كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 00:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربما لا تعلمون ان وارداتنا الشهرية من بيع النفط الخام تقترب من اربعة مليارات دولار، لا يصلنا منها سوى مليار دولار واحد فقط، ولا نستلم منها أكثر من ذلك إلا بمقدار ما يجود به البيت الأبيض علينا، ونكاد نكون أسارى لسياسة الخزانة الامريكية التي فرضت قيودها القاسية في التعامل معنا، في حين لدينا اكثر من 80 مليار دولار مودعة في البنك الفدرالي الامريكي، واغلب الظن ان حكومتنا طالبت بإطلاقها، او سحب جزءا منها، لكنهم يرفضون اطلاقها. .
لا شك انكم تعلمون اننا كنا نرزح لسنوات تحت قيود الفصل السابع، واننا تحررنا ظاهرياً من تلك القيود، لكننا مازلنا مكبلين ببعضها، ولم يصدر أي قرار صريح من مجلس الأمن يقضي بتحررنا كلياً من الفصل السابع. ولأميركا وخزانتها وبنوكها الفيدرالية مخالب وتمددات في عموم بلدان الشرق الاوسط، وهي التي وضعت عواصم المنطقة تحت مظلة الارتباط بالدولار، فجاء تراجع العملات المحلية في تركيا وإيران والعراق وسوريا ولبنان متزامناً ومتوازياً في هذه البلدان على الرغم من تباين مواردها وثرواتها وظروفها الاقتصادية ؟. .
يقولون: عندما تكون صادرات الدولة أكثر من وارداتها فإنها تحقق عوائدا مالية تؤدي إلى زيادة الطلب على عملتها، فترتفع القيمة السوقية لهذه العملة. ونحن نقول: إذا كان هذا الكلام صحيحاً فكيف تدهورت الليرة التركية في الوقت الذي تشهد انقرة تصاعداً مضطربا في الصادرات ؟. حيث سجلت صادراتها عام 2021 حوالي 23.4 مليار دولار؛ وفقا لبيانات رسمية، محققة زيادة 24.6% مقارنة مع الشهر نفسه من عام 2022، وأعلى مستوى شهري في التاريخ. .
ختاما ينبغي ان لا ننسى ان وزارة الخزانة الامريكية تمتلك سلطة اصدار العقوبات ضد البلدان التي ترفض الرقص على إيقاعاتها، وبالتالي فان مصيرنا صار بيد هؤلاء من حيث ندري أو لا ندري. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟