العراف مع نبال أولاد

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7518 - 2023 / 2 / 10 - 12:16
المحور: الادب والفن
    

# قصصنا الشعبية : يُحكى أنه كان بإحدى المدن تاجر يملك ثروة طائلة ،و لم يكن له سوى ولد وحيدٍ ،مهاجر في بلد بعيد لا يعرف أحد عنوان إقامته .
ولما توفي التاجر ،و انتشر خبر وفاته ،طلب القاضي حضور الوارث الشرعي لاستلام التركة ،فحضر الى المحكمة ثلاثة فتيان،يدعي كل منهم أنه الابن الوحيد للتاجر المتوفّى ؛ و من حقه أن يرث أباه ، فأحتار القاضي في أمر هؤلاء الثلاث ووعدهم بأن يعقد جلسة خاصة للبت في هذه القضية ...ثم أحضر القاضي صورة كبيرة للتاجر المتوفى ، و في أثناء الجلسة ،سلّم للفتيان ثلاثة نبال ،و قال لهم : إن من يصيب منكم الدائرة المرسومة حول مكان القلب في الصورة ، يكون الوارث الشرعي لثروة التاجر.
تقدَّم أحد الفتيان و رمى بنبله ،فأصاب الدائرة ،فسُرَّ سروراً عظيماً ،و بدأ يُمنَّي نفسه بثروة وافرة ،و يفكر في كيفية استثمارها ،وأخذ يستعجل القاضي في إصدار الحكم ،لكن القاضي أمهله حتى يرى ما يفعله المدّعيان الآخران،ثم تقدم الثاني و علامات الحيرة بادية على وجهه ،و رمى نبله فأصاب الدائرة أيضاً، و لما حان دور الفتى الثالث ،اصفر لونه ،و اغرورقت عيناه بالدموع ،ثم رفض تنفيذ أمر القاضي ، ورمى بالقوسِ بعيداً،و قال بصوت متأثر حزين: "لن أرميَ هذا الصدر أبداً " أفضّل أن أخسر ميراثي و قدره ألف مرة على أن أفعل هكذا".
حينئذ أصدر القاضي حكمه قائلا: " أنت الإبن الحقيقي للتاجر ،و الوارث الشرعي له،أما هذان الفتيان فمحتالان ،تجب معاقبتهما ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات