أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - (المطر يجرح البحر)














المزيد.....

(المطر يجرح البحر)


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7537 - 2023 / 3 / 1 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


مطرٌ يرسمُ الحدائقَ: في قصائد الشاعر عبد الأمير العبادي

اتأمل عنوان المجموعة (المطر يجرح البحر) وأحاول أن أتخيل المشهد، كيف لقطرة مطر ان تجرح بحرا .. من زاوية كوني امرأة اهوى الخياطة، ارى المطر مثل غرزات ابرة ماكينة الخياطة، كما أن صوت المطر يشبه صوت ماكينة الخياطة.. ذلك على الارض، لكن ومن خلال ما نرى البحر، فأن المطر يكون مصارعا شرسا مع البحر.. وأتساءل من خلال ما اعرفه عن البرزخ هل يحافظ المطر على سيادته فيبني له مستعمرات عذبة وسط البحار والمحيطات، تكون كما الواحات العذبة وسط الصحارى؟
ام يلتهمها البحر مستسلمة لأملاحه.؟ اقول ذلك من زاوية الرؤية الواقعية للمطر... ولكنني أمام عنوان مجموعة شعرية وأدرك جيدا بان الشعر يشتغل على الانزياح الدلالي.. وذلك ينقلني الى الاية الكريمة: (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) و( القرية التي أمطرت مطر السوء)..
لم تشر مفردة مطر الى الخير والنماء كما في الأسماء الأخرى للمطر الذي يمنح الارض عافية الثمر.. ومن خلال قراءتي للقصائد تتضح لي صورة المطر وأسبابه والجراحات التي اثخنت روح انسان يطمح بوطن يؤمن له الحياة الكريمة ولكنه يصطدم بواقع مرير حيث الخيبة تلو الخيبة وما انتجته الثورات من الخسارات وفقد الاحبة والأصحاب كل تلك الجراح قادته الى يأس جعله يأسف على عمر سلته فارغة إلا من الخسارات والضياع، والوطن غائب لا تأتي به لا ادعية الطيور ولا تسبيحات الأمهات.
************


(المطر يجرح البحر ) المجموعة الشعرية السادسة للشاعر عبد الامير العبادي. من اصدارات اتحاد الادباء والكتاب في البصرة برعاية اسيا سيل 2022. التصميم والاخراج الفني دار امل الجديدة. تضم المجموعة الشعرية، سبعة وعشرين قصيدة توزعت على مائة صفحة.
من الصفحة الاولى يستقبلنا المطر ليقص علينا حكايته المتعددة الدوال.. اللامعقول في صفحة 30 يقول:
( جن هذا الرجل
هو الذي رأى قطرات
المطر تثخن جراحات
البحر)
ثم تنتقل الصورة الى الواقع الذي يشيده الخير والشر في هيئة وطن وانسان.. حيث يذهب الابطال الى الشهادة بينما ( الجبناء يحتمون بجلد، ينتظر الاحتراق، والريح تزيد اللهب). وفي صفحة خمسة حيث عنوان المجموعة يضيء القصيدة ارى
( على جدران تصد الريح
غدا الصوت
ازميلا ينحت اغاني العتق).
تتأرجح امواج البحر بين قوسي مطر ندي بعطر النساء تارة ومتضوع بمسك ارض الوطن تارة اخرى ( اعصر من اشجاري خمرا، يؤنس النساء، وارسم لهن في حدائق الله صورا.، ص 42). وفي زيارة التنهدات تميمة تحملها امرأة ترفع يد الضراعة الى شاعر مسلوب الحرية يحثنا قائلا:( هيا لنتخيل فقط اننا احرار. ص68) فتصدمه بواقع مرير المرايا( يا لهذه المرايا التي تحمل ، اسرارا في تقزيمنا وانشطارانا، أما آن أن تتلاشى تلك الالوان الباهتة، كي نمد أبصارنا الى فضاء، يعلمنا حقائق جديدة عن أصول الحب؟. ص69). يوهمنا المطر بحكايات متعددة حين نمعن فيها النظر نراها كلها تصب في جراحات عاشق ووطن.. عاشق ثائر مخذول.. جعلته الخيبة يحسد المجنون على غياب عقله
( احسدك لأنك لا تمارس الخداع،
لا تفتعل وضع غليون سيكارة
ولا تشغلك روايات الثورة والثوار. ص74)
وتتواصل جراحات الخيبة في ترنيمة حزن
( قالوا مباركة أرضك،
ثم قالوا وقالوا حتى أغرقنا..
ولا نعرف ماذا قالوا، نعاند صخب الموج..
حتى دنونا لوله احمق،ص77).
وحتى لا تفتش الاجيال بين قصاصات الوعظ يخاطبهم في رثاء قبل طلوع الشمس
( تمهل لا تأت،
دعك في رقادك،
لا تأت فأنت في جوف امين،
لا تأت وتتحمل صرخة كبرى،
تدوي كأنفجار هيروشيما
لا تأت..
.لا ادعية الطيور ولا حسرات الامهات
تأتيك بوطن تريده قلادة وحرية. ص86).
هذه المجموعة الشعرية : بحر مجروح تتلاطم امواجه بين امنية ثائر و تنهيدة خيبة. وهكذا تكتمل رحلة القراءة بين البحر والمطر والجرح..



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (للحب لغة) والشاعر مرتضى طالب الموسوي
- مفاجأة
- من قتل هاجر .. في رواية شيماء ثائر(ملف القضية 10280)
- الحكاية التي..
- سعد صلاّل (التربية الزوجية)
- الشاعر صفاء فاخر (يتسلق خطوط العرض)
- الباب ومدلولاته ..بقلم الناقد حيدر الأسدي / بلقيس خالد وكتاب ...
- البصرة بمعالمها الجميلة
- خليجي 25 والمكتبة الأهلية في البصرة
- كرة الخليج في البصرة
- قراءة في ديوان (مزاج المفاتيح ) للشاعرة بلقيس خالد
- سفينة 2023
- التشكيلي عبد الملك عاشور
- شاعر ولؤلؤتان
- موج ونسيم
- كتاب مزاج المفاتيح
- (أسوار من دخان) للروائي ناظم المناصير
- عطر الزيزفون
- من خلال مجلة دبي الثقافية (الحضارات الأولى) : غلين دانيال
- رحمن خضير عباس وبئر الطفولة


المزيد.....




- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - (المطر يجرح البحر)