أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصة-اضراب الجميلات- والتربية الخاطئة














المزيد.....

قصة-اضراب الجميلات- والتربية الخاطئة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


قرأت قصّة الأطفال"اضراب الجميلات" للدّكتور مروان مصالحة الصادرة عام 2022 عن دار يافا العلميّة في عمّان-الأردن، وتقع في 29 صفحة من الحجم المتوسّط. وتوقّفت أمام الأسلوب والمضمون في هذه القصّة. فالأسلوب متأثّر بأساليب الحكايات الشّعبيّة المأثورة عن ملوك وسلاطين العصور الغابرة.
ملخّص القصّة: تدور القصّة حول زوجة ملك مهووسة باقتناء المجوهرات الثّمينة، ولم يستطع الملك زوجها ثنيها عن ذلك، فأصدر مرسوما يمنع فيه النّساء من التّحلي بالمجوهرات، فغضبت النّساء من المرسوم الملكيّ وقرّرن الإضراب؛ ليجبرن الملك على التّراجع عن قراره، وعندما استعان الملك بحكيم مملكته، فأشار عليه الحكيم بحيلة أعلن فيها:" الجميلات يرفضن المظاهر، وأن حسنهنّ باد لا يخفى على ناظر، وأنّ التّزيّن بالقلائد والجواهر للقبيحات ساتر، يخفين وراءها كلّ قبيح وجائر"
وعندما انتشر هذا الخبر بين النّساء قبلن بذلك وانتهى احتجاجهنّ!
حقيقة: وهنا لا بدّ من التّأكيد على أمر فطرت النّساء جميعهنّ عليه وهو الاعتناء بجمالهنّ وزينتهنّ، وهذه قضيّة مفروغ منها ولا تحتاج إلى جدال ونقاش.
تساؤلات: لكنّ السّؤال الذي يطرح نفسه هو: هل مصاغات ومجوهرات نساء الحكّام تكون على حساب خزينة الدّولة كما جاء في القصّة:" ولهوسها بشراء الأحجار الكريمة أفرغت الخزينة"ص 4. فهل أموال الخزينة للحاكم أم للوطن وللشّعب؟ وهل يجوز وصف الحاكم بالمسكين؟ "وصل الخبر إلى الملك المسكين"ص10. وإذا كان هذا حال الملك فعلا فكيف تمّ تنصيبه ملكا؟
وإذا ما أخذنا بأنّ من أهداف كتابة أيّ قصّة هو التّسلية، فهل نغفل العلاقة بين اللفظ والمعنى خصوصا في الكتابة الموجّهة للأطفال؟
في القصّة أهداف تربويّة لا يمكن القفز عنها ومنها: أهمّيّة المشورة في أيّ أمر صعب يواجهه الإنسان، وضرورة أن يوجد أناس موثوقون في حياة كلّ إنسان يستشيرهم وقت الضّرورة. لكن مستشاري الملك في القصّة اختلفوا في إيجاد حلّ لمشكلة" إضراب النّساء" أيّ أنّهم عجزوا عن إيجاد الحلّ المناسب، ممّا قاد الملك إلى استشارة "الحكيم"، والذي بدوره لجأ إلى الكذب والخديعة لتمرير قرار الملك بمنع النّساء من التّجمّل بالحليّ والمجوهرات. وهذا يقودنا إلى متاهة أخرى وهي التّساؤل حول دور الحكماء والمثّقّفين بلغة العصر، فهل هم جزء من السّلطة الحاكمة المتنفّذة ومتذيّلون لها، يزيّنون ويسوّقون سياساتها على علّاتها، أم هم ناصحون للحكّام ويعكسون هموم شعوبهم؟
المرأة في القصّة: جاء في القصّة أنّ زوجة الملك مجنونة بحبّ المجوهرات، ولا شيء غير ذلك، وأنّ النّساء لا دور لهنّ إلّا التّزيّن بالمجوهرات، وأنّهن جاهلات تسهل خديعتهنّ، وكلّ واحدة منهنّ تعتبر نفسها جميلة الجميلات، وما دام الملك يعتبرهنّ جميلات فلا حاجة لهنّ للتّزيّن بالمجوهرات، فهل النّساء كلهنّ حمقاوات إلى هذه الدّرجة؟ ولماذا جرى تغييب دور الرّجال في المجتمع ما دامت القصّة تتحدّث عن ملك ومستشارين وحكيم ونساء؟ والحديث يطول.
30-11-2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المضحك المبكي-الفاشية تكشف عن وجهها
- المضحك المبكي- التّنمّر السّياسي
- بدون مؤاخذة-اليمين الإسرائيلي يفوز بدعم عربي
- بدون مؤاخذة- القمّة العربيّة ومواصلة مسيرة التّراجع
- وقفة مع قصص محمود شقير القصيرة جدّا
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن د.عاطف أبو سيف
- بدون مؤاخذة-التّضامن بقصّ الشّعور
- بدون مؤاخذة- الجهل سيّد الموقف
- بدون مؤاخذة-يتنافسون على استباحة دمائنا
- بدون مؤاخذة-أزمة مصطلح أم أزمة وعي
- رواية العاصي وسرعة الأحداث
- بدون مؤاخذة- معركة الأمعاء الخاوية وشريعة الغاب
- شظايا سيرة الأسير حسام شاهين في رسائله إلى قمر
- بدون مؤاخذة-أسرلة التعليم في القدس
- بدون مؤاخذة-التّعليم في فلسطين
- بدون مؤاخذة-الأقصى والأمّتان العربيّة والإسلامية
- بدون مؤاخذة-شو رايكم
- بدون مؤاخذة-ما أقبحنا!
- بدون مؤاخذة-حقوق وواجبات زوجيّة
- بدون مؤاخذة- من المستفيد من شيطنة المرأة


المزيد.....




- تم تصويره في صحراء نيوم.. الفيلم السعودي -القيد- يقدم الدرام ...
- بين شاشات العرض والحرف اليدوية.. دور سينما تعيد تعريف تجربة ...
- كيف ننجح في عصر الذكاء الاصطناعي.. سألناه فهكذا أجاب
- كامل كيلاني وحديقة أبي العلاء
- كامل كيلاني وحديقة أبي العلاء
- جمعية البستان سلوان تختتم دورة باللغة الانجليزية لشباب القدس ...
- -كول أوف ديوتي- تتحوّل إلى فيلم حركة من إنتاج -باراماونت-
- ثقافة -419- في نيجيريا.. فن يعكس أزمة اقتصادية واجتماعية
- بريق الدنيا ووعد الآخرة.. قراءة في مفهومي النجاح والفلاح
- يجسد مأساة سكان غزة... -صوت هند رجب- ينافس على -الأسد الذهبي ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصة-اضراب الجميلات- والتربية الخاطئة