أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - قصة عصام و قوة الأجسام














المزيد.....

قصة عصام و قوة الأجسام


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


# زرتُ أحد أصدقائي من الذين أستأنس لجواره ..و تميل نفسي الى قربه كثيراً ..لما له من خلق رفيع و أدب جم، و أضف اليهما ما في جعبته من حكم و حكايات رائعة،و في الحقيقة الحاج (نعمت) و هذا اسمه ،أعتبر هذا الإنسان روضة غنّاء،و فردوساً معطاء تستقر الروح في باحها و ساحها..
فاستقبلني ببشاشته المعهودة في صالة المنزل المليئة بالكتب،و المجلات و الدوريات و القراطيس،و الأجهزة من الحاسوب و اللابتوب و الحاسبة،و غيرهن فبفضل التكنولوجيا الحديثة العلم متوفر لدينا حتى في غرفة النوم..و لكن مَنْ ذلك المثابر على الإقتناص و الإقتناء..من طراد العلم و الأدب..
عودة لاستقبال الحاج لنا:
- أنت يا أبا سلام متفضلٌ دوماً علينا بزيارتكم لنا..هذه الزيارة بركة حلّت علينا،و أنارت ديجور دارنا..
و هو كذلك طالما يردّد هذه العبارة في استقبال أصدقائه,و خاصة بعدما أحيل على التقاعد من وظيفته,و لكن يمارس شؤونه الثقافية بعزم الشباب.
و بينما هو (الحاج نعمت) مشغول بأمر الضيافة..و لتبدأ جلسة الحديث الممتع.أبصرت في الصالة صبيّاً في ربيعه الخامس على ما أعتقد يقوم بحركات بهلوانية في تقوية العضلات،و إبرازها بعد خلع قميصه مكتفياً بفانيلته الصغيرة و اللاصقة على جسمه ..مشهد جميل و طريف و بريء ..صبي بعمر الزهور يتباهى بعضلاته الناعمة ..و سعيد بهذه الحركات و مصرّ على مواصلة لعبته المفضلة أمامنا.
و ينظر بين فينة و أخرى الى عضلة يده بعدما يعصرها و يشدّها بربطة صغيرة ملونة فتبرز قليلاً..ظاناً بأنه صار بطلاً قوياً،إنه يقلد أبطال كمال الأجسام الذين يشاهدهم عبر جهاز التلفاز(المشواف)،و أنا أنظر اليه مبتسماً..كما أشاهد أولادي الصغار،و حانت لي الفرصة كي أجامله قليلاً ضمن هذه الزيارة..
- ما اسمك يا حبيبي يا بطل؟
قال:عصام.
- ماذا تفعل يا عصام؟
أجاب:ألعب الرياضة يومياً .. و أقوّي عضلاتي .
- و لم يا عصومي الحبّاب؟
أجاب: لأضرب (خالو علي) ضربة قوية (بوكس و أموته).
- من هو خالو علي ؟
أشار بيده الصغيرة:إنه هناك يلعب ..
نظرت الى المكان الذي أشار اليه،فاذا بصبي جميل مثله تقريباً،ويكبره بعض أعوام..غارقاً في ألعابه مع قطع المكعبات و السيارات الصغيرة.
- إنه خالك ..أليس كذلك؟.
قال:نعم.
- إذاً ليس صحيحاً أن تضربه و تبارزه.بهذا الشكل.
أجاب:لماذا لا يلاعبني ؟سأكسر ظهره عندما أتقوى جيداً.
-يا عصام أنت حقاً ليس لك غيرة،والا كيف تتقوى على خالك الحبّاب.
هنا دخل الحاج نعمت و هو يبتسم بعدما سمع جزءاً من الحوار الذي دار بيني و بين حفيده عصام .و علمت بأنه حفيد الحاج و خالو علي آخر العنقود ..
فقال الحاج: نعم يا أبا محمد هكذا عالمنا اليوم..العدو لا يعادينا مباشرة ،بل ينفث سمومه فينا،حتى نعادي بعضنا بعضاً في أول وهلة يستلم زمام أمر ما في السلطة..
فقلت:أجل أيها الحاج .أليس وضع سياسينا هكذا ..التشهير بالآخر دون روية،و دون الغور في أصل المسألة..ثم يصل الأمر الى حبك المؤامرات و التقاتل كأخوة يوسف (ع)،و صدق القول :إذا فقد الانسان رشده،حفر لنفسه لحده.
هزّ الحاج نعمت رأسه قائلاً:
إيه يا أبا محمد إنَّ من أصعب الأمور التي يواجهها الإنسان في حياته أن يريد أن ينقذ إنساناً ضالاً و لكنه يظنه أنه يريد به السوء.
و هكذا عصام يعادي خاله الصغير علي بنفس العمر على لعبة صينية تافهة صنعها أطفال الروضة لديهم.
خرجت من عند الحاج نعمت و أنا مسرور،و تعبأتُ بنتف من حكمه و مواعظه الجميلة.كتبت في مندلي يوم 21/5/2012م



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرادة يا أميرتي الجميلة..
- حاكم و دخيلم شمال
- استاذ شيرين كوفتارم..
- دثار المدايا ..
- أين فلشت العريقة ؟؟
- لمحات اجتماعية سريعة ..
- الوجيه كاكي نورالي
- الجوهر من الجوهر..
- أضواء / قسم 177
- أضواء/ قسم 166
- أضواء / قسم 155
- أضواء /قسم 133
- أضواء / قسم 122
- نبذة عمّا ورد عن ملا نامدار
- أضواء /قسم 111
- راسلني على حي التنك
- مسكة أعمى و الجيز
- نظرة عامة عن مندلي :
- رحلة من المهناوية - مندلي
- سركار..


المزيد.....




- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - قصة عصام و قوة الأجسام