أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-عندما يعيد التّاريخ نفسه














المزيد.....

بدون مؤاخذة-عندما يعيد التّاريخ نفسه


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7475 - 2022 / 12 / 27 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول كارل ماركس:" إنّ التّاريخ يعيد نفسه مرّتين، مرّة على شكل مأساة، ومرّة على شكل مهزلة." أمّا جدّي وجدّه وجدّ جدّه-رحمهم الله- فقد قالوا:" ما بتقطّش من ذنيه الثنتين إلّا الحمار."
ويبدو أنّنا نحن العرب في تاريخنا المعاصر لم نتّعظ من حكمة أجدادنا، ولا من مقولة ماركس، والأمثلة على ذلك كثيرة جدّا، يعرفها القاصي والدّاني، وسآخذ على ذلك مثالا كنت وأبناء جيلي ومن يكبروننا عمرا شهداء عليه، وعاش مآسيه أبناؤنا وأحفادنا وستعيشه الأجيال القادمة أيضا إن لم نتغيّر وإن لم نتّعظ من التّاريخ.
بعد هزيمة حرب حزيران عام 1967 والتي سمّاها المرحوم محمد حسنين هيكل "نكسة"، وتلقّفها العرب قادة وشعوبا وإعلاما وأحزابا، أصدرت الأحزاب "الطّليعيّة" في العالم العربيّ، ومنها الأراضي الفلسطينيّة وهي: حركة القوميّين العرب، الحزب الشّيوعي الأردنيّ، وحزب البعث العربيّ الإشتراكيّ، وجاء فيه أنّنا "قد انتصرنا في تلك الحرب العدوانيّة، لأنّ العدوّ الإسرائيليّ لم يستطع إسقاط النّظامين التّقدّميّين في مصر وسوريا، ولم يستطع هدم الكيان الأردنيّ!"، وكأنّ وقوع ما تبقّى من فلسطين "الضّفة الغربيّة وقطاع غزّة"، ومرتفعات الجولان السّوريّة وسيناء المصريّة، ومزارع شبعا اللبنانيّة تحت الاحتلال لا يساوي شيئا أمام بقاء نظامين عربيّين في الحكم! وحتّى يومنا هذا لا أعرف ما المقصود "بالكيان الأردنيّ"، ولا أعلم إن كان هذا التّعبير يعني مدحا أم قدحا للأردنّ الشّقيق. وكذلك الحال بالنّسبة لعشرات آلاف الشّهداء والجرحى والأسرى، ومئات آلاف المشرّدين من ديارهم، ومآسي الملايين الذين وقعوا تحت احتلال أهلك البشر والشّجر والحجر، فلم يكونوا في الحسبان أيضا!
وتتكرّر المأساة عند انقلاب حركة حماس في قطاع غزّة منذ العام 2007، وفصل القطاع عن الضّفّة الغربيّة، وإقامة "إمارة غزّة الإسلاميّة" بقرار من القيادة العالميّة لحركة الإخوان المسلمين، رغم أنّ قطاع غزّة "المحرّر" محاصر برّا وبحرا وجوّا، ومساحته أقلّ من 400 كيلومتر يسكنه حوالي مليون فلسطينيّ، أي أكثر المناطق في العالم اكتظاظا بالسّكّان، ولا يوجد فيه مقوّمات إقتصاديّة توفّر العيش الكريم لمواطنيه، وبغضّ النّظر عن الخلافات بين حركتي فتح وحماس إلّا أنّ الضّحيّة هو فلسطين الوطن، والشّعب الفلسطينيّ.
ووجه المقارنة بين بيان "الأحزاب الوطنيّة" بعد هزيمة حزيران 1967، وموقف حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزّة، فإنّ حماس "المنتصرة والمسيطرة على قطاع غزّة" لم تأخذ بعين الإعتبار معاناة مليوني مواطن في القطاع، حتّى بات غالبيّتهم يعانون من البطالة والفقر المدقع، ونقص في الأدويّة والرّعاية الصّحّيّة، ولولا المعونات الغذائيّة التي تقدّمها منظّمات وجهات دوليّة لفتك الجوع والأمراض بمئات آلاف المواطنين، ومن المحزن أن تصدر بيانات تفيد بأن حوالي 41% من تلاميذ المدارس في قطاع غزّة يذهبون إلى مدارسهم دون أن يتناولوا وجبة الفطور لعدم وجود ما يأكلونه في بيوتهم. ويحضرني هنا ما قاله المرحوم علي صبري أحد رموز اليسار النّاصريّ في مصر، والذي اعتقله مع آخرين عام 1917 نظام السّادات فيما سمّاه ثورة التّصحيح، وأفرجوا عنه بعد عشر سنوات قبل وفاته بعدّة أشهر لإصابته بالسّرطان؛ ليموت خارج السّجن، وأجاب على سؤال من أحد الصّحفيّين وهو: هل ستلغون اتّفاقات كامب ديفيد إذا عدتم إلى الحكم؟ فردّ بأنّ هذا السّؤال لا يجاب عليه بنعم أو لا، لأنّ السّادات بسياسة الإنفتاح دمّر الإقتصاد المصري، وأعطى مثالا على ذلك، بأنّ 70% من الشّعب المصريّ يعيشون على خبز الذّرة، وأنّ مزارع الدّواجن تعيش على الذّرة المستوردة من أمريكا، بعد تدمير القطاع الزّراعي في مصر، وأوّل ما يهمّ المواطن هو أن يجد ما يأكله وما يطعمه لأطفاله، وعندما نوفّر موارد رزق للمواطن سنتّخذ قراراتنا السّياسيّة. والحديث يطول.
27-12-2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّة القطّة سمّورة والرّفق بالحيوان
- المضحك المبكي- زمن الشّقلبة
- بدون مؤاخذة- لا بواكي للفلسطينيين
- المضحك المبكي-الإرهاب العربيّ الإسلاميّ
- بدون مؤاخذة-في يوم المعلم ومدى الظّلم اللاحق بالمعلّمين
- المضحك المبكي
- المضحك المبكي- عندما......
- المضحك المبكي-انتصارات
- المضحك المبكي-صُمٌّ بُكْمٌ
- قصة-اضراب الجميلات- والتربية الخاطئة
- المضحك المبكي-الفاشية تكشف عن وجهها
- المضحك المبكي- التّنمّر السّياسي
- بدون مؤاخذة-اليمين الإسرائيلي يفوز بدعم عربي
- بدون مؤاخذة- القمّة العربيّة ومواصلة مسيرة التّراجع
- وقفة مع قصص محمود شقير القصيرة جدّا
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن د.عاطف أبو سيف
- بدون مؤاخذة-التّضامن بقصّ الشّعور
- بدون مؤاخذة- الجهل سيّد الموقف
- بدون مؤاخذة-يتنافسون على استباحة دمائنا
- بدون مؤاخذة-أزمة مصطلح أم أزمة وعي


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. تقييم استخباراتي أمريكي يخالف ترامب: الضربات ع ...
- إسرائيل تعلن تمديد تعبئة جنود الاحتياط
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...
- كيف يمكن محاسبة مجرمي سوريا؟ درس من فرانكفورت
- من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-عندما يعيد التّاريخ نفسه