أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - مرايا














المزيد.....

مرايا


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 11:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


عالم الاجتماع العراقي علي الوردي، كتب عن العراقيين في الخمسينيات من القرن الماضي قائلا إن "كل واحد منا ينتقد الآخرين، وينسب هلاك الأمة لهم، متناسياً أنه ساهم في هذا الدمار العام سواء على نطاق واسع أو صغير".

في فلسطين عامة وفي قطاع غزة بالتحديد الناس يتساءلون ما الذي جرى لهم ولماذا سكنوا او سكتوا على حالهم يتدهور إلى حد لا يستطيعون فعل شيء لحالهم الميؤوس منه.

أنا لن أكرر مسؤولية ولاة الامر وفشلهم في قيادة الحالة ولا لفساد حالهم فخربوها، تلك هي مأسي السياسة والعمل السياسي التي لا تحكمها الأخلاق وملأنا المقالات انتقادا حادا ومسؤول عن السياسيبن والمتنفذين ..

لكن تنقصنا الصراحة والشجاعة وليس جلدا للذات بل هي الحقائق التي لا نراها كبشر أو نمر من خلفها أو نتدارى منها فالنفوس لا تحب مراجعة دواخلها وتلبس كل الاقنعة لتظهر البراءة والطيبة والنزاهة وتنظر في المرآة العادية فتجد حالها لا يخلو من جمال وبراءة وتنسى كل مغمور في دواخلها من سلبيات وفساد وجشع قاموا بها او اركبوها ونسوها أو تناسوها بمرور الأيام دون ندم عندما يرون نتائج ذلك على حالة المجتمع وما وصلت قضيتنا من خراب...

الرموز الفاسدة متهمة على الدوام ممن هم أدنى مرتبة او موقعا او مسؤولية وهذا جيد لاستخلاص العبر ومحاولة تغيير الواقع الناتج عن الفشل، نعم، لكن هناك الخفي الأعظم الذي لا تتطرق إليه حتى علوم الإجتماع بان المسؤولية هي مسؤولية عامة والفرد أو المواطن الواحد هو وحدتها الأولى او لبنتها الأولى وتراكم تلك الوحدات او اللبنات هو الناتج وخراب اللبنة حين يتكاثر يؤدي لخراب الكل، ولذلك ورغم احتواء بيوتنا على مرايا الأجساد والأشكال فإنه تنقصنا "مرايا النفوس" التي تنتهز كل الظروف وكل الأحوال لتقتنص ولا يظهر عليها ولا هي تحس بما فعلت..

يتشكل أس الفساد جماعيا حين يحدث الخراب كما هو في حالتنا المتوقفة عن النهوض أو السير إلى الأمام، وليس فقط فيمن يشار إليهم بالبنان، بل في سلوك غالبية عظمى في مجتمعنا :

_ هل سال أي مواطن نفسه أمام مرآة الذات هل أخذ حقه أم اقتنص أكثر ؟ هل كان ما حصل عليه أو يحصل عليه من راتب مثلا او وظيفة موازيا لمؤهلاته أو قدراته العلمية والوظيفية والمهنية، أم اقتنص أكثر من حقه بالفهلوة والواسطة والتحايل أو بأي نوع من البلطجة والكذب والتنظيم التابع له ومنظومة الفساد بشكل عام ؟

- هل سأل محترفو شفط المساعدات (وهنا لا أقصد المحتاج)، بحجة الحاجة كذبا او تلقي مساعدة مالية توازي حاجته واكتفى أم أصبحت تجارة ويعض المساعدات المالية أصبحت راتب وأنا أتحدث عمن وصل لمنابع المساعدات خارج إطار الأخلاق أي بالكذب والتزوير وهو ليس بحاجة لكنها أصبحت عادة انتهازية وتطفل.

هل سأل الضابط كيف اصبح ضابطا في الاجهزة الأمنية بالفهلوة وباسم الوطنية والجهاد وأشياء اخرى وتلقى فوق ما يستحق؟

- هل سأل موظفا أن الوظيفة التي حصل عليها كانت من حقه أم هي من حق آخر أكثر تأهلا وعلما أم لانه إبن الحزب أو إدعى أو زكاه انتهازي او مقتنص أكبر وهلم جرا.

- هل سأل من حصل على أرض او عقار صغر او كبر حجمه دون وجه حق بأن هذا تخريب ام انه رأي الآخرين فتصرف مثلهم وهو في مرآة نفسه يعرف أنها ليست من حقه واعتبرها شطارة ومرت الأيام والآن بعد الخراب يشكو كما يشكو الجميع؟

- هل سال التاجر عن تجارته وكيف تشاطر ليجني ما جناه وليترك آثاره السلبية على مجتمع ؟

- هل سأل أثرياء فوضى النظام وغياب القانون وغياب الشفافية كيف أصبحوا أثرياء ؟ هل نظروا في مرآة الذات مرة أم تغطرسوا والحياة تسير واللي معاه دولار بيساوي دولار واللي ممعوش ما يلزموش؟

- هل سأل الطبيب هل تقاضى حقه أم انتهز ما حصل عليه من أجر او موقع كان من حقه أم به شبهة الاقتناص واستغلال الظروف؟

- هل سال المدرس بأن ما حصل عليه هو حقه ام أيضا انتهز وحصل على ما ليس حقه بوسائل غير أخلاقية؟

- هل سال المحامي والقاضي أنه كان نزيها ووزن بالقسطاس المستقيم أم تلاعب وانتهز أيضا الظروف وكسب ما ليس أخلاقيا من مال أو ظلم آخرين؟

هل وهل وألف هل لكل فلسطيني ماذا فعل ليصبح حالنا بهذا الحال؟

تنقصنا مرايا الذات حتى بعد مرور وقت الانتهاز والاستغلال لنقف مع أنفسنا ولو مرة لمراجعات قاسية نحتاجها للخلاص... فكل تراكيبنا عوجاء ونصرخ في الآخرين ونكتب ونتهمهم وننسى ان ننظر في المرآة لنتهم أنفسنا بأننا أيضا انتهازيون أخذنا ما ليس حقنا ولا يوازي كفاءتنا.

الكل يكتب عن النزاهة ولا أدري عمن يتحدثون .. هناك رزايا وكبائر اقترفناها مع أبرياء وأخذنا حقوق آخرين ودمرنا مسيرة مجتمع واتهمنا وعهرنا وخربنا وتآمرنا وأجرمنا واغتصبنا واضيعنا حقوق الناس الابرياء، ولا ننظر في المرآة ولو مرة لنستقيم ونرد الحقوق وتمضي بنا الأيام ولا ننصف المظلوم الذي ظلمناه .. هذا حالنا فكيف لنا النهوض؟

لن أفقد الأمل بنهوض شعبنا وسأواصل المطالبة
بالمحاكمة للمقصرين والجالسين على صدر شعبنا بالحديد والنار وسأواصل المطالبة باسترجاع اموال شعبنا حتى نتحرر من الفساد والتدليس والارعاب والارهاب الذي مارسوه على شعبنا فأضاع قضيتنا وحقوقنا وحقوق المظلومين..

لن نفقد الأمل في نصب مرايا الذات لكل من انتهز واقتنص واغتصب واستقوى ولبس الأقنعة ليوهم الناس بجمال طلعته فظهر في ثياب الواعظين.. هل رأت الثعالب نفسها في مرآة ذواتهم ليكتشفوا أنهم قردة أو أبشع؟!!!



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس الإنقلاب الثاني والأخير
- ترامب قرب نهاية إسرائيل وبن غفير أزال حجر الأساس للدولة
- مقايضة ترك حكم غزة مقابل تنفيذ قرارات المركزي تمكين للصمود و ...
- مصطفى البرغوثي نموذج القوة الناعمة المثابرة
- جمهورية فتح الثالثة
- لم يقترب كثيرا الصراع على خلافة عباس كما قرئت تسريبات حسين ا ...
- التمحور في غزة لمواجهة المركز حاجة حزبية أم وطنية
- هزمتنا اسرائيل مئة مرة فهل حظيت بالسلام
- كيف عاد نتنياهو أقوى
- ليكرا ليكرا
- -هز الغربال- العلاقات الدولية والانقسامات داخل الدول إلى أين ...
- في ١١/١١ تحيا مصر بزعيمها المنقذ عبد ...
- ثلاث ظواهر خطرة سبقت ظاهرة العرين تحتاج مراجعة
- عرين الأُسود بديل للجميع أم بديل لجزء
- تبون وحماس وعباس يلعبون بالنار
- مسكين هذا الإنسان تحمله الرياح من مكان وتسقطه في مكان جديد
- هل الإنسان أجمل ما الكون ؟
- فانتازيا الحرب العالمية الثالثة
- خطأ بنيوي تاريخي في قيام الأحزاب والفصائل الفلسطينية تسبب في ...
- التفكيكية السياسية


المزيد.....




- -عليك الذهاب للمفتي-.. وزير الطاقة السعودي يثير تفاعلا برد ع ...
- السعودية.. جمله قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس باللقاء كشفه ...
- من الصين إلى إسبانيا.. زوجا باندا يصلان إلى منزلهما الجديد ف ...
- المتحولون جنسيا يحظون بدعم جديد من إدارة بايدن
- البرهان: لن يحلّ السلام في السودان إلا بعد خروج -الدعم السري ...
- بولندا تنشر قواتها قرب حدود روسيا في إطار مناورات عسكرية مع ...
- يحتوي على كهوف وأنفاق مرعبة.. اكتشاف أعمق ثقب أزرق تحت الماء ...
- تفريق تظاهرة ضد مشروع قانون حول -التأثير الأجنبي- في جورجيا ...
- كريم خان.. الوجه المراوغ للعدالة الدولية
- لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - مرايا