أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - موسى و التوراة














المزيد.....

موسى و التوراة


مصطفى عبداللاه
باحث

(Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 7538 - 2023 / 3 / 2 - 07:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقوم الطرح التوراتي في زعمه على أن الأسفار التوراتية الخمس:التكوين،الخروج،اللاويين،العدد التثنية : كتبت من خلال النبي موسى بوحي إلهي ويؤيد هذا الطرح القرآن أيضاً فيؤكد مراراً على أصالة الوحي الإلهي للتوراة حتى عرفت تلك الأسفار بأسم أسفار موسى الخمسة، وبالرغم من أن ذلك الزعم كثيراً ما أخذ من المسلمات الايمانية غير أنه يتعارض تعارض كلي ليس فقط مع التاريخ بل حتى مع التوراة نفسها التي تؤكد لأي دارس لها أنها دونت من عدة أشخاص وكتبت بعد زمان موسى المفترض بزمن ربما يصل الأمر إلى قرون عديدة، وهو بالأمر الذي فرض نفسه حتى على الدين ورجاله فنجد في مقدمة الكتاب المقدس الطبعة الكاثوليكية عام 1971 اعتراف واضح وصريح بتلك الحقيقة ومانص ذلك الاعتراف الآتي ("ما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته كتب كل التوراة منذ قصة الخليقة، أو أنه أشرف على وضع النص الذي كتبه عديدون بعده، بل يجب القول بأن هناك ازدياداً تدريجياً سببته مناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية )، وكما قلنا فيما سبق أن التوراة نفسها تقدم لدارسيها ما يجزم بأن ليس علاقة بتلك التوراة بموسى من قريب أو من بعيد، وتقدم في ذلك العديد من الشواهد وهي ما سنورد بعضاً منها…

شواهد تاريخية

_ وَهؤُلاَءِ هُمُ الْمُلُوكُ الَّذِينَ مَلَكُوا فِي أَرْضِ أَدُومَ، قَبْلَمَا مَلَكَ مَلِكٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. (تك 36: 31) ، من سياق ذلك العدد يتضح وجود فعلي إلى ملك إسرائيلي بالفعل سبقه ملوك أدوم ، غير أن في عصر موسى لم يكن للإسرائيليين مملكة أو ملك بعد، فمن الواضح أن تلك العبارة كتبها شخص عاش على الأقل فيما بين 1000 إلى 960 قبل الميلاد وهو عهد تأسيس المملكة الأولى لإسرائيل على يد داود، أي بعد زمان موسى المفترض بثلاث قرون


_"وَفِي سِعِيرَ سَكَنَ قَبْلًا الْحُورِيُّونَ، فَطَرَدَهُمْ بَنُو عِيسُو وَأَبَادُوهُمْ مِنْ قُدَّامِهِمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِسْرَائِيلُ بِأَرْضِ مِيرَاثِهِمِ الَّتِي أَعْطَاهُمُ الرَّبُّ." (تث 2: 12)، وذلك العدد ما فعلوه بنو عيسو ما الحوريون و يصف ذلك بما فعله بني اسرائيل من قبل في كنعان غير أن دخول بني اسرائيل كنعان لم يتم إلا في عصر يشوع بعدما تولى القيادة بعد موت موسى بما يعني أن كاتب ذلك العدد كتبه بعد زمان موت موسى وليس هذا وحسب بل بعد فترة من سيطرة إسرائيل على كنعان


_لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ، وَهُنَا أَيْضًا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ»." (تك 40: 15) وفي ذلك العدد وهو من قصة يوسف يتضح أن أرض فلسطين قد أطلق عليها أرض العبرانيين وهو ما لم يحدث إلا بعد دخول الإسرائيليين فلسطين بعد موت موسى بقرون



_ وَأَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى جَاءُوا إِلَى أَرْضٍ عَامِرَةٍ. أَكَلُوا الْمَنَّ حَتَّى جَاءُوا إِلَى طَرَفِ أَرْضِ كَنْعَانَ." (خر 16: 35) وفي ذلك العدد يصف دخول بني إسرائيل أرض كنعان ومن المعلوم أن موسى قد مات قبل دخول كنعان، فكيف يكون موسى هو من كتب ذلك العدد!


_"وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْهٍ،" (تث 34: 10)، وفي ذلك العدد يتضح معرفة الكاتب بعدد من الأنبياء قاموا بعد موسى وهو في أقل تقدير له سيأخذ قرن أو اثنين من الزمان وهو ما يؤكد أن ذلك العدد كتب بعد موت موسى بقرون


_ وسمَّى إبراهيم ذلك الموضع ، سيرى الرب كما يقال الآن: في الجبل يرى الرب( تكوين 22:14 )، وهنا في إشارة واضحة الى جبل موريا في فلسطين، الذي سيصبح أرض الهيكل فيما بعد، غير أن دخول اليهود الى فلسطين لم يتم إلا بعد موت موسى وهو ما يدعم كتابة هذا العدد يعد موته…



شواهد أخرى

_ "وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ." (عد 12: 3)، وهنا يتضح أن الكاتب ليس بموسى بل هو شخص آخر يصفه ويذهب الى محاولة تجميل تلك الشخصية


_ فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ." (تث 34: 5)، وذلك العدد الذي يصف موت موسى يستحيل أن يكون موسى هو الكاتب له فمن المؤكد أن الكاتب شخص آخر يصف لنا تلك الحادثة…..


الخلاصة من المستحيل أن تكون الشخصية المزعومة للنبي الإسرائيلي موسى هي كاتبة التوراة بل إن التوراة دونت على مراحل متفرقة وقرون عديدة وعشرات من الكاتب شاركوا في تأليفها، فنظرية الوحي الإلهي للتوراة ليست فقط نظرية خارج إطار التاريخ بل انها اول ما تتعارض تعارض التوراة نفسها، فهي كانت نظرية إيمانية على مدار قرون عديدة آن الأوان أن نعيد النظر فيها كما هو مطلوب في جميع المسلمات الإيمانية…



#مصطفى_عبداللاه (هاشتاغ)       Mustafa#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسكوت عنه في الموروث الإسلامي ( الحديث و الرواية)
- حوار مع الراهب
- مصر من التنوير إلى البداوة !
- الرواية والحديث في زمن الصحابة
- ميثرا و يسوع و الأسطورة
- في البدء كانت الأنثى ( الأنقلاب اليهودي)
- مشكلة الثورة
- مصر و العرب ( صراع الفاتحين )
- في البدء كانت الأنثى ( الثقافة والكتابة )
- نحن و التراث
- تابو الجنس الأنثوي
- أخلاق الدنيا و أخلاق الدين


المزيد.....




- سلفيت: مستعمرون يعتدون على أراضي فرخة ويواصلون تجريف مساحات ...
- بزشكيان: لا نعادي أي بلد إسلامي ونتمسك بوحدة الأمة الإسلامية ...
- انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلا ...
- من تنظيف شوارع اليمن إلى الصيرفة الإسلامية.. هكذا نجح إبراهي ...
- قائد الثورة: على الدول الإسلامية تقطع علاقاتها مع الكيان الص ...
- استطلاع رأي: 45% من البريطانيين يعتقدون أن إسرائيل تعامل الف ...
- الداخلية السورية تنفي شائعات حول حملة اعتقالات وتهجير ضد مسي ...
- جنرال إسرائيلي: نتنياهو هو -الأب الروحي لسياسة التهرب من الف ...
- الفاتيكان يعلن الفتى كارلو أكوتيس الملقب بـ-الرسول الإلكترون ...
- لصالح توسعة بؤرة استعمارية: الاحتلال يجرف أراضي جنوب غرب سلف ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - موسى و التوراة