فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 11:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خيمت على الشعب العراقي فترة ظلامية بعد عام/ 2003 سببت له الفقر والجوع والبطالة وتفشى فيها الفساد الإداري وتحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد ريعي أصبح فيها الشعب مستهلك وغير منتج سببت إلى الاعتماد على مورد واحد هو النفط يستورد بعائداته توفير جميع مستلزمات وحاجات الشعب العراقي المعاشية والمنزلية وملابسه من الإبرة حتى السيارة وسببت هذه الظاهرة التي أغرقت فيها الأسواق العراقية إلى توقف المشاريع الإنتاجية وقطعت دول الجوار رقاب دجلة والفرات والأنهار الأخرى فأصبح العراق بدون صناعة وزراعة كان الشعب العراقي يكتفي منها ذاتياً ويحافظ على أمنه الغذائي وأصبح يعتمد الآن على ما يستورد من دول الجوار ودول أخرى كما رافقت هذه العملية تفشي ظاهرة الفساد الإداري بنهب وسرقة أموال الدولة فأصبح الشعب العراقي بدون عمل عطال بطال كما أصبحت الجامعات العراقية والكليات تخرج الوجبات تلو الوجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة وأصبح العراق لا تربية ولا تعليم بعد أن استفحلت ظاهرة الفقر والجوع والبطالة وأصبح المواطن يركض ليله ونهاره من أجل توفير لقمة العيش له ولعائلته مما دفع ذلك إلى سحب أبناءه من كراسي الدراسة ورميهم للعمل في السوق عتالين أو بائعي أكياس النايلون لمساعدة رب الأسرة في توفير لقمة العيش وأصبح العراق دكان يبيع النفط ويستورد بها حاجيات الشعب العراقي المختلفة كما أصبح الجهاز الوظيفي الإداري أضخم جهاز في العالم من حيث عدد نفوس الشعب العراقي وظهرت فيه البطالة المقنعة والفضائيين وبعد إشاعة البطالة أصبحت المناصب والتوظيف تشترى بالأموال.
لقد تزامن مع تولي السوداني منصب رئيس الوزراء وقبله زيادة كبيرة في أسعار النفط وفرت الأموال في خزينة الدولة العراقية وأصبح أمامه المجال واسعاً لتعيين قسم من الخريجين وأصحاب الشهادات العليا والقيام ببعض الإصلاحات الخدمية التي تعطلت في السنوات الماضية بسبب شحة الأموال التي سببها السرقة والنهب من قبل حيتان الفساد الإداري ... وإن السوداني حينما يقوم بعمليات التعيين والخدمات هي حالة قديمة وليست جديدة بسبب الحكومات السابقة ولذلك تعتبر هذه العملية بمثابة استحقاق وليس إنجاز يتحقق من قبل السوداني بسبب شحة الأموال الذي سببه الفساد الإداري مثال ذلك : شجرة تحمل مئة كيلو غرام من الثمار وعندما تصبح الثمار التي تحملها الشجرة خمسين كيلو غرام هذا يعني وجود خلل في الشجرة مثل المرض أو غيره لأن الشجرة تحمل مئة كيلو غرام وهو الحمل الطبيعي للشجرة وتعتبر ما تقدمه استحقاق واجب عليها وليس إنجاز منها في زيادة الثمر.
إن الخريجين من الطلبة والمشاريع البناءة للدوائر والمدارس والمجسرات جميعها وضعت في السنوات الماضية واستحقاقاتها لعدم توفر الأموال لدى الحكومات السابقة بسبب حيتان الفساد الإداري الذي أنهك الدولة العراقية والآن فسحت الفرصة للسوداني بسبب العائدات الكبيرة من النفط لارتفاع أسعاره وتم توظيف قسم منهم والمباشرة ببناء وتعمير ما أهمل في السنوات السابقة.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
