مقاولون فشلوا في اختبارات الزلازل

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 00:50
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

قدرت السلطات التركية عدد المباني التي انهارت بعد الزلزال أو لحقت بها الأضرار الجسيمة بنحو 25 ألفا، سقطت جميعها وتهدمت، فتساقط معها المقاولون الذين شيدوها، ذلك لأنهم لم يلتزموا بالمعايير الهندسية المطلوبة في مقاومة الاهتزازات والتصدعات الأرضية، فلم ينج منهم أحد باستثناء المتعهد (آيدن دورسون Aydın Dursun)، وهو مهندس ومقاول نزيه، أتقن عمله، ففاز بحب الناس. .
شيَّد هذا الرجل أكثر من 50 مشروعاً سكنياً بين عامي 1987 و 2002، ظلت كلها سليمة وصامدة بوجه الهزات العنيفة والظروف القاهرة، بل انها كانت بمنأى عن التشققات. .
درس (دورسون) الأسس المعمارية الصحيحة، فسار على وفق منظومة تضمن دعمها عبر اتصال الجدران بالاسقف بمربع ثابت وصلب. الأمر الذي يزيد من قوة دفاع البناء تجاه الآثار الجانبية الناجمة عن الزلزال، وبهدف المُحافظة على أمان البناء، فقد كان يراعي طول المبنى وقاعدته، بحيث لا يزيد ارتفاعه عن 50 متراً، أما في حال زاد الارتفاع عن ذلك فكان يلجأ إلى وضع عوازل التمدد والهبوط والفواصل الزلزالية في الطوابق العليا. وكان شديد الاهتمام في احتساب الأوزان الذاتية التي ستحملها الطوابق بدقة مُتناهية، ويدرك تماماً ان مهمة حمل الأسقف تستند على الأعمدة الخرسانية، مما يمنح البناء مقاومة عالية للزلازل. .
في حين أسفرت الكارثة عن إعلان أسماء بعض المقاولين الفاشلين، الذين لا يستحقون حتى القيام بصيانة الأبواب والنوافذ، وهم الآن يقبعون في السجون بانتظار المثول أمام القضاء بتهمة التسبب بهلاك الناس باستخدام المواد الرديئة وعدم التزامهم بمعايير السلامة. .
تجدر الإشارة ان العالم كله ابدى اهتماما بهندسة المنشآت المقاومة للزلازل بعد الكارثة التي ضربت اليابان عام 1995، وتسببت في مقتل 6 آلاف شخصاً في مدينة (هيوغو) الساحلية وما حولها، حيث لم يتأثر أي مبنى من مباني المدينة بذلك الزلزال العنيف. .
من هنا تنبهت البلدان الواقعة على خطوط الصفائح التكتونية، وسارعت نحو تبني الافكار المعمارية اليابانية، لكن المؤسف له ان ضعاف النفوس من المقاولين الجشعين هم الذين فقدوا اخلاقهم المهنية، وساروا في الاتجاهات المعاكسة فحصلت الكارثة. فهل ستتعلم البلدان الأخرى من هذا الدرس ؟. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل