أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - لقاء مع شاعر الشعب البسيط زكي عمر .. المشاكس (72) - صفحات من أوراقي الصحفية















المزيد.....

لقاء مع شاعر الشعب البسيط زكي عمر .. المشاكس (72) - صفحات من أوراقي الصحفية


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 08:18
المحور: الادب والفن
    


رحلة في رحاب الكاتب السيد حافظ
- المشاكس- (72)
24 / 5 / 1983
ثقافة
لقاء مع شاعر الشعب البسيط
زكي عمر ..
نحن نكتب الشعر
و عدوية السياسي يردد الشعارات
سألته ما اسمك ... ؟
فقال : ("لا داعي" لذكر الأسماء لا داعي للتشهير .. لنا أعداء) (لا داعي) تحاصرني من الجبهات فلترحل فورًا "لا داعي" للإبطاء . فبلاد الدنيا ، باتت منفى للشعراء و قبرًا للفقراء .
يناديه أهل القرية : الباشمهندس زكي
و تناديه أمه : الواد زكي
و يناديه المثقفون من أهل القاهرة : الشاعر ابن الريف
و في بطاقته الشخصية : زكي عمر ..
أعرفه صديق الكلمة المضيئة الموقف الواضح و نبض الشعب
هذا هو الولد زكي عمر
شاعر الشعب البسيط في مصر ..
○ كيف بدأت مشوارك مع الشعر العامي ؟
- نهارًا في "الغيط" الحقل ، حيث أغنيات العمل المأجور ، و مواويل البسطاء .. على "المصطبة" مساء ، حيث "حواديت" أمنا الغولة ، و الشاطر حسن ، و أبو رجل مسلوخة و حكايات أمي قبل النوم ، و .. كان يا ما كان ، كان فيه جدع فلاح اسمه زكي ، عنده جلابية زرقاء ، يحيرها و يديرها .. و نجيبها من أولها . كان فيه جدع فلاح .. و هكذا حتى أنام !
و المقصود هنا أن ذلك الجدع الفلاح لا يملك إلا جلبابًا أزرق اللون "يحيره" يقلبه اذا اكلت الشمس لونه أثر انحنائه – عملًا- طول النهار "ويديره" يجعل ظاهره باطنه حتى يصبح الجلباب لونًا واحدًا ، هو اللون الباهت .
لذلك .. كان لابد أن يصرخ ذلك "الجدع الفلاح" ذات صباح أو ذات مساء و يقول : آه و إذن لم يكن غريبًا أو مستغربًا ، أن تخرج تلك "الآه" شعرًا ، أو شيئًا يسمونه شعرًا !
○ كيف اتجهت للمسرح ، و ما هي نتائج تجربتك الإبداعية معه ؟
- أيضًا فوق المصطبة و حولها ، حيث كنا – صغارًا – نقوم بتشخيص حواديت المساء ، و طبعًا كانت صياغتنا للحوار عفوية و تلقائية كل حسب قدرته على التخيل ، و قدرته على إضحاك أو إبكاء أو تخويف الآخرين من أطفال الحارة .. كانت البيوت بأبوابها و جدرانها و شبابيكها و أسطحها هي الديكور ، و ضوء القمر و ظلاله هي الاضاءة المسرحية و المصطبة و ما حولها من شوارع و حارات و أزقة هي الخشبة .
من المسرح المفتوح / المصطبة في القرية الى المسرح المغلق في المدينة انتقلت راكبا قطار الكتب المدرسية و المنزلية .. من كفر الاعجر "القرية" الى المنصورة "المدينة" و في قلبها في المسرح .
هل تندهش اذا قلت لك ان "البروفات" التدريبات المسرحية كانت و ما زالت تشدني اكثر من العروض ؟ .. أنا أحب حد العشق مرحلة الولادة ، و في الناس و الأشياء .
ما كان يشدني في تلك الفترة المبكرة ، هو الحوار المسرحي ، النص .. و شيئًا فشيئًا أصبح لي وجهة نظر فيما أسمعه و أراه و أقرأه ، فيما أعيشه .. الفكرة .. المعالجة .. الموقف .. الفن .. المنطق ..
الإيهام بأن ما يقال على الخشبة ليس من تأليفك ، و إنما هو كلام الشخوص التي تحياها، كيف ؟ في القرية كنا – العيال – نكتب نصوصنا المسرحية و نمثلها و نخرجها .. و نشاهدها أيضًا بشكل جماعي ، أما هنا فالأمر يختلف .
في البداية أعددت مسرحية لمسرح العرائس ، اسمها "الفانوس" عن قصة قصيرة لعبد الله الطوخي .. لكنها ضاعت من مكتب المدير صلاح السقا(!!) والمشكلة أني لم أحتفظ بنسخة منها ، ثم كتبت أغاني لمسرحية "المشخصاتيه" لعبد الله الطوخي و إخراج عبد الرحيم الزرقاني عام 71 .. خرجت من السجن عام 73 ، و قامت حرب أكتوبر ، فأعددت عرضًا مسرحيًا غنائيًا من أشعاري . استمر العرض أربعة أشهر متتالية على خشبة مسرح الجمهورية من إخراج عبد الغفار عوده تحت اسم "مدد .. مدد .. شدي حيلك يا بلد" .. أثناء ذلك و بعد رفع الستار عن "مدد" بأسبوع واحد كان مسرح المنصورة القومي ، يعرض لي عملًا آخر بعنوان "الشرارة" من إخراج محمود حافظ .. ما لبث أن انتقلنا به إلى القاهرة ليعرض بجوار زميله مدد على خشبة مسرح العرائس ثم إلى الاسكندرية .. و باقي المحافظات .. (كانت ايام) .
فجأة استيقظت ذات صباح لأجد نفسي و قد أصبحت نجمًا .. رجال أعمال القطاع الخاص يطلبونني ، "مش ممكن" .. بصراحة خفت ، و تصورت أن هناك مؤامرة ضدي و أن هناك من يعمل على أن أنسى عنواني ، مثلما فعلوا مع آخرين قبلي .
قلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا يتبناني الذين أحبهم ، و الذين أرفع معهم شعار الفن للحياة أو الفن للجماهير ، لم أعد أذكر .. أنك تضغط بيدك الآن على "الدمل" الذي في قلبي و على المسمار في عقلي .. فارفع يدك قليلاً، أرجوك .
بعدها – باختصار – كتبت مسرحية "طلوع الفجر" و أعتقد أن العنوان له دلالته .. و فازت بالمرتبة الأولى بين مسرح المحافظات عام 77 حيث تقدمت بها للمسابقة بمحافظة مرسى مطروح .
هل أحكي لك عن ( حكاية عبد الفتاح الجندي و الولد زكي )؟ .. لقد كتبتها خلال عامي 69 و 70 ، و أنا لا أعرف هل هي رواية شعرية ، أو مسرحية ام رواية ..
لقد كتبتها و خلاص . و ها أنا – أخيرًا – قد وجدت من يتبناها في اليمن الديمقراطي ، و ها هي الآن مطبوعة بين يديك . إنها – في رأيي – أهم أعمالي على الإطلاق. هل هذا إرهاب من جهتي ؟!
* كيف ترى جيلك من شعراء العامية في مصر ؟
- لم أعد أراهم منذ غادرتهم بظهري ، مضطرًا .. أحيانًا تأتيني أصواتهم من بعيد ، أفرح .. لكني أخذ على بعضهم أنهم يكتبون العامية و يفكرون "بالخاصية" و .. أن أحدًا منهم لم يطرق باب الكتابة للمسرح بعد ، مع أن المسرح هو مستقبلنا ، امتدادنا ، عمقنا الاستراتيجي ، بالتعبير العسكري.
* هل للفنان دور – الآن – في مرحلة عدوية المطرب وعدوية الشاعر وعدوية السياسي ؟
- إسمع .. عندما قررت الهجرة او عندما دفعت دفعًا لتعاطيها كانت هربًا في الأساس من عدوية إنه أفَّاقْ بحيث يرفع شعار الجماهير بينما يحارب شعراءهم ، إنه يضرب شعراء الطبقة العاملة و يتبنى المسخ .. إنه بليد ، و مغرور و مدع بحيث يجعل منشوره أولًا و القصيدة أخيرًا ، أخيرًا ، و بالتالي فهو ممثل الجماهير الأوحد و المتحدث باسمها و يا ويل الجماهير إن هي تكلمت بلسانها .. باختصار إنه الطابور الخامس داخل الحركة الوطنية و يا ويله مني .
إن عدوية المطرب لم يأت من فراغ و كذلك عدوية الشاعر و باقي العدويات .. و لا شئ يأتي من فراغ حتى الفراغ ذاته .
*ما دور الأغنية في العمل السياسي ؟
- أنا افصل تعبير العمل الجماهيري عن تعبير العمل السياسي .. و من ثم لا أحبذ الصراخ في الفن بدعوى تحريض الجماهير و أمقت الذين يغنون المنشور السياسي و ينشدون الشعار المرحلي هذا رأيي "واللي يزعل يشرب من البحر" .. و مثلما أنا ضد تخدير الجماهير – حد الاحتراق أبد الدهر – باسم تحميس الجماهير .. إن الهتاف في الفن مضر للغاية و عليه فأنا مع الأغنية الهامسة المقنعة التي تدعو الجماهير لأن تتأمل و تفكر ثم تتخذ قرارها بحرية و بلا دق فوق رأسها .. لست مع الأغنية التي تناضل نيابة عن الجماهير ، إن الأغنية التي أريدها هي الأغنية التي تناضل الجماهير دفاعًا عنها .. و أبدًا ليست هي التي ترضي غرور عدوية السياسي و لا هي التي تغطي مؤخرته .
*لماذا تحول الكثير من شعراء العامية المصرية إلى الأغنية الخفيفة تاركين الأغنية / الشعب خلف سياج الماضي بدءً من صلاح جاهين حتى سيد حجاب؟
- عفوًا و معذرة .. إن سيد حجاب لم يكتب شيئًا رخيصًا او مبتذلا و كذلك الابنودي و مجدي نجيب و عبد الرحيم منصور ، مثلًا .. دعك من السلوك الشخصي للبعض منا ، فيكفي أنهم لا يكتبون من خارج قناعاتهم ، و الكاتب ما يكتبه .. لقد لجأ بعضنا إلى شاطئ الأغنية الخفيفة بحثًا عن الأمان بين أحضانها .. و مثلًا هل (الباقي هوه الشعب) لسيد حجاب أغنية خفيفة ؟ .. و على فكرة انا لا أدين صلاح جاهين / الأب .. و إنما أدين و أتهم ما أسميته أنت ب "عدوية السياسي" أنه هو الذي يحاصرنا و يدفعنا للبحث عن "قشة" وسط المحيط فإذا ما وجدناها بعيدًا عنه راح يشخبط - بفرشاة ألوانه على وجوهنا .
و أرجوك لا تنسى أن عدوية السياسي هو قاتل نجيب سرور و أحمد عبيدة .. و هو الذي أسكن فؤاد حداد / الجد " مقابر الخفير " مؤخرًا .
و أطمئنك فأنا و آخرون لم نعد نخشى ذلك " العدوية " .. بعد أن اكتشفنا – بالصدفة – أننا نكتب الشعر بينما هو يردد الشعارات !!



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سندريلا فى قالب عربى معاصر - دراسات في مسرح السيد حافظ بقلم ...
- المخرج دخيل الدخيل يتحدث عن مسرحية - سندريلا - بقلم: صالح ال ...
- جماليات الحوار في مسرح الطفل عند السيد حافظ بين القيمة المعر ...
- شهادة من يوسف حمدان حول مسرح الطفل عند السيد حافظ (192)
- في لقاء مع الكاتب فؤاد حجازي .. - المشاكس (70) - صفحات من أو ...
- جلسة ثقافية مع المؤلف المخرج تيمور سري - المشاكس (71) - صفحا ...
- من مذكراتى 1971.. بقلم السيد حافظ..اللمحة الأولى : حول المؤل ...
- في لقاء مع الكاتب فؤاد حجازي .. - المشاكس (69) - صفحات من أو ...
- حوار مع الكاتب المسرحى السيد حافظ عن مسرح الطفل- 193
- فنون مسرحية: د. حسن خليل - المشاكس (69) - صفحات من أوراقي ال ...
- رؤية النقد لعلامات النص المسرحي لمسرح الطفل فى الوطن العربى- ...
- حوار مع الدكتور عادل المصرى- - المشاكس (68) - صفحات من أوراق ...
- مســـرح الطــفل فى الوطن العربى بقلم الدكتورة فايزة سعد
- هل يجذب تلفزيون الكويت هذا الوجه الإعلامي ؟ - - المشاكس (66) ...
- 200محاكمة علي بابا بقلم دكتورة : منيرة مصباح
- محاكمة علي بابا بقلم دكتورة : منيرة مصباح- 200
- الفنان سعيد النعمى - المشاكس (67) - صفحات من أوراقي الصحفية
- مسرح الطفل عند السيد حافظ بقلم د. ليلى بن عائشة - الجزائر
- وقفة فنية سريعة مع خالد العبيد - المشاكس (65) - صفحات من أور ...
- التناص والتغير الاجتماعي فى نصوص السيد حافظ بقلم دكتورة : لب ...


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - لقاء مع شاعر الشعب البسيط زكي عمر .. المشاكس (72) - صفحات من أوراقي الصحفية