أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل اندراوس - في ذكرى النكبة















المزيد.....

في ذكرى النكبة


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 23:03
المحور: القضية الفلسطينية
    



تشير كلمة نكبة في اللغة العربية إلى الكارثة، لذلك يرمز بها الشعب الفلسطيني إلى تهجيره الإرهابي القسري العنصري الشوفيني الجماعي من فلسطين، وهدم معظم معالم المجتمع الفلسطيني آنذاك. وكان المؤرخ والمفكر القومي العلماني قسطنطين زريق أول من استخدم مصطلح النكبة في وصف كارثة تهجير الفلسطينيين، وقد أصدر بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان قيام دولة إسرائيل الصهيونية -القاعدة الأمامية للإمبريالية العالمية في الشرق الأوسط- كتابه التأسيسي "معنى النكبة" باللغة الإنجليزية.

كان ويكون إحياء ذكرى النكبة والكارثة وسيكون مستقبلًا رسالة كل إنسان فلسطيني بأنه لن يتنازل عن حقوقه القومية الوطنية الإنسانية في فلسطين، ولن يتنازل عن حق العودة ولن يتنازل عن حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

على مدى عقود، قام الشعب الفلسطيني في يوم ذكرى النكبة بتنظيم فعاليات وتظاهرات في إسرائيل والضفة العربية وقطاع غزة، وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وفي جميع أنحاء العالم، وفي السنوات الأخيرة بمشاركة جماهير واسعة في دول مختلفة حول العالم. فالقضية الفلسطينية أصبحت قضية كونية إنسانية عادلة، واستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة الذي لازمه تضامن عاملي إنساني مؤثر وكبير يؤكد مصداقية وعدالة القضية الفلسطينية الإنسانية، حيث أظهر مجددًا الوجه القبيح والعنصري والشوفيني للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وسياسات غطرسة القوة التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده. وتصريح بينيت الأخير بأنه يطالب جيش الاحتلال بممارسة سياسة "القوة المفرطة" هو دليل واضح على أن إسرائيل تمارس الإرهاب الرسمي ضد الشعب الفلسطيني.

إن ممارسة وسياسة حكومات إسرائيل المتتالية هي سياسة استعمارية، ويومًا بعد يوم يظهر الغرب الإمبريالي المرهون من قبل الصهيونية العالمية إفلاسه فيما يسمى "عملية السلام"، فهذا المصطلح أصبح مصطلحًا عبثيًا وهميًا، إذ لا يمكن أن يكون سلام إلا بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرارات التي تتعلق باحتلال الضفة الغربية وبناء المستعمرات والقدس، وقرارات الأمم المتحدة بخصوص عودة اللاجئين. وهنا أريد أن أذكر بأن قرار الاعتراف بإسرائيل كان مشروطًا بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهذا لم يتحقق منذ عام 1948، عام النكبة.

فقد عقدت لجنة التوفيق الدولية اجتماعًا في لوزان حضره ممثلو الفريقين، العرب واليهود، الذين تناقشوا حول قضية اللاجئين بصورة مبدئية، وقع الممثلون الإسرائيليون وأعضاء لجنة التوفيق الدولية بيانًا مشتركًا (والذي عرف فيما بعد "بروتوكول لوزان")، في تاريخ 12 أيار عام 1949، وقد تعهدت إسرائيل فيه أن تبحث مع لجنة التوفيق الدولية القضية الفلسطينية على أساس المقررات التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة في صدد هذه القضية، وذكر الموقعون على هذا البيان أن الوثائق التي سيرجعون إليها في بحث هذه القضية هي مشروع التقسيم الذي أصدرته هيئة الأمم، وذلك من أجل تعديل الحدود وإعادة اللاجئين وصيانة حقوقهم ومصالحهم. وظهر بعدئذٍ أن إسرائيل كانت ترمي من وراء بروتوكول لوزان إلى إقناع الأمم المتحدة أنها "محبة للسلام"... وراغبة في التفاهم مع العرب!... وأن طلبها الذي قدمته قبل بضعة أيام من أجل الانضمام إلى هيئة الأمم جدير بالاهتمام!... وهكذا كان، إذ ما كادت هيئة الأمم تقرر ضم إسرائيل إلى حلقتها (فعلت هيئة الأمم ذلك بناءً على توصية مجلس الأمن الذي أصدر قراره في 4 آذار عام 1949) باعتبار "أنها حقًا محبة للسلام وأنها جديرة بأن تأخذ مكانها بين الأمم المتحدة"، حتى تنكرت لبروتوكول لوزان، ولم تتقدم إلى لجنة التوفيق من أجل بحث المسائل التي ورد ذكرها في البروتوكول، لا من حيث إرجاع اللاجئين ولا من حيث تعديل الحدود" (كتاب عارف العارف -النكبة- الجزء الثالث ص 119 – 120).

وكي لا ننسى، ففي عام 1948 تم تهجير 700 ألف فلسطيني، وتم تدمير أكثر من 400 قرية فلسطينية. ويبلغ عدد الفلسطينيين المهجرين وذريتهم الآن عدة ملايين، ويتوزعون اليوم في الأردن (2 مليون مهجر فلسطيني)، ولبنان (427,057)، وسوريا (477,700)، والضفة الغربية (788,100)، وقطاع غزة (1,1 مليون)، فضلًا عن وجود ربع مليون فلسطيني على الأقل مشرد داخل إسرائيل.

وفي عام 2011 زحف اللاجئون الفلسطينيون من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا باتجاه الحدود مع إسرائيل، ونتيجة إطلاق النار من قبل الاحتلال قتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، فضلًا عن عشرات الجرحى، وقد وصفت وكالة فرانس برس المواجهات آنذاك بأنها أسوأ حوادث العنف منذ اتفاق الهدنة عام 1974، وهنا أذكر بأن إسرائيل منذ مؤتمر مدريد "للسلام"، وعلى الرغم من احتجاجات ونضالات الشعب الفلسطيني، تتقدم في مشروعها الاستيطاني الكولونيالي وممارسة سياسات الإرهاب الرسمي ضد الشعب الفلسطيني. ومع ذلك، تستمر السلطة الفلسطينية في رهانها على ضغوط دولية أو أمريكية بهدف وقف الاستيطان، وهذا رهان فاشل، فالولايات المتحدة لا تملك سوى التمسك بمعزوفتها المتكررة عن "أزمة الثقة"، لأن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط هي سياسة موجهة "عن بعد" عبر جهاز "للتحكم" من قبل جماعة ضغط أو اللوبي، وهو اللوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة "آيباك"، والذي وصفته "نيويورك تايمز" "باللوبي الأكثر فاعلية... والذي يتمتع بنفوذ هائل في السياسة الأمريكية في الشرق الأدنى". واليهود الأمريكيون الذين يمثلون 2,6% من السكان في الولايات المتحدة يمثلون في الواقع حسب رواية "مجلة فوربس" 20% من المليونيرات المستعدين لدفع ثمن الآراء المؤيدة لإسرائيل، من خلال لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية ومنظمة "آيباك" وغيرها من المنظمات، وخاصة "لجنة الثلاثمائة" الماسونية الصهيونية.

وكمثال على أن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأدنى، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية، مرهونة بيد اللوبي الصهيوني الأمريكي، فإن مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبيته (98 صوتًا مقابل صوت واحد) وافق على قرار يدعو الرئيس الأمريكي إلى معارضة الإعلان من جانب واحد عن استقلال فلسطين.

وهنا أذكر بأن القضية الفلسطينية الإنسانية الكونية العادلة، والتي تتضمن عدة أبعاد وجودية بالنسبة للشعب الفلسطيني (الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، ووقف الاستيطان الكولونيالي، ووقف الحصار البربري على قطاع غزة)، وتسويتها العادلة المصدق عليها، هي وحدها التي سوف تسمح بضمان سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط، ففي النهاية، سلام الشعوب بحق الشعوب.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب برنامج عملي علمي جدلي يعتمد على النضال الشعبي المقاو ...
- أصل الشر هو الرأسمالية.. ولكن على القوة الثورية العمل على أن ...
- الفهم المادي للتاريخ هو الأساس النظري العام للنظرية الماركسي ...
- الولايات المتحدة صانعة الأزمة في أوكرانيا
- نضال البروليتاريا يجب أن يصبح من أجل تحرير المجتمع كله
- من حق روسيا الدفاع عن أمنها القومي: سياسات الناتو العدوانية ...
- النضال الطبقي سيؤدي حتمًا إلى الثورات الاجتماعية
- المادية الجدلية من أهم خصائص الفلسفة الماركسية
- نجاح روسيا في هذه المواجهة سيسقط الأحادية القطبية الأمريكية
- التناقض بين العمل والرأسمال يعمق الصراع الطبقي في كافة الميا ...
- الفلسفة الماركسية تسعى إلى فهم العالم من أجل تغييره
- الإمبريالية: أخطبوط الإرهاب وصانعة الحروب المحلية
- النظرية الماركسية: رسالتها تنمية الانسان الحر والمتطوّر والخ ...
- العمل السياسي الهادف والمنتظم والممنهج سلاح نجاح الفكر التقد ...
- من أجل اتحاد حقيقي يبني مجتمع المستقبل
- في ذكرى ميلاد عبد الناصر
- الوعي الثوري يخلق أساليب جديدة للنضال ويعمق تأثيرها بين الجم ...
- الماركسية هي النظرية المنسجمة في مواجهة تحديات المرحلة
- التناقض بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج يشكّل الأساس الماد ...
- العلاقة الجدلية بين الفكر والممارسة -الماركسية تمجد العمل ال ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل اندراوس - في ذكرى النكبة