أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسماعيل موسى حميدي - ياخسارة ..كلهم رحلوا














المزيد.....

ياخسارة ..كلهم رحلوا


اسماعيل موسى حميدي

الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 03:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يا خسارة ..كلهم رحلوا..
د.اسماعيل موسى حميدي..........الحوار المتمدن
......................
لو دخلت الى قاعة طويلة عريضة ووجدتها جوفاء فارغة من كل شيء سوى مقاعدها المتصافة الصامتة ،ثم تربعت وقوفا في مقدمتها وانحنيت ووضعت يديك على منصتها الخشبية مخترقا بنظرك الحاد كل زواياها المتباعدة ومقاعدها الخرساء، ثم تبدأ بسؤال نفسك :يا ترى كم عدد الذين جلسوا على مقاعد هذه القاعة منذ تأسيسها قبل عشرات السنين والى يومنا هذا، أين مضوا ،اين ذهبت بهم الايام،..مهما تكن اعدادهم واعمارهم الزمنية هم بالنتيجة كلهم رحلوا ، نعم كلهم رحلوا واستوعبتهم تفاصيل الايام وذابوا بحجمها....
لو افترضت ان هذه القاعة نفسها دخلها ثلاثة فقط من بين كثير من الاشخاص كنت انت بانتظارهم والبقية لم يحضروا ،(هنا يمكن ان نصف الكل والجزء) الكل الذين لم يحضروا والجزء الذين حضروا لانهم قلة، وهنا نقول ((لم يحضر الا ثلاثة اشخاص فقط)).
وقد فرقنا بين الكل والجزء بـ( الا ) الاستثنائية والتي يكرهها كل العرب لفرط مافيها من تفاصيل في دروس اللغة العربية.
ولو ركزنا قليلا في هذه الجملة فاننا سنجد القاعدة (الكل) هنا هو عدم الحضور اما الجزء (الاستثناء)فهو الحضور
واذا عكسنا العبارة وقلنا (حضر الجميع الا ثلاثة اشخاص) فسيكون ايضا العكس لان الكل سيصبح هو الحضور والاستثناء عدم الحضور.
و(الكل هو الاصل في الاشياء)

يصف الله سبحانه وتعالى بني البشر بالخسران بقوله تعالى (والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
و هنا الكل هو الخسران اما الاستثناء(الجزء) فهم اصحاب الحظ العظيم الذين عملوا الصالحات في الحياة.
بمعنى ان كل بني البشر ضمن دائرة الخسران
يا ترى كم نخسر في اليوم والشهر والسنة والعمر من اشيائنا واموالنا.كم نخسر من صبرنا وحكمتنا وصحتنا، كم نخسر من صالح اعمالنا ورضانا ومتعتنا في الاشياء.

لو تأملنا قليلا بكل ما نحب في الحياة من اشياء اعتبارية ومادية تحتوينا ونمتلكها فانها بالنتيجة في طريقها للزوال والخسران حتما. كم نخسر يوميا من اشخاص حولنا ،نخسر اعز الناس في حياتنا واعمالنا ووظائفنا ، شهاداتنا وبنياننا حتى ينتهي المطاف الى خسران النفس من الرمق الاخير.عندها سنكون نحن ضمن قوائم الخسارة التي يتحدث بها غيرنا بعد ان يخسرونا كابناء او اصدقاء او مقربين او مفكرين.
فبخسارتنا للوقت نخسر معه اشياء عظيمة تمضي ولاترجع.المكان الذي تجلس به او تعمل به او تتحدث فيه مع اشخاص بمجرد ان تمر عليه الثواني والدقائق حتى يمضي بلا رجعة ويصبح كالخيال المركون وسط ذاكرة في طريقها للتلاشي . لتتحول الاعمال الى صحائف فقط لا يفك طلسمها الا في يوم الفصل العظيم.
رجل سبعيني يجلس في باص وهو يمر باحد شوارع بغداد وفي يده عصاه التي يستعين بها ،توقف الباص مقابل احدى البنايات المتروكة،فأومأ هذا الرجل بعصاه نحوها وهو يردد ،(كلهم رحلوا .كلهم رحلوا)...وعندما سأله احد الاشخاص الذين يجلسون بالقرب منه ،بماذا تقصد؟،رد عليه:،هذه البناية كانت احدى دوائر الدولة وكنت انا موظفا فيها في بداية التسعينات ،وكانت تضم مئات الموظفين من مدير عام الى معاونيه الى رؤساء اقسام وشعب ،كانت دائرة حيوية بموظفيها عنيدة بمسؤوليها، ولكن اليوم.اين مديرها العام بحاشيته اللجوجة،اين مسؤوليها الذين كانت تأخذهم الانفة والكبريا،اين الامل الذي كان يحدو الجميع في الصعود للمناصب والاستحواذ على متع الحياة ،حتما كلهم احيلوا على التقاعد او رحلوا عن الحياة ..نعم رحلوا.. ياخسارة كلهم رحلوا.ولم تبق غير الصحائف.
فكم هو الانسان مدعو لتضييق حجم ما يخسر.



#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الثالث
- الموظف الغثيث
- الحشد الشعبي ..وفائزة احمد ..ووجع المستنصرية
- السؤال الثاني
- صدى المعاني
- البحث عن السعادة في ظل شوشرة الحياة
- تزييف الثابت القيمي
- إحساس..يجوز..لايجوز
- ملصقات الجدران...والقبنجي ...وموسم الحصاد
- نخيل العراق..وشفيق الكمالي ..وموطني المستعار
- مواليد 2000..واتهام زوجة حجي شلاكه بالعهر
- المجمع العلمي العراقي ..وإخفات النور
- بائع الرقي ..وبزة عبد الكريم قاسم
- القاضي ..والحمار..وباب الرئيس
- رئيس وزراء بثلاثة جلابيب وسبعة حظوظ.. واختبار عسير لموظفي مص ...
- تارة فارس ..والرجل الوطواط..وحنكة قاسم الاعرجي
- كنت شاهدا في ساحة التحرير
- تراجيديا عراق
- أسوأ المعارك
- بيان البيانات


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسماعيل موسى حميدي - ياخسارة ..كلهم رحلوا