أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - الباب ومدلولاته ..بقلم الناقد حيدر الأسدي / بلقيس خالد وكتابها (مزاج المفاتيح)















المزيد.....

الباب ومدلولاته ..بقلم الناقد حيدر الأسدي / بلقيس خالد وكتابها (مزاج المفاتيح)


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


الباب ومدلولاته في (مزاج المفاتيح) لبلقيس خالد

حيدر علي الاسدي
ناقد واكاديمي

الباب وريث معرفي وثقافي ورمزي ، في تجلياته المجازية الدالة ، فهو ينفتح على معانٍ ودلالات واشارات عدة (دال ومدلول) يمنحنا المعطى بشكله المباشر او المضمر ، ضمن جمالية تصحب معها الاستعارات في احايين كثيرة ، لتعبر الشكل المعماري الهندسي لهذه الايقونة البصرية لتمنحنا سحر ما خلفها من مضمرات شتى ، فالباب وريث المجاز الاجتماعي والسيكولوجي ، قبل ان يكون ضمن المتطلب المعماري الضروري ، والمفتاح بقيمته الرمزية هو (الباب) ومفتاح البيت بقيمته ( الدلالية) هو (الباب) ومنفذنا الى (الداخل/الأمان/ المضمر/ السرانية) هو باب العبور بين ضفتي (الخارج/ الداخل) (الموضوعي/ الذاتي) (الكينونة/ الوجود) فهو المجاز والرمز والتورية الذي يحمل معه التناصات بمعانيها المختلفة والمرتبطة بالمثابات التاريخية والاجتماعية والموروثة ، فللمدن أبوابها التي تقصي البعد الفيزيائي لهذا الوجود لتتحرك قيمته الدلالية ضمن فضاءات (سيكولوجية/ تتعالق مع الذات والمشاعر) ما بين (الانفتاح/ الانغلاق) ما بين (العبور/ البقاء) ما بين ( الدخول الى العمق) (البقاء على السطح) (ما بين الانفتاح والرؤية المتصلة بالبيئة المألوفة) وما بين (الأمكنة العصية/ المغلقة التي يقف الباب شامخاً حيالها من دون ان يشرع) ولهذا الباب حضوره اللافت في مضمار ادبنا العالمي والعربي سواء برائعة سارتر (الأبواب المغلقة) او عبر (الباب/ ليوسف الصائغ) او ما كتبه (غسان كنفاني/ رواية الباب) وكذلك مجموعة عبدالرحمن منيف (الباب المفتوح) وغيرها الكثير، وها انا اقرأ اخر تلك النتاجات ضمن نسقية (الباب) وتعدد دواله ، في نصوص (مزاج المفاتيح) للشاعرة والروائية البصرية (بلقيس خالد) الصادر عام 2022 عن دار المكتبة الاهلية (البصرة) ، منذ مفتتح (مخاوف كثيرة ....تتوارى خلف الباب) يتسم المعنى (السيكولوجي) بحالة العبور لهذا المصد (الباب) فهو (الحامي/ او الحائل) دون ان تتكشف تلك (المخاوف/ الكثيرة) فالباب الشامخ حال دون ان تتسرب تلك المخاوف الى (الخارج) ، من هذا المفتتح نلج الى متن النصوص ، بالقيمة الاعتبارية للمعنى الأول (عتبة موازية) (مزاج المفاتيح/ ص9) فالمدلول الفلسفي والفكري والنسقي يتغاير وفقاً لمعنى المقاصير بهذا النص (الداخل/خلف الباب/ حكاية) (الخارج/ امام الباب/سؤال) مع طرقات الباب تكوين معماري سينمائي يرتسم وفقاً للغة تصحب معها كل القيمة الرمزية بهذا الباب ما بين مشهدية خارجه وداخله وما بين قيمته الفاصلة بين ( الخارج والداخل) وان اتسمت تلك الأبواب بطابع الذاتية السيكولوجي ( الملهوف، الصدفة ، الخائف) فهي تعبر بقيمتها الدلالية المادية الهندسية لوجود الباب لتعلق بروح الانسان وذاكرته الفوتوغرافية العالقة جراء التحديق بتلك الأبواب وقيمة وجودها الرمزي سيما ان كانت ملجأ واتجاه قيمي واعتباري ، ومن يخطئ طرق الباب فهو لا يخطئ بمدلولها المادي المحسوس ، ربما اتاه الطريق فكان (انا) او (انت) استحالت طرقاته الى صراخ (الباب) .وفي عتبة أخرى ( ابتعلت الأبواب مفاتيحها) منذ فعل ( الابتلاع) يبدو ان هذا الكائن (الباب) بايولوجياً فهو (مصاب بالضجر) (مفاصله تتحدث) (يكحُ) (يحمل بصوته المفتاح: طارق الباب/ص19) اليس لهذا الكائن حضوراً رمزياً ضمن ثيمة المجتمع الإنساني بما تحمله الطقسية والموروث في ثنايا مجتمعنا الباحث عن نقاء هذا المدلول وسط قيمته الاعتبارية وسيرورته الفاعلة في ذاتنا ، حتى وان كان ذلك الباب يتوجس من (قرعات/ الخارج) الايد الغريبة والقريبة ، فلا يحمل معنى الالفة ، لكل تلك الطرقات بالمعنى الذي يجعل الباب يتحمل الطرقات بأوجهها كافة، فان كانت (خطيئة مستفزة/ ستبكيه ذكرى الغاب) لينتقل وفقاً لهذه الرؤية المستفزة ببعدها السيكولوجي الى عتبة أكثر اضطراباً، (باب خلفته رفسة) وفقا لفواعل مضطربة في بنية النص ، (طارقاً يذكرنا بضعفنا / في لحظة ما كل الأبواب قابلة للكسر/ لازالت الريح تئن في شقوق الباب/ أحيانا ينفث سُماً باب الدار/ لن يتعافى باب خلعته رفسة/ خلف الباب عدواً مهتاجاً) يبدو حضور الباب اكثر اضطراباً وسوداوية في ثيمته وهو الفاصل المؤدي الى (سيطرة عسكرية/ بيت مهجور/لا احد يرغب بأحد/ عناكب كثيرة/ دلالة الوهن/ الجرس :بديل الطرقات على الباب) ان التحولات الماكثة امام وخلف الباب في سيرورة (زمكانية) تتغاير وفقاً لسياق النص في هذه المجموعة ، وهو ما يمكن الشاعرة ان تحلق بنا بأمكنة مغايرة وموضوعات متنوعة يجمعها الرمز (الباب) بما يحمل من تعددية كبيرة في الدلالات التي تشحن نصوص بلقيس خالد بالمغايرة كلما قرأت المسطور الشعري في هذه المجموعة ستحلق معه بمعنى مغاير عن الاخر ، لتفتن برمزية الباب وما يمكن ان يحدثه على مستوى التلقي بذاكراتك كقارئ لتحلق انت الاخر بأجنحة النص الى تلك الأبواب عابراً معها قيمتها الدلالية وموحياتها الرمزية ، ما بين ثنائية ( الفتح/ الغلق) يكون الباب معبراً للمعنى ودالاً موجزاً عن هذه القيمة الاعتبارية المرتكزة على ذات الفرد بما تحمل من مرجعيات مجتمعية ، قوامها جسد مادي يتحرك من معناه الهندسي والمعماري الى معناه المجازي والبايولوجي ليغدو كائنا من كائنات الوجود يأخذ بيدك الى ضفة أخرى اكثر مغايرة واعتباراً من وجود الجامد في (الان/ او الامس) يتحرك من فضاء زمني حاضر يستفز ذاكرة الفرد وما تحمل من ارهاصات ذاتية لتندلق بحاضر اكثر حيوية قيمته العبور الى فضاء منفتح من خلال هذا الجسد (المادي) وهنا تكمن البراعة بتوظيف الباب في هذه المجموعة التي يتعالق بها المعنى الفلسفي مع الشعري بصورة واضحة جداً ، ضمن فضاء (مغلق/ متجهم) (مفتوح/ بوجه جميل وناضر) ما يمكن ان تتلقاه من هذا الباب هو بالضبط ما يمكن ان يواجهك في محطات العبور الإنسانية ان كان ما يمكن ان يكون نافذة عبورك هو (انسان بايولوجي) بكامل قواه العقلية والجسدية! هذا لا يعني ان فضاء الالفة هو ذاته المطلق فضاء (الانفتاح/فتح الباب) فقد يعني فتح الباب انك ستواجه (ورقة تهديد /عساكر وسجوناً / بيد الطارق ذهبت تلابيبه/ساومه الدائن/انتزعوا بناته) قد يكون فضاء فتح الباب يقودك الى كل صور الخوف والرعب والادانة والاغتراب (الخارج/المرعب بتمظهراته كافة) ، ويكون فضاء الانغلاق هو (ستر مؤقت) من رعب الخارج (فالباب هنا ستر حصين لك من كل مظاهر غربة الخارج المخيف). ان بلقيس خالد شرعت لنا مختلف الابواب لنلتمس حجم الالفة بفضاء نصوصها التي تأخذنا الى مضامير تلامس الفاعل الشعوري في الانسان وهو يلوح لتلك الأبواب علها تكون مشرعة له ومعبر أمان لضفة اكثر جمالية من الواقع المعاش عبر افتراضات الشاعرة الاخاذة في البناء والايحاء...بلقيس خالد عبر نصوصها القصيرة ترسم للتجريب بإيصال المعنى عبر الاختزال بالمفردة الشعرية وحملها على الإيقاع الباعث على موسيقى من نوع خاص تأخذنا الى القيمة الجمالية لهذه النصوص ومدلولات مفرداتها.



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة بمعالمها الجميلة
- خليجي 25 والمكتبة الأهلية في البصرة
- كرة الخليج في البصرة
- قراءة في ديوان (مزاج المفاتيح ) للشاعرة بلقيس خالد
- سفينة 2023
- التشكيلي عبد الملك عاشور
- شاعر ولؤلؤتان
- موج ونسيم
- كتاب مزاج المفاتيح
- (أسوار من دخان) للروائي ناظم المناصير
- عطر الزيزفون
- من خلال مجلة دبي الثقافية (الحضارات الأولى) : غلين دانيال
- رحمن خضير عباس وبئر الطفولة
- سرى الحداد ومحاولاتها القصصية
- شتا ئيات
- أحلام العارفين : عقيلة العمراني
- الكتابة منجاتي من الصخب وأسلوبي بصمتي النسوية
- الشاعر عبد الرزاق حسين (الأوراق الأخيرة)
- الأستاذ الدكتور هاشم الموسوي (مدارات نقدية في الأدب )
- ليل ٌ في صوت النهار


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - الباب ومدلولاته ..بقلم الناقد حيدر الأسدي / بلقيس خالد وكتابها (مزاج المفاتيح)