اسماعيل موسى حميدي
الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 13:44
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إستثمار خليجي (25)
إنتهت بطولة خليجي(25)،وتفوقت لعبة كرة القدم على لعبة السياسة،وحقق المستطيل الاخضر ما عجزت عنه سنوات طويلة من مراهنات قادة الطوائف وامراء الحروب ،والكأس الذي حمله لاعبو المنتخب يوم 19 -1-2023 لم يكن كأسا رياضيا ، انما هو ريع ثورة شعبية جماهيرية، انفجرت انسانيتها،فقالت للعراق كون فكانت الحياة، بعدما مثلت البطولة بصمة إستثنائية استمالت انظار العالم نحوها وهو ما أعاد للبطولة بريقها وأحيا تاريخها وأعادها الى الاصل، وعبر بها العراق حاجز العزلة الاقليمية . وأثبت العراقيون بالدليل العملي القاطع انهم خلاف ما يصوره الاعلام المغرض عنهم.
هل هذه النجاحات الكثيرة في البطولة سوف تفضي بعائدها سياسيا وإقتصاديا واجتماعيا للعراق واهله ام للسياسيين قولتهم في ذلك ، وهل ستكون بداية مناسبة للتعامل الإنساني بين العراقيين وأشقائهم الخليجيين لننتقل الى مرحلة انفتاح دول الجوار الخليجي امام العراقيين للزيارة والعلاج والدراسة والاستثمار، بعدما اعطى الكرم العراقي درسا بليغا عبر عن عزوة ابن الرافدين وحقيقة نفسه المحبة للحياة ،نعم العراق مؤهل لإستقبال السياح والزوار الخليجيين وتنظيم الكثير من الفعاليات.لتكون بداية لعملية إستثمار طويلة ومتعددة الجوانب وللاعلام الدور المركزي في ذلك.
واقعة البصرة تستدعي انتاج العديد من البرامج السياسية والاعلامية التي تتبناها الدولة بروح جديدة ،وبالتعاون مع مؤسسات إعلامية خليجية وعالمية تلقي الضوء على ملاعب العراق ومؤسساته الرياضية وفنادقه وطبيعته ومجتمعه لتسويق العراق كوجهة للفعاليات الرياضية الإقليمية والقارية ولمختلف الرياضات، وعلى الجهات الرسمية التعاون مع روابط وجمعيات المشجعين لتحقيق حضور جماهيري لائق نوعا وكما ليس في مباريات كرة القدم فقط وانما في جميع بطولات الألعاب الرياضية الأخرى.
تتسابق الدول لإقامة البطولات الرياضية مهما كان زمنها قصيرا لإستثمارها كمناسبة لتسويق إمكانياتها وتحقيق مكاسب لاحقة والعراق يجب ان يسير في هذا السياق وليس معيبا ان يعتمد على مهارات وشركات أجنبية للقيام بهذه المهمة إذا إستوجب الامر ولنعترف بتواضع امكانياتنا في هذا المجال نظرا لتوقف إقامة الفعاليات الكبيرة في بلادنا منذ عقود ولا بأس من الاستعانة بالخبرات الأجنبية لحين تمكن العراقيين من إدارة وتسويق هذه الأنشطة.
#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟