كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7529 - 2023 / 2 / 21 - 11:39
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
ربما سمعتم بالكتاب الذي صدر في فرنسا بعنوان: (لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه) لمؤلفه (جان كلود موريس)، والذي يتناول فيه تفاصيل المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، والتي كان يجريها الأول لإقناع الثاني بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق عام 2003 بذريعة القضاء على يأجوج ومأجوج، الذين ظهرا في منطقة الشرق الأوسط حسب مزاعم جورج بوش الابن. .
يقول (شيراك): هذه ليست مزحة، فقد كنت متحيرا جداً، بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة، التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم، ولم أصدق في حينها إن هذا الرجل بهذا المستوى من السطحية والتفاهة، ويحمل هذه العقلية المتخلفة، ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة، التي سيحرق بها الشرق الأوسط، ويدمر مهد الحضارات الإنسانية. .
من جهتها أعربت الكاتبة ألكسندرا روبينز التي أصدرت كتابها (أسرار القبر secrets of the tomb) عام 2002 انطلاقا من مقابلاتها مع حوالي 200 من أعضاء منظمة الجمجمة والعظام (Skull and Bones)، وأعربت في الكتاب عن قلقها حيال دور هذا المنظمة الظلامية في مجتمع ديمقراطي كالولايات المتحدة الأميركية. .
تجدر الإشارة ان هذه المنظمة اسسها ألفونسو تافت، الذي أصبح فيما بعد وزير الحربية في عهد الرئيس يوليوس غرانت، ووالد الرئيس ويليام هوارد تافت، الذي أصبح هو الآخر عضواً فيها. .
وتردد في الآونة الأخيرة اصطلاح (هرمجدون) على لسان الرئيس الامريكي جو بايدن كلما تطرق للحرب الروسية الامريكية المتفجرة الآن على الأرض الأوكرانية. واتفق عدد من المسؤولين السابقين في إدارة ترامب على أن الرئيس بايدن قد بالغ بالحديث عن هرمجدون Harmagedon أو أرمجدون Armagedon، حيث وردت هذه الكلمة مرة واحدة في الكتاب المقدس، في سفر الرؤيا 16:16. وهي حرب كونية خرافية، والكلمة عبرية مؤلفة من كلمتين، هار بمعنى تل، ومجدو إسم مدينة في شمال فلسطين ويطلق عليها مجيدو، وقد ورد في التلمود أنّ لا بد من مشاركة اليهود في حربٍ كونية بين الأمم يهلك خلالها ثلثا العالم. وكان الرئيس الأسبق رونالد ريغان من أشد المؤمنين بها، فقد نشأ ريغان على هذه المعتقدات البالية، التي نشأ عليها كل من: كلايد، وجيرى فالويل، وجيمى سواجارت. ويُقال ان الرئيس ريغان كان لا يتردد في استشارة العرّافين بتشجيع من زوجته نانسي، التي تؤمن كثيرا بمسألة التنجيم، حسب ما جاء بكتاب نُشر في ذلك الوقت بعنوان: (عرّافة في البيت الأبيض). .
فإذا كان رؤساء البلدان العظمى يؤمنون بالسحر والشعوذة وقراءة الطالع فأقرأ على الدنيا السلام، لأن مستقبلنا ومستقبل الاجيال القادمة سيكون على كف عفريت. .
والله يستر من الجايات . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟