انظمة: بين الاستبغال والاستحمار

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 30 - 00:37
المحور: المجتمع المدني
    

تعددت سياسات الانظمة التعسفية الظالمة في ترويض شعوبها على الخنوع، وتباينت بين الاستبغال والاستحمار. .
بداية وقبل الخوض في مفهوم الاستبغال اسمحوا لي بتعريف الاستحمار الذي هو الاستغباء بعينه، وقد تحدث عنه المفكر الايراني المغدور (علي شريعتي) في كتابه الموسوم : (النباهة والاستحمار)، والذي حمل عنوانا أصليا باللغة الفارسية هو: (خودآگاهي و استحمار)، يطلق فيه الكاتب صرخة مدوية في وجه الاستغباء، ويتضمن نقداً لاذعاً لدعاة التغريب، واستنساخ نُظم التعليم الغربية، وتبني الحريات المزيفة التي يُروّج لها الغرب. .
اما الاستبغال فيعني ترويض الشعوب على الذل والخنوع والخضوع والاستسلام والانبطاح. .
تعود فكرة الاستبغال الى حكاية قديمة عن سفينة عثمانية كانت تحمل البغال لتعزيز قدرات الجيش في احدى الحروب التي كانت تخوضها الامبراطورية العثمانية في المناطق الوعرة، حيث كانت البغال من أهم الوسائط المتاحة وقتذاك لنقل المؤمن والعتاد وجر المدافع الثقيلة. .
كانت السفينة الخشبية تحمل تلك البغال القوية، وتعلفها على مرتين: مرة في الصباح ومرة في المساء، وعلى صوت الابواق النحاسية بنغمات ثابتة، حتى اعتادت البغال على سماع صوت الأبواق ، وصادف ان طال أمد الرحلة بسبب التقلبات البحرية القاسية، ما ادى إلى نقص العلف، فجاعت البغال، وغضبت وثارت، ثم اخذت تضرب ألواح السفينة بحوافرها القوية، حتى كادت تغرقها، وهنا قرر القبطان اطلاق اصوات الابواق لإيهام البغال بموعد اطعامها، فهدأت وتوقفت عن الركل لساعات، وهكذا استمر تجويعها بسبب شحة العلف، مع مواصلة طمئنتها بقرع أصوات الأبواق. وهكذا يتم ترويض الشعوب المغفلة. ثم يشكرون من يروضونهم . ويشكرون الذين هم في الاصل سبب لما هم فيه من ألم وبلاء وذل وهوان وتخلف. . .
ولله في خلقه شؤون. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل