أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - التطور التاريخي يقوم على اسس اقتصادية تحدد طابع النظام السياسي















المزيد.....

التطور التاريخي يقوم على اسس اقتصادية تحدد طابع النظام السياسي


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 7353 - 2022 / 8 / 27 - 10:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أهمية الفلسفة الماركسية، بانها نظرية متكاملة ومتعددة الجوانب، لانها وضعت الاكتشاف العظيم لماركس ألا وهو الفهم المادي للتاريخ.
فالفلسفة الماركسية وضعت وبشكل واضح واكتشفت العلاقة الجدلية الديالكتيكية بين القوى المنتجة وعلاقات الانتاج وهذا الاكتشاف ساعد على صياغة الفهم المادي للتاريخ كنظرية متكاملة. وكانت نتيجة هذا الكشف هي الايضاح النهائي لبناء المجتمع الانساني (القوى المنتجة- العلاقات الانتاجية- البناء الفوقي السياسي- اشكال الوعي الاجتماعي) وكذلك ايضاح القوانين العامة لتطور المجتمع الانساني وانتقاله من تشكيلة اقتصادية اجتماعية الى اخرى وبشكل لولبي ارتقائي.

في عام 1845م التقى ماركس وانجلز في بروكسل وكما تذكر انجلز فيما بعد، فقد عرض عليه ماركس حينذاك فهمه المادي للتاريخ، بشكله المتبلور
وأولى الملاحظات والصياغات، لهذا الفهم المادي للتاريخ، والتي طرحت نقدا للفلسفة الالمانية ما بعد الهيغلية، وجاءت في موضوعات عن فورباخ المشهورة لماركس، والتي كانت بموجب تحرير انجلز " أول وثيقة حاوية في صلبها الجنين العبقري للعقيدة الجديدة". ولاحقا قام انجلز وماركس بوضع مخطوطة ضخمة هي "الايديولوجية الالمانية"، التي طرحت هذا الفهم المادي للتاريخ بشكل اوضح واشمل.
وفي "موضوعات عن فورباخ" كتب ماركس ما يلي "ان وجهة نظر المادية القديمة هي المجتمع المدني، ووجهة نظر المادية الجديدة، هي المجتمع الانساني او الانسانية التي تتسم بطابع اجتماعي".
فكما كتب انجلز مفسرا ما ورد في مؤلفف ماركس (المجتمع الانساني- الانسانية التي تتسم بطابع اجتماعي)، قال: " ان وجهة نظر المادية الجديدة هي المجتمع الانساني، او الانسانية التي اصبح لها طابع معمم". (ك. ماركس. ف. إنجلز. فورباخ. تضاد الافكار المادية والمثالية- كتاب "الايديولوجية الالمانية".
فالمادية التاريخية الماركسية الجدلية، من خلال تطبيقها على المجتمع الانساني، تؤكد بان حياة المجتمع الروحي- من ثقافة وعلم وحضارة، وافكار دينية، تعكس، او هي انعكاس جدلي متفاعل لظروف حياته المادية.
وكتب ماركس يقول في موضوعات عن فورباخ يقول: "ان النظرية المادية التي تقر بان الناس هم نتاج الظروف والتربية، وبالتالي بان الناس الذين تغيروا هم نتاج ظروف اخرى وتربية متغيرة- هذه النظرية تنسى ان الناس هم الذين يغيرون الظروف وان المربي هو نفسه بحاجة للتربية".
ان اتفاق تبدل الظروف والنشاط الانساني لا يمكن بحثه وفهمه فهما عقليا الا بوصفه عملا ثوريا. وقال ايضا:" ان وجهة نظر المادية القديمة هي المجتمع المدني ووجهة نظر المادية الجديدة (أي المادية التاريخية الجدلية الماركسية) هي المجتمع البشري او البشرية التي تتسم بطابع اجتماعي".
وكتب انجلز يقول: " نحن نصنع تاريخنا بانفسنا، ولكننا اولا نصوغه في ظل مقدمات وظروف محددة جدا، الاقتصادية منها هي الحاسمة في آخر المطاف. ولكن الظروف السياسية وغيرها، وحتى التقاليد التي تعشش في رؤوس الناس، تلعب ايضا دورا معينا، وان لم يكن الدور الحاسم" (من رسالة انجلز الى يوسف بلوخ لندن- 31/ ايلول 1890).
فطريقة حصول الناس على وسائل معيشتهم، أي انتاج الوسائل المادية الضرورية للحياة، وطريقة انتاج هذه الوسائل المادية، هي القوة الرئيسية للتطور الاجتماعي التاريخي للمجتمع الانساني وانتقاله من تشكيلة اقتصادية اجتماعية الى اخرى اكثر تطورا، مثلا طريقة وتطور وسائل الانتاج كان لها الدور الرئيسي في الانتقال من تشكيلة المجتمع الاقطاعي الى المجتمع البرجوازي.
واحد اهم الفوارق العميقة للنظرية الماركسية، وخاصة الفهم المادي للتاريخ صيغ بشكل كلاسيكي في موضوعة ماركس الاخيرة عن فورباخ:" ان الفلاسفة لم يفعلوا غير ان فسروا العالم باشكال مختلفة، ولكن المهمة تقوم في تغييره".
وفي رده على الهيغليين الشباب الذين جادلوا من وجهة نظر مثالية قائلين بان الوعي هو الذي يحدد الوجود، وهذا يعني بانه من اجل تغيير ما هو موجود يجب تغيير الوعي، ويكفي تحطيم تصورات الناس الخاطئة ليتهاوى الواقع الموجود تلقائيا. فقد قال ماركس وكذلك انجلز بان تغيير الوعي من دون تغيير العالم ذاته، يعني الاعتراف بالموجود، وذلك يمنحه فقط شرحا آخر، وتفسيرا آخر، وتأويلا آخر. واكد ماركس وانجلز بانه من اجل تحرير الناس لا يكفي تغيير وعيهم، بل من الضروري تغيير الواقع الاجتماعي الموجود.
وهنا لا بد ان نذكر ما كتبه انجلز الى بورغيوس في رسالته المؤرخة بتاريخ 25 كانون الثاني عام 1894 حيث كتب: "نحن نعتقد ان الظروف الاقتصادية تشترط في آخر المطاف التطور التاريخي". ولكن ينبغي هنا ألا يغيب عن البال الامران التاليان:
1- ان التطور السياسي والحقوقي والفلسفي والديني والادبي والفني والخ.. يرتكز على التطور الاقتصادي، ولكنها جميعها تؤثر كذلك بعضها في بعض وفي البناء التحتي الاقتصادي. ولكنه ليس من الصحيح اطلاقا ان الوضع الاقتصادي وحده دون غيره هو السبب، وانه وحده دون غيره الفعال، بينما الباقي كله يعدو ان يكون نتيجة منفعلة كلا. فهنا يوجد تفاعل على اساس الضرورة الاقتصادية التي تشق لنفسها دائما طريقا في آخر المطاف.
2- " ان الناس هم الذين يصنعون تاريخهم، ولكنهم صنعوه حتى الآن، دون ان يسيروا على هوى ارادة مشتركة، وخطة مشتركة واحدة، وحتى خارج اطار مجتمع معين، محدود بصورة واضحة. ان مطامحهم ومساعيهم تتشابك، ولهذا تسود في جميع هذه المجتمعات الضرورة، التي مجرد الصدفة تكمله لها وشكل لتجليها. ان الضرورة التي تشق لنفسها طريقا هنا عبر جميع الصدف هي مع ذلك في آخر المطاف اقتصادية".
وكذلك اكد ماركس وانجلز مؤلفا ان "التحرير الفعلي لا يمكن ان يتم الا في العالم الفعلي وبالوسائل الفعلية... وعموما لا يمكن تحرير الناس الا بعد ان يصلوا الى حالة التأمين الكلي من الناحية النوعية والكمية للغذاء والشراب، المسكن والملبس لانفسهم، وهذا التحرير "قضية تاريخية وليس قضية فكرية، والعلاقات التاريخية هي التي تقود اليه".
ولكن هذا "التحرير" للانسان لا يمكن ان يحدث، بل يفترض نموًا هائلا للقوى المنتجة ودرجة عالية من تطورها. وهذا امر مادي موضوعي تمهيدي ضروري، لكي يتحقق الانتقال من تشكيلة اجتماعية اقتصادية الى اخرى، الى جانب البروليتاريا وتكوين الطبقة الثورية. فكما قال ماركس ان النضال الطبقي هو "قوة التاريخ المحركة" في جميع التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية الاستغلالية، والثورات تكنس العقبات من طريق التقدم الاجتماعي، وليس عن عبث أسماها ماركس بقاطرات التاريخ.
ملاحظة: يبين مبحث انجلز " لودفيع فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية "عملية نشوء الفلسفة الماركسية ويكشف جوهرها، ويقدم عرضا منهاجيا لاسس المادية الديالكتيكية والتاريخية، ويبسط كذلك موقف الماركسية من الفلسفات السابقة في شخص اكبر ممثلين عن الفلسفة الكلاسيكية الالمانية هيغل وفورباخ.
وفي هذا المبحث، يكشف انجلز اهم خصائص تاريخ الفلسفة في سياق وجودها، وهي الصراع بين معسكري المادية والمثالية، ويعطي للمرة الاولى تعريفا كلاسيكيا للمسألة الاساسية في الفلسفة، مسألة العلاقة بين التفكير والوجود، بين الروح والطبيعة، وتبعا للجواب الذي يعطيه هذا الفيلسوف او ذاك عن المسألة الاساسية في الفلسفة، نعرف الى أي من هذين المعسكرين في الفلسفة ينتسب.
ويشير انجلز الى بطلان المحاولات الرامية للتوفيق بين المادية والمثالية بانشاء فلسفة وسيطة (الاثينية، اللا ادرية) ويدحض اللا ادرية في جميع مظاهرها ويبين " ان اعظم دحض حاسم لهذه الاحابيل الفلسفية ولجميع الاحابيل الاخرى هو العمل وعلى الاخص التجربة والصناعة".
ففي كتابه "لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية" يقول "ولكن خلال هذه الحقبة الطويلة التي امتدت من ديكارت الى هيغل ومن هوبس الى فورباخ، لم تدفع الفلاسفة الى الامام قوة الفكر المحض وحدها، كما كانوا يتصورون، بل على العكس، فان ما دفعهم في الحقيقة الى الامام انما كان على الاخص تطور العلوم الطبيعية والصناعة تطورا قويا عاصفا ومتسارعا، وعند الماديين، كان ذلك باديا للعيان منذ البداية، ولكن المذاهب المثالية كانت هي ايضا تمتلئ اكثر فاكثر بمحتوى مادي، ساعية بواسطة مفهوم عن وحدة الوجود، الى ايجاد حل للتضاد بين الروح والمادة، وفي النهاية آل منهج هيغل الى ان اصبح لا يمثل ومن حيث طريقته ومحتواه سوى مادية مقلوبة رأسا على عقب مثالي".
وكتب انجلز "اما فيما يتعلق بفورباخ الذي يشكل مع ذلك من بعض النواحي، حلقة اتصال بين هيغل ونظريتنا".
ويكشف انجلز في هذا المبحث جوهر الانقلاب الذي احدثه ماركس في الفلسفة نتيجة لوضعه المادية الديالكتيكية، ويدرس بالتفصيل كنه المادية التاريخية التي اكتشفت قوانين التطور العامة السارية المفعول في تاريخ المجتمع البشري. ويشير الى ان التطور التاريخي يقوم على اساس العلاقات الاقتصادية التي تحدد طابع النظام السياسي والادراك الاجتماعي بجميع اشكاله وصوره، بما فيها الدين والفلسفة، ويؤثر في الوقت نفسه دور الابنية الفوقية الايديولوجية الفعال وقدرتها على التطور المستقل والتأثير المقابل في الاساس الاقتصادي ومن اكبر مآثر انجلس، انه علّل مبدأ حزبية الفلسفة، بالاستناد الى مثال كل تاريخ الصراع بين التيارات الفلسفية التي تعكس صراع الطبقات والاحزاب. ثم ان مبحث انجلز هذا نفسه هو مثال الحزبية البروليتارية وعلى المبدئية في الفلسفة.


// مراجع:
ماركس انجلز مختارات في اربعة اجزاء- الجزء الاول- الجزء الرابع
ملامح المستقبل- انجلس والمجتمع الشيوعي- بغاتوريا- دار التقدم- موسكو 1976



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية توحيد البروليتارية في طبقة متلاحمة
- حول أهمية صياغة الفلسفة الثورية والدفاع عنها
- الولايات المتحدة مرادف مشؤوم للإرهاب الدولي
- الماركسية هي السلاح الفكري لمقاومة عولمة القهر والعدوان الام ...
- الحرب على النازية
- النظرة الأممية الإنسانية كفيلة ببناء مجتمع علماني دمقراطي حض ...
- الوحدة الوطنية الكفاحية الطريق الوحيد لحرية الشعب الفلسطيني
- النهضة الفكرية من خلال التطور الاقتصادي تحصين لهويتنا الجماع ...
- في ذكرى النكبة
- المطلوب برنامج عملي علمي جدلي يعتمد على النضال الشعبي المقاو ...
- أصل الشر هو الرأسمالية.. ولكن على القوة الثورية العمل على أن ...
- الفهم المادي للتاريخ هو الأساس النظري العام للنظرية الماركسي ...
- الولايات المتحدة صانعة الأزمة في أوكرانيا
- نضال البروليتاريا يجب أن يصبح من أجل تحرير المجتمع كله
- من حق روسيا الدفاع عن أمنها القومي: سياسات الناتو العدوانية ...
- النضال الطبقي سيؤدي حتمًا إلى الثورات الاجتماعية
- المادية الجدلية من أهم خصائص الفلسفة الماركسية
- نجاح روسيا في هذه المواجهة سيسقط الأحادية القطبية الأمريكية
- التناقض بين العمل والرأسمال يعمق الصراع الطبقي في كافة الميا ...
- الفلسفة الماركسية تسعى إلى فهم العالم من أجل تغييره


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - التطور التاريخي يقوم على اسس اقتصادية تحدد طابع النظام السياسي