ماذا فعل المستعربون في -شامستان- عرين الاستعراب؟:

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)

الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استغلت بعض الدول العربية إصدار الولايات المتحدة في الثامن من الشهر الجاري قراراً بتجميد العقوبات المفروضة على سوريا للطيؤان والقدوم لدمشق لإعلان التضامن مع لشعب السوري في كارثة الزلزال، غير أن كثيرين اعتبروا ذلك تحولاً بالموقف العربي تجاه سوريا، و"انفراجة"، وبدء مرحلة جديدة عنوانها: "عودة العرب أفواجاً لدمشق"، وهو أمر غير دقيق بالمطلق.
وحول زيارة وفود "المستعربين" الترللي لسوريا، من سياسيي الصف الثالث والرابع ربما في تلكم البلدان، إذ تعتبر البرلمانات العربية هيئات استعراضية شكلية غير رسمية تقريباً، ولا تقدّم ولا تؤخر عموماً، وهناك دول عربية فاعلة، صاحبة قرار بالشأن العربي، لا برلمانات فيها، ومن المصادفة أن هذه هي ذاتها لم تكن ممثلة بوفد المستعربين البرلماني، أي أن البرلمانات المذكورة لا قيمة سياسية ورمزية لها ولا تمثل أو تنطق باسم النظام السياسي، نظراً لوجود معارضة وقوى سياسية أخرى غير رسمية في بعضها، أي لا تمثل إلا نفسها، وزياراتها بروتوكولية تزامنت مع كارثة الزلزال، ولا تعد كسراً او اختراقاً دبلوماسياً ذا قيمة تذكر، طالما أن معظم الدول التي زار ممثلوها سوريا هي من دول المستعربين "الترللي" والفاشلة التي لم تقطع علاقاتها مع سوريا أصلاً ومنها من أبقى على ممثلياته الدبلوماسية في سوريا وهي ليست فاعلة على الساحة لا سياسيا ولا اقتصادياً، وانظمتهم، ذاتها، فاشلة ومفلسة وشه منهارة، وغير معترف بها إقليميا أو دولياً ولا أحد يقبضها فما بالك ان يقبض هؤلاء؟
وحتى "المستعرب" وزير خارجية مصر لم ينبس بحرف عن إعادة سورية (المستقتلة للعودة واللاهثة بأطرافها الأربعة للرجوع لحضن الجامعة)، ولم يعط أية وعود بحدوث تحولات جذرية كذلك بل ركـّز على أن الزيارة لها طابع إنساني بروتوكولي إجرائي بحت ولم يتطرق في محادثاته مع الجانب السوري لموضوع إعادة سوريا لما تسمى بالجامعة، فالجانب المصري ضمن نسق سياسي مرتبط ومتداخل كلياً مع سلسلة إقليمية ودولية ليس أولها في السعودية وقطر ولا تنتهي ربما بالاتحاد الأوروبي وقرار هؤلاء جميعا في واشطن، ولا يتحركون إلا بالتنسيق معها، ولقد كان الوزير المصري "المستعرب" واضحاً جداً بذات القدر الذي كان فيه حريصاً جداً على ألا يخرج من دائرة الزلزال ولا يوقظ يبعث أية آمال أو يعطي ويسوق لأية وعود وأحلام تتجاوز الإطار الإنساني والإغاثي وتحاشى بإصرار الخوض والذهاب بعيدا او الخروج عن المسار المحدد له وأصر على البقاء والدوران في السياق البروتوكولي البحث الذي افتتحته ورسمته وهيأته لهم جميعا واشنطن عبر تجميد العقوبات لستة أشهر فقط، وهو ما سمح لهؤلاء وطائراتهم بالتقاطر على دمشق، حيث لن يعتبر هذا التدافع والتقاطر أمريكيا ولا أوروبياً، وحيث قرار هؤلاء جميعاً، خرقاً لسيف العقوبات وهراوتها المسلطة على رؤوسهم جميعاً، ولن يستطيع أي منهم التحرك دون إيماءة و"غمزة" من بلينكن، وهذا ما تدركه السعودية ومعها فريقها الممتنع الذي لم يرسل ممثلين عنه لأنه يعلم دواخل وكواليس اللعبة والحبكة والمدى المسموح به للتحرك وآفاق كل هذه التحركات المحدودة والمناطة جميعا بموافقة أمريكا وما رشح من شروط عربية تعجيزية لسوريا وفوق طاقتها الاستيعابية ولياقتها السياسية ومحددات "عربية" استراتيجية صارمة لسوريا تجعل عودة سوريا للجامعة العربية أمر دونه خرط القتاد....
لا تبنوا أي شيء على تحرك المستعربين الفاشلين بدولهم وأنظمتهم فصاحب القرار "العربي" هو "العربي" الحقيقي أما "المستعرب" فلا أحد يقبضه على الإطلاق وليس بصاحب نفوذ أو قرار وربما لا يمون على مؤخرته......
إنسوااااااااا

#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل