أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الحصي - في وداع عصفور














المزيد.....

في وداع عصفور


فاطمة الحصي

الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 10:51
المحور: الادب والفن
    


دخلتُ في نوبة بكاءِ هيستيرية بكل ما في قلبي من قوة، حين لمحت جسده الصغير الضعيف في زاوية صغيرة بمنزلي، زاوية لا هي بلكونة ولا هي شُباك.
كان نائما على جنبه، وجفلت، ما كان هذا اتفاقنا يا صغير...
نعم أضع الحبوب والماء يومياً، لا أعرفك ولا أعرف زملاءك، تأتون كل صباح فأسعد باستضافتكم وأفرح لرفرفة أجنحتكم، أتابع المشاغب منكم، يشدني إهتمام إحدى الأمهات بوليدها تغمس في حلقه الحبوب ويتابع ملاحقتها منتظرا المزيد...
لا تجفل العصافير من مشاركة اليمامات طعامها ولا تهتز لهم ريشه إذا قفزت إحدى اليمامات إلى بداخل صينية الحبوب...
يخبرني ابني بفرحِ رغم دموعي المنسابة: أليس رائعا أن يختار العصفور منزلنا لكي يموت به لا بد من أن لذلك دلالة عظيمة!
أهمس بحزنِ لكني أردتُ أن يختار منزلنا ليحيا لا ليموت .
قررتُ بَعْد كل هذا الانفجار من الدموع والحزن أن أنقله وأدفنه بحديقة جوار منزلي، تجنبت أن المسه بيدي استخدمت كيسا بلاستيكيا لذلك ،لكن الدموع غالبتني مرة أخرى على الرغم من تجنبي رؤيته بالعين، شعرتُ بصورته وهو ملقى على جنبه فاقد الحركة تماما محفورة بقلبي.
كنت شاهدته قبل اليوم، وشككت أنه مريض، ولم يكن إلى جواره من يعتني به كما تعودت أن أرى في عالم العصافير، و حين شاهدته يأكل الحبوب تفاءلتُ خيرا وتوهمت أنه معافى، لكنه اليوم اختار منزلي ليموت به.
ذكرني موقف ضيفي العصفور بكلماتِ رقيقه قرأتها ذات مره في قصيدة نثرية للشاعر المصري إيهاب الراقد يقول فيها:
* *
سأخبركم أنا عن أنفاسه الأخيرة:
أصبح العصفور يمتنع عن العزف كلما أنتبه أني أراقبه، تغير، أهمل الفُتات التي أقضي فيها ما لا يقلّ عن عشرة أفكار كي أفرشها له على السور، حتّى إناء الماء، كل ليلة أراه لا ينقص سوى من استخدام الشمس له أثناء وضعها للمساحيق، وربما يمر عليه ثلّة من البعوض ، بجواكت جلديّة يبولون.
وآخر الأمر، رأيت عصفوري مُلْقَى- بكامل جسده- في الإناء، الريش منثورٌ، رأسه للأسفل، وسقط منقاره في القاع.
* * *



#فاطمة_الحصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأبين موقع إلكتروني
- صناعة قارئ لا يستهان به!
- هل قٓتل سلمان رشدي هو حادث سياسي؟
- غذاء صحي أو الكارثه !
- أمه في خطر !
- الحداثه السائله بالمجتمعات العربيه
- قراءه في كتاب العمامه المستنيره
- الأمهات لا تموت!
- كيف يتحول الكاتب الى -لوبي-فاعل ؟!
- حول مشروع عبد الجواد يس الفكري
- الجيره الإنسانيه وفيروس كورونا
- حول الإنتحار
- حادث نيوزلاندا وتغييب العقل
- شكر واجب الى المترجم هاشم صالح
- فيروس الحريم عند المرنيسي
- حول اعادة انتاج اوضاع المرأة العربية
- أمي وقُبلة الموت ..
- كلام في الرومانسية
- قراءة فى كتاب القرآن بين السماء والأرض لمحمود حسين
- المقاومة الثقافية عند محمد أركون


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الحصي - في وداع عصفور