أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد مطشر - هناءات ٌ متكرّرةٌ ... إليكِ مرّة ٌ أخرى














المزيد.....

هناءات ٌ متكرّرةٌ ... إليكِ مرّة ٌ أخرى


رعد مطشر

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


ما زلتُ أراكِ في تفاصيل المكان، وألمحكِ تصحينَ معي، وتنامين بين ساعديَّ حين يحاصرُني الحنين، فلماذا حين أراكِ أظلُّ وحيداً... رغم أنـّني رافقتُ الحربَ كثيرا ًولَمْ أنفرد إلاّ بالبهاء ؟ ولماذا تظلُّ كفّاي شـريدتين, وأنا الذي كنت دليلَ الصباحاتِ المتشظّيةِ في رشقةِ مدفع, كنتُ دليلَ كلَّ شيء، أماّ..أمامك فأبحثُ عن لسانٍ ينقذُني من خجلي وضياعي، أعرفُ انّكِ كنتِ تربطينَ لساني بالحياء، وأربُطُ قلبي على ساريةِ التشتّتِ... أريدُ أنْ أقولَها: أحبـُّكِ أحبـّكِ أحبـّكِ.. فلِمَ تحبين الهواء؟! أأخرجُ لك دمي؟ هاكِ إنُّهُ أنا الذي عاشرتُ القتلى، صافحتُ سخامَ أكفانـِهم مراراً ومراراً , وكان وجهي أبيضَ كالشهادة , حطـّمتُ معاركَ الأمس واليوم , ولكنّي أمامك شراعٌ محطّمٌ.. ما الذي أبحرَ بي إليك ؟ يا الله دلـّني على عنوان حياتي وأخطائي لأرسمَ طفلتي المدللّة؛ كملاك وأسيرُ أمامها معتدلاً.. انظري ؛ مسيرةٌ بهيّةٌ لا شيء فيها إسمُهُ إلى الوراءِ دُرْ , وكيفَ أرجع إلاّ إليك، فبوصلتي تشيرُ نحوكِ دوماً ، وأنت تشيرينَ إلى قلبي: تحطّم , وكيفَ أرجع, وبكَ كنتُ أستعدُّ لكلَّ شيء, وفيك كنتُ أستريح من كلّ شيء, وفيك أستريحُ وأستعدُّ، وأستديرُ..أتركُ روحي ليأخذها المدُّ في ارتقائه وامنحهُ جسدي لتعشقَهُ موجتُك الوحيدةُ.. ياه .. يا صيحةَ العشقِ والموتِ.. مخبولٌ يبحثُ عَنْ قرار.. مخبولٌ يبحثُ عن رجولتِهِ أمام عينيك، فأميلُ إلى بريقهما وتميلان إلى حائطٍ من سرابٍ يصفعُني.. أما تكفي الصفعات؟ فحين أذكرُ صفعاتِ أبي صغيراً تصفعُني وحشةُ الحربِ كبيراً وتفرّقني ركلاتُ أصدقائي الموتى ، وتسحبـُني بسماتهم المخبوءة في نداءاتِ السماء المتكرّرة : تعالوا.. تعالوا .. ياه .. حزنٌ ورحيلٌ صوب الذكرى والسنوات المطفأة، واختفاء وجهكِ بين الترقّب والبحث والثبات.. وأنتِ عادةً سِرْ, وأنتِ: هرولْ حولَ سارية ِالحرب, وأنتِ: ازحفْ حولَ أعدائك المجانين, وأنتِ: ارتباكٌ وانسحابٌ منظّم, وأنتِ تناثرُ خطواتي الثقيلة وانكسارُ يدي, وأنتِ: ارفعْ يدك باستقامةِ الطيور, وأنتِ وأنتِ..وأنا ابركُ بانتظار إخراج رجليّ اليسرى من شِبَاك يدي اليـُمنى .. فألتفُّ حولَ نفسي في ليلِ المسافات المتعثّرة لأُفصّلَ على حياتـِكِ مقاسَ موتي, وأغسلَ ثيابَك من عثرات قلبي.. تتعجبينَ .. لا تتعجّبي فأنا وأنت مثل الحبَّ والحرب؛ كشفٌ واستلاب، موتٌ وانجذاب, أنوثة ٌ ورجولةٌ.. أعرفُ إنّكَ كنتِ تسمّين الموتَ رجولةً وأنا أسمّيكِ الحياةَ فلا ادري في أي هجوم سنتّحد ؟ أو في أي وقتٍ سيأنسُ الموتُ ليصيرَ أليفاً كالحياة , ولا أدري ماذا اسمّيك يا إسماً في هنائه ذبول ضيائي, يا سيّدة الشكّ اقتلي ظنوّني , تسامي لحظةً من أجلي , فالشكُّ يا هنائي ؛ ذراعُ الموت إلى الهاوية ، والخيانة بابُ الدخول إليها .. وأنا احملُ شارةَ الموتِ والقلقِ الآنَ وقبل الآن...انظري؛ هذا نتاجُ الشكّ سيـّدتي؛ عيناكِ.. أعني...عينيّ تدوران في أسئلةٍ يخنقها الذهول ، تضيعان في مضائق لا تنتهي أبداً .. وأنت ِمثلُ مودّة ٍعانس، تمزقين حياتي إلى طلقتين تنامان في رأسي وقلبي كالجنازة.. أنتِ سماءُ ظنوني، وبستانُ شكيّ الذي قاد عقلي إلى الهاوية.. هنا كنتُ أصرخُ يا هناءَ الدم الذي فاض هنا.. يا دمي، هاتِ لي حُلُماً يغسلُ أعيني من الركض خلف القصف والنكوص.. دعيني لا تحاولي دفعي .. فأنا زائر تثقلُهُ الساعةُ ويعانده الوقتُ.. اسمعي نوحَ الليل ونعيبَ غرابِ البين..وَدقَّةَ الأرض.. اسمعي لغمَ الحقولِ .. أُمّك حوّاء أضاءت قلبَ أبي لحظةً واحدةً فتهدّمت بعده الجنّة .. فأنيري قلبي بربعِ لحظةٍ ولتسقط بعدي كلُّ الحروب.. أعرفُ ردّك، فما دمتِ لا تقدرين على إعطائي الهناء، فاتركي لي بعض الوقت لأرقص معك, لا تضحكي من طلبي وجنوني, أرقص معك تحت السماء الصافية.. كنتُ أحدّثك فيما مضى عن بنات نعشٍ؛ حين كُنْ يتلألأن عندما نكون معاً وحين نفترق , وقد افترقنا , يحملنَ نعشي .. لا تضحكي ولاتذكّريني بالفجر الذي سيبزغ قريباً .. نعم..الوقت يحاصرني؛ الوقتُ.. وقتٌ أحمقٌ أعارني ضيقَ ساعته وأعرتـُه وسعَ عمري والمحبّة، هناء هناء .. أقولُها حين يحاصُرني الوقتُ فيأكلُ الرصاصُ همزتَك الوحيدةَ ويظلُّ لي هُنا أو.. هَنَا.. لا ترتجفي هكذا .. فالرصاصُ أنا..



#رعد_مطشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانت البلاد تنامُ عند ساعديه .. بأمان
- كلكامشُ يسألُ عن بلاد وادي الموتيْن
- وأنا أتقاطرُ مِنْ مِعْصمي
- سلاماً .. أيُّها الفؤادُ السالم بالعراق
- تماسكي بغداد .. فالانفجار قريب
- هنا تماماً.. هنا... حريقُ بغداد
- هل كان ميلادنا .. مقبرة أفراحنا
- أيام الشاهين القتيلة
- رسالة ليست متأخرة ... الى ولدي محمد
- ايام الشاهين القتيلة
- شمس .. إلتقاطات الظهيرة الباردة
- كولالة نوري : الشعر إتزان الجميع
- نحن معا ًفي حبّ هذا العراق العظيم
- اليد تكتشف كرويّة جنونها
- عبد الرحمن الربيعي ... أيّها الغريب رتّق نيازكي
- مساقط الضوء أم مرثية الإنطفاء
- كرخيتي لآليء النور


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد مطشر - هناءات ٌ متكرّرةٌ ... إليكِ مرّة ٌ أخرى