أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - هل ثمة أمل بالخلاص في لبنان؟















المزيد.....

هل ثمة أمل بالخلاص في لبنان؟


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 7481 - 2023 / 1 / 3 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤالان يطرحهما المتابعون للشأن اللبناني وفي الأوساط التغييرية في لبنان وخارجه:

١ من أين سيأتي خلاص اللبنانيين: من تطبيق الدستور اللبناني الذي لم يُطبق بشكل جيد، أم من تعديل الدستور لأن الدستور الحالي سيء أو غير قابل للتطبيق؟

٢ ما هي أدوات التغيير وإعادة النهوض في لبنان: الأحزاب الجديدة الوطنية واللاطائفية أم شيء آخر، ولماذا حتى اليوم لم تتشكل أحزاب وطنية ديمقراطية كبيرة عابرة للمناطق والطوائف؟

قراءة الكتابات الكثيرة حول سبل التغيير والإنقاذ في لبنان لا تروي غليل المتعطش للمعرفة ولا تقنع عدداً كبيراً من المهتمين والمتابعين.
برأي البعض أن أزمة لبنان هي أزمة سياسية لا اقتصادية وأن الحل هو بتطبيق الدستور أولاً، ومن ثم يجري تعديل الدستور وفق آليات التعديل الدستورية، ولكن هؤلاء لا يشرحون لنا لماذا لم يطبق الدستور في لبنان. هل يكفي القول بإن الدستور لم يطبق لأن المسؤولين عن تطبيقه أي الحكام والنواب والوزراء والرؤساء لا مصلحة لهم في تطبيقه وهم طغمة من المنتفعين والفاسدين والأشرار والمرتهنين للخارج؟
يعتقد أولئك بأنه يجب إلإطاحة بالحكام الفاسدين أو إزاحتهم بالتفاوض معهم والضغط عليهم، ومن ثم العمل لإيصال نخب سياسية جديدة عبر قانون انتخاب جيد يسمح بإيصال تلك النخب، أو من خلال حكومة انتقالية بصلاحيات استثنائية تُسرِّع موضوع الإصلاحات وتتجاوز عرقلة مجلس النواب وزعماء الطوائف.

في الشق الثاني من السؤال حول أدوات التغيير، هل هي أحزاب وطنية حديثة وديمقراطية أم أدوات أخرى تفي بالمهمة، ثمة أغلبية ترى أن التغيير يلزمه أحزاب تغييرية وتحالفات سياسية تضغط من أجل التغيير عبر انتخابات وقانون انتخابي جديد، وهذا هو الطريق السلمي والتدريجي للتغيير. ولكن لا أحد يوضح لنا الأسباب التي حالت وما زالت تحول دون قيام أحزاب وطنية ديمقراطية حديثة وكبيرة رغم اقتناع الكثير من اللبنانيين بأهمية ذلك.
وهناك مقولة أخرى يقول أصحابها بأن هذا الطريق لم يعد مناسباً في وضع خطير وكارثي كوضع لبنان ولا إمكانية لتحسين الأوضاع إلا عبر حكومة انتقالية استثنائية يتم فرضها على الطغمة الحاكمة بالضغط في الشارع أو بالمزج بين التفاوض والضغط في الشارع وفي كل مكان يسمح بممارسة ضغوط مثل النقابات والروابط المهنية إلخ.

هل تلك الإجابات كافية لإقناعنا رغم اختلافها بل تناقضها في بعض المواضع؟
هل يمكن القول بأن الأجابات مُكمِّلة لبعضها وأنه لا يوجد اختلاف أو تناقض بينها؟
الحزب الشيوعي مثلاً يدعو لقيام تحالف واسع لقوى التغيير وهو يؤيد تشكيل حكومة إنتقالية تحت الضغط أو بوسيلة أخرى وفي نفس الوقت يؤيد خوض إنتخابات نيابية بالقانون الحالي أو بقانون انتخابي جديد إذا أمكن. الشيوعي يبدو وسطياً هنا رغم جموده العقائدي المعهود، ولذلك تحالف في الانتخابات النيابية الأخيرة مع "ممفد" (مواطنون ومواطنات في دولة) المدافع الأقوى عن مقولة الحكومة الانتقالية والذي رغم عدم إعطائه أهمية لخوض الانتخابات النيابية فإنه قدَّم أكثر من ٦٠ مرشحاً لانتخابات يقول إنها غير مجدية (!!) واختلف بشدة مع قوى ولوائح تغييرية بسبب أسلوبه التنافسي والبعض يقول الابتزازي.

حتى اليوم لم نحصل على الجواب المقنع على السؤال حول أسباب تعثر الانتفاضة والمسيرة التغييرية بمجملها.
لا خوض الانتخابات النيابية وفوز نواب تغييريين حقق الهدف المرجو منه وهو إضعاف الطغمة الحاكمة وفرض التنازلات عليها، ولا مؤشرات لتشكيل حكومة إنتقالية بصلاحيات إستثنائية تلوح في الأفق. التعطيل والشغور والشلل والتدهور والاختناق هو ما يحصل ويستمر من دون أفق مفتوح على التغيير.

أما القائلون بأنه لا جدوى من خوض كل تلك المعارك الجانبية، وأنه من الأجدى بل الأصوب تركيز الجهود على تعديل الدستور بكل وسائل الضغط المتاحة، لأن الدستور الحالي لا يمكن أن يطبق، أو أنه بحد ذاته هو دستور متخلف ولا يصلح للعصر، فهؤلاء القائلون بذلك لا يعِدوننا بأقل من تعديل قانون الانتخاب من أجل إيصال عدد كبير من النواب المؤيدين لتعديل الدستور.
كما أننا لا نعرف كيف يريدون تعديل الدستور وتعديل قانون الانتخاب من دون امتلاك الوسائل لتحقيق ذلك. هل الدعاية والتوعية بأهمية ذلك الأمر تكفي لتغيير موازين القوى وتحقيق ما عجز الثوار والتغييريون بكل أطيافهم عن تحقيقه حتى الآن؟

ثمة مشكلة كبيرة يعرفها الجميع، وهي أنه يوجد قوة أهلية مسلحة غير شرعية ولكنها مدعومة من كتلة إجتماعية ونيابية هامة لن تسمح بتحقيق أمنيات التغييريين بكل ما أوتيت من بأس وقوة.
هذا يعني أنه لن يكون بإمكان أحد أو قوة مهما بلغ تأثيرها السياسي وحجمها الشعبي تجاوز تلك العقبة في مدى منظور. البعض قد يعوِّل على ظروف خارجية تأتي بمفاجآت لم تكن في الحسبان. تلك مراهنة غير مضمونة النتائج.
ها نحن نعود إلى نفس المربع وندور في نفس الدائرة المغلقة: لا حلول في الأفق ولا خلاص ممكناً بالسياسة وحدها. الداخل مغلق على الحلول والخارج لا يمكن المراهنة عليه.

كل من يعتبر نفسه نابغة عصره أو أنه فهم اللعبة جيداً وتمكن من استكشاف الحلول وتقديم الأجوبة الصحيحة، وأنه ينبغي الأخذ برأيه والعمل وفق نصيحته وأسلوبه، لا يفعل غير تكرار المقولات البائتة وترديد التعويذات الشعاراتية متوهماً أنه يقدم حلولاً للمعضلات الكبرى وأنه يجيب بدقة على الأسئلة والإشكالات المعقدة.
الخروج من مأزق غياب الحلول العملية المقْنِعة يتم أحياناً بكلام عن أن الطريق طويل وأنه ينبغي امتلاك النفس الطويل ويجب المثابرة والمراكمة، وأن التغيير يلزمه سنوات بل عقود.
الواقع المرير ماثل أمام أعيننا والحقيقة المؤلمة بشدة هي أنه قد نختفي عن هذه الأرض التعيسة، أو نرحل عنها قبل أن تنضج ثمار التغيير ويحين وقت القطاف، وأنه لا يوجد احتمال ضئيل لتحقيق أهداف وشعارات الثورة والتغيير في ظل الأوضاع الكارثية التي تسحق غالبية اللبنانيين وتقذف بهم في مهب الرياح العاتية، أو تغرقهم في لجة الأمواج المتلاطمة من دون رحمة.

هل يجب التسليم بالواقع وباستحالة التغيير في هذا الوطن الفسيفسائي المسكون بهواجس الأقليات والمحكوم بالنزاعات الدموية الدورية؟
هل يجب الاقتناع بالفكرة التي بدأت تترسخ في أذهان الكثير من التغييريين الحالمين والمحبطين في نفس الوقت، وهي أن البحث عن خلاص جماعي في بلد كلبنان تحكمه أقلية متمكنة مستبدة فاسدة ومرتهنة للخارج، أصبح وهماً لم يعد مفيداً التمسك به؟
يبدو وكأن قوة خفية تدفع الطامحين للتغيير في لبنان للتسليم بأن السياسة بمعناها النبيل لم تعد الوسيلة الناجعة لقيام دولة القانون والعدالة في هذا البلد.

في قلب السواد المحيط باللبنانيين من كل جانب، ثمة صوت يصرخ داخل الكثيرين منهم يدعوهم لعدم الاستسلام ورفض الخنوع، ويحثهم على التواضع والتعقل ومتابعة الكفاح لتحقيق طموحهم بقيام دولة المواطنة رغم كل العوائق والمطبات.
إنه ولا شك صوت ضمير كل مواطن لبناني مخلص لوطنه يدفعه لمقاومة الظلم ومواجهة الخبث والجشع المتحكم في سلوك القلة المستبدة والفاسدة الممسكة بالسلطة في لبنان التي تحاول بكل الوسائل إخضاع الثائرين عليها وتدجين المواطنين.



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جردة نقدية لقوى التغيير في لبنان
- عوائق أمام إصلاح وتطوير النظام في لبنان
- لبنان بين الماضي والحاضر والمستقبل.. من اللادولة إلى الدولة
- هل يشكل اليسار الشيوعي حالة تغييرية في لبنان؟
- انتخابات ١٥ أيار في لبنان، وماذا بعد؟
- ثورة أم تغيير نحو الأفضل؟
- قوى التغيير في لبنان، إلى أين، وما العمل؟
- لبنان، للخروج من الطريق المسدود
- إزاحة منظومة الفساد في لبنان كأولوية!
- النوادي العلمانية في لبنان، مؤشر للتغيير أم عارض في موت النظ ...
- الانتفاضة، قيادة أو لا قيادة؟
- بولا أخطأت، لم تخطئ؟
- إئتلاف مدني أم تحالف يسار في لبنان؟
- في ضرورة بلورة قواسم مشتركة لقوى التغيير في لبنان
- تخبط المعارضة في لبنان وتكرار أخطاء 2015
- تقييم أولي لتحرك الأحد الماضي
- الشيوعي في مواجهة أزماته
- المعركة الثقافية السياسية
- دعوة للنقاش: السيادة أولاَ أو الإصلاح؟
- سبعة، حزب أم منصة؟


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - هل ثمة أمل بالخلاص في لبنان؟