أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد مطشر - رسالة ليست متأخرة ... الى ولدي محمد














المزيد.....

رسالة ليست متأخرة ... الى ولدي محمد


رعد مطشر

الحوار المتمدن-العدد: 1665 - 2006 / 9 / 6 - 08:54
المحور: الادب والفن
    



حينَ ذهبتُ إلى هناك.. إلى التفريق بين صهيل الخيل وزفير الحديد، بين التقهقر وحرية التقدّم نحو الخراب، بين منع التجوّلِ وعلامات التحذير.. سرقوا ولدي... حينها بدأت دمائي بفرز كريات الأشياء، ومسحها، والتفريق بينها، رِغْمَ إنَّ التفريقَ لمْ يَكن سهلاً في غياب المنطق والأمكنة، لكنّني كرّرتُ موتي بموتهِ، وسفري بغيابِهِ، واندفاعي نحو النور بسورِهِ وضحكته المخطوفة وصوتي الباكي: ولدي.. يا محمّدُ.. أناديك وأتوسّلُ بعزّةِ ومكانة محمّدِ الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليظهرَ الآنَ وينصفنا من خطف حياتِنا على التأويل، وأسمع كلمات محمّدٍ آخرَ يواسيني في غربتي: تماسكْ.. فمحمّد سيعود! فالأشياء الجميلة لا يمكن أن يخطفها الأشباه.. وتصبّرْ.. لأنّ الموت سيكفَّ عن لومِك في الأخير.. وأنا بين محمد المخطوف ومحمد الصديق ومحمد الرسول أتيه.. يضيع منّي التفريق بين جثث الذين جاءوا بعد (السقوط)، لأنَّ التفريق لم يكن سهلاً، فكلّما حطّمتُ جداراً من الأصدقاءِ صار بيني وبين ولدي جداراً شاهقاً من الأعداء، والرهبة.. يغلقُ سمعي عن صوت خلودي المتشبّعِ بالموتِ والضياع، ويسيّج رؤيتي بالظلام المخيّمِ على صوت السهاد المتكئ على بحرِِ الولد، وشهقات الهيام المرعوبة من فقدان السلام.. لكنّني رُغمَ هذا عبرتُ على خوفي، يا صديقي (الحسَنَي).. فلا تشكَّ بموتي أو عبوري إليه.. فالشكُّ لم يخالط عقلي، لكنَّ رصاص الحسد والحقد وإتهام الأصدقاء والأعداء أكل سمعي وبصيرتي.. لذا تشظّيتُ.. وأنا أراه غافياً بسلام، لم ينسَ إطعام الحياة، متناسياً صرختي، مصغياً للفراغ: ولدي إنّه كمين.. أوقعوا أباك فيه.. حين إستدرجوك إلى منطقة القتلِ.. في الأزمنة والأمكنة التي يخلقها تعدّد الكراسي الفارغة أصلاً.. الكراسي التي تبحث عن أسرار طفولتنا، وصور أخطائنا الأولى، وميولنا السياسية وإتجاهاتنا الدينية.. فتخطف وتقتل على التأويل، فالأوّل يقتلك لأنّك على غير مذهبه والثاني يمحو تأريخك لأنّك على غير خطّه السياسي والآخر يخطف فلّذة َقلبك لأنكَ أنزلتَ صورة عراقي شريف في جريدتك، عراقي لا دخل له في ماهية إنتمائك أو مذهبك أو قوميتك.. هكذا يسرقك الأشباه والأصدقاء والمقرّبون أو يخطفوا أنوارك الجميلة لأنك لم تبعْ حياتك لأحِد، ولم تتوسّل إلا بموهبتك وذكائك وشهرتك، هكذا يسرقنا الأشباه من ذاتنا حين نعطيهم الأمان فيحوّلوا مركّب نقصهم إلى مجازر تجعل حياتنا البيضاء الناصعة متسخة بأوهام عقولهم المريضة.. فيا ولدي.. أمنحني فرصةً لأمنحكَ بعض حياتي.. في هذه المدينة المسوّرة بالموت وأكاليل التأويل ومختبرات الدم ونكسة الأمل وظلمة الحريق، أسمعني وأنا أنادياك تحت صفعة الموت والحديد المتشظّي والأسلحة الخائفة.. ولدي كل الخاطفين، القاتلين السارقين، أصحاب الكراسي سيختفون في كراسي إختلافهم وسينتحرون عمّا قليل.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الشاهين القتيلة
- شمس .. إلتقاطات الظهيرة الباردة
- كولالة نوري : الشعر إتزان الجميع
- نحن معا ًفي حبّ هذا العراق العظيم
- اليد تكتشف كرويّة جنونها
- عبد الرحمن الربيعي ... أيّها الغريب رتّق نيازكي
- مساقط الضوء أم مرثية الإنطفاء
- كرخيتي لآليء النور


المزيد.....




- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد مطشر - رسالة ليست متأخرة ... الى ولدي محمد