|
بدون مؤاخذة- كي لا نشارك في ضياع الوطن
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 7528 - 2023 / 2 / 20 - 16:10
المحور:
القضية الفلسطينية
استجابة السلطة الفلسطينية للضّغوطات الأمريكية والإسرائيليّة بسحب مشروع قرار لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن الدّوليّ، يضعنا أمام تساؤلات صعبة وكثيرة، فالدّبلوماسيّون الأمريكيّون في إدارة بايدن يؤكّدون على حلّ الدّولتين، ويدعون إلى وقف الإستيطان، ويتعاملون مع حكومة نتنياهو المتطّرفة جدّا، وفي الوقت نفسه لم تعمل إدارة بايدن على فتح القنصليّة الأمريكيّة في القدس الشّرقيّة، لأنّ اسرائيل لم تسمح بذلك، والمساعدات الماليّة الأمريكيّة لإسرائيل تموّل إستيطان الأراضي الفلسطينيّة، واسرائيل تقتل الفلسطينيّين بسلاح أمريكيّ، وتعهّد اسرائيل بتجميد الإستيطان في الضّفّة الغربيّة لمدّة ستّة أشهر كما جاء في الأنباء مجرّد تظاهرة إعلاميّة. وأمريكا تضغط على السّعوديّة وغيرها من الدّول العربيّة للتّطبيع المجّانيّ مع اسرائيل، كما فعلت من قبلها الإمارات، البحرين، المغرب، والسّودان. والحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة لم تعمل أيّ منها على انهاء احتلالها للأراضي العربيّة المحتلة، بمن فيها حكومة اسحاق رابين الذي اغتاله يهوديّ اسرائيليّ لتوقيعه اتّفاقات أوسلو، لم توافق على الإنسحاب الإسرائيليّ الكامل من الأراضي العربيّة المحتلة عام 1967، ولم يوافق رابين على إقامة دولة فلسطينيّة، بل" على أكثر من إدارة مدنيّة وأقلّ من دولة" كما قال الدّكتور نبيل شعث على فضائيّة الجزيرة قبل سنوات. لكنّ أكثر ما قدّمته أمريكا هو مجرّد بيانات إعلاميّة تندرج ضمن "إدارة الصّراع"، وهي على أرض الواقع تتوافق مع الأحزاب الفاشيّة الصّهيونيّة الدّينيّة والقوميّة، تعتبر فلسطين التّاريخيّة من البحر إلى النّهر "أرض اسرائيل"، التي لا يمكن الانسحاب من شبر منها، وأمريكا نفسها التي تحارب روسيا هي وأتباعها الأوروبّيّون في حلف النّاتو، لإرغامها على الانسحاب من الأراض الأوكرانيّة التي احتّلتها روسيا، تموّل احتلال اسرائيل للأراضي العربيّة المحتلّة، وتوفّر الحماية العسكريّة والسّياسيّة والإقتصاديّة لإسرائيل؛ لتواصل احتلالها واستيطانها للأراضي العربيّة المحتلّة، ولو كانت أمريكا صادقة بتأييدها لحلّ الدّولتين فإنّها قادرة على إرغام ربيبتها اسرائيل على تنفيذ ذلك. لكنّها تعمل العكس، وهي تساوي بين الضّحيّة وجلّادها عندما" تدعو طرفي الصّراع إلى التّهدئة"، وكأنّ الاحتلال مشروع، ومقاومته جريمة بحقّ الإنسانيّة. ويلاحظ أنّ أمريكا واسرائيل ودول الاتحاد الأوروبّيّ والمطّبّعون العرب يدعون إلى التّهدئة، دون أن يتطرّقوا إلى إنهاء الاحتلال، وإلى حلّ الصّراع بتطبيق قرارات الشّرعيّة الدّوليّة بهذا الخصوص. وحتّى دعوتهم إلى التّهدئة منقوصة لتجاهلهم أسبابها، فهل مصادرة الأراضي الفلسطينيّة واستيطانها مشروع؟ وهل إطلاق المستوطنين لقتل الفلسطينيّين والإستيلاء على أراضيهم وحرق مزروعاتهم بقوّة السّلاح، وبحماية جيش الاحتلال مشروع ويخدم التّهدئة؟ وهل اقتحام المدن والبلدات والمخيّمات الفلسطينيّة وقتل الفلسطينيّين واعتقالهم يندرج ضمن التّهدئة، وهل هدم بيوت الفلسطينيّين يخدم التّهدئة؟ وهل...وهل..إلخ. وقبل هذا وبعده هل تعمل أمريكا واسرائيل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشّعب الفلسطينيّ من حقّه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف؟ وهل تعترف اسرائيل بأنّها محتلّة للأراضي التي احتلتها في حرب حزيران 1967؟ وليس خافيا على أحد بأنّ نتنياهو وحكومته يسعون للتّطبيع المجّاني مع الدّول العربيّة وفي مقدّمتها السّعوديّة؛ لإنهاء الصّراع وإشراكهم في الحرب على الفلسطينيّين. إنّ سحب مشروع قرار إدانة الإستيطان من التّصويت عليه في مجلس الأمن الدّوليّ مبنيّ على وعود كاذبة لن تتحقّق، لكنه بشكل وآخر يشرعن الإستيطان. 20-2-2023
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى خليل توما
-
بدون مؤاخذة-حكم الأقوياء
-
الحقيقة الضّائعة
-
المضحك المبكي- طاقيّة جحا
-
المضحك المبكي-ناموا ولا تستيقظوا
-
رواية -ومضة أمل- بين الحبّ والخيانة
-
المضحك المبكي-أمور لافتة
-
بدون مؤاخذة-هل بدأت الحروب الدّينيّة
-
المضحك المبكي-تقبّل الله الطّاعات
-
المضحك المبكي- بين الطّبلة والعصا
-
قصّة مزرعة أبي مرزوق بعيدة عن المنطق
-
المضحك المبكي: دعونا ننتبه ونفكّر
-
المضحك المبكي-زمن الخراب
-
المضحك المبكي- كبار ومتفوّقون ولكن...
-
المضحك المبكي-يتستّرون بالدّين
-
ولله في خلقه شؤون
-
بدون مؤاخذة-عندما يعيد التّاريخ نفسه
-
قصّة القطّة سمّورة والرّفق بالحيوان
-
المضحك المبكي- زمن الشّقلبة
-
بدون مؤاخذة- لا بواكي للفلسطينيين
المزيد.....
-
أول طائرة شحن يتم تشغيلها عن بعد تعود إلى قواعدها بنجاح.. كي
...
-
بأسلوب -أوبر-.. منصة توفر رحلات طيران خاصة بتكلفة تبدأ من111
...
-
اتصال هاتفي من بوتين بالسيسي.. وهذا ما بحثاه بشأن غزة والعلا
...
-
الإعلان عن مقتل رهينة إسرائيلي محتجز لدى حماس في غزة.. وظروف
...
-
-القسام- تعلن خوض مقاتليها معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية
...
-
قيادي في -حماس-: إسرائيل لن تستعيد أسراها المتبقين إلا إذا ت
...
-
أردوغان: مجلس الأمن يحتاج إلى تغيير جذري وهذا شرط لا يمكن ال
...
-
-كتائب القسام- تعلن وقوع قوتين إسرائيليتين في كمينين منفصلين
...
-
تحديث مستمر لساعات المساء.. -القسام- و-سرايا القدس- تعلنان ق
...
-
تحديث مستمر.. حزب الله يعلن استهداف جنود ومواقع إسرائيلية في
...
المزيد.....
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
-
أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين
...
/ غازي الصوراني
-
العدد 73 من «كراسات ملف»: إجتماع الأمناء العامين .. العلمين،
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
في مواجهة التحديات .. اللاجئون الفلسطينيون في لبنان
/ فتحي الكليب
-
فلسطين قبل 1948: كيف صنعت الإمبريالية إسرائيل
/ فرانشيسكو ميرلي
-
أسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
/ إبراهيم ابراش
-
لاجئو فلسطين في الشتات، الدور والمهام
/ أسامة خليفة
المزيد.....
|