظاهرة في حالة تطورها الكامل، ينبغي إعطاء الامبريالية تعريفا يشمل الدلائل الخمس الأساسية التالية:

1) تمركز الإنتاج والرأسمال تمركزا بلغ في علو تطوره درجة نشأت معها الاحتكارات التي تلعب الدور الفاصل في الحياة الاقتصادية.

2) اندماج الرسمال البنكي بالصناعي ونشوء " الرأسمال المالي" والطُغمة المالية على هذا الأساس.

3) تصدير الرأسمال، خلافا لتصدير البضائع، يكتسب أهمية في مُنتهى الخُطورة.

4) تتشكل اتحادات رأسماليين احتكارية عالمية تقتسم العالم.

5) انتهى تقسيم أقطار الأرض من قبل كُبريات الدول الراسمالية. فالامبريالية هي الرأسمالية عندما تبلغ من التطور درجة تكونت فيها سيطرة الاحتكارات والرأسمال المالي واكتسب فيها تصدير الرأسمال أهمية كبرى وابتدأ تقسيم العالم بين التروستات العالمية وانتهى تقسيم جميع اقطار الأرض بين كبريات البلدان الرأسمالية." (لينين – حركة شعوب الشرق الوطنية التحررية – مجموعة من المقالات والخطب – مقال الامبريالية مرحلة خاصة في الرأسمالية 0 ص 207 – 208).

ولكن كما قال لينين هذا التعريف شرطي نسبي لا تستطيع ان تشمل جميع وجوه علاقات ظاهرة كانت في فترة لينين في حالة تطورها فالإمبريالية موضوعيا مستمرة في تركيز الرأسمال فمثلا الان نصف الرأسمال العالمي يتمركز بأيدي عائلة روتشيلد والصراع على تقسيم وإعادة تقسيم العالم مستمر وهو وراء الحروب الامبريالية المحلية حول العالم. وخاصة في الشرق الأوسط، وشرق أوروبا وخاصة أوكرانيا الآن.

" وينبغي ان نشير الآن الى ان الامبريالية بالمفهوم المذكور هي دون شك عبارة عن مرحلة خاصة في تطور الرأسمالية" (لينين نفس المصدر – ص 208).

وهنا ينبغي ان نشير الى ان الامبريالية تعمل بشكل مدروس الى تقسيم الطبقة العاملة وتقوية الانتهازية بينهم وخاصة داخل قوى اليسار محليا وعلى مستوى عالمي، وهذا ظهر في إنجلترا قبل أواخر القرن التاسع عشر وبدء القرن العشرين وخلاله والآن. وحول هذا الموضوع كتب انجلز الى ماركس بتاريخ 7 أكتوبر عام 1858 ما يلي: " في الواقع تتبرجز البروليتاريا الإنجليزية أكثر فأكثر، ويبدو ان هذه الامة أكثر برجوازية بين الأمم تريد ان يكون لديها في نهاية الامر الى جانب البرجوازية، ارستقراطية برجوازية، وبروليتاريا برجوازية، وبديهي ان هذا بمعنى معين امر منطقي من امة تستثمر العالم كله". (من مقال لينين حول الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية).

وبرأي كاتب هذه السطور في الولايات المتحدة خاصة وباقي دول راس المال الغربي هناك ارستقراطية برجوازية وبروليتاريا برجوازية بعيدة جدا لا بل لا تقوم بنضال طبقي مثابر ضد طبقة راس المال المحلي والعالمي. لا بل في بعض بلدان راس المال انتهازية حركة العمال اندمجت بالسياسة البرجوازية بصورة كاملة بوصفها الاشتراكية الشوفينية مثل على ذلك حزب العمال البريطاني وغيره من الأحزاب في أوروبا التي تحمل اسم حزب " عمالي"، وهنا في إسرائيل أحزاب التي حملت اسم حزب العمال وهي أحزاب " اشتراكية" شوفينية عنصرية اندمجت بالمشروع الصهيوني العنصري اندمجت بالأيديولوجية الصهيونية العنصرية الشوفينية ووصلت الان الى وضع التهميش والفشل السياسي شبه المطلق. وللأسف كان هناك في دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي من آمن بأن إسرائيل القاعدة الامامية للإمبريالية العالمية ستُصبح اول دولة اشتراكية في الشرق الأوسط.

لذلك أقول بأنه على الماركسيين عامة القيام بتنظيم عملهم من خلال دراسة عميقة للظروف الموضوعية، في زمن معين. والادراك بأن المشاكل الوحيدة التي يمكن حلها في زمن معين هي تلك التي تثيرها حاجات المجتمع الواقعية. وفي عصرنا الحاضر هناك تأثير كبير للأفكار البرجوازية داخل الطبقة العاملة فلذلك على المناضل الثوري الماركسي ان يكافح ضد هذه الأفكار وان ينشر الفكر الجدلي المادي الثوري الماركسي لكي يكون هذا الفكر هو السلاح بيد الطبقة العاملة من اجل احداث القفزة الاجتماعية الثورية والانتقال الى مجتمع المستقبل مجتمع حرية الانسان والإنسانية المجتمع الشيوعي.

وعلينا ان ندرك بان ما يحدد ظروف النضال الطبقي ليست الأفكار بل ظروف النضال الطبقي هي التي تحدد الأفكار. وعلينا ان ندرك أساس المنهج الجدلي المادي الماركسي، المبدأ الأكثر أساسية فيه، هو ان ندرس وندرك الأشياء في علاقاتها المتداخلة وحركتها المحددة.

ومن هذا المفهوم الجدلي على الأحزاب اليسارية وخاصة الأحزاب الشيوعية النضال ضد سياسات الامبريالية العدوانية وحروبها المحلية المتكررة والكفاح من اجل الحفاظ على السلام وان نُرسي الأساس لإنهاء الظروف التي تثير خطر الحرب.ان النزعة العسكرية هي خاصية ملازمة للرأسمالية الاحتكارية، ومبعثها الصراع الامبريالي في سبيل إعادة اقتسام العالم وقمع الحركة العمالية والديمقراطية وحركة التحرر الوطني بالوسائل الحربية وقد كتب لينين يقول: " ان النزعة العسكرية المعاصرة هي نتيجة للرأسمالية وهي بكلا شكليها مظهر حياتي للرأسمالية ! كقوة حربية توجهها الدول الرأسمالية في صداماتها الخارجية ... وكسلاح يستخدم في ايدي الطبقات المسيطرة لقمع أي نوع من الحركات (الاقتصادية والسياسية) للبروليتاريا ... " (لينين المؤلفات الكاملة المجلد 17 ص 187).

فالحرب ليست حتمية ومن الممكن هزيمتها إذا جمعت الطبقة العاملة حولها كل القوى المحبة للسلام. والمعالجة الجدلية التي تدرك الأشياء في علاقاتها المتداخلة وحركتها المحدودة، توضح لنا كيف نشق طريقنا الى الأمام – كيف نناضل واي الحلفاء علينا جذبهم، وهذه هي القيمة التي لا تقدر للمنهج الجدلي الماركسي بالنسبة الى الطبقة العاملة وخاصة في عصرنا الحاضر.

وهذه هي مهمة الأحزاب الشيوعية بوصفها طليعة النضال الطبفي. والامر لا يحتاج الى الجمل الطنانة، بل الى المعارف الماركسية العميقة وخلال هذا النضال على الأحزاب الشيوعية واليسارية رفض كل عبادة للفرد والتعلم من تجارب الماضي. وهنا اذكر كا قال ماركس في رسالته الى ولهلم بلوس في هامبورغ – لندن في 10 تشرين الثاني عام 1877 كتب يقول "... لا أغضب " (كما يقول هينه) وكذلك انجلز فكلانا لا يدفع، وان متليكا عتيقا، من اجل الشعبية. اليك مثلا برهانا لاشمئزازي من كل عبادة الفرد، لم اسمح يوما طوال وجود الأممية، بنشر الرسائل العديدة التي كانت تعترف بأفضالي والتي أزعجوني بها من مختلف البلدان. بل أنى لم أرد عليها ابدا، الا أنى في حالات نادرة قرّعت مرسليها. وعندما انتسبنا انا وانجلز للمرة الأولى الى جمعية سرية للشيوعيين (عصبة الشيوعيون د.خ) وضعنا شرطا لا محيد عنه وهو ان يشطب من النظام الداخلي (المقصود هنا النظام الداخلي لعصبة الشيوعيين) كل ما يسهم في عبادة أعاظم الرجال الخُرافية". وللأسف هناك العديد من الممارسات لدى بعض الأحزاب اليسارية وبعض الافراد ما زالت تمارس مفاهيم عبادة الفرد حتى ولو كان هذا انتهازي او فاشل او يهوذا الصغير او حتى خائن لطريقه ورفيقه.

//مراجع المقال:

ماركس انجلز مختارات.
لينين – حركة شعوب الشرق الوطنية التحررية.
ماركس انجلز بصدد الثورة الاشتراكية.
لينين ضد الانتهازية اليمينية واليسارية وضد التروتسكية.
تفاقم الازمة العامة للرأسمالية.
لينين في الثقافة والثورة الثقافية.
مدخل الى المادية الجدلية – موريس كورنفورث.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمل والتفاؤل الآتي من أمريكا اللاتينية
- دور الامبريالية العالمية في الحروب المحلية (2)
- دور الامبريالية العالمية في الحروب المحلية
- الاعتراف بالقضية العادلة للشعب الفلسطيني- طريق الخلاص لشعوب ...
- اهمية التعمق في دراسة الفلسفة الماركسية خاصة في الوضع الراهن
- من اجل ممارسة النظرية الماركسية على ارض الواقع: -مضاءة بنور ...
- تشي جيفارا: الرجل الذي تصرف حسب معتقداته وظل وفيا لكل ما آمن ...
- في ذكرى ثورة أكتوبر: نشاط الجماهير الثوري والخلاق أهم وسائل ...
- الفقر نتيجة موضوعية لحكم الطغمة الامبريالية
- الولايات المتحدة والكيل بمكيالين
- الثورة التي أحدثت انقلابًا في إدراك ووعي البشرية جمعاء
- حول الانتخابات ونظرية المعرفة في المادية الجدلية
- التصاقنا واتصالنا بالجماهير الشعبية مفتاح نجاحنا في الانتخاب ...
- النضال الاقتصادي الاجتماعي أساس تحرر القوى العاملة
- المادية التاريخية تزودنا بمنهج وتطبيق للتفسير التاريخي الصحي ...
- الفكر الماركسي يُحفز جماهير الشعب الواسعة للقيام بأعمال نضال ...
- حول انتهاكات حقوق الانسان من قبل إسرائيل والولايات المتحدة
- التطور التاريخي يقوم على اسس اقتصادية تحدد طابع النظام السيا ...
- أهمية توحيد البروليتارية في طبقة متلاحمة
- حول أهمية صياغة الفلسفة الثورية والدفاع عنها


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - كيف نشق طريقنا الى الأمام