|
قراءة في ديوان (مزاج المفاتيح ) للشاعرة بلقيس خالد
بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 23:47
المحور:
الادب والفن
قراءة في ديوان الشاعرة بلقيس خالد (مزاج المفاتيح ) ماجد قاسم
مزاج المفاتيح ، نصوص شعرية للشاعرة بلقيس خالد واحدة من بين الشاعرات المتميزات بشعرهن والتي تعد نصوصها ضمن اشكال الحداثوية او وسيلة من وسائل التجديد الشعري ، ماعادت النصوص الشعرية ذات القوالب الجامدة مفيدة في عصرنا اليوم ، عصر الانفتاح والتكنلوجيا والسرعة ، وبنفس الوقت ليس ضد اصول وقواعد الشعر وقوة وتماسك القصيدة لكون هذه الاشياء من الثوابت ومن اولويات كتابة الشعر والتمسك بها من قبل الشاعر ايضا" ، ربما سؤالا"عند المتلقي ، اذن لماذا التجديد والحداثة ؟ وبكل تواضع الجواب من وجهة نظري ، ارادت الشاعرة ان تمارس موهبتها اومهنة الكتابة بنمط جديد ، لاتريد ان تصل الى المتلقي بلغة النص الشعري الى عواطفه وقلبه وانما ارادت ان تصل الى المتلقي لمشاعره وبث الاحساس والتعمق في عقل المتلقي والى تفكيره ، ولكي ينقل المتلقي الى الخيال والصور ليحفز الذاكرة التصويرية لديه ، ولناخذ مثالا" : قصيدة مزاج المفاتيح ، وهي من قصائد ( الومضة) حسب التصنيفات الشعرية تتكون من (23) مقطعا"شعريا" سيكون الباب الدال على المفتاح في هذه القصيدة عدة معاني منها ( السؤال والحكاية والكلمة والخائف ...الخ ) التصور او الخيال الى الباب الى عالم اخر من حيث لاتشعر الى عالم اخر من المخيلة التصويرية وتفاعلها مع اللحظة والواقع ، تصور لنا الشاعرة بلقيس خالد الباب باوجه متعددة فمفتاحه ربما ( المخاوف ، المتغير ، السكن ، المستقبل المجهول ، ... ) اخذتنا الى العقل قبل ان تاخذنا الى العاطفة ،ندرج بعض من النصوص : 1- خلف الباب امام الباب سؤال .. وحكاية 2- الكلمة : مفتاح وقفل كل باب ... 3- في باب الدار هل تحفر يد الطارق بئرا"؟! نعود قليلا" الى الشعراء الكبار الذين كتبوا هذا الفن من الشعرفي سبعينات القرن الماضي منهم ( مظفرالنواب وسعدي يوسف واحمد مطر ) مثال : قصيدة الشاعر سعدي يوسف يقول ، [[[ الابواب مشرعة .. والسفن اتيه ]]] اذن قصيدة ( الومضة ) المجردة من الانا موجودة منذ زمن ، اليوم جرى تفعيلها من قبل الشعراء الشباب ومنهم الشاعرة بلقيس خالد ، مثال اخر: قصيدتها ( باب خلعته رفسة ) تتكون هذه القصيدة من (30) مقطعا" ، تبدو ملامح التخوف واضحة من قبل الشاعرة وما حولها من الاشياء ، ولكن بقيت هذه القصيدة محافظة على خصائصها بالتفرد والخصوصية والتركيبة والايحاء وعدم المباشرة وكذلك الايقاع والصورة واللغة والفكرة ، يبقى الباب هو محور المفاتيح ، اي مفتاح يلائم الابواب هل قارع الباب الذي يمثل ( الضعف والعوز ، او السلاح في لحظة ما او الخوف من الريح التي تعصف بالباب ، فيبقى الخوف والقلق سيدّي الموقف حيث ينفث سمه بباب الدار فيمرض ويخلع برفسة ، المنقذ الرب بعد التهشم من الداخل دفع بالزائر الاخير ) هكذا تبدو الصورة رائعة متماسكة قوية ، فان فتح الباب عند شاعرتنا هو الخلاص من النكد وضنك العيش لربما اصبنا في التشخيص والخروج منه اي من الخوف الى الامان ، يبدو التفاعل حاضرا" بين اللحظة والواقع والآلام الشاعرة كما اسلفنا ، لنقرا بعض من النصوص من قصيدة (باب خلعته رفسة ) 1 يصخب هدأة الظهيرة : من يقرع الجرس 2 ترفضه الجموع : طارقا" يذكرنا بضعفنا 3 اذا ما دفع بك العوز كل الابواب قابلة للقرع 4 احيانا" ينفث سما" باب الدار . اود الاشارة هنا في النقد ليس المقدرة في الكتابة المجردة من التفاعل مع النص والجهد ، بل هو القدرة والتعمق في البحث ضمن الحقائق التاريخية والادبية حيث يضيف شيئا" ما من المعرفة الى المتلقي والشاعر او الكاتب . الشاعرة بلقيس خالد كانت خير مثال ، بوركت هذه الجهود الجميلة والجريئة في التعامل مع المفردة نحوالتجديد والحداثة سيضاف هذا الديوان الى منجزها الادبي . ماجد قاسم 4/ 1/ 2023
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سفينة 2023
-
التشكيلي عبد الملك عاشور
-
شاعر ولؤلؤتان
-
موج ونسيم
-
كتاب مزاج المفاتيح
-
(أسوار من دخان) للروائي ناظم المناصير
-
عطر الزيزفون
-
من خلال مجلة دبي الثقافية (الحضارات الأولى) : غلين دانيال
-
رحمن خضير عباس وبئر الطفولة
-
سرى الحداد ومحاولاتها القصصية
-
شتا ئيات
-
أحلام العارفين : عقيلة العمراني
-
الكتابة منجاتي من الصخب وأسلوبي بصمتي النسوية
-
الشاعر عبد الرزاق حسين (الأوراق الأخيرة)
-
الأستاذ الدكتور هاشم الموسوي (مدارات نقدية في الأدب )
-
ليل ٌ في صوت النهار
-
سبعة .. بين سماء خضراء وسماء زرقاء
-
لسان الكاميرا.. لا عينها
-
(فوتو المملكة) للروائي مرتضى المنان / هل الكاميرا من الجرائم
...
-
مدرستان في يدي
المزيد.....
-
سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
-
وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي
...
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق
...
-
رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة
...
-
الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
-
صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
-
بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء
...
-
-كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ
...
-
حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب
...
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|