أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - مليكة مزان - لا لكل مساومة حقيرة على الشرف واحترام الذات















المزيد.....

لا لكل مساومة حقيرة على الشرف واحترام الذات


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 09:51
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


حوار مع الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان
أجرى الحوار الشاعر المغربي نور الدين بازين

ـ س : وصلتني شكاوي من بعض الشاعرات والكاتبات مما يتعرضن له من طرف بعض الكتاب والمتعلقة بالتحرش الجنسي عبر كتابات ورسائل .. وقد دفعني هذا الفعل الصادر عمن يعتبرون مبراس الأمة إلى الاشتغال على موضوع العلاقة بين الأدباء والأديبات وحدود تصادمها . فما هي ، وأنت الشاعرة ، شهادتك بهذا الصدد ؟

ـ ج : أولا أشكرك الأخ نور الدين بازين على اقتراحك هذا الموضوع وطرحه للنقاش لما له ، للأسف ، من امتداد حقيقي في واقعنا ، وأرى أن هذا الطرح كان منتظرا منك لما أعرفه عنك من نبل الخلق ومن الغيرة القوية على سمعة المبدع والمثقف الحقيقي .

قبل الحديث عن التحرش الجنسي موضوع شكوى بعض الكاتبات ، كما ورد في السؤال ، لا بد أولا من تحديد المقصود به ؛ ولعل معناه ، حسب معجم ’’ لاروس ’’ ، يتحدد في استعمال ما يخوله لك منصبك ومركزك من سلطة ونفوذ لنيل ما تريده من شخص ما ، يعمل تحت إشرافك ، من خدمات جنسية لا قابلية ، ولا استعداد مسبق ، لدى هذا الشخص لأن يكون وسيلتها أو موضوعا لها .

وانطلاقا من هذا التحديد فإن وصف ’’ التحرش الجنسي ’’ لا يمكن أن نطلقه على ما يصدر عن بعض مثقفينا وكتابنا من تصرفات غير لائقة إلا إذا كانت هذه التصرفات يدعمها ما قد يكون لدى هذا الكاتب أو ذاك من سلطة أو نفوذ في الأوساط الثقافية أو السياسية ، نفوذ يلجأ إليه للضغط على أي كاتبة يعرف عنها طموحها المشروع في إثبات الذات ، وبهدف دفعها إلى الاستجابة لرغباته الجنسية . ليبقى سلوك هذا الصنف من الكتاب نوعا من المساومات الخبيثة ، ولتندرج استجابة تلك الكاتبة وانقيادها له ـ إن تحقق ـ ضمن التنازلات التي غالبا ما تكون مسيئة لسمعتها أي ما إساءة .

عموما إن التحرش الجنسي ، في مختلف الأوساط وفي زمننا كما في كل الأزمنة ، لم يكن ليخلو منه أي مجتمع بشري ؛ لكن أن يظل هذا التحرش ظاهرة قائمة رغم كل هذا التطور الذي لحق الحياة الإنسانية فهذا ما يدعو فعلا إلى الاشمئزاز ، إذ يدل ذلك على أن التطور لم يمس قط حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا البشرية ما دمنا نلاحظ استمرار مثل هذه السلوكات المحض-حيوانية ، والتي من شأنها العودة بنا إلى منطق الغاب حيث يفرض القوي غرائزه المتوحشة على الضعفاء ، بل من الصادم جدا أن تصدر مثل هذه السلوكات عن نخبتنا المثقفة التي هي موضع ثقة ، والتي يعول عليها في تغيير الذهنيات والسمو بالحياة والتعاملات ؛ نخبة تدعي لنفسها شرف قيادة المجتمعات نحو ما تطمح إليه من كمال إنساني ، بينما يكشف واقعها الفعلي أنها نخبة المفارقات والتناقضات ، نخبة الكذب والزيف ، نخبة لا تتعب من التنظير لمجتمع إنساني حداثي أساسه حفظ كرامة كل إنسان ، لكنها تنسى أو بالأحرى تتناسى ، وهذا مصدر لصدمة أقوى ، أن البناء والإصلاح إنما يبدأ من الذات قبل أن نطالب به الآخرين .

شخصيا ، ومنذ مساهماتي الأولى التي حاولت أن أسجل بها حضوري في الساحة الثقافية العربية والأمازيغية على حد سواء ، كان لي هدف واحد : أن أشارك بكتاباتي الملتزمة في السمو باللحظة المغربية المعاصرة من خلال الدفاع عن إنسانية المواطن الأمازيغي وحقه في كل إنصاف جاد وحقيقي ، وكنت أطمح إلى أن يتعامل معي المثقفون عامة انطلاقا من تلك المساهمات ومن خلالها ، وأن أجد لديهم التفهم والتشجيع الكافيين للاستمرار . لكني فوجئت بالسلوكات الخبيثة لجل الذين كنت أعتقد أن هموم الكتابة والنضال هي ما سيجمعني بهم ، وأنها ( هموم الكتابة ) ما سيوحد بين مجهوداتنا من أجل أهدافنا النبيلة المشتركة . ولولا تلك الحالات الاستثنائية الجميلة والمشجعة التي يشكلها أولئك الذين كانوا ، ومازالوا ، يحترمون أنفسهم بإخلاصهم لمبادئهم وقيمهم الأخلاقية لسحبت كل ثقتي من مثقفينا ، أو لاعتزلت الكتابة والملتقيات الثقافية ، وقطعت صلتي بالآخرين اتقاء كل تحرش يريد أن يختزلني في مجرد دمية للمتعة الجنسية ، سالبا إياي اعتزازي بنفسي ونظرتي إلى ذاتي ليس كمجرد امرأة وجسد بل ككائن إنساني بالدرجة الأولى ، كائن أراه يتمتع بكثير من الصفاء والذكاء البناء ، كائن لا طموح له من وراء الكتابة والنزول إلى الساحة الثقافية غير مشاركة الناس آلامهم وآمالهم ، ومحاولة إفادتهم بما يملك من قدرة على الحب والعطاء .

إنه نوع من التردي الخلقي شاء سوء حظي أن أكتشفه ولم أكن لأنتظره ، لذا صدمني كثيرا بل وعنيفا ، صدمني لأني كنت نزلت الساحة الثقافية ببراءة الأطفال وصفائهم ، وبسذاجة الطيبين الحالمين ، المحسنين الظن بالجميع . تردﱟ وجدت نفسي معه حائرة بين احترام نفسي ومقاومة كل تحرش مع فضح مرتكبيه ، أو لزوم الصمت مع التنازل عن كثير من كرامتي مقابل تحقيق أحلام مشروعة وبسيطة لا تتعدى :

ـ أن تجد إحدى قصائدي مكانا لها على صفحات جريدة ، قد أكتشف في ما بعد أني لا أشاطرها توجهها واختياراتها ، أو أن الحزب الذي يصدرها لا يخدم مصالح قومي وثقافتي بالشكل الكافي لتبرئته من كل خذلان وخيانة أو تلاعب واستخفاف بثقة شعبي .
ـ أو أن أبشر بكتاب لي يحصل على ما اِنتظرَه طويلا من دعم مستحق ، دعم سيظل صعب المنال إلا إذا قبلت توسط ذاك المتحرش بي .
ـ أو أن أتوصل بدعوة للمشاركة في لقاء ثقافي قد أستدرك ، في ما بعد ، أن مواقف منظميه مواقف جاحدة لأهم مطالبي الثقافية والسياسية كمواطنة أمازيغية ، أو أفاجأ بأحد منظميه وهو يحاول أن يفرض علي قضاء ليلة ساخنة بين أحضانه وإلا حرمني من حضور أي لقاء قد ينظم فيما سيأتي ...
ـ أو أن يكتب لي أحدهم تقديماً متواضعاً لأحد دواويني .
ـ أو أن ينجز دراسة نقدية حول تجربتي قد تبدو لي ، في ما بعد ، في غاية السطحية.
ـ أو أن يبعث لي أحد الصحافيين بأسئلة حوار ، ستستفيد من صراحتي وجرأتي ( المعهودتين ) في الإجابة عنها تلك الجهة أو الجريدة التي كلفته بإنجاز ذلك الحوار أكثر مما سيستفيد منهما شخصي .
ـ أو أن ...
ـ أو أن ...

ولكل شيء مقابل ولكل خدمة ثمن : تنازلي عن كرامتي ومبادئي مع إذلالي لنفسي أيما إذلال !!!

إنني ، بسبب ما كنت أجده من صعوبات النشر والتواصل مع القراء ( قبل انخراطي في النشر الرقمي ) والتي كان يستغلها بعض مثقفينا لتلبية غرائزهم الجنسية ، لأجدني جد متألمة بل وغاضبة من هذا النوع من التعامل ، خاصة حين يلجأ كل مثقف ، مهنته التحرش بكل من ساقها قدرها إليه ، إلى استعمال العنف بكل أشكاله حتى الجسدي منه ، بعد أن يعتريه إحساس قوي باليأس من استجابتها له رغم سيل الرسائل والحركات التي يكون قد تودد إليها بها من قبل .

كما أحس بنفس الألم والغضب لكل تهميش يصير حظ كل من سولت لها غيرتها على كرامتها أن تقول : ’’لا لكل مساومة حقيرة على الشرف واحترام الذات ’’ . لكن ، ومن حسن الحظ ، ثمة دائما عزاء جميل هو مصدر كل تحد وصمود واستمرارية : كون الإبداع الإنساني الحقيقي لا بد أن يصل يوما ما إلى الجماهير التي من أجلها كان ، والتي من أجلها ، وحدها ، سيبقى .. متحديا كل عهارة تهدده ، وكل حصار يضرب عليه من لدن عديمي الضمير ، خائني صلوات الشعب وانتظاراته ، تلك الانتظارات التي بالاستجابة الصادقة لها ، وبها وحدها ، يكون المثقف الحقيقي أو لا يكون .





#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلوٌ هذا الدينُ على طريقتِكَ
- نداء إلى كل الإخوة الأمازيغ
- الاعتراف بأمازيغية أراضينا عدالة لا بد منها
- رسالة مفتوحة إلى الشاعر العالمي يوسف رزوقة
- أهلاً بكَ ضمن أتباعي
- لا لانتحال الشعراء الأمازيغ أو إقصائهم
- جسداً بلا نهد
- من أجل صلاة يؤمها النهد
- فإذا أنتَ مومياءُ شعبْ
- عشاقي .. أنا مَن قتلتُهم تباعاَ
- أنا العاهرة ُ وأما بعد
- مرآة واحدة ويعشقني الرب
- وأموت خارج العناق
- لا ديموقراطية حقيقية بدون أمازيغية رسمية
- اِنتظرني مقدار نهد أمازيغي
- الأمازيغية إسلام المستقبل
- هل من انفتاح ليبي حقيقي على الأمازيغية ؟
- نهدي آخر الأنبياء وأول الكفرة
- إلى مناضل أمازيغي / الرسالة : 7
- إلى مناضل أمازيغي الرسالة : 6


المزيد.....




- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - مليكة مزان - لا لكل مساومة حقيرة على الشرف واحترام الذات